إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا شيئا كثيرا ولكن بشرط واحد: أن يموتوا هم لتعيش أفكارهم.. أن يطعموا أفكارهم من لحومهم ودمائهم.. أن يقولوا ما يعتقدون أنه حق ، ويقدموا دماءهم فداء لكلمة الحق )، (إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء) دراسات إسلامية (139).
( إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله) في ظلال القرآن (11/1716) ط/الشروق.
.......
حياة سيد قطب تنقسم إلى أقسام :
1- حياته الأدبية.
2- اتجاهه الإسلامي العام.
3- اتجاهه الإسلامي المجدد.
أولا : حياته الأدبية . .
تنقسم إلى عدة مراحل:
المرحلة الأولى: بيئته في البيت والقرية قبل دخوله دار العلوم.
المرحلة الثانية: الدراسة في كلية دار العلوم.
المرحلة الثالثة: عمله كمدرس واهتمامه بقول الشعر ، والصبغة العامة لشعره وتأملاته ، وصلته بعبد القادر حمزة ثم عباس العقاد ، ومقالاته وقصائده في هذه المرحلة في المجلات المعروفة مثل دار العلوم والرسالة والجهاد والبلاغ.
المرحلة الرابعة: اهتمامه بالنقد الأدبي ونظرته في الصور والظلال والأحاسيس كتلميذ في مدرسة العقاد الأدبية ، وتتوجت هذه المرحلة بمعركته الأدبية في الرسالة مع أنصار الرافعي وتأييده للعقاد.
المرحلة الخامسة: مرحلة خمود أدبه لم يظهر له فيها إنتاج إلا القليل وهي تمتد طيلة الحرب العالمية الثانية.
المرحلة السادسة: ظهوره كناقد أدبي مشهور من خلال مقالاته في الرسالة -بعضها ظهر في كراريس كتب وشخصيات- ومحاولة تصنيف المذاهب الفنية الأدبية كمدارس ووضع سمات لكل مدرسة مثل: مدرسة الرافعي ومدرسة المنفلوطي ومدرسة العقاد ، ومدرسة الزيات ، ومدرسة طه حسين ومدرسة توفيق الحكيم.
المرحلة السابعة: اتجاهه الأدبي نحو القرآن واهتمامه بدراسة وإصدار كتابينالتصوير ، والمشاهد) بالإضافة لاهتمامه بالنقد الأدبي ومقالاته المختلفة.
المرحلة الثامنة: خروجه من مدرسة العقاد الأدبية ونقده لها ، وقد بدأ يكون لنفسه مدرسة أدبية جديدة ، وكان له التلاميذ ، وكتابه (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) نهج لهذه المدرسة.
المرحلة التاسعة: ركود أدبي لمدة عامين في أمريكا لم يظهر له من الإنتاج إلا القليل.
وفي نهاية المرحلة التاسعة وبعد أن عاد من أمريكا اتجه نحو القسم الثاني من حياته وهو اتجاهه الإسلامي العام ، ودخوله جماعة الإخوان المسلمين وهي متداخلة مع القسم الأدبي.
# تاريخ تأليف سيد قطب لكتبه :
1- أشواك: مايو (1947م).
2- مشاهد القيامة في القرآن: (1947م).
3- طفل من القرية: (1946م).
4- الأطياف الأربعة: (1945م).
5- التصوير الفني في القرآن: (1945م).
6- المدينة المسحورة: (1946م).
7- كتب وشخصيات: (1946م).
8- النقد الأدبي: (1948م).
9- العدالة الاجتماعية: (1949م).
أصله ونشأته:
ولد -رحمه الله- في قرية من قرى الصعيد اسمها (موشه) سنة (1906م) ، وهي تتبع محافظة أسيوط لأبوين كريمين متوسطي الحال ، يحملان سمت أهل الصعيد المصري من سمرة في البشرة ، وقسمات وجوههم تعكس بعض ما جبلت عليه فطرتهم من غيرة على العرض ، إلى الطيب المتأصل في أعماق نفوسهم ، والكرم الذي لا يفارقهم سواء في سني الجدب أو الخصب والنماء ، هذا فضلا عن العاطفة الفياضة الجياشة التي تربطهم بشدة بهذا الدين القويم ، ولقد ذكر الأستاذ سيد في مقدمة التصوير الفني في القرآن أن روح أمه المتدينة قد طبعته بطابعها ، وفي مقدمة مشاهد القيامة أنه قد تربى في مسارب نفسه الخوف من اليوم الآخر من خلال الكلمات والتصرفات التي كانت تنطلق من والده من خلال ممارسته أعماله اليومية ، والقيام بضرورياته من طعام وشراب وغيرها ، فتركت شخصية الوالدين بصماتها واضحة على قلبه.
ويقال إن أصل الأستاذ سيد قطب هندي ، وأن حسينا -جده الرابع- قد هاجر من الهند إلى أرض الحرمين حيث البيت العتيق ومثوى المصطفى ص ، ثم هاجر إلى مصر واستقر في هذه القرية المصرية.
نشأته:
درج في مراحل الطفولة الأولى في قريته في أحضان والديه اللذين أرضعاه حب هذا الدين من خلال التدين الفطري الذي طبعت عليه هذه الأنفس ، ثم انتقل إلى القاهرة حيث يسكن خاله ، وواصل تعليمه ودخل دار العلوم ، وبرزت مواهبه الأدبية إبان دراسته ، وكان يكتب في عدة مجلات أدبية وسياسية منها (الرسالة) ، (اللواء الاشتراكية) ، ولقد كتب عنه أستاذه مهدي علام في تقديمه لرسالة (مهمة الشاعر في الحياة) التي ألقاها سيد قطب كمحاضرة في دار العلوم يقول: (لو لم يكن لي تلميذ سواه لكفاني ذلك سرورا وقناعة ، ويعجبني فيه جرأته الحازمة التي لم تسفه فتصبح تهورا ، ولم تذل فتغدو جبنا ، وتعجبني فيه عصبيته البصيرة ، وإنني أعد سيد قطب مفخرة من مفاخر دار العلوم.
وفي الأربعينات تولى رئاسة تحرير مجلة (الفكر الجديد) لصاحبها محمد حلمي المنياوي ، ولقد بدت في هذه المجلة نزعة سيد قطب العدائية للملك فاروق ، وقد كان مجاهرا في نقده اللاذع حتى دس إليه فاروق من يطلق عليه النار ، فأخطأه الرصاص ، ولقد صدر من المجلة ستة أعداد صودر عددان منها ثم اضطرت الحكومة لإغلاقها بعد ستة أعداد.
ولقد تتلمذ الأستاذ سيد قطب أدبيا على يد العقاد ، وكان يتردد على طه حسين ، وحمل لواء المعارضة للأستاذ الكبير مصطفى صادق الرافعي ، وكان هجومه على الرافعي عنيفا حتى أن الرافعي لم ينج منه بعد موته فلقد نقد الرافعي إثر موته نقدا لاذعا فقام علي الطنطاوي يدافع عن الرافعي فقابله الأستاذ سيد برد مقذع حاد.
ولقد كتب في أوائل الأربعينات كتابيه الشهيرين: (التصوير الفني في القرآن) ، وقد أهداه إلى أمه ، و (مشاهد القيامة في القرآن) وأهداه إلى روح أبيه ، وكم كانت دهشة القراء عندما وجدوا أن الكتابين يخلوان من البسملة ، إذ لم يكن سيد قد اتجه الوجهة الإسلامية بعد.
________________________________
T.A.L Al-Shareef
المرجع : كتاب ( عملاق الفكر الإسلامي )
بقلم الدكتور : عبدالله عزام
( إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله) في ظلال القرآن (11/1716) ط/الشروق.
.......
حياة سيد قطب تنقسم إلى أقسام :
1- حياته الأدبية.
2- اتجاهه الإسلامي العام.
3- اتجاهه الإسلامي المجدد.
أولا : حياته الأدبية . .
تنقسم إلى عدة مراحل:
المرحلة الأولى: بيئته في البيت والقرية قبل دخوله دار العلوم.
المرحلة الثانية: الدراسة في كلية دار العلوم.
المرحلة الثالثة: عمله كمدرس واهتمامه بقول الشعر ، والصبغة العامة لشعره وتأملاته ، وصلته بعبد القادر حمزة ثم عباس العقاد ، ومقالاته وقصائده في هذه المرحلة في المجلات المعروفة مثل دار العلوم والرسالة والجهاد والبلاغ.
المرحلة الرابعة: اهتمامه بالنقد الأدبي ونظرته في الصور والظلال والأحاسيس كتلميذ في مدرسة العقاد الأدبية ، وتتوجت هذه المرحلة بمعركته الأدبية في الرسالة مع أنصار الرافعي وتأييده للعقاد.
المرحلة الخامسة: مرحلة خمود أدبه لم يظهر له فيها إنتاج إلا القليل وهي تمتد طيلة الحرب العالمية الثانية.
المرحلة السادسة: ظهوره كناقد أدبي مشهور من خلال مقالاته في الرسالة -بعضها ظهر في كراريس كتب وشخصيات- ومحاولة تصنيف المذاهب الفنية الأدبية كمدارس ووضع سمات لكل مدرسة مثل: مدرسة الرافعي ومدرسة المنفلوطي ومدرسة العقاد ، ومدرسة الزيات ، ومدرسة طه حسين ومدرسة توفيق الحكيم.
المرحلة السابعة: اتجاهه الأدبي نحو القرآن واهتمامه بدراسة وإصدار كتابينالتصوير ، والمشاهد) بالإضافة لاهتمامه بالنقد الأدبي ومقالاته المختلفة.
المرحلة الثامنة: خروجه من مدرسة العقاد الأدبية ونقده لها ، وقد بدأ يكون لنفسه مدرسة أدبية جديدة ، وكان له التلاميذ ، وكتابه (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) نهج لهذه المدرسة.
المرحلة التاسعة: ركود أدبي لمدة عامين في أمريكا لم يظهر له من الإنتاج إلا القليل.
وفي نهاية المرحلة التاسعة وبعد أن عاد من أمريكا اتجه نحو القسم الثاني من حياته وهو اتجاهه الإسلامي العام ، ودخوله جماعة الإخوان المسلمين وهي متداخلة مع القسم الأدبي.
# تاريخ تأليف سيد قطب لكتبه :
1- أشواك: مايو (1947م).
2- مشاهد القيامة في القرآن: (1947م).
3- طفل من القرية: (1946م).
4- الأطياف الأربعة: (1945م).
5- التصوير الفني في القرآن: (1945م).
6- المدينة المسحورة: (1946م).
7- كتب وشخصيات: (1946م).
8- النقد الأدبي: (1948م).
9- العدالة الاجتماعية: (1949م).
أصله ونشأته:
ولد -رحمه الله- في قرية من قرى الصعيد اسمها (موشه) سنة (1906م) ، وهي تتبع محافظة أسيوط لأبوين كريمين متوسطي الحال ، يحملان سمت أهل الصعيد المصري من سمرة في البشرة ، وقسمات وجوههم تعكس بعض ما جبلت عليه فطرتهم من غيرة على العرض ، إلى الطيب المتأصل في أعماق نفوسهم ، والكرم الذي لا يفارقهم سواء في سني الجدب أو الخصب والنماء ، هذا فضلا عن العاطفة الفياضة الجياشة التي تربطهم بشدة بهذا الدين القويم ، ولقد ذكر الأستاذ سيد في مقدمة التصوير الفني في القرآن أن روح أمه المتدينة قد طبعته بطابعها ، وفي مقدمة مشاهد القيامة أنه قد تربى في مسارب نفسه الخوف من اليوم الآخر من خلال الكلمات والتصرفات التي كانت تنطلق من والده من خلال ممارسته أعماله اليومية ، والقيام بضرورياته من طعام وشراب وغيرها ، فتركت شخصية الوالدين بصماتها واضحة على قلبه.
ويقال إن أصل الأستاذ سيد قطب هندي ، وأن حسينا -جده الرابع- قد هاجر من الهند إلى أرض الحرمين حيث البيت العتيق ومثوى المصطفى ص ، ثم هاجر إلى مصر واستقر في هذه القرية المصرية.
نشأته:
درج في مراحل الطفولة الأولى في قريته في أحضان والديه اللذين أرضعاه حب هذا الدين من خلال التدين الفطري الذي طبعت عليه هذه الأنفس ، ثم انتقل إلى القاهرة حيث يسكن خاله ، وواصل تعليمه ودخل دار العلوم ، وبرزت مواهبه الأدبية إبان دراسته ، وكان يكتب في عدة مجلات أدبية وسياسية منها (الرسالة) ، (اللواء الاشتراكية) ، ولقد كتب عنه أستاذه مهدي علام في تقديمه لرسالة (مهمة الشاعر في الحياة) التي ألقاها سيد قطب كمحاضرة في دار العلوم يقول: (لو لم يكن لي تلميذ سواه لكفاني ذلك سرورا وقناعة ، ويعجبني فيه جرأته الحازمة التي لم تسفه فتصبح تهورا ، ولم تذل فتغدو جبنا ، وتعجبني فيه عصبيته البصيرة ، وإنني أعد سيد قطب مفخرة من مفاخر دار العلوم.
وفي الأربعينات تولى رئاسة تحرير مجلة (الفكر الجديد) لصاحبها محمد حلمي المنياوي ، ولقد بدت في هذه المجلة نزعة سيد قطب العدائية للملك فاروق ، وقد كان مجاهرا في نقده اللاذع حتى دس إليه فاروق من يطلق عليه النار ، فأخطأه الرصاص ، ولقد صدر من المجلة ستة أعداد صودر عددان منها ثم اضطرت الحكومة لإغلاقها بعد ستة أعداد.
ولقد تتلمذ الأستاذ سيد قطب أدبيا على يد العقاد ، وكان يتردد على طه حسين ، وحمل لواء المعارضة للأستاذ الكبير مصطفى صادق الرافعي ، وكان هجومه على الرافعي عنيفا حتى أن الرافعي لم ينج منه بعد موته فلقد نقد الرافعي إثر موته نقدا لاذعا فقام علي الطنطاوي يدافع عن الرافعي فقابله الأستاذ سيد برد مقذع حاد.
ولقد كتب في أوائل الأربعينات كتابيه الشهيرين: (التصوير الفني في القرآن) ، وقد أهداه إلى أمه ، و (مشاهد القيامة في القرآن) وأهداه إلى روح أبيه ، وكم كانت دهشة القراء عندما وجدوا أن الكتابين يخلوان من البسملة ، إذ لم يكن سيد قد اتجه الوجهة الإسلامية بعد.
________________________________
T.A.L Al-Shareef
المرجع : كتاب ( عملاق الفكر الإسلامي )
بقلم الدكتور : عبدالله عزام