[align=center]إن كثرة رواج الشعر وإقدام الناس عليه فعلا وتلقيا مسألة إنسانية جدا ولعل السيل العرم الذي يسوق الناس للشعر هو اتجاه الحياة بشكل فادح للمادية واحتياج الإنسان داخلنا لما يحافظ على إنسانيته ، ومن هنا نجد أننا بصدد صراع جديد نوعا بين إنسانية الشعروقيمها والتعامل المادي معه في ظل اجتياح الماديات دواخلنا ومحاربتها الإنسان في الداخل ..
تساءلت كثيرا إزاء بعض الرؤى التي لا تتوافق وطبيعة الحضور الشعري للشاعر الحقيقي ، ودهشت لتبني هذه المغالطات من قبل من يفعل الشعر لأنه أقدر الناس - لو حرص - على استجلاء الشعر ودوره ومبررات وجوده ..
الشعر عمل روحي تفاعلي مع المحيط .. والنفس الشاعرة تلتقط المؤثرات بحساسية مفرطة وتستجيب لها لا إراديا .. وعليها أن تكون كذلك لأن الشاعر إحساس الأمة .. ونبضها .. وألمها وفرحها .. وصوتها بأنينه وضحكاته .. ولا يمكن للشاعر الحقيقي أن يسكن في صومعة في برج عاجي وينظر لقارئه بفوقية تجعله يمن عليه حضوره الصادق الذي يقره الشعور ولا شيء غير الشعور ..
إن الشاعر الذي ينزف شعرا ، لايمكنه إلا أن يستسلم لدواعي البوح المستفزة لنبضه المزلزلة أوردته ، فإن توجع وطنه وغادره حبيبه وفقد عزيزا في أوقات متقاربة استجاب لوطنه ووقف مودعا حبيبه وبكى راثيا أصفياءه دون النظر لمتى ينشر لأن لاشيء أنسب من الموقف ..
إن نظرية احتراق كروت الشاعر بتواجده المكثف وإن غيابه ومنته على قارئه بالحضور تمنحه القيمة والندرة وتجعل القراء يتهاتفون على بوحه ، نظرة تجارية لاتليق بالشعر مطلقا ، ولا تصدر إلا عن سطحية في التعامل مع الشعر ، الشعر صوت الأمة وضميرها وليس سلعة كاسدة ينبغي العمل على مخادعة الزبائن لقبولها ورواجها ..
نقدم على الشعر كفعل مرغمين وهوعمل غاية في السمو والإنسانية واستقباله ينبغي أن يكون محصورا في السياق الإنساني بغض النظر عن : من القائل ومتى نشر وكم نشر ولم ينشر ؟
لأن القصيدة تحضر لتطهر الدم من سمومه ولتحط عن النفس أثقالها ولتبوح بأسرار القارئ له بدلا عنه ..
والأسئلة التجارية التي تحاصر هذا السمو أسئلة مهينة للعمل الشعري الراقي الصادق ..
والشاعر الحقيقي ينبغي أن يقدم على الشعر متى مادعاه والقارئ الصادق للشعر ينبغي أن يبحث عما يطهره ويخفف عنه .. وما عدا ذلك فليس إلا بضعة أصباغ تلطخ وجه الشعر البريء وتخفي جماله الحقيقي ..[/align]
تساءلت كثيرا إزاء بعض الرؤى التي لا تتوافق وطبيعة الحضور الشعري للشاعر الحقيقي ، ودهشت لتبني هذه المغالطات من قبل من يفعل الشعر لأنه أقدر الناس - لو حرص - على استجلاء الشعر ودوره ومبررات وجوده ..
الشعر عمل روحي تفاعلي مع المحيط .. والنفس الشاعرة تلتقط المؤثرات بحساسية مفرطة وتستجيب لها لا إراديا .. وعليها أن تكون كذلك لأن الشاعر إحساس الأمة .. ونبضها .. وألمها وفرحها .. وصوتها بأنينه وضحكاته .. ولا يمكن للشاعر الحقيقي أن يسكن في صومعة في برج عاجي وينظر لقارئه بفوقية تجعله يمن عليه حضوره الصادق الذي يقره الشعور ولا شيء غير الشعور ..
إن الشاعر الذي ينزف شعرا ، لايمكنه إلا أن يستسلم لدواعي البوح المستفزة لنبضه المزلزلة أوردته ، فإن توجع وطنه وغادره حبيبه وفقد عزيزا في أوقات متقاربة استجاب لوطنه ووقف مودعا حبيبه وبكى راثيا أصفياءه دون النظر لمتى ينشر لأن لاشيء أنسب من الموقف ..
إن نظرية احتراق كروت الشاعر بتواجده المكثف وإن غيابه ومنته على قارئه بالحضور تمنحه القيمة والندرة وتجعل القراء يتهاتفون على بوحه ، نظرة تجارية لاتليق بالشعر مطلقا ، ولا تصدر إلا عن سطحية في التعامل مع الشعر ، الشعر صوت الأمة وضميرها وليس سلعة كاسدة ينبغي العمل على مخادعة الزبائن لقبولها ورواجها ..
نقدم على الشعر كفعل مرغمين وهوعمل غاية في السمو والإنسانية واستقباله ينبغي أن يكون محصورا في السياق الإنساني بغض النظر عن : من القائل ومتى نشر وكم نشر ولم ينشر ؟
لأن القصيدة تحضر لتطهر الدم من سمومه ولتحط عن النفس أثقالها ولتبوح بأسرار القارئ له بدلا عنه ..
والأسئلة التجارية التي تحاصر هذا السمو أسئلة مهينة للعمل الشعري الراقي الصادق ..
والشاعر الحقيقي ينبغي أن يقدم على الشعر متى مادعاه والقارئ الصادق للشعر ينبغي أن يبحث عما يطهره ويخفف عنه .. وما عدا ذلك فليس إلا بضعة أصباغ تلطخ وجه الشعر البريء وتخفي جماله الحقيقي ..[/align]
تعليق