وقفات تبادلية ...!

بسم الله الرحمن الرحيم

قراءات تثقيفية ...!
( حصري للنداوي)
~~~~~~~~~~~~~~~

[frame="7 80"]يسوغ للكاتب عموما و للمهتم بالشعر الشعبي المتمكن خاصة أن يتجول في ميدان الساحة موئل اهتمامه بحرفية و موضوعية وفقا لأهليته المكتسبة وقدرته الذاتية على الاستقراء الهادف و أيضا لخبراته التراكمية عمريا أوتحصيلا أكاديميا أو مجتمعيا . و من خلالكم رعاكم الله و عبر هذا المنار الأدبي الضخم والمكتنز بكثيرٍ من فنون المعرفة و بالذات فيما يتعلق بالموروث أوالتراث الشعبي ...ـ و من باب الشيء بالشيء يذكر فما الفرق بينهما سوى في المكونات حيث أن الموروث يُعنى بالمكونات المادية المنقولة من الماضي للحاضر فالمستقبل , و التي طالما تتضح من الورث أو الميراث أي انتقال المادة الموروثة من المورِّث للوارث . أما التراث فيقصد به نقل المكونات التأريخية و المعرفية من جيل إلى ما يليه من الأجيال اللاحقة ــ سأبذل قصارى جهدي لتقديم شذرات من خلاصة تجاربي و مطالعاتي البسيطة فيما يتعلق بالنقد الأدبي الشعبي (القراءات الفنية) كما أُحب تسميته و بأسلوب المتعلم بحيث لا يكون هذا المبحث أحاديا في صياغته و لا في محتواه و لا إقصائيا للآراء المتداولة في ثناياه بل نأمل أن يكون تبادليا و مستوعبا لمختلف الرؤى لتتلاقح الأفكار وتستمطر الخواطر لتتسع ساحة النقاش وبالتالي تتحقق الأهداف المرجوه .
ووفقا لهذه الآلية سنتناول بداية القصيدة الشعرية الشعبية , الشعبية و لم اقل النبطية لأن لي موقف من هذه التسمية سنفنده لاحقا بمشيئة الله , و حوارنا حولها ـ من باب تجاذب أطراف الحديث و التعلم المتبادل ـ سيكون مزيجا بين الأكاديمية والقراءة الحرة لمختلف مكوناتها البنائية ( الحرف ,المفردة, الجملة , السياق , الشطر , البيت , ترابط البناء العام عضويا ...) ومكوناتها الفنية (الصور الشعرية , الأخيلة البسيطة و المركبة , التعابير الجمالية , تطويع الأمثال , استحداث البحور و القوافي , الدلالات الرمزية, المحسنات ....) و بناءً على أن كل ما ذُكر محتوىً فيما نتعارف عليه بالنص الشعري إلا أن هناك عنصر آخر للقصيدة لا يقل شأنا عن النص ألا وهو العنوان الذي سنقدمه بين يدي ما ذُكر أعلاه لأهميته كمفتاح أولي يسهم بشكل أو بآخر لفهم النص الشعري .
سأكون معكم قريبا بمشيئة الله للإجابة على جملة من الأسئلة كعناصر تدور حول العنوان و للاستفادة من آرائكم المقدرة..
× ما هو العنوان ؟ و ما هي أهميته ؟
× متى تتم صياغة العنوان ؟ كيف تتم صياغته ؟
× ما هي أشكاله ؟
× هل يكون العنوان أحد أسباب ضعف النص الشعري ؟ و كيف ذلك ؟
× ما مدى اهتمامك كشاعر شعبي بعنوان قصيدتك ؟ و متى تكتب العنوان ؟
× ما مدى اهتمامك كقارئ بعنوان القصائد ؟
× كم نسبة الفهم لمعنى النص الشعري بمجرد قراءة العنوان ؟
× هل تستسيغ قصيدة بلا عنوان ؟[/frame]

آمل أن تكونوا بالقرب !!!
الشاعر الناقد الأدبي / مبارك الودعاني

أرحب يامبارك الودعاني




حياك الله وبياك



قراءات تثقيفيه


موضوع جميل في فكرته ومضمونه كابدايه وإن شاء الله يكون موضوع ثري بتفاعل ومداخلات الإخوان والأخوات وبإدارتكم الطيبه للنقاش والحوار في هذه القراءات .



بالنسبه للعنوان

فهو في نظري مفتاح للقصيده كما هو مفتاح في أي كتاب أو موضوع وهو يحمل الدلاله الاولى على هذه القصيده وقد يكون الحكم من خلاله على قراءة النص من عدمها ، ألم يقولو الكتاب واضح من العنوان ، وفي نظري وكذلك النص ومن هنا تأتي أهميته ، أما صياغته فهي في الحقيقه محيّره قليلاً فقد تجد عنوان لايمت للقصيده بصله وقد يكون شطر من القصيده نفسها أو بيت كامل أو مفرده أو جمله ، وهذا يتوقف على صاحب الإختيار لعنوان قصيدته ولكن يبقى التوفيق في إختيار العنوان من حيث الدلاله والقوه والجذب وقد يكون للإثاره حيز كبير خصوصاً في هذا العصر ، وقد يكون سبب ضعف النص أحياناً إذا كان العنوان ضعيف أو غير دقيق الدلاله والمعنى أو غير مستساغ أو أحياناً يكون مخالف للمعتاد أو فيه تعدي على رمز أوعلم من الموروث أو التاريخ .

أهمية العنوان قد تختلف من شاعر الى أخر ولكن يبقى حسن الإختيار والتوفيق مهم بالنسبه لي وقد يأخذ البحث عن العنوان أكثر من القصيده نفسها أحياناً علماً أنني أكتب العنوان بعد إكتمال القصيده تماماً بحيث يكون هو أخر لمسه تكون عليها .
أما أهتمامي كاقاريء بالعنوان فهو كبير وقد يحدد قرأتي للنص من عدمها ، فهو الدلاله الاولى على المضمون أو المعنى على محتواها وقد يختصر أو يختزل المعنى في العنوان .
أما نص بدون عنوان فقد يكون هناك شي من هذا ويحدث كثيراً ولكن يبقى العنوان مهم جداً وأعتقد أن القصيده بدون عنوان ناقصه فلا يوجد شي بدون عنوان إلا المهمل .


شكراً لك وعذراً على الإختصار والإرتجال وفي إنتظار قراءاتك المفيده .



الله يرعاك

الشاعر عبدالله بن شايع الزهيري الله يبقيك ...

مداخلتك متسقة مع منظومة ما أود إدراجه في هذا الباب و بالرغم من إختزالها إلا أن بها شيء من الإثراء .

أسعد بتواصلك الفكري الجميل ..

أشكرك

[frame="13 80"]العنوان ...!
~~~~~~~~
درج بين الناس المثل القائل ...( الكتاب من عنوانه ) أو( يعرف الكتاب من عنوانه) و هو ذا دلالات حسية و معنوية , و لأن الإنسان عدو ما يجهل من حيث نسبية تقديره للمواقف مثلا أو للأشخاص كما أن لتقاربه و تباعده مع غيره مبني في بعض جوانبه على معرفة ما خلف ذلك المجهول أحيانا من خلال سلوكه أو منطقه أو ما وهبه الله من قبول و المتعارف عليه بكارزما تلك الشخصية . من معرفة تلك المواصفات و السمات و التي تبدو كعنوان للشخص يمكن أن نتعرف على شخصيته و آلية التواصل معها , و بمثلها يمكن أن نكوّن تصورا و لو جزئيا عن أي كتابٍ يقع بين أيدينا أو رواية أو خبرٍ أو قصيدة ... و هكذا . من ذلك كله يتأكد لدينا و بما لا يدع مجالا للشك بأن العنوان من الضرورات المهمة والملحّة في تصدّر قصائدنا الشعبية لاعتباراتٍ عدّة سنتناولها في سياقات حديثنا عن العنوان .
ما هو العنوان الشعري و ما هي أهميته ؟
العنوان الشعري... بأي صيغةٍ من الصيغ هو تعبير جزئي لمحي تقريبي لمعنى النص الشعري بلا كشف له .
و تكمن أهميته فيما يلي :
* أنه المفتاح الأولي لما يقتفيه من معان .
* أداة جذب أولية للقارئ ـ عند العناية بصياغته ـ المميز للعناوين .
* معيار مبدئي للتفاضل بين القصائد .
* مؤشر يقيس به المهتمون بالشعر مدى الحِرَفية بين الشعراء .
*
متى تتم صياغته ؟ و كيف تتم ؟ و ما هي أشكاله ؟
يحتار الكثير من الشعراء حول مسألة الوقت , أي أيُصاغ في المرحلة القبلية أم البعدية ؟ و القبلية يُقصد بها صياغته قبل الشروع في القصيدة و البعدية عكس ذلك . و لكن لنفترض أنه يصاغ قبلا و بناء عليه فإن الشاعر سيجد نفسه مكبلا بقيوده و كأن هناك من يقف على رأسه بحيث أن لا يتجاوز حدود صورته النمطية المسبقة التي تجذرت في مُفـْرِزات مشاعره و مما يؤدي إلى تحجيم قدراته الإبداعية و يحد من كثافة الأخيلة والصور الجمالية في النص , إضافة إلى أنه قد يغفل عن فحواه في مرحلة اللاوعي الشعري ليتفاجأ أنه لا يحقق غرضه بتلك الصياغة مما يوقعه في حيرة بين أن يشطبه أو أن يغيّر ما غايره في النص .
أما المرحلة البعدية كخطوة لصياغة العنوان .... [/frame]


سنتابع بمشيئة الله .
آمل أن تكونوا بالقرب !!!
الشاعر الناقد الأدبي / مبارك الودعاني

[frame="2 80"]أما المرحلة البعدية كخطوة لصياغة العنوان و هي الأنجع لأنها تمنح الشاعر مندوحة ذات أبعاد وجدانية و نفسية و تعبيرية , فبمجرد انتهائه من متطلبات القصيدة ذاتها و متحررا مما سواها من قيود حيث قد اختمرت فكرتها بذاتيته و عايشها بكليتها صار لديه القدرة على وسمها بما يدل عليها و يوثـّق ملكيتها له و يشوّق الآخرين لها و ذلك هو العنوان .
و الخيار لك أيها الشاعر في الانتقاء بين المرحلتين القبلية و البعدية !
و تتم الصياغة وفقا لمقتضيات النص الشعري , فإما أن يكون بطريقة المسكوت عنه و يُعتمد في ذلك على الرمزية و التورية و الاستعارة المبطنة و الترقيم و كل ذلك و سواه يجوز مع القصائد الشائكة سياسيا و اجتماعيا ... و غيره , أو يكون واضحا في ذاته مُلَمّحا في مدلوله عن ما بعده .[/frame]




و سنبين لاحقا بعض صياغات العناوين !

الشاعر الناقد / مبارك الودعاني