إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[[ الأمل ... ألم ]]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [[ الأمل ... ألم ]]

    ( حين عز عليّ الانتظار .. وعزت عليك العودة بعد كل تلك الليالي .. قررت نزع ثوب الانتظار والانسلاخ من جلدي والانغماس في زحامهم .. فإذا بكل الوجوه أنت .. وإذا بكل الأصوات أنت .. وإذا بجلدي المسلوخ يساعدني في زحامهم بالبحث عنك .. أنت )

    وأخيراً .. غادرت وجعكما أنت وتلك المدينة .. بل أنت وذاكرتنا التي لازمتني طوال أشهر الصيف .
    حيث كانت عيناك تطالعني من فوق كل رصيف ..
    وحيث يأتي البحر محمّلاً بك .. مع كل مد ..
    وحيث دفء حضنك يلتهمني .. في كل ريف !!

    غادرتها أملاً ألا تصطادني ذاكرة ما .. وعدت أدراجي حيث مدينتي أنا !!

    مرت الأيام الأولى .. بهدوء التأمل ... والنوم !

    ثمة ضوء متناثر حولي .. مع كل ذرة فجر يأتي بالشمس وسط مهجعي .. فأجدني رغم تخمة النور : مظلمة .. باردة كـ كهف ، معتّقة .. بالية كـ قطعة بخور غير قابلة للاستعمال !؟

    كنت أتسائل كل لحظة أكتبني فيها لك ( واقع ألمي ) : لم أنا ؟ .. ولم أنت ؟؟ ويخبطني سؤال عميق عمق تضاريس البوح في روحي : ( ءأحسن الحديث عنا في كل مرة أتمادى لهواً بذاكرتي وشوقي ؟ ... أم هي رغبة نسيانك فقط ؟ ... أو هو الأمل في عودتك يوماً .. لأريكها .. رسائلي وفداحة غيابك المر ؟ )

    ما لم أتوقعه أبداً بعد انقضاء سنوات طوال على تفحمي : هو أن حواسي قد تنسرق مني فجأة .. بلا بطولات غرامية أخرى !!

    ( ذاكرة مشابهة ........ اكتسحتني ! ) ..

    من قال أن الذكرى .. نصب الأماكن .. ؟؟؟؟ هناك : ... ذاكرة المكان ..
    وذاكرة الحدث ..
    وذاكرة الكلمات ..
    وذاكرة الأرواح ..
    وذاكرة الهدايا ...
    و ( ذاكرة الجسد ) !!!
    جميعهم أطلوا عليّ .. بدهاء صياد يكمن عند مسكن غنيمة .. وكنت أنا لهم .. صيد متربص مغلوب على أمره !

    يا لهذا الوجع .. ما هدأ الأول حتى اقتحمني الثاني .. أي تسلسل قدري للذكرى نقتله .. ويطاردنا ؟؟
    ( أنتخلص من أجسادنا .. حتى نقطع عليها طريق العبور إلينا ؟؟؟ )

    في غفلة مني .. انسرقت إليك !

    داهمتني رائحة عطر لازمني فترة في كل هداياك لي !
    رائحة عطر .. جلبته لي ذات اشتهاء فاجأتني بعده بدفء الضمة الأولى لحضن أتعبني سنة كاملة .. حتى أعترف – فقط – بشوقي له !
    وهاأنا رغماً عني .. اذوي شوقاً .. برائحة ذكرى .
    تحسست كفي ..
    تحسست حتى أصابعي ..
    كتفي .. عنقي .. وجهي .. و .. أيضاً .. " جسدي " .. !!

    تتبعت حتى شرايين نبضي المذهول – من وقتها – واوردته .. من ألم ضمة .. ما أكتفيت منها ولا كفتني عن " حبك " منذها !!
    تحسست نفسي .. لأكتشف أني ايضاً أحمل ذاكرة على جسدي .. وكأني نصب تذكاري حي لك .. يبلغهم " عيناك " أنك .. مررت بهذه الأنثى .. هنا !!!

    لطالما .. راودني سؤال عن موقعي بين نساء كثيرات عرفتهن صداقة .. وربما عشقاً .. ( هل من في مثل مكانتك يعترف بصداقة أو يمارس عشقاً ؟؟؟؟؟ )

    ( وحدهم العظماء تنصب التذكارات لهم ) ... وأنت .. كنت عظيماً في عشقك .. ثم في تحطيم حبي .. بفن القطيعة والرحيل !؟

    .. تباً .. متى تتوقف هذه الذاكرة عن اصطيادي ؟
    ءإذا قطّعت من جسدي كل مكان اقتحمته .. ورميته بعيداً .. ينتهي الأمر ؟؟؟

    تذكر رائحة الشوق ( تذهب رائحة زهور الفتنة المتناثرة من حولنا ؟ ) ...
    تذكر القسوة .. واللذة اللتان حطمت بهما آخر معاقل صدي المكابر لك ؟؟؟ ... وحنان اللهفة .. ووداعة القُبلة الأولى ؟؟؟ ..
    ( كنا فقط .. خارج نطاقي الخدمة .. والرؤيا .. ، كنا قدر .. يفر من قدر !! )

    ما لا تعلمه - رغم الاستياء الذي أدعيته حينها .. وحذري .. وفرحي باكتشافي انك تحيط بي .. تواجهني وتحاصرني بـ ( ضمات وقبلة ) – أنني وددت لو استزدت منها أكثر .. وأنني أيقنت ذاتي عندها .. وأن عمري في لحظة .. تحول مني إليك .. دون أن أقصد !!
    ( كيف لا ارضى بهذا الغيث .. يغسل مواسم الخوف والحنين حنيها ؟ ) ..

    ما اكثر ما ألصقت وجهي بصدرك بعدئذ .. لربما سكنت نبضي أبداً ... وأحتفظك وحدي فقط .. فلا ترحل !!

    لكنه الأمل فقط .. يقبل حين تصطادني ذكراك بنعومة ..
    والألم فقط ....... حين أرتطم موتاً .. بوقاحة واقعي !!

    ما زلت لا أدرك أني أرشق نفسي بسوء .. حين آتي بك .. من ذلك الجحيم الذي كنته .. يوم قتلتني !
    ( ما الذي يجعلك أملاً وألماً ... حين تمر بعيني .. ؟؟؟ )

    تنهيدة :
    ذبل ورد الأمل فيني ...
    ومات الوعد بترابك .
    وبقيتي مثل ما أنتي ..
    بعيييييييييدة .... لو سكنتيني !!!

  • #2


    أختي الأديبه الموهوبه "غـــاده خالــــــد",




    نص رائع ائع ,

    تمتعت كثيراً بقراءته بل بقراء غاده خالد في هذا النص الخارق....

    لم يكن مشهدا حسياً عابراً بل إرتقي الى مستوى من الدلاله الفكريه الحيه , وكانت الفكره متمشية بعنف محزن في كل تفاصيل المشاهد وحركة النص من اوله الى اخره.

    تميز النص بسلسلة من العواطف المشحونة وتخللها مساحات ملتهبه من العواطف المباشره والتي أضفت ل " أنا" الشاعره رونقاً وخصوصية لا يمكن تجاهلها...
    شكراً لك أديبتي الرائعه ومزيدا من الإبداع...



    أخوك,



    قلـب الذيــب





    [poem=font="Simplified Arabic,4,#8D1302,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ = فلا يغر بطيب العيش إنسانُ
    هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ = من سره زمن ساءتهُ أزمانُ
    وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ= ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ [/poem]


    [align=center]أبو البقاء الرندي[/align]



    إضغط هنا لديواني الإلكتروني:

    saeedalhumali@hotmail.com

    تعليق


    • #3
      الأخ العزيز .. سعود " قلب الذيب " ..

      وجودك يسرني كثيراً ....
      عرفتك شاعراً .... لكني أبداً ما عرفتك تاقداً ..

      مفاجأة لي أكبر مما توقعت .

      قرائتك لنصي تحتاج لأكثر من هذا ..... حاول أن تقرأني أكثر في هذا النص بالذات !

      الكثير قالوا أن نصي الأخير يذكرهم بـ " أحلام مستغانمي " ..... وفي رأيي .. أنا .. لا ...


      ما رأيك أنت ؟؟؟؟



      غادة

      تعليق


      • #4
        [marquee]تـــــــــــنهيده[/marquee]


        ذبل ورد الأمل فيني ...
        ومات الوعد بترابك .
        وبقيتي مثل ما أنتي ..
        بعيييييييييدة .... لو سكنتيني !!!



        ....................


        ماذاقول في هذا النص الي تعدا مرحلة الجماال والخيال ..




        سلاااسه



        حنكه


        ابداع

        خيال



        احس اني في حديقه مليئه بالياسمين والريحان وجيع الزهور
        واتمشى في الحديقه واتنشق من الرائحه الزكيه والمنظر الخلاااب .



        سلمة انااملك ...




        العنيد

        تعليق

        يعمل...
        X