تأملات في الحياة

تأملات في الحياة وما بعدها





[poem=font="Traditional Arabic,6,#88370F,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="solid,4,#32321B" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,#400000"]


قلبي يئنُّ ودمعتي تترقرقُ=والروحُ منْ فقْدِ الأحبَّةِ تفرقُ



هذا الذي أخشى وإنِّـيَ مُؤمنٌ=لكنَّها نفسٌ تكادُ تَـمزَّقُ



كمْ ذا بكيتُ منَ الفراقِ وقدْ قُضي= لا بُدَّ للأحبابِ أنْ يتفرقوا



والناسُ ترحلُ متعةً وتنفُّلاً=والموتُ يؤمرُ باللحاقِ فيلحقُ



ما لي أؤبنُ منْ مضى وإِخالُني=أبقى وإنِّـي لاحقٌ منْ يسبقُ



إنَّا وإنْ طالَ الزَّمانُ مصيرُنا=عمَّا قريبٍ في الفناءِ سنغرقُ



لم يبقَ منْ ملِكٍ ولا مُستوزرٍ=كلاَّ ولا أحدٌ وكلٌّ مُشفقُ



كانوا هنا في الرَّكْبِ حيثُ تفيَّؤا=وهناكَ حيْثُ قصورهمْ لا تُغلقُ



النَّاسُ حوْلَ قبابهمْ في هيْبةٍ=والوفدُ راجٍ منهمُ ومعلَّقُ



ولكمْ أبادوا منْ عدوٍّ غاشمٍ=ولكمْ أعانوا منْ يهونُ وأنفقوا



رحلوا فكمْ منْ أدمعٍ مُهراقةٍ=حزناً عليهمْ والزَّمانُ يفرِّقُ



تلكَ الدَّيارُ فما بها منْ صارخٍ=غابوا فشمْسُ حياتهمْ لا تُشرقُ



فاعملْ لنفسكَ يا "جمالُ" فقدْ دنَتْ=ظُعُنٌ إلى أرْضِ الحقيقةِ تعنقُ



ولئنْ سهوتَ فمنْ ورائكَ محفلٌ=عدلٌ بهِ يقضي الإلهُ وينطقُ



اعملْ لنفسكَ فالمنى لا تنتهي=واعشقْ جنانَ الخُلْدِ يا منْ يعشقُ



لا خيْرَ في دنيا تنغِّصُ أهْلَها=بالحادثاتِ وعمرَهمْ كمْ تسرقُ



في كلِّ يوْمٍ لا تزالُ تُصيبهمْ=بسهامها والموتُ فيها محدقُ



لا ينفعُ المثرينَ أموالُ الغِنى=فَهُمُ ومنْ يكدي سَوا والمملقُ



هبطوا فراعتهمْ حقيقةُ ما رأوا=وانظرْ إليهمْ بعدها ما حقَّقوا



أيْنَ الذي ظلَمَ الفقيرَ وأينَ منْ=دعَّ اليتيمَ وكانَ صحواً يسرقُ



ما همَّهُ دمْعُ الضعيفِ وصرخةُ =الأيتامِ في الليلِ البهيمِ وقدْ شَقوا



كلاَّ ولا يدري بأنَّاتِ الأراملِ=في الضُّحى ويذمُّ منْ يتصدَّقُ



يا منْ يظنُّ نعيمهُ في ظُلمهِ=ويعيشُ في ظُلُماتهِ ويحلِّقُ



لا تحسبنَّ العيْشَ يبقى هانئاً=خرْطُ القتادةِ دونَ ما تتشوَّقُ



ولسوفَ تُكوى عن قريب ٍمرتينَ =كمَا فعلتَ وأنْتَ عانٍ مُوثقُ



اللهُ أكبرُ كلُّ عيْشٍ زائلٍ=ونعيمُ ربي خالدٌ مُتدفقُ



منْ ذا يبيعُ الخُلْدَ في دارِ الرِّضا=بحوادثٍ تُبكي ووضعٍ يُقلقُ



يا نفسُ عُودي قدْ تطاولَ ليْلُنا=ودنا الصباحُ وهمُّنا متفرقُ



يا نفسُ عُودي قدْ أتاكِ نذيرهُ=والشيبُ لاحَ وكمْ سترتُ وأخفقُ



يا نفسُ عُودي قبْلَ كشْفِ حِجَابها=وترينَ ما خبَّأتِ وهْوَ مُوثَّقُ



يا نفسُ عُودي قبْلَ ساعاتِ=القَضَاء ومَنْ يصُدُّ ومَنْ بنا يترفقُ



أوما تريْنَ الخلْقَ قسْراً أُخرجوا=ومضتْ حياتهمُ كحُلْمٍ يمرقُ



فيما التواني والحقيقةُ هذهِ=العمْرُ يمضي والكتابُ سيُغْلَقُ



اعملْ وبرَّ وصِلْ وصلِّي في الدُّجى=واصدقْ وثِقْ واشكرْ وأنتَ مُحققُ



هذا الذي يبقى فَعِلَّ منَ التُّقى=ولتطمئنَّ فكلُّ نفْسٍ تُرزقُ



اللهُ يرزقُ منْ يشاءُ ويصطفي=سبَقَ الكتابُ بهِ وتمَّ المنْطِقُ [/poem]

شعر / جمال بن حويرب المهيري
21/3/2010

اخي القدير جمال المهيري

رائع هذا الابتهال

صدقت مع نفسك اخي القدير هنا في هذا النص الذي عانقت نفسك الحقيقة ونهاية الحياة


فليس فيها ما يؤسف على ضياعه الا ذهاب العمر والتقصير في العمل

ما اروع ان تنتابنا هذه الروحانية لتجلي لنا قبس النور الذي يشع من دواخلنا

فنبصر وتنزاح الغشاوة فينبلج الحق وتعود نفوسنا طائعة منيبة الى خالقها جل وعلا

صح الله ايمانك اخي القدير

اختك شواهق نجد

جمال

لله درك

نص ْ فاخر يستحق النسخ والحفظ


صح كلك يا شاعر