عروس على كتف أبي علي
في حِوار النفس التي تعوَدت أن تَعترف بمساوىء يَوم واعتِراف ذات!..
مِـــن عَذراء أتمَّت مَـغفِرتها جلسَتْ والأشجار مِن حولها تُعلن الشموخ
والغفران !..
لقلعة رابضة على كتف أبي علي وهو يَـعزف لها بصوت خَرير ممزوج
بصخب نهار وحَــركة الأقمار والكواكِب من حَولها ...
مِـن كل نافذة صغيرة تَـرى المدافع القديمة التي أصابها الذهول، فصمتت
بــــــعد أن كساها الصدأ لوناً أصفر شاهدتُ عَينيها وكأنهما تراقِبان مِن
حولها بحذر وهي التي أصبحَت بعمر الشيخوخة ولم يَـزل جمالها الفتان
يذكِّرنا بماضي مدينتنا العريقة...
شُجَيرات النخيل تتمايل كأنها جاريات حِسان يرقصن على عَـزف نسيمات
رقيقة تُـداعب جفون السماء لِيبتسم ما بقي مِن أيامها وما زال بريق أمَل في
فَـم السنين التي تأكل من أيامِها فتزداد نوراً على نور ....
ما تبقّى مِـن يَـومي بعث في ذاكرتي جمال طفولة أمضيتها وأنا أسير قُربها
والحياء ينبعِثُ مِـنها وهي الجميلة الفاتنة عروس طرابلس الخالدة سان جيل
حبيبتي...
راهبٌ وقَفت على راحتيه، فأصبح جَــبلاً مُطلاً على عرائش مدينة أرخت
جدائلها على كَــتف الوادي ورسمَت على بابها الخشبي الكبيرتاريخ عراقتها
بعد أن أوهمتنا بتلاشي تاريخنا....
كُنت أسير على مقربة من القبور التي نامَت قُــربها ولَــــم استأنس بعـطر
الزهور التي فاحَت وهي تَـفرشها على أرضها التي تملؤها الحجارة بعد أن
فَـتحت لي بابا صغيراً في أسفل البرج الثاني المطِل على البيوت القديمة
المتناثرة التي تدلنا عَـلى العراقة...
تُـزينها المزاغل والمكاحل وكَــــــــأنها تبسط زينتها لنراها عَــروس الشمال.
كُنت مُمسكة بزهرة النرجس وعطرها يَفوحُ مع رائحة حُجراتها المرصوصة المبللة
بالأمطار والتي جَـــعلتني أشعُر أنها مَـــــــلكة وملوكها غرفها الفسيحة
وشَــــعرتُ أنني لست وحــــــدي في القلعه وكأنَّ أصحاب الكََـــهف والرقيم
استفاقوا..
الفنيقيون ..المماليك ،الرومان، والبيزنطيّيون، والعرب، والفرنجة، والمماليك،
والعثمانيون مروراً بالفرنسيين ....يلهثون وأطيافهم لا تزال كأشباح قـابعه في
مَـــكان يَــلفه الماضي الجميل وصوت بركة الملاحة التي ابتعدت عن حـضن
القلعه إلى داخل الأسواق كأنّها بركة ماء مغناج مدللة بقطرات مـياهِها العذبة
التي تُـــذكرك بعذوبة طرابلس بكاملها وأنت تتذوق مياهها!... كأنَّـــها عَـزف
كمان مُـــنفرد كل هذا خيال له سحره ونحن نرى النقوش عليها إنَّــها عروس
الفيحاء المتكاملة والتي تفتح باب أحيائها وأسواقها ودورها ومعالمها التاريخية
خاصة البيوت الصغيرة أميرات شرقيات عثمانيات تركيات...
عَــبق التاريخ فيها كَـبخور نَــــسنتنشقُ رائحته وأنت تَــشعر بسحر الشرق
والهواء البارد يلامس الوجوه وكأن القلعه من صنع الجن والأنس وارتفاعها
عَـــن النهر كأنه يحملها من تكوين الأرض وخلق آدم وحواء فإن رأيت فقراء
كادحــين يصنعون أشكالا حِــرفية، فَـــهم سكان طرابلس الأصليون بــقلوبهم
البيضاء الناصعه، وإن رأيت جـــــامع البرطاسي فهو الباقي من عَـــهد اندثر
وترك لنا أثاراً نفتخر بأصالتها وإن سمعت ضجيج الباعة يوم الأحد!.. فذاك
سوق القلعه القديم وكأنّك فعلاً بين أشباح الماضي في حاضِر عجيب..
بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
وردة الضحى
في حِوار النفس التي تعوَدت أن تَعترف بمساوىء يَوم واعتِراف ذات!..
مِـــن عَذراء أتمَّت مَـغفِرتها جلسَتْ والأشجار مِن حولها تُعلن الشموخ
والغفران !..
لقلعة رابضة على كتف أبي علي وهو يَـعزف لها بصوت خَرير ممزوج
بصخب نهار وحَــركة الأقمار والكواكِب من حَولها ...
مِـن كل نافذة صغيرة تَـرى المدافع القديمة التي أصابها الذهول، فصمتت
بــــــعد أن كساها الصدأ لوناً أصفر شاهدتُ عَينيها وكأنهما تراقِبان مِن
حولها بحذر وهي التي أصبحَت بعمر الشيخوخة ولم يَـزل جمالها الفتان
يذكِّرنا بماضي مدينتنا العريقة...
شُجَيرات النخيل تتمايل كأنها جاريات حِسان يرقصن على عَـزف نسيمات
رقيقة تُـداعب جفون السماء لِيبتسم ما بقي مِن أيامها وما زال بريق أمَل في
فَـم السنين التي تأكل من أيامِها فتزداد نوراً على نور ....
ما تبقّى مِـن يَـومي بعث في ذاكرتي جمال طفولة أمضيتها وأنا أسير قُربها
والحياء ينبعِثُ مِـنها وهي الجميلة الفاتنة عروس طرابلس الخالدة سان جيل
حبيبتي...
راهبٌ وقَفت على راحتيه، فأصبح جَــبلاً مُطلاً على عرائش مدينة أرخت
جدائلها على كَــتف الوادي ورسمَت على بابها الخشبي الكبيرتاريخ عراقتها
بعد أن أوهمتنا بتلاشي تاريخنا....
كُنت أسير على مقربة من القبور التي نامَت قُــربها ولَــــم استأنس بعـطر
الزهور التي فاحَت وهي تَـفرشها على أرضها التي تملؤها الحجارة بعد أن
فَـتحت لي بابا صغيراً في أسفل البرج الثاني المطِل على البيوت القديمة
المتناثرة التي تدلنا عَـلى العراقة...
تُـزينها المزاغل والمكاحل وكَــــــــأنها تبسط زينتها لنراها عَــروس الشمال.
كُنت مُمسكة بزهرة النرجس وعطرها يَفوحُ مع رائحة حُجراتها المرصوصة المبللة
بالأمطار والتي جَـــعلتني أشعُر أنها مَـــــــلكة وملوكها غرفها الفسيحة
وشَــــعرتُ أنني لست وحــــــدي في القلعه وكأنَّ أصحاب الكََـــهف والرقيم
استفاقوا..
الفنيقيون ..المماليك ،الرومان، والبيزنطيّيون، والعرب، والفرنجة، والمماليك،
والعثمانيون مروراً بالفرنسيين ....يلهثون وأطيافهم لا تزال كأشباح قـابعه في
مَـــكان يَــلفه الماضي الجميل وصوت بركة الملاحة التي ابتعدت عن حـضن
القلعه إلى داخل الأسواق كأنّها بركة ماء مغناج مدللة بقطرات مـياهِها العذبة
التي تُـــذكرك بعذوبة طرابلس بكاملها وأنت تتذوق مياهها!... كأنَّـــها عَـزف
كمان مُـــنفرد كل هذا خيال له سحره ونحن نرى النقوش عليها إنَّــها عروس
الفيحاء المتكاملة والتي تفتح باب أحيائها وأسواقها ودورها ومعالمها التاريخية
خاصة البيوت الصغيرة أميرات شرقيات عثمانيات تركيات...
عَــبق التاريخ فيها كَـبخور نَــــسنتنشقُ رائحته وأنت تَــشعر بسحر الشرق
والهواء البارد يلامس الوجوه وكأن القلعه من صنع الجن والأنس وارتفاعها
عَـــن النهر كأنه يحملها من تكوين الأرض وخلق آدم وحواء فإن رأيت فقراء
كادحــين يصنعون أشكالا حِــرفية، فَـــهم سكان طرابلس الأصليون بــقلوبهم
البيضاء الناصعه، وإن رأيت جـــــامع البرطاسي فهو الباقي من عَـــهد اندثر
وترك لنا أثاراً نفتخر بأصالتها وإن سمعت ضجيج الباعة يوم الأحد!.. فذاك
سوق القلعه القديم وكأنّك فعلاً بين أشباح الماضي في حاضِر عجيب..
بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
وردة الضحى
تعليق