[align=center]جرت سنة الفن والأدب على التحرر من كل قيد في إصدار نبرة التوجع الخاصة بكل أديب وفنان ، وصار الإبداع بشتى صوره مجازي المولد والنشأة والمصير!
يفز الأديب بإحساس مرهف وشعور متوتر تجاه القضايا الإنسانية الكبرى والصغرى ، الظاهرة والخفية ،
يقشعر بألم حقيقي ، ويشعر بقطرات من المر تتساقط في حلقه فيتجرعها ولايكاد يسيغها ، ويحمل الهم الإنساني كرها ويضعه كرها ، في احتفالية للحمى تهزه بعنف فيرتجف وينتفض ، ثم يصحو كما يصحو الصريع ليجد المولود يبتسم له ، فيحمل وليده ويجيء به قومه ، ليتساءلوا عن السر ، فيشير إليه وينذر للأدب صوما فلا يكلّم بشأنه إنسيا !
ولهذا قال المتنبي :
أنام ملء جفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصم !
استخدم عينا واحدة للنظر في هذا الموضوع ، كن كالرامي الذي يستعد لإطلاق الرصاص نحو الهدف !
ولتكن عينك التي ترى بها عينا موضوعية ومنصفة ، فأحيانا يكون استخدام العينين أسوأ من العمى لأن الذي يستخدم عين الرضا وعين السخط يستخدم عينين لكنهما بحاجة لقطرة تجلي النظر وترفع آثار الضعف والعقد البشرية عن مصير الألم البشري !
* في الفقرة السابقة تحدثنا عن ظروف ولادة العمل الفني ،
ونلخص ذلك بأن الكاريكاتير يضحكنا كثيرا لكنه يرصد ألما ويصوّر جريمة ما !
وعليه فالمأساة والملهاة أختان (توأم غيرمتشابه ) !
كلاهما تمران بمراحل التكون وآلامه وتخرجان وقد تمزق من أجل ذلك وجدان من أبدعهما !
والذي أنجبهما غير مسؤول عن شعور الآخرين تجاههما ، لكنه مسؤول
- بشكل ما عن تغذيتهما خلال الحمل والحفاظ على صحتهما لحين خروجهما للعالم الخارجي منفردتين تواجهان عيون الرضا والسخط
ببراءة وجمال ، في حين لايمكنك كمتفرج تجاوز نظرات أدعياء الثقافة
وتعليقات منحرفي الغايات على هؤلاء الأطفال الأبرياء !
واستثنائيا - إذا مامس هؤلاء الجانب الذي يخص الأديب ( تغذية أجنته ) تصدى للدفاع عن مسؤوليته ، أما مايشعر به العالم إزاء أطفاله
فهو - كمبدع - يعرف مسبقا وبداهة أنه لن يستطيع - ولو حرص - أن يقنع كل العالم الذي ينظر لطفلته أنها أجمل ما خلق ، ولهذا فمسألة الجمال نسبية نتفاوت في الحكم عليها !
الأدب هو الأب الشرعي للابن ( المتطرف ) النقد !
ربما كان لذنب الأدب - الذي جرّع والده المر- ليولد كما يشاء ويخرج كما يشتهي ويسهر مع من يريد ، علاقة بما يتجرعه من ألم القيد والحدود التي يحاول النقد بعيونه العديدة ( عين الموضوعية وعين الجمال وعين الرضا وعين السخط ) تقييده فيها !
فماهي حقيقة العلاقة بين الأدب والنقد ؟
مدخل :
كان وجود الأدب على الأرض كهبوط سيدنا وأبينا آدم - عليه السلام - من الجنة ، ولله المثل الأعلى ،
فالأدب عندما كان مشاعر تعتمل في ضمير الأديب ووجدانه
كان منعما وعندما هبط على الأرض أنجب الكثير فكثرت المشكلات
وأقدم بعض أبنائه على قتل بعضهم - أسوة بأبيهم قابيل !
وإن أعجبك النظر للأمور بعين واحدة
لكنها فاحصة ومنصفة ، وكنت ممن يبحث عن الحق والحقيقة فعليك
تقصي البعد النفسي والثقافي لأطراف العلاقة ..
الأديب والناقد !
لتجد أنك إزاء اثنين من البشر يصح على أحدهما مايصح على أخيه !
فإن كنت من القائلين إن ثمة أدباء معقدين من النقد ،
فعليك فورا الاعتراف بأن ثمة نقادا معقدين من الأدب !
وإن كنت من القائلين بأن الأديب يتطور بتقبل النقد فعليك فورا
أن تعترف لفضل الأدب على النقد فلولاه ماوجد أصلا !
وإن كنت من المنادين بأهمية تثقيف الأدباء فعليك فورا الاعتراف
بأن النقاد بحاجة للثقافة نفسها ، بل ربما أكثر لأن الناقد سيناقش
أدوات الأديب ويتفحصها ويحكم عليها ،
فهل فاقد الشيء قادر على بذله ؟! *
وإن كنت ممن ذكر أعلاه ولاتود الاعتراف ، فاعلم أنك تنتمي للأدب كانتماء المغتصب للأرض المحتلة !
* ستكون ثقافة نقاد النت موضوع الجزء الثاني من ( ثقافة نت ولابد ) .. بحول الله ..[/align]
يفز الأديب بإحساس مرهف وشعور متوتر تجاه القضايا الإنسانية الكبرى والصغرى ، الظاهرة والخفية ،
يقشعر بألم حقيقي ، ويشعر بقطرات من المر تتساقط في حلقه فيتجرعها ولايكاد يسيغها ، ويحمل الهم الإنساني كرها ويضعه كرها ، في احتفالية للحمى تهزه بعنف فيرتجف وينتفض ، ثم يصحو كما يصحو الصريع ليجد المولود يبتسم له ، فيحمل وليده ويجيء به قومه ، ليتساءلوا عن السر ، فيشير إليه وينذر للأدب صوما فلا يكلّم بشأنه إنسيا !
ولهذا قال المتنبي :
أنام ملء جفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصم !
استخدم عينا واحدة للنظر في هذا الموضوع ، كن كالرامي الذي يستعد لإطلاق الرصاص نحو الهدف !
ولتكن عينك التي ترى بها عينا موضوعية ومنصفة ، فأحيانا يكون استخدام العينين أسوأ من العمى لأن الذي يستخدم عين الرضا وعين السخط يستخدم عينين لكنهما بحاجة لقطرة تجلي النظر وترفع آثار الضعف والعقد البشرية عن مصير الألم البشري !
* في الفقرة السابقة تحدثنا عن ظروف ولادة العمل الفني ،
ونلخص ذلك بأن الكاريكاتير يضحكنا كثيرا لكنه يرصد ألما ويصوّر جريمة ما !
وعليه فالمأساة والملهاة أختان (توأم غيرمتشابه ) !
كلاهما تمران بمراحل التكون وآلامه وتخرجان وقد تمزق من أجل ذلك وجدان من أبدعهما !
والذي أنجبهما غير مسؤول عن شعور الآخرين تجاههما ، لكنه مسؤول
- بشكل ما عن تغذيتهما خلال الحمل والحفاظ على صحتهما لحين خروجهما للعالم الخارجي منفردتين تواجهان عيون الرضا والسخط
ببراءة وجمال ، في حين لايمكنك كمتفرج تجاوز نظرات أدعياء الثقافة
وتعليقات منحرفي الغايات على هؤلاء الأطفال الأبرياء !
واستثنائيا - إذا مامس هؤلاء الجانب الذي يخص الأديب ( تغذية أجنته ) تصدى للدفاع عن مسؤوليته ، أما مايشعر به العالم إزاء أطفاله
فهو - كمبدع - يعرف مسبقا وبداهة أنه لن يستطيع - ولو حرص - أن يقنع كل العالم الذي ينظر لطفلته أنها أجمل ما خلق ، ولهذا فمسألة الجمال نسبية نتفاوت في الحكم عليها !
الأدب هو الأب الشرعي للابن ( المتطرف ) النقد !
ربما كان لذنب الأدب - الذي جرّع والده المر- ليولد كما يشاء ويخرج كما يشتهي ويسهر مع من يريد ، علاقة بما يتجرعه من ألم القيد والحدود التي يحاول النقد بعيونه العديدة ( عين الموضوعية وعين الجمال وعين الرضا وعين السخط ) تقييده فيها !
فماهي حقيقة العلاقة بين الأدب والنقد ؟
مدخل :
كان وجود الأدب على الأرض كهبوط سيدنا وأبينا آدم - عليه السلام - من الجنة ، ولله المثل الأعلى ،
فالأدب عندما كان مشاعر تعتمل في ضمير الأديب ووجدانه
كان منعما وعندما هبط على الأرض أنجب الكثير فكثرت المشكلات
وأقدم بعض أبنائه على قتل بعضهم - أسوة بأبيهم قابيل !
وإن أعجبك النظر للأمور بعين واحدة
لكنها فاحصة ومنصفة ، وكنت ممن يبحث عن الحق والحقيقة فعليك
تقصي البعد النفسي والثقافي لأطراف العلاقة ..
الأديب والناقد !
لتجد أنك إزاء اثنين من البشر يصح على أحدهما مايصح على أخيه !
فإن كنت من القائلين إن ثمة أدباء معقدين من النقد ،
فعليك فورا الاعتراف بأن ثمة نقادا معقدين من الأدب !
وإن كنت من القائلين بأن الأديب يتطور بتقبل النقد فعليك فورا
أن تعترف لفضل الأدب على النقد فلولاه ماوجد أصلا !
وإن كنت من المنادين بأهمية تثقيف الأدباء فعليك فورا الاعتراف
بأن النقاد بحاجة للثقافة نفسها ، بل ربما أكثر لأن الناقد سيناقش
أدوات الأديب ويتفحصها ويحكم عليها ،
فهل فاقد الشيء قادر على بذله ؟! *
وإن كنت ممن ذكر أعلاه ولاتود الاعتراف ، فاعلم أنك تنتمي للأدب كانتماء المغتصب للأرض المحتلة !
* ستكون ثقافة نقاد النت موضوع الجزء الثاني من ( ثقافة نت ولابد ) .. بحول الله ..[/align]
تعليق