إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[[ سارق الروح ]]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [[ سارق الروح ]]

    * ( إنني أعطر الريح ، أفلسف المسافات ، وبالغيم على قافلة الناي ، وبالصبح على قافلة اللهفة أحنو ، علّها تختلج الليلة أنفاس الجراحات التي تفترس القابع في أقصى شراييني وأخفي ! ) - الفلفل -

    * ها خيال أسود أتى .. ومضى .
    تراءى لي على أعتاب غرفتي " أ كنتُ أسكنها وحدي أم تسكنني معي ؟ " كان ذلك أول ما خطر على بالي .
    فعلى صدره غفت أحلى فصول حياتي إثارة ، وهمدت هناك بوجع البوح ، هناك فقط .. قبعت و واستكنّت !!
    سألني هذا الأسود المكتحل بملامح الليل " أما أهديتني ذات عشق نجمة ؟؟ " .. كنت قد اعتدت أسئلته لتوريط أجوبتي فيه , فأجبته " بل رميت العديد منها في قلبك ! " .. نظر باستغراب إليّ وباسترسال ناعس .. أكملت " لكني صدقت في واحدة فقط , ما بعدها .. أطلقتها زيفاً !! " .

    * لنبضي قرع طبول أفريقية عملاقة .. تدق مع كل رنة في انتظار استجابة لندائي .
    لم يكن خوفاً فقط .. بل مزيج من الرهبة والرغبة .. القلق والندم .. و ..... فكرة لم ترأف بي أخذت في التنامي بهدوء " لا زلت أحبه " !؟
    بحة صوته المتعبة أنبأتني وجوده ، جاءتني " هلا .. مرحبا " على غير الوجع !!
    لم أعرف وقتها .. أكان عمري هو كل ما استغرقته لأقول فقط " لا باس عليك .. سلامات عيوني .. ما تشوف شر " .. أم كان حزني المختزل اختصاراً في بضع جمل .. أو أنني أردت سماع وقع المفاجأة في صوته ؟!

    * في حافظة نقودي صورة لمحها الأسود .. وسألني عنها , " دائماً .. ظننت أن للأماكن هيبة ليس لنا أن نتخطاها . لكني هنا اكتشفت أنّ مثل آيا صوفيا أمكنة مثالية لتخشع فيها بحب ! " .. كان ذاك ردي على سؤاله , كما كانت تلك صورتنا أنا وهو .. وآيا صوفيا .. في عناق !
    لمحت في عيني الأسود ابتسامة خفيفة , قال لي " الذاكرة لا تحتاج تذكرة مرور كي تفرض تفاصيل أحداث قديمة مرّتنا عجلى أو على مهل " .. خفض رأسه قليلاً ثم أكمل " هي تأتي .. تلقي التحايا فقط ثم تهرب بعد أن تعصفنا وتقصفنا " .. وأتبع حديثه بضحكة .. " الذاكرة تختزلنا صوراً , .. والصور تختصر مشاعرنا بعد ذاك في دمعة أو ابتسامة . لعبة القدر ... ألم تفهمين ؟؟؟؟ "

    * أعادني صوته الموجوع إلى نبضي الساكن " يااااااااااااه ... متأخرة بـ عمر يقترب من موتي . أكان يلزمكِ عمري ؟؟ " هكذا تفوه بالكلمات وأوجع قلبي .. أكثر .
    لم يدرك يوماً مذ عرفني .. أنني منذ بدء مجيئه .. وأنا خائفة ، وحينما كنا معاً .. كنت أيضاً خائفة ، وهانحن الآن بعد الذكرى .. ما أزال خائفة . لم يدرك .. من رجفة صوتي أني بلغت من الخوف مالا يمكنني قهره بادعاء اللامبالاة .
    كنا في محادثة على هامش وجعي وعجزه .. نتساقط .. وتهرّبنا روح .. كأننا المطر !
    كان خوفي يتساقط .. ويحملني نبض .. كأنه الوطن !
    وكان عجزه أيضاً يتساقط .. ويعمّقه فيّا أمل .. كأنني القدر !!!

    * كانت عيني قد غفت حينما قبّلها الأسود بحنان أيقظني ، فقال " أول الخيوط البيضاء ستلتلف حول عنقي بعد قليل . لابد أن أغادرك الآن ! " صمت .. يتأملني قليلاً يتأكد إن كنت اسمعه أم لا .. ثم أردف " قائلاً وهو يلملم بعضه من على سريري ومخداتي " سأراك الليلة القادمة ! " .. قبّل جبيني وأختفى .
    كان هذا حاله دوماً .. يأتي .. يزرع اسئلته في رأسي .. يشاكسني .. يفتشني .. يمازجني ويحاكمني .. ودائماً .. دائماً .. يسلبني دمعي وأحزاني فلا أراها إلا فوضى تعمّني وأركان غرفتي .
    لم يقل لي هذا الأسود يوماً .. من أين يأتي وأين يختفي , لكنه يظهر مع أول الخيوط المذابة عند حدود عناق السماء بالتراب ثم يختفي حالما يبدأ النهار نصب مشنقته !!
    بين ظهوره واختفاؤه يسكنني ! .. وهذه المرة أختفى ولم يقل لي من منا الملتصق بذاكرة الآخر .. وإن كانت نجمتي الصادقة المزروعة فيه .. تغار منها الشمس أو .. خبت فرحها .. ؟!

    * ألجمتني قطع تناثرتها على وجه هاتف عن الكلام لوهلة ، تذكرت تلك الأغنية التي تقول " Too much love will kill you " .. لم أصدقها حينها .
    لم أكن أرى بعد صوته غير نبضي المهترئ .. كنت متأخرة عنه بخوف ، فقط لأن عمري الافترضي كان منتهي الصلاحية لكثرة العطب .
    قلت له " بل كان يلزمني عمري لأواتيك بشجاعة السؤال " .. كنت أستمع صوت آخر مع انفاسه المتعبة على الهاتف .. كان صوت حفظته ذاك الزمن يوم كنا .. " أنا الآن مجرد ظل زائل .. ليوم آخر يمضي بي في قدر .. أستنـ ... " قاطعني " بل أنت الآن ظل ما زال حاقداً عليّ !! " .. بحدة قلت " نحن من يختار أقدارنا ، لم يكن ذنبي أنك تخليت في يوم عن نبضك ورحلت ! .. كان ذنبي أني أرسلت نبضي " رغماً " ورائك !! .. هل هي القصة المعتادة لقصص العشق المختومة بنهاية تراجيدية ؟؟ كان ذلك بالتحديد ما ظننته يوم المقهى الأخير . "
    صوته المبحوح نطق بغضب يقول " إذن تتصلين للشماتة ؟ " .. فاجأني هذا الغبي .. " بل خوفي من دفعني ، ٍاعترف للمرة الأخيرة ... نبضي نسيته عندك " ..
    سادنا صمت خندقنا حول سماعة هاتف لا يعبره بين الفينة والفينة إلا توجعه .. حتى عبرته حروفه " نبضي تركته هناك .. الآن أحيا .. لك .. وله !! " .........
    " فلتكن إذن بخير .. له !! سأرقب أخبارك الطيبة ." .. واقفلت .

    * كانت إشراقة المشنقة أحلى ما يمكن أن تشاهده عيناك بعد معركة مع خيال أسود تحبه .. تمنح على أثرها وساماً فخرياً من الدرجة الأرقى والأغلى لأنك ما زلت على قيد الحياة ، لكنك من خلال حبالها تتزود الراحة استعداداً لحرب أخرى مع الأسود .. تطل فيها وجوه كثيرة .. تسرق روحك .. كوجه حبيب .. مثلاً .

    .. غادة ..

  • #2
    غااده خاالد

    وبعد التحيه



    كلماات جميلة مؤثرة بمااتملكه بين جنبااتهاا من ابدااع عرف طريقه نحو صيااغة الكلماات بشكل



    مؤثر وجذااب فتهاادت له الكلماات طوعاا لعكس الصورة الجذاابة جمالا اخّاذاا بما تنقشه انااملك في هذا


    المتصفح امامنا او غيره مما حمل توقيع الكااتبه القديره غااده خاالد


    .. تمنحي على أثرها وساماً فخرياً من الدرجة الأرقى والأغلى لأنك رمزاا للابدااع حااضراا ومستقبلاااا


    وتأكدي ان too much love will not kill you at all




    خاالص تحيااتي

    تعليق


    • #3
      مدلهم العايضي ..

      شرف لي أن تتواجد بين أحرفي .. أيها المدلهم .

      لا أخفيك أن التواجد في النداوي .. يخيفيني .. هناك أقلام لا يمكن مجاراتها بتاتاً ...

      وهناك أقلام ... لا يمكن حتى .. التفكير بـ الكتابة عنها ولها أو الرد عليها .

      أنا .. من الأقلام ... التي تشق طريقاً جديداً هنا ...

      لي جواز زرور دبلوماسي في منتديات أدبية .. لكن هنا ... جوازي " أبله وأشرب ميته "

      لست كاتبة قديرة ... هناك من هي أقدر مني .. ليكون هذا الوصف لها .

      دمت لي بشرف التواجد ... سيدي

      غادة

      تعليق


      • #4
        إبدااااااااااااااااااااع يا غـاده...

        أهنيك بلا حسد على هذا الإحساس الراقي وصياغة الكلمات ...

        لابد أنت تضعين حرف ( د ) قبل أسمك...

        ( فلسفة المسافات )... والله أنك خطييييييييره..

        تعليق


        • #5
          غاده



          بقولها لك بكل صراحه


          اول مره بحياتي اقراء لنص ادبي في النداوي


          واعجبتني ياغاده


          استمري وانا من متابعينك


          وبالتوفيق

          تعليق


          • #6
            ماجد العاطفي ..

            شكراً لك .. حضورك الممطر .. بالثناء .
            حرف ( د ) .. لا يسبق أسمي .. غادة خالد فقط !!

            فلسفة المسافات = ( فلسفة حياة )

            تقديري ومودتي

            تعليق


            • #7
              نواف ال مركوز ..

              حضور لا يشبه إلا نفسه !!

              إن راق لك نصي ... فلا بد أنها ذائقتك .. الحلوة .

              شكراً لك .


              دمت بود

              غادة

              تعليق


              • #8
                غاده خالد

                اسم رائع وموضوع رائع اسعدني جداً هذا الادب الجم وهذا الاسهاب المتوشح بالوعي الذهني والراجح جداً


                اتيت لاسجل اعجابي


                ولك التحيه
                أقو حملن يتعب الكاهل الدين = وامر مايخشى النزيه الأهانه

                fahadr444@hotmail.com

                تعليق


                • #9
                  فهد رفاعي

                  أهلا يا مشرفنا .. !!
                  بل أشكرك لأنك قررت قراءة هذا النص المتواضع "جداً ".

                  حضورك .. همى على روحي .. بالمطر .



                  تقديري

                  غادة
                  التعديل الأخير تم بواسطة غادة خالد; الساعة 17-04-2002, 03:24 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    سألني هذا الأسود المكتحل بملامح الليل " أما أهديتني ذات عشق نجمة ؟؟ " .. كنت قد اعتدت أسئلته لتوريط أجوبتي فيه , فأجبته " بل رميت العديد منها في قلبك ! " .. نظر باستغراب إليّ وباسترسال ناعس .. أكملت " لكني صدقت في واحدة فقط , ما بعدها .. أطلقتها زيفاً !!




                    هذا النص على غرابته ورمزيته الموغله في الغموض فيه شفافيه وسلاسه لايمكن تجاهلها..

                    "الأسود" وما أدراك ما الأسود؟

                    ورد ذكر " الأســــود" ثمان مرات بصريح العباره وضعف ذالك أو أكثر بضمير أو أيحاء..


                    من هو الأسود؟


                    "من خلال حبالها تتزود الراحة استعداداً لحرب أخرى مع الأسود .. تطل فيها وجوه كثيرة .. تسرق روحك .. كوجه حبيب .. مثلاً "


                    هل كشفتي غموض النص في أخر مقطع يا غاده؟


                    لو كنت مكانك ما كتبت هذا المقطع



                    غاده خالد:
                    إسم يملك الكثير وأتوقع منه الكثير... فقط ترقبوه



                    أخوك,
                    قلـب الذيــب





                    [poem=font="Simplified Arabic,4,#8D1302,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
                    لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ = فلا يغر بطيب العيش إنسانُ
                    هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ = من سره زمن ساءتهُ أزمانُ
                    وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ= ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ [/poem]


                    [align=center]أبو البقاء الرندي[/align]



                    إضغط هنا لديواني الإلكتروني:

                    saeedalhumali@hotmail.com

                    تعليق


                    • #11
                      احيانا يظطر المرء للوقوف امام نص متكامل


                      وانا اقف امامها للمره الثانيه




                      تسلمين يامبدعه

                      تعليق


                      • #12
                        .. سعيد الحمالي ..

                        أيها العزيز ..

                        قد تكون موغلة في الرمز .. والغموض ..
                        قد أكشف كل ما فيها ..
                        لكن ...
                        نحن بالعادة نكتب لشئ ما في أنفسنا ..
                        نكتب لنصرخ بيننا وبيننا .. فقط .
                        أنا أكتب لأتنفس ..
                        لا أهتم إن .. حطمت قاعدة ما في كلماتي .. أو حطمت قناعة يراها غيري .
                        المهم .... أنا .

                        لنقدك دوماً ... ترحاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااب .. كبير في قلبي ..
                        شكراً .. مرورك بي .. رغم المشاغل


                        دمت لي دوماً .. بود

                        غادة

                        تعليق


                        • #13
                          نواف ال مركوز

                          أطرق رأسي إجلالاً لتواجدك للمرة الثانية .
                          أعتذر عن هذا الوقوف الطويل بالنيباة عن حروفي ...
                          لكن ..
                          إن .. كنت ترى أنها تستحق .. فلا شك أن لديك حس رائع لاسشتفاف الكلمات

                          غادة

                          تعليق


                          • #14
                            الاخت / غاده




                            نص راقى



                            أن دل دل على أبداع القلم



                            وأطلاع الكاتب



                            والثقافه الادبيه



                            لله درك




                            تحياتى لكى

                            تعليق


                            • #15
                              سارق الروح

                              على غفله يسرقنا الحديث الكثيف الشفيف في الأعلى ! نعم لم يأتِ متخفياً .. ! لكنه يسرقنا ..كسارق الطفل من أبويه ......!
                              لاشك كنا في عتمه من وعينا .....أين كنا ؟ أين نحن الأن ؟
                              ونحن على علم بأن (الروح) في الفلسفه مايقابل الماده في الكيمياء ..كالزعفران وجدانيه كانت أو نفسيه !
                              صبابه ! هرمه متصابيه ..هكذا ترى بالعين المجرده .. والفطره المتجذره .. بالنقش !
                              تشعرنا بكتابتها هذه ... بل ترتبنا ..( تمهلنا .. تلهمنا ... ومن ثم تهملنا ....!) للشرود .. للتحليق .. لمطاردة بديهيات وحيها !
                              تتألق ...أكثر من ذلك بكثير ...تتعملق ... هناك في وصفنا تقصير .. تألق ..! وما الألق في الكتابه إلاها ..
                              نديه ..عذيه ..بل ندا من شذا ..!
                              مورقه
                              مورقه
                              مورقه
                              فلنحذر اللغه ....! لتكن على أهبة الأستعداد لأستقبالها ....! وأخذ الحيطه والحذر ... هناك أنامل قادمه للصبح الجديد .....!

                              فلتحيا السرقه ...إن كانت تأتي بهكذا نزف وعزف ووصف مغاير
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد ثاني; الساعة 18-04-2002, 01:49 AM.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X