إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هذا ما لديّ يا معدّي المرقاب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هذا ما لديّ يا معدّي المرقاب

    الأخ الفاضل معدي المرقاب

    أعتذر إبتداء فإنني لم أطلع على موضوعك ( إلى من تعنيه ) إلاّ قبل قليل ،

    فالمعذرة على تأخر الرد .

    أما بخصوص سؤالك فإنني أعتقد أن في أعضاء المنتدى منهم أكفأ

    وأقدر منّي على الإجابة عليه ولكن نزولا عند طلبك فإنني سأجيب

    بحسب ما أعتقده وإن كان هذا الموضوع من أعقد المواضيع التي

    أثيرت في الساحة الأدبية خلال العقدين الأخيرين .

    لاشك أن لكل جديد لذة كما يقال وأن الأمور يكتشف المرء في إدبارها

    ما لم يظهر له في إقبالها ، لقد كان للدعوة للحداثة رونقا وبهاء في أول

    أمرها على إعتبار أنها دعوة للتجديد في الأدب فقط وعلى إعتبار أنها

    لا تحمل مضامين فكرية مخالفة للثوابت الدينية التي يؤمن بها المسلم

    فكانت الحداثة بهذا المفهوم مرادفة لكلمتي المعاصرة و التحديث ولكن

    ثبت فيما بعد وأستقر لدى أهل الإختصاص في الأدب أن هناك فرق كبير

    بين مفهوم الحداثة ومفهوم هاتين الكلمتين ومن كان لديه إطلاع في

    علم الترجمة فلن يعييه معرفة ذلك .

    إن التجديد ومواكبة العصر أمر مطلوب بل هو من ضرورات الفكر ،

    والجمود حالة مرضية إذا لم تعالج فهي الموت البطئ ولكن هل التجديد هو الحداثة ؟

    الحقيقة أن مفهوم الحداثة لا يعني المعاصرة ولا التجديد بحال بل إن أساطين

    الحداثة يصرون على التفريق بين الحداثة وبين تلك المعاني لأن الحداثة فكر ثوري

    إنفجاري يدعو إلى التمرد على الواقع بكل جوانبه السياسية والإجتماعية والإقتصادية

    وليس منحصرا في فكرة التجديد التي لا رابط بينها وبين الفلسفات التي تشكل منها

    مفهوم الحداثة ، ليست القضية تغيير شكل القصيدة العربية كما يظنها أصحاب النوايا

    الحسنة فالقضية وبشهادة كبار الحداثيين أمر أبعد من ذلك بكثير وكثير جدا إنها ثورة

    على كل الثوابت إبتداء باللغة نفسها وإنتهاء بالدين والمعتقد لذلك وجدت الحداثة من

    تصدى ووقف لها من أهل الغيرة ولكن صاحب ذلك شئ من الغلو لدى بعض

    المتصدين فأدخل في الحداثة ما ليس منها وفسرت بعض النصوص تفسيرا خاطئا

    في بعض الأحيان لاسيما في ردود غير المتخصصين ولكن نجد في المقابل من استغل

    بعض هذه الأخطاء لينفي التهمة عن الفكر الحداثي بإطلاق إما لجهله بحقيقة الفكر

    الحداثي وإما لأنه من الذين يتبنون هذا الفكر ويبحث عن الثغرات التي ينفذ من

    خلالها إلى عقول النشئ ، ولا ينفي ذلك وجود ردود علمية كتبها متخصصون فضحت

    هذا الفكر وعرته تماما حتى لم يعد لأحد عذر في تبنيه فضلا عن المنافحة عنه .


    وخلاصة ذلك أن الحداثة فكر هدام يدخل إلى جميع مناحي الفكر الإنساني وليس الأدب

    فقط وهو مغاير تماما لمفاهيم التحديث والتجديد والمعاصرة التي لا غنى للفكر الإنساني عنها


    وبناء على ذلك فإن مفهوم الحداثة في الكتابة الشعرية يعني الثورة على

    القصيدة العربية شكلا ومضمونا وهذه الثورة ثورة تدميرية تعفي الشاعر

    من أي إلتزام ديني أو أخلاقي كما تعفيه من أي إلتزام بالنسبة لشكل القصيدة


    بقي أن نقول أن الحداثة بمفهومها الذي ذكرناه وارتضيناه هنا ليست لها ركائز

    ثابته يمكن التعويل عليها وإعتمادها ، بل هي حركة تدميرية لا تستطيع التعايش

    مع غيرها فسعيها حثيث إلى تدمير الغير لا لتعيش هي بل لذات التدمير فقط

    ونصوص الحداثيين المتوافرة لدينا -لاسيما كبارهم - تثبت ذلك فالقاسم المشترك

    بين جميع هذه النصوص هو ( التدمير) وبالذات في المحتوى فالسمة البارزة هي

    الطرح الفكري الشاذ الغريب الذي ربما وصل بأهله إلى التطاول حتى على الذات الإلهية .



    هذا ما لدي الآن وإن اردت التوسع فعليك الرجوع إلى الكتب التي ألفت في هذا الموضوع

    واشكرك لك أخي الكريم ثقتك التي أرجو أن أكون أهلا لها


    ولك من أخيك كل التحية


    تركي الغنامي

  • #2
    ..عــزيــزي صـــايد الفــوايد.

    ..إ يـجـــاز جـمــيل..والمــوضــوع ..طويل

    ..ولو أن هناك من يحسبن الحـداثه..هــو الأخذ

    ..بكل جــديد..ولم يدرك أن لكل حادثٍ حديث


    ..أشكــرك ..وتقبل تقديري


    >> مـعــدي المـرقــــاب <<

    تعليق


    • #3
      الاخ الغالي صايد الفوايد

      بيض الله وجهك على هذه المعلومات القيمه جدا والشرح الموجز المفيد عن شعر الحداثه وما يصاحبه من اختلاف في المفهوم العام لدى كثير من الناس




      تقبل تحيات اخوك /// ابو مهدي

      تعليق


      • #4
        أخي الفاضل أبو مهدي

        شكرا لك على الزيارة والمتابعة ولا عدمنا وجودك يا بومهدي



        أخوك

        تركي الغنامي

        تعليق

        يعمل...
        X