((( رؤية شرعية حول اعدام صدام )))
الحمد لله معز من أطاعه ومذل من عصاه، قاصم الجبابرة والمتكبرين، ومذل الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف رسله و خاتم أنبيائه محمد السيف الباتر والسراج الوهاج وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : فلقد تناقلت وسائل الإعلام صباح هذا اليوم، يوم عيد الأضحى، خبر قتل صدام حسين شنقا على إثر محاكمة أقامتها حكومة الاحتلال العراقية (العميلة) في ظل قوات الاحتلال الأمريكية والسيطرة الصفوية .
وللناس من هذا الحدث مواقف شتى ؛ تبعاً للزوايا التي ينظرون من خلالها إلى هذه القضية،وبالنظر إلى اعتبارات دون أخرى، مما قد يعطى تصوراً منقوصاً، وحكماً غير موفق على هذه القضية . والذي أراه أنه يجب التأكيد على عدة أمور،وأخذها بعين الاعتبار قبل الانتهاء إلى أي موقف، أو الوصول إلى أي نتيجة،
فأقول وبالله التوفيق :
أولاً : المسلم في نظره لما يحدث حوله من أحداث،وما يترتب عليها من نتائج،وفي حكمه على من يكون طرفاً فيها، إنما يقيس بمقاييس الشريعة،ويزن بميزان الدليل من الكتاب والسنة،مع استقصاء الحقائق الميدانية والمعطيات الواقعية، وإن اعتبار أي ميزان غير ميزان الشرع المبني على التصور الكامل للمسألة كفيل بأن تطيش بصاحبه الأحلام،وينتهي إلى نتائج مضللة خادعة.
ثانياً : عرفنا صدام حسين قديماً، حين كان يحتفي به الناس، ويعدونه زعيماً عربياً ومثالاً يسيرون وراءه ، عرفناه يعلن الحرب على الإسلام، فيقتل علماءه ويضيق على دعاته ويحاول طمس معالمه في بلاد الرافدين ؛ لصالح دعايات القومية العربية والبعثية الاشتراكية، حتى خلا البلد من العلماء إلا النزر اليسير،وغيب الشعب العراقي عن حكم الإسلام طوال عقود. والرجل لم يعلن براءته من حزب البعث في يوم من الأيام إلى أن قتل، ولكن من العدل أن نشير إلى وقوفه بحزم أمام المد الصفوي الفارسي وخاض من أجل ذلك حرباً ضروساً مما زاد من حنقهم وأخر تنفيذ مخططهم عدة سنوات.
ولكنه ـ بطريقته في الحكم، وسياساته الطائشة،وسيره وراء غايات حزبية وشخصية ـ قاد بلده إلى الدمار،وانتهى بشعبه إلى الفقر،رغم أن العراق مليء بأعظم الثروات كالنفط والزراعة وغيرها، حتى انتهى الأمر بالعراق إلى أن يصبح بلداً محتلاً في ظل الاحتلالين الصهيوني الأمريكي، والصفوي المجوسي، أما فيما يتعلق بحاله ومواقفه الشخصية في آخر حياته فلن نتحدث عنها إذ لا نعلم بما ختم له، وقد قدم على ربه فأمره إليه سبحانه وتعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الاسراء:36) .
ثالثاً : المحاكمة التي خضع لها صدام حسين محاكمة غير عادلة، فهي صورية نهايتها معلومة من بدايتها يقوم عليها خصوم الرجل، وأعداؤه ؛ لذا فلم يكن ينتظر منها أن تسعى إلى إحقاق حق أو إبطال باطل، فهي محكمة متهمة، قام عليها متهمون، أحاطت بها ملابسات عديدة،وأديرت بطريقة غير عادلة،وذلك بشهادة الغربيين أنفسهم فضلاً عن غيرهم من عقلاء العالم ومنصفيه .
رابعاً : انتشاء الاحتلال وأعوانه بقتل صدام إنما هو مظهر لمدى عجزهم، وقلة حيلتهم وتخبطهم في تحقيق غاياتهم. فليس في الأمر ما يدعو إلى الفرح، فالرجل من حين القبض عليه إلى حين إعدامه لم يكن يمثل شيئا ذا قيمة،ولم يكن يملك أي قرار مؤثر على الساحة العراقية منذ اعتقاله.
خامساً : مقاومة الاحتلال في العراق هي مقاومة إسلامية سنية،لم ترتبط يوماً بصدام،ولا بحزب البعث،ولا بغير ذلك من الدعوات الجاهلية ؛ بل هم اليوم يدفعون الثمن الباهظ بسبب سياسات صدام الجائرة وحكمه الظالم، لذا لن يكون للحدث أي تأثير عليها،وسوف تستمر بإذن الله في جهاد الاحتلال ومقاومته، حتى يعود العراق عربياً إسلامياً، وترفع فيه راية الإسلام عالية خفاقة وإن بدا في ظاهر الأمر خلاف ذلك (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (الروم:60)، ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: من الآية21)
إن اعتبار أي ميزان غير ميزان الشرع المبني على التصوالكامل للمسألة كفيل بأن تطيش بصاحبه الأحلام،وينتهي إلى نتائج مضللة خادعة.
سادساً : هذا الحدث يظهر جرأة الرافضة، ومدى استئثارهم بحكم العراق والتصرف في شئونه ؛ نتيجة تحالفهم مع الأمريكان،وسواء كان قتل صدام باتفاق مع الأمريكيين،أو بقرار رافضي صفوي فإنه دليل على عظم الخطر وفداحة الخطب.
سابعاً : اختيار حكومة الاحتلال الرافضية ـ في العراق ـ لتوقيت تنفيذ حكم الإعدام في صدام ـ سواء في الزمان أو المكان تدل على مدى ما يضمره الرافضة الصفويون من عداء وحنق لأهل السنة في العراق،وفي أرجاء العالم الإسلامي كله، فهم يسعون ـ في محاولات مستميتة ـ لربط صدام بالسنة، وتحميلهم أخطاءه،وإظهار إعدامه على أنه انتصار للرافضة على أهل السنة، فقد اختاروا يوم الأضحى المبارك يوماً لتنفيذ الحكم، وهي لفتة مهمة لنا ـ نحن أهل السنة ـ تستحق التأمل،وتطرح عشرات التساؤلات، عن سر هذا التوقيت المريب من قبل حكومة الاحتلال في بغداد.
ثامناً : لايلزم أن نقف من الحدث أحد الموقفين،إما موقف الفرح وإما موقف الحزن، فكلا طرفاه أعداء للإسلام وأمر صدام إلى الله لكن ما سبق من تاريخه لا يخفى والله اعلم بتوبته وما ختم له به، وإن حزنا فنحزن لا لمقتل صدام ولكن لما بلغه شأن الرافضة من تسلط وتشفي من أهل السنة.
تاسعاً : دروس من الحدث :
• نهاية الظالم مهما علا شانه وبلغ الذروة في التسلط (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)(ابراهيم: من الآية42) وقال تعالى(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(الشعراء: من الآية227)
• على كل أولياء أمور المسلمين أن يعودوا إلى الله تعالى ويحكموا بشرعه ويسعوا لإعلاء كلمته قال تعالى (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:41) وعليهم أن لا يرتهنوا لأعدائه فحينها سيكونون أدوات ترمى ويتخلى عنها حين ينتهي دورها (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (هود:113). والتاريخ المعاصر مليء بالشواهد والدلائل، وما قضية صدام إلا حلقة في المسلسل الطويل.
هذا الحدث يظهر جرأة الرافضة، ومدى استئثارهم بحكم العراق والتصرف في شئونه ؛ نتيجة تحالفهم مع الأمريكان،وسواء كان قتل صدام باتفاق مع الأمريكيين،أو بقرار رافضي صفوي فإنه دليل على عظم الخطر وفداحة الخطب.
• أن من ربط أمره بالله ونصر دينه فإنه منصور بإذن الله سواء تغلب على أعدائه أم قتل شهيدا والانتصار هو انتصار المبادئ لا بقاء الأشخاص أو القيادات، وتأمل سورة البروج، وتذكر قوله تعالى( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر:51).
• على أهل السنة في العراق أن يروا في الحدث واقع حال الرافضة ومدى ما بلغوه من أمر العراق ولذا فيجب فعليهم أن يقفوا صفا واحدا ضد الاحتلال الأمريكي والاحتلال الصفوي فكلا الاحتلالين يتفقان حينا ويختلفان أحيانا والمستهدف دوما هم أهل السنة حيث لايختلفون على ذلك، بل إن على أهل السنة في العالم كله وبالأخص في الخليج أن يدركوا أهداف الرافضة الصفويين في المنطقة كلها وأن يتخذوا الوسائل العملية الجادة لمواجهة هذا الخطر قبل فوات الأوان، وفي أحداث العراق عبرة للمعتبرين، وموعظة لأولي الألباب، ومن أولى الواجبات لمواجهة هذا المد الفارسي المجوسي هو الوقوف مع إخواننا المرابطين في العراق، ودعم أهل السنة بكل وسائل الدعم الحسية والمعنوية فلا تزال الفرصة مواتية فأهل السنة صابرون مصابرون والمجاهدون مرابطون صامدون ويكبدون الأعداء الخسائر المتوالية مع ضعف إمكاناتهم وقلة حيلتهم، فإن تخلينا عنهم فلا نأمن عقوبة الله، لأن هذا ظلم عظيم وخذلان ظاهر وعقوبته عاجلة، كما جرت بذلك سنن الله في الكون.وقال سبحانه (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59) وقال تعالى(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) (فاطر:43).
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه / ناصر بن سليمان العمر
البلد الأمين ... 10، ذوالحجة،1427هـ
الحمد لله معز من أطاعه ومذل من عصاه، قاصم الجبابرة والمتكبرين، ومذل الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف رسله و خاتم أنبيائه محمد السيف الباتر والسراج الوهاج وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : فلقد تناقلت وسائل الإعلام صباح هذا اليوم، يوم عيد الأضحى، خبر قتل صدام حسين شنقا على إثر محاكمة أقامتها حكومة الاحتلال العراقية (العميلة) في ظل قوات الاحتلال الأمريكية والسيطرة الصفوية .
وللناس من هذا الحدث مواقف شتى ؛ تبعاً للزوايا التي ينظرون من خلالها إلى هذه القضية،وبالنظر إلى اعتبارات دون أخرى، مما قد يعطى تصوراً منقوصاً، وحكماً غير موفق على هذه القضية . والذي أراه أنه يجب التأكيد على عدة أمور،وأخذها بعين الاعتبار قبل الانتهاء إلى أي موقف، أو الوصول إلى أي نتيجة،
فأقول وبالله التوفيق :
أولاً : المسلم في نظره لما يحدث حوله من أحداث،وما يترتب عليها من نتائج،وفي حكمه على من يكون طرفاً فيها، إنما يقيس بمقاييس الشريعة،ويزن بميزان الدليل من الكتاب والسنة،مع استقصاء الحقائق الميدانية والمعطيات الواقعية، وإن اعتبار أي ميزان غير ميزان الشرع المبني على التصور الكامل للمسألة كفيل بأن تطيش بصاحبه الأحلام،وينتهي إلى نتائج مضللة خادعة.
ثانياً : عرفنا صدام حسين قديماً، حين كان يحتفي به الناس، ويعدونه زعيماً عربياً ومثالاً يسيرون وراءه ، عرفناه يعلن الحرب على الإسلام، فيقتل علماءه ويضيق على دعاته ويحاول طمس معالمه في بلاد الرافدين ؛ لصالح دعايات القومية العربية والبعثية الاشتراكية، حتى خلا البلد من العلماء إلا النزر اليسير،وغيب الشعب العراقي عن حكم الإسلام طوال عقود. والرجل لم يعلن براءته من حزب البعث في يوم من الأيام إلى أن قتل، ولكن من العدل أن نشير إلى وقوفه بحزم أمام المد الصفوي الفارسي وخاض من أجل ذلك حرباً ضروساً مما زاد من حنقهم وأخر تنفيذ مخططهم عدة سنوات.
ولكنه ـ بطريقته في الحكم، وسياساته الطائشة،وسيره وراء غايات حزبية وشخصية ـ قاد بلده إلى الدمار،وانتهى بشعبه إلى الفقر،رغم أن العراق مليء بأعظم الثروات كالنفط والزراعة وغيرها، حتى انتهى الأمر بالعراق إلى أن يصبح بلداً محتلاً في ظل الاحتلالين الصهيوني الأمريكي، والصفوي المجوسي، أما فيما يتعلق بحاله ومواقفه الشخصية في آخر حياته فلن نتحدث عنها إذ لا نعلم بما ختم له، وقد قدم على ربه فأمره إليه سبحانه وتعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الاسراء:36) .
ثالثاً : المحاكمة التي خضع لها صدام حسين محاكمة غير عادلة، فهي صورية نهايتها معلومة من بدايتها يقوم عليها خصوم الرجل، وأعداؤه ؛ لذا فلم يكن ينتظر منها أن تسعى إلى إحقاق حق أو إبطال باطل، فهي محكمة متهمة، قام عليها متهمون، أحاطت بها ملابسات عديدة،وأديرت بطريقة غير عادلة،وذلك بشهادة الغربيين أنفسهم فضلاً عن غيرهم من عقلاء العالم ومنصفيه .
رابعاً : انتشاء الاحتلال وأعوانه بقتل صدام إنما هو مظهر لمدى عجزهم، وقلة حيلتهم وتخبطهم في تحقيق غاياتهم. فليس في الأمر ما يدعو إلى الفرح، فالرجل من حين القبض عليه إلى حين إعدامه لم يكن يمثل شيئا ذا قيمة،ولم يكن يملك أي قرار مؤثر على الساحة العراقية منذ اعتقاله.
خامساً : مقاومة الاحتلال في العراق هي مقاومة إسلامية سنية،لم ترتبط يوماً بصدام،ولا بحزب البعث،ولا بغير ذلك من الدعوات الجاهلية ؛ بل هم اليوم يدفعون الثمن الباهظ بسبب سياسات صدام الجائرة وحكمه الظالم، لذا لن يكون للحدث أي تأثير عليها،وسوف تستمر بإذن الله في جهاد الاحتلال ومقاومته، حتى يعود العراق عربياً إسلامياً، وترفع فيه راية الإسلام عالية خفاقة وإن بدا في ظاهر الأمر خلاف ذلك (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (الروم:60)، ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: من الآية21)
إن اعتبار أي ميزان غير ميزان الشرع المبني على التصوالكامل للمسألة كفيل بأن تطيش بصاحبه الأحلام،وينتهي إلى نتائج مضللة خادعة.
سادساً : هذا الحدث يظهر جرأة الرافضة، ومدى استئثارهم بحكم العراق والتصرف في شئونه ؛ نتيجة تحالفهم مع الأمريكان،وسواء كان قتل صدام باتفاق مع الأمريكيين،أو بقرار رافضي صفوي فإنه دليل على عظم الخطر وفداحة الخطب.
سابعاً : اختيار حكومة الاحتلال الرافضية ـ في العراق ـ لتوقيت تنفيذ حكم الإعدام في صدام ـ سواء في الزمان أو المكان تدل على مدى ما يضمره الرافضة الصفويون من عداء وحنق لأهل السنة في العراق،وفي أرجاء العالم الإسلامي كله، فهم يسعون ـ في محاولات مستميتة ـ لربط صدام بالسنة، وتحميلهم أخطاءه،وإظهار إعدامه على أنه انتصار للرافضة على أهل السنة، فقد اختاروا يوم الأضحى المبارك يوماً لتنفيذ الحكم، وهي لفتة مهمة لنا ـ نحن أهل السنة ـ تستحق التأمل،وتطرح عشرات التساؤلات، عن سر هذا التوقيت المريب من قبل حكومة الاحتلال في بغداد.
ثامناً : لايلزم أن نقف من الحدث أحد الموقفين،إما موقف الفرح وإما موقف الحزن، فكلا طرفاه أعداء للإسلام وأمر صدام إلى الله لكن ما سبق من تاريخه لا يخفى والله اعلم بتوبته وما ختم له به، وإن حزنا فنحزن لا لمقتل صدام ولكن لما بلغه شأن الرافضة من تسلط وتشفي من أهل السنة.
تاسعاً : دروس من الحدث :
• نهاية الظالم مهما علا شانه وبلغ الذروة في التسلط (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)(ابراهيم: من الآية42) وقال تعالى(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(الشعراء: من الآية227)
• على كل أولياء أمور المسلمين أن يعودوا إلى الله تعالى ويحكموا بشرعه ويسعوا لإعلاء كلمته قال تعالى (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:41) وعليهم أن لا يرتهنوا لأعدائه فحينها سيكونون أدوات ترمى ويتخلى عنها حين ينتهي دورها (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (هود:113). والتاريخ المعاصر مليء بالشواهد والدلائل، وما قضية صدام إلا حلقة في المسلسل الطويل.
هذا الحدث يظهر جرأة الرافضة، ومدى استئثارهم بحكم العراق والتصرف في شئونه ؛ نتيجة تحالفهم مع الأمريكان،وسواء كان قتل صدام باتفاق مع الأمريكيين،أو بقرار رافضي صفوي فإنه دليل على عظم الخطر وفداحة الخطب.
• أن من ربط أمره بالله ونصر دينه فإنه منصور بإذن الله سواء تغلب على أعدائه أم قتل شهيدا والانتصار هو انتصار المبادئ لا بقاء الأشخاص أو القيادات، وتأمل سورة البروج، وتذكر قوله تعالى( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر:51).
• على أهل السنة في العراق أن يروا في الحدث واقع حال الرافضة ومدى ما بلغوه من أمر العراق ولذا فيجب فعليهم أن يقفوا صفا واحدا ضد الاحتلال الأمريكي والاحتلال الصفوي فكلا الاحتلالين يتفقان حينا ويختلفان أحيانا والمستهدف دوما هم أهل السنة حيث لايختلفون على ذلك، بل إن على أهل السنة في العالم كله وبالأخص في الخليج أن يدركوا أهداف الرافضة الصفويين في المنطقة كلها وأن يتخذوا الوسائل العملية الجادة لمواجهة هذا الخطر قبل فوات الأوان، وفي أحداث العراق عبرة للمعتبرين، وموعظة لأولي الألباب، ومن أولى الواجبات لمواجهة هذا المد الفارسي المجوسي هو الوقوف مع إخواننا المرابطين في العراق، ودعم أهل السنة بكل وسائل الدعم الحسية والمعنوية فلا تزال الفرصة مواتية فأهل السنة صابرون مصابرون والمجاهدون مرابطون صامدون ويكبدون الأعداء الخسائر المتوالية مع ضعف إمكاناتهم وقلة حيلتهم، فإن تخلينا عنهم فلا نأمن عقوبة الله، لأن هذا ظلم عظيم وخذلان ظاهر وعقوبته عاجلة، كما جرت بذلك سنن الله في الكون.وقال سبحانه (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59) وقال تعالى(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) (فاطر:43).
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه / ناصر بن سليمان العمر
البلد الأمين ... 10، ذوالحجة،1427هـ
تعليق