* ( إنني أعطر الريح ، أفلسف المسافات ، وبالغيم على قافلة الناي ، وبالصبح على قافلة اللهفة أحنو ، علّها تختلج الليلة أنفاس الجراحات التي تفترس القابع في أقصى شراييني وأخفي ! ) - الفلفل -
* ها خيال أسود أتى .. ومضى .
تراءى لي على أعتاب غرفتي " أ كنتُ أسكنها وحدي أم تسكنني معي ؟ " كان ذلك أول ما خطر على بالي .
فعلى صدره غفت أحلى فصول حياتي إثارة ، وهمدت هناك بوجع البوح ، هناك فقط .. قبعت و واستكنّت !!
سألني هذا الأسود المكتحل بملامح الليل " أما أهديتني ذات عشق نجمة ؟؟ " .. كنت قد اعتدت أسئلته لتوريط أجوبتي فيه , فأجبته " بل رميت العديد منها في قلبك ! " .. نظر باستغراب إليّ وباسترسال ناعس .. أكملت " لكني صدقت في واحدة فقط , ما بعدها .. أطلقتها زيفاً !! " .
* لنبضي قرع طبول أفريقية عملاقة .. تدق مع كل رنة في انتظار استجابة لندائي .
لم يكن خوفاً فقط .. بل مزيج من الرهبة والرغبة .. القلق والندم .. و ..... فكرة لم ترأف بي أخذت في التنامي بهدوء " لا زلت أحبه " !؟
بحة صوته المتعبة أنبأتني وجوده ، جاءتني " هلا .. مرحبا " على غير الوجع !!
لم أعرف وقتها .. أكان عمري هو كل ما استغرقته لأقول فقط " لا باس عليك .. سلامات عيوني .. ما تشوف شر " .. أم كان حزني المختزل اختصاراً في بضع جمل .. أو أنني أردت سماع وقع المفاجأة في صوته ؟!
* في حافظة نقودي صورة لمحها الأسود .. وسألني عنها , " دائماً .. ظننت أن للأماكن هيبة ليس لنا أن نتخطاها . لكني هنا اكتشفت أنّ مثل آيا صوفيا أمكنة مثالية لتخشع فيها بحب ! " .. كان ذاك ردي على سؤاله , كما كانت تلك صورتنا أنا وهو .. وآيا صوفيا .. في عناق !
لمحت في عيني الأسود ابتسامة خفيفة , قال لي " الذاكرة لا تحتاج تذكرة مرور كي تفرض تفاصيل أحداث قديمة مرّتنا عجلى أو على مهل " .. خفض رأسه قليلاً ثم أكمل " هي تأتي .. تلقي التحايا فقط ثم تهرب بعد أن تعصفنا وتقصفنا " .. وأتبع حديثه بضحكة .. " الذاكرة تختزلنا صوراً , .. والصور تختصر مشاعرنا بعد ذاك في دمعة أو ابتسامة . لعبة القدر ... ألم تفهمين ؟؟؟؟ "
* أعادني صوته الموجوع إلى نبضي الساكن " يااااااااااااه ... متأخرة بـ عمر يقترب من موتي . أكان يلزمكِ عمري ؟؟ " هكذا تفوه بالكلمات وأوجع قلبي .. أكثر .
لم يدرك يوماً مذ عرفني .. أنني منذ بدء مجيئه .. وأنا خائفة ، وحينما كنا معاً .. كنت أيضاً خائفة ، وهانحن الآن بعد الذكرى .. ما أزال خائفة . لم يدرك .. من رجفة صوتي أني بلغت من الخوف مالا يمكنني قهره بادعاء اللامبالاة .
كنا في محادثة على هامش وجعي وعجزه .. نتساقط .. وتهرّبنا روح .. كأننا المطر !
كان خوفي يتساقط .. ويحملني نبض .. كأنه الوطن !
وكان عجزه أيضاً يتساقط .. ويعمّقه فيّا أمل .. كأنني القدر !!!
* كانت عيني قد غفت حينما قبّلها الأسود بحنان أيقظني ، فقال " أول الخيوط البيضاء ستلتلف حول عنقي بعد قليل . لابد أن أغادرك الآن ! " صمت .. يتأملني قليلاً يتأكد إن كنت اسمعه أم لا .. ثم أردف " قائلاً وهو يلملم بعضه من على سريري ومخداتي " سأراك الليلة القادمة ! " .. قبّل جبيني وأختفى .
كان هذا حاله دوماً .. يأتي .. يزرع اسئلته في رأسي .. يشاكسني .. يفتشني .. يمازجني ويحاكمني .. ودائماً .. دائماً .. يسلبني دمعي وأحزاني فلا أراها إلا فوضى تعمّني وأركان غرفتي .
لم يقل لي هذا الأسود يوماً .. من أين يأتي وأين يختفي , لكنه يظهر مع أول الخيوط المذابة عند حدود عناق السماء بالتراب ثم يختفي حالما يبدأ النهار نصب مشنقته !!
بين ظهوره واختفاؤه يسكنني ! .. وهذه المرة أختفى ولم يقل لي من منا الملتصق بذاكرة الآخر .. وإن كانت نجمتي الصادقة المزروعة فيه .. تغار منها الشمس أو .. خبت فرحها .. ؟!
* ألجمتني قطع تناثرتها على وجه هاتف عن الكلام لوهلة ، تذكرت تلك الأغنية التي تقول " Too much love will kill you " .. لم أصدقها حينها .
لم أكن أرى بعد صوته غير نبضي المهترئ .. كنت متأخرة عنه بخوف ، فقط لأن عمري الافترضي كان منتهي الصلاحية لكثرة العطب .
قلت له " بل كان يلزمني عمري لأواتيك بشجاعة السؤال " .. كنت أستمع صوت آخر مع انفاسه المتعبة على الهاتف .. كان صوت حفظته ذاك الزمن يوم كنا .. " أنا الآن مجرد ظل زائل .. ليوم آخر يمضي بي في قدر .. أستنـ ... " قاطعني " بل أنت الآن ظل ما زال حاقداً عليّ !! " .. بحدة قلت " نحن من يختار أقدارنا ، لم يكن ذنبي أنك تخليت في يوم عن نبضك ورحلت ! .. كان ذنبي أني أرسلت نبضي " رغماً " ورائك !! .. هل هي القصة المعتادة لقصص العشق المختومة بنهاية تراجيدية ؟؟ كان ذلك بالتحديد ما ظننته يوم المقهى الأخير . "
صوته المبحوح نطق بغضب يقول " إذن تتصلين للشماتة ؟ " .. فاجأني هذا الغبي .. " بل خوفي من دفعني ، ٍاعترف للمرة الأخيرة ... نبضي نسيته عندك " ..
سادنا صمت خندقنا حول سماعة هاتف لا يعبره بين الفينة والفينة إلا توجعه .. حتى عبرته حروفه " نبضي تركته هناك .. الآن أحيا .. لك .. وله !! " .........
" فلتكن إذن بخير .. له !! سأرقب أخبارك الطيبة ." .. واقفلت .
* كانت إشراقة المشنقة أحلى ما يمكن أن تشاهده عيناك بعد معركة مع خيال أسود تحبه .. تمنح على أثرها وساماً فخرياً من الدرجة الأرقى والأغلى لأنك ما زلت على قيد الحياة ، لكنك من خلال حبالها تتزود الراحة استعداداً لحرب أخرى مع الأسود .. تطل فيها وجوه كثيرة .. تسرق روحك .. كوجه حبيب .. مثلاً .
.. غادة ..
* ها خيال أسود أتى .. ومضى .
تراءى لي على أعتاب غرفتي " أ كنتُ أسكنها وحدي أم تسكنني معي ؟ " كان ذلك أول ما خطر على بالي .
فعلى صدره غفت أحلى فصول حياتي إثارة ، وهمدت هناك بوجع البوح ، هناك فقط .. قبعت و واستكنّت !!
سألني هذا الأسود المكتحل بملامح الليل " أما أهديتني ذات عشق نجمة ؟؟ " .. كنت قد اعتدت أسئلته لتوريط أجوبتي فيه , فأجبته " بل رميت العديد منها في قلبك ! " .. نظر باستغراب إليّ وباسترسال ناعس .. أكملت " لكني صدقت في واحدة فقط , ما بعدها .. أطلقتها زيفاً !! " .
* لنبضي قرع طبول أفريقية عملاقة .. تدق مع كل رنة في انتظار استجابة لندائي .
لم يكن خوفاً فقط .. بل مزيج من الرهبة والرغبة .. القلق والندم .. و ..... فكرة لم ترأف بي أخذت في التنامي بهدوء " لا زلت أحبه " !؟
بحة صوته المتعبة أنبأتني وجوده ، جاءتني " هلا .. مرحبا " على غير الوجع !!
لم أعرف وقتها .. أكان عمري هو كل ما استغرقته لأقول فقط " لا باس عليك .. سلامات عيوني .. ما تشوف شر " .. أم كان حزني المختزل اختصاراً في بضع جمل .. أو أنني أردت سماع وقع المفاجأة في صوته ؟!
* في حافظة نقودي صورة لمحها الأسود .. وسألني عنها , " دائماً .. ظننت أن للأماكن هيبة ليس لنا أن نتخطاها . لكني هنا اكتشفت أنّ مثل آيا صوفيا أمكنة مثالية لتخشع فيها بحب ! " .. كان ذاك ردي على سؤاله , كما كانت تلك صورتنا أنا وهو .. وآيا صوفيا .. في عناق !
لمحت في عيني الأسود ابتسامة خفيفة , قال لي " الذاكرة لا تحتاج تذكرة مرور كي تفرض تفاصيل أحداث قديمة مرّتنا عجلى أو على مهل " .. خفض رأسه قليلاً ثم أكمل " هي تأتي .. تلقي التحايا فقط ثم تهرب بعد أن تعصفنا وتقصفنا " .. وأتبع حديثه بضحكة .. " الذاكرة تختزلنا صوراً , .. والصور تختصر مشاعرنا بعد ذاك في دمعة أو ابتسامة . لعبة القدر ... ألم تفهمين ؟؟؟؟ "
* أعادني صوته الموجوع إلى نبضي الساكن " يااااااااااااه ... متأخرة بـ عمر يقترب من موتي . أكان يلزمكِ عمري ؟؟ " هكذا تفوه بالكلمات وأوجع قلبي .. أكثر .
لم يدرك يوماً مذ عرفني .. أنني منذ بدء مجيئه .. وأنا خائفة ، وحينما كنا معاً .. كنت أيضاً خائفة ، وهانحن الآن بعد الذكرى .. ما أزال خائفة . لم يدرك .. من رجفة صوتي أني بلغت من الخوف مالا يمكنني قهره بادعاء اللامبالاة .
كنا في محادثة على هامش وجعي وعجزه .. نتساقط .. وتهرّبنا روح .. كأننا المطر !
كان خوفي يتساقط .. ويحملني نبض .. كأنه الوطن !
وكان عجزه أيضاً يتساقط .. ويعمّقه فيّا أمل .. كأنني القدر !!!
* كانت عيني قد غفت حينما قبّلها الأسود بحنان أيقظني ، فقال " أول الخيوط البيضاء ستلتلف حول عنقي بعد قليل . لابد أن أغادرك الآن ! " صمت .. يتأملني قليلاً يتأكد إن كنت اسمعه أم لا .. ثم أردف " قائلاً وهو يلملم بعضه من على سريري ومخداتي " سأراك الليلة القادمة ! " .. قبّل جبيني وأختفى .
كان هذا حاله دوماً .. يأتي .. يزرع اسئلته في رأسي .. يشاكسني .. يفتشني .. يمازجني ويحاكمني .. ودائماً .. دائماً .. يسلبني دمعي وأحزاني فلا أراها إلا فوضى تعمّني وأركان غرفتي .
لم يقل لي هذا الأسود يوماً .. من أين يأتي وأين يختفي , لكنه يظهر مع أول الخيوط المذابة عند حدود عناق السماء بالتراب ثم يختفي حالما يبدأ النهار نصب مشنقته !!
بين ظهوره واختفاؤه يسكنني ! .. وهذه المرة أختفى ولم يقل لي من منا الملتصق بذاكرة الآخر .. وإن كانت نجمتي الصادقة المزروعة فيه .. تغار منها الشمس أو .. خبت فرحها .. ؟!
* ألجمتني قطع تناثرتها على وجه هاتف عن الكلام لوهلة ، تذكرت تلك الأغنية التي تقول " Too much love will kill you " .. لم أصدقها حينها .
لم أكن أرى بعد صوته غير نبضي المهترئ .. كنت متأخرة عنه بخوف ، فقط لأن عمري الافترضي كان منتهي الصلاحية لكثرة العطب .
قلت له " بل كان يلزمني عمري لأواتيك بشجاعة السؤال " .. كنت أستمع صوت آخر مع انفاسه المتعبة على الهاتف .. كان صوت حفظته ذاك الزمن يوم كنا .. " أنا الآن مجرد ظل زائل .. ليوم آخر يمضي بي في قدر .. أستنـ ... " قاطعني " بل أنت الآن ظل ما زال حاقداً عليّ !! " .. بحدة قلت " نحن من يختار أقدارنا ، لم يكن ذنبي أنك تخليت في يوم عن نبضك ورحلت ! .. كان ذنبي أني أرسلت نبضي " رغماً " ورائك !! .. هل هي القصة المعتادة لقصص العشق المختومة بنهاية تراجيدية ؟؟ كان ذلك بالتحديد ما ظننته يوم المقهى الأخير . "
صوته المبحوح نطق بغضب يقول " إذن تتصلين للشماتة ؟ " .. فاجأني هذا الغبي .. " بل خوفي من دفعني ، ٍاعترف للمرة الأخيرة ... نبضي نسيته عندك " ..
سادنا صمت خندقنا حول سماعة هاتف لا يعبره بين الفينة والفينة إلا توجعه .. حتى عبرته حروفه " نبضي تركته هناك .. الآن أحيا .. لك .. وله !! " .........
" فلتكن إذن بخير .. له !! سأرقب أخبارك الطيبة ." .. واقفلت .
* كانت إشراقة المشنقة أحلى ما يمكن أن تشاهده عيناك بعد معركة مع خيال أسود تحبه .. تمنح على أثرها وساماً فخرياً من الدرجة الأرقى والأغلى لأنك ما زلت على قيد الحياة ، لكنك من خلال حبالها تتزود الراحة استعداداً لحرب أخرى مع الأسود .. تطل فيها وجوه كثيرة .. تسرق روحك .. كوجه حبيب .. مثلاً .
.. غادة ..
تعليق