إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفتاة الريفيه ( قصة قصيرة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفتاة الريفيه ( قصة قصيرة )

    السلام عليكم
    اتمنى ان تنال أعجابكم ..


    في يوم من أيام شتاء سنة 1377هـ
    وعند ساعات الغروب بالتمام ، أسدل الليل أطراف الظلام ، كأروقةٍ تتدلى على كونِ الأنام ، تتشظى فيها ومضات براق الغمام ، وتنتثرُ منها زخات الماء الماطرة ، على قريةٍ صغيرةٍ غابره ، تتربع فوق سفوح الجبال ، وتمتد بين رؤوس التلال ، في أقصى الجنوب الغربي لجزيرة الأبطال ، قرية يا تيها رزقها رغدا في كل حال ، من سابك السماء ومغير الأحوال ، قريةً صغيره يقطنها أسر ريفية قليلة ، انشقت عن أحدى القبائل العربية الأصيلة ، لأسباب عشائرية هزيلة . لا أعلمها ، لا كنني أعلم أنه أستقر بهم الزمان ، في نفس المكان ، منذُ سبعين عام تقريباً . وفي أحضانِ تلك الليلة الجميلة ، وبين زفاتِ نسماتها العليلة ، وقطرات ماءها الهميله ، أضاءت شموع الفرح في منزلِ سيد تلك الأسر ، الشيخ إبراهيم ( أبو ليلى ) ، والذي كنّيا بأبي ليلى قصراً عليه ، ونسبةً إلى أبنته ليلى الوحيدة ، والتي لم يكن له من البنينِ سواها ، لذا فرض عليه أن يكنّا بها ، رغماً عن نظرتهم القاصرة في ذلك الوقت للفتاة ، وحبهم المذهل للولد .
    وفي تلك الليلة البهية ، توافدت تلك الأسر الريفية ، على تلك الشموع ، التي كانت بمثابة الداعي الرسمي ! لحضور ذلك الفرح . وفي غمرة الوصول ، ارتفعت ضوضاء الطبول ، وأهازيج الفرح ، وغطرفة النساء ، حتى جر الليل أطرافه على المعازيم ، وأخفى بردائه من بينهم المظاليم .
    كانت ليلى تتخذُ من غرفتها ليلا ، ومن مرآتها خليلا ، تلقي بناظريها على عيونها ! فترى الدموع تتساقط كالماء المنهمر ، من شلالٍ منحدر منتثر ، فتبعثرها في فتور ثم تغلقها ! وكأنها تسرح في الخيال ، ثم تعود وتفتحها في تثاقل ، وتلقي بلمحةٍ سريعة على ملامحها الجميلة ، ثم تتنهد ، وتتنهد ، حتى تجهشُ بالبكاء . وهي تتمتمُ في نفسها بصوتٍ منخفض وتقول ..
    سامحك الله يا أبي ، ألهذا السبب بعتني ؟ أو لماذا بعتني ؟ سامحك الله . سامحك الله !! أهكذا يجازى صانع المعروف بالمنكر ، أنسيت خدمتي لك وسهري معك بعد وفاة والدتي ، أنسيت بقائي في بيتك كالنحلة العاملة ، أنسيت شقأي المحبب لك ، أنسيت ما أفضيت على بيتك من سكينة ووقار وهدوء ، أنسيت أنك كنت تستنفذ قواي بأعمالك الكثيرة ، وبكرمك الحاتمي ، الذي أفقد ظهري اعتداله ، وصب علّي بأسواء عضاله . أهكذا الخاتم يا أبتي ، أم أهكذا يجب فضه ، ألهذا الزهيد وجب عليك بيعي بلقمةٍ زهيدةٍ من الذهب والفضة ، والتي لن تغنيك عن فقر أراده الله لك ، ولن تمدي لك في عمر كتبه الله لك .
    وأخذت تجهشُ وتجهش ، وتظهر من بين ثنايا حشاها آه مذهله ، تتساقط على أثرها دموع منحلة ، جرحت الخدود ، وعانقت الوجود . فتحت عينها بعدها ثم عادت بإرماشةٍ عاجله ، وكأنها تتلمح المستقبل والمسأله ، التي أحاطة بها في هذه المرحلة . وأخذت تصيح وتبكي بكاءً دموعه تضمرُ أطرف عيونها ، وتشج غياهب الجمال في خدودها. تصيح وتقول يا حسرتي ، ألهذا الرجل القبيح الدميم البخيل ، سيكون هذا الوجه الفسيح الكريم الجميل .
    آهٍ آهٍ آه ! يا أبتي .. ألست ابنتك وفلذة كبدك ؟ أسألك الله كيف أباح لك ضميرك الرضا على بيعتي هذه ! أسألك الله كيف قسا قلبك علّي وأنا أبنتك الوحيدة ؟! إنني أعلم يا أبتي كثر حبك لي ، وأعلم أنك ذو قلبٍ مخملي ، لا يقوى على الجحيم لي ! لكنك حاولت أن تتخلص مني ! لظروف بين جوانحك تسكن ، وتنتظر أسرع وقت ممكن ، يقبل فيه شخص متمكن .! ومتمكن من ماذا ؟ من المال الذي يساعدك على دفع مهر عشيقتك العجوز ، والتي مناك إياها ذلك الرجل النهوز .
    آهٍ آه ياأبتي .. أنا أبنتك وأعلم ما يختلج في نفسك من مشاعر . فأنت فقط تنتظر بفارغ الصبر رحيلي عنك . حتى يروق لك الزمان ، ويخلو لك المكان ، وتتحقق أحلامك ـ أحلام الصبيان . وها أنا أرحل رحيل أبدي ، رحيل أمي التي ودعتك ولم تعد لك ! ورحيلي هذا سيكون مفزعاً لك ! وبعدي أيضا سيكون موجعاً لك ! ولن أقول لك ، إلا سامحك الله يا أبتي .
    وها أنا أرحل إلى سحيق ، من غير رفيق ، ولا صديق . وفي فحوى هذه المشاعر البائسة ، والملامح العابسه ، طُرق عليها باب غرفتها . فنهضت وهي تمسح دم دموعها من جروح على خدها ، وتحاول أن تعيد الاستقرار في داخلها ، وتحسن من مستوى نبضات قلبها .
    فتحت الباب وإذا بعشيقة أبيها العجوز وعلى وجهها علامات الإستغراب والدهشه :
    ـ ليلى ، لقد تأخرتي على موعد زفافك ، والنساء ينتظرنّ بفارغ الصبر قدومك .
    ردت عليها ليلى بهدوء :
    ـ أنشاء الله ، أنا في طريقي إليهن .
    عجبت العجوز مبتسمةً وقالت :
    ـ لاكنني لا أرى عليكِ من الفرح معالم يا ليلى ؟ فلماذا ؟
    غضبت ليلى من متانة دم تلك العجوز الذميمة ، وردت عليها وهي تتشدق شفتيها ، وتتنافر عينيها من غرابه أمر تلك العجوز ثم قالت :
    ـ وهل تعتقدين أن للحزن معالم يا سيدتي ؟
    استغربت العجوز ردت فعل ليلى على سؤالها ! وأيقنت كما كانت موقنة ـ بأنها غير راضيه . وأخذت تحاول أن تقبل يديها وهي تقول لها :
    ـ ليلى أنك لا تتخيلين شعوري وفرحتي الكبيرة بهذه الليلة ، والتي أعتبرها سعيدة في حياتك بل أسعد في حياتي يا ليلى ! إنها ليلة كانت ...
    قاطعتها ليلى وعيونها تتسع حقداً وكرها :
    ـ لا تكملي ولا تقولي ليلةً سعيدة .. لا لا إنها ليلةً قبيحة أيتها العجوز اللإيمة . أخرجي حالاً من غرفتي وأنا سألحق بكِ إن شئت ، هيا أخرجي ، أخرجي تباً لكِ .
    وما كان من العجوز المتهالكة ، إلا الخروج من ساحة الغضب تلك ، والتي وقعت فيها من غير قصد منها ، رغم أنها كانت مذنبه ـ فهي التي تحاول أن تستحوذ على والد ليلى العجوز .
    فتحت ليلى عينيها وتلمحت ملامحها ، ثم تنهدت بتنهيدات سحيقه ، وآهات عميقه ، زلزلت ضغط الهوى في غرفتها .
    توقفت قليلاً ثم أخذت تكحل عيناها النرجسيه ، وتظهر زينتها محاولة أخفاء أثر الصدمة والدموع العصيه ، ، ثم خرجت إلى حيث الزفاف والأهازيج ، وقرع الطبول .
















    ............................................................ ... تميم القحطاني
    التعديل الأخير تم بواسطة تميم القحطاني; الساعة 08-10-2002, 07:00 PM.

  • #2
    مساك الله بكل خير والرضى اخوي تميم ..

    قصه..لها نصيب كبير من الواااااقع ..

    اختلك الالم بالتضحيه بالحسره ..بالجشع ..

    وكانت النهايه دموع من عيون نرجسيه .......


    تسلم اخوي

    تحياتي لك أختك


    أمسية
    [poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    المشكلة ما هي ظروفك وطبعك = المشكله هي نار حبي وشوقي
    ولا انت لاهي بين ناسك وربعك = وانا اداري حر دمعي بموقي [/poem]

    omsya04@maktoob.com

    تعليق


    • #3
      أمسية



      يا هلا فيكِ يالغاليه
      الله يعطيكِ العافيه سيدتي الكريمه
      ومشكوره على الوصول
      اعجابك داعم للنور سيدتي الغاليه
      شكرا جزيل
      ولكِ باقة من الود والاحترام









      ............................................................ . تميم القحطاني

      تعليق


      • #4
        يا الله
        كنت ناوي أبدء في فصلها الثاني وأكملها روايه
        بس شكلها ما تشجع
        خيره

        تعليق


        • #5
          صباح الخير اخي تميم القحطانيى


          القصه جميله...لكن يمكن لان مشكلة ليلى مشكله لم تعد موجوده بوقتنا الحالي
          لذلك اعتقد انها مالاقت اقبال...
          كنت اظن ان امر ليلى انتهى مع قرع الطبول!..
          شوقتني للفصل الثاني اخي تميم القحطاني...


          تقبل تحياتي
          اختك شموس
          [poet font="Simplified Arabic,14,darkblue,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=right use=ex char="" num="0,black"]
          دع الأيام تفعل ما تشاء= وطب نفسا أذا حكم القضاء
          ولا تجزع لحادثة الليالي=فما لحوادث الدنيا بقاء
          [/poet]

          http://internet.kuwaitchat.net/bohamad/way.htm

          تعليق


          • #6
            شموس



            يا هلا وسهلا فيك ِ يالغاليه
            مشكوره وماقصرتي
            والله يعطيك ِ العافيه
            وجهت نظر أحترمها ،
            رغم أنها قصه من محض الخيال ، لشخصيه عاشت في حقبه زمنيه سابقه ،
            في القرن الماضي ، كانت الفتاة فيها في جزيرتنا ، مغلوبة على أمرها .
            فلا أختيار ، ولا أنتظار
            شكرا لكِ
            بس ايه رأيكِ أكملها ، ولا لا
            خاصةً وأن الفكره عملاقه للروايه .
            تحياتي واحترامي لكِ سيدتي الكريمه











            ............................................................ ....... تميم القحطاني

            تعليق


            • #7
              صباح الخير

              أخي تميم

              جميل ما كتبت في مجال القصة

              وبرأيي أن تكملها لتصبح رواية


              بانتظار الأجزاء الباقية


              دمت أخي
              كوني زهرة0000واصمتي




              زهرة الليلك

              تعليق


              • #8
                بثينة



                يا هلا وسهلا فيكِ يالغاليه
                الله يعطيك ِ العافيه
                انتظروا بس وانشاء الله ( ليلى احلى )
                في فصلها الثاني
                شكرا لمرورك ِ الكريم
                وشكرا لكلامك الداعم والمحفز
                تقبل تحياتي










                ............................................................ ... تميم القحطاني

                تعليق

                يعمل...
                X