بسم الله الرحمن الرحيم
ولا يغتب بعضكم بعض .
الحملة التوعوية للتحذير من (الغيبة) في بيئة العمل
بدايةً .. قد يتساءل البعض : لماذا الاقتصار على التحذير من الغيبة في محيط العمل فقط ؟!
والجواب : أن الواجب هو التحذير من الغيبة في العمل وفي غيره، إلا أن المتأمل في واقع كثير من الأقسام والإدارات الوظيفية يجد أن الغيبة أضحت ظاهرة متفشية لا يسلم منها إلا من عصمه الله . ولا يعني ذلك التقليل من خطورتها خارج محيط العمل .
الغيبة في اللغة والاصطلاح :
الغيبة لغة: من الغَيْب "وهو كل ما غاب عنك" , وسميت الغيبة بذلك لغياب المذكور حين ذكره الآخرون.
قال ابن منظور: "الغيبة من الاغتياب... أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء" .
والغيبة في الاصطلاح: قد عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (ذكرك أخاك بما يكره) .قال النووي: "الغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره" .
صور الغيبة وما يدخل فيها :
الغيبة ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في :
بدن الشخص، أو دينه، أو دنياه، أو نفسه، أو خلْقه، أو خُلقه، أو ماله، أو والده، أو ولده، أو زوجه، أو خادمه، أو ثوبه، أو حركته، أو طلاقته، أو عبوسته، أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز.
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قولهم عند ذكره : الله يعافينا ، الله يتوب علينا ، نسأل الله السلامة ونحو ذلك ، فكل ذلك من الغيبة .
ومن صور الغيبة ما قد يخرج من المرء على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار المنكر قال ابن تيمية: ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت... ومنهم من يخرج النية في قالب الاغتمام فيقول: مسكين فلان غمني ما جرى له..
بعض من الأدلة على تحريم الغيبة :
الغيبة من كبائر الذنوب، دل على تحريمها الكتاب والسنة والإجماع، ومن الأدلة على تحريمها :
أ- قال تعالى: ( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) [الحجرات:12]. وهذه الآية تبين التحريم الشديد للغيبة، كما ورد فيها الزجر الأكيد ; ولهذا شبهها تبارك وتعالى بأكل اللحم من الإنسان الميت كما قال عز وجل " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه " أي كما تكرهون هذا طبعا فاكرهوا ذاك شرعا فإن عقوبته أشد من هذا وهذا من التنفير عنها والتحذير منها.
ب - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله ما الغيبة ؟ قال : صلى الله عليه وسلم " ذكرك أخاك بما يكره " قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال صلى الله عليه وسلم" إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ".
ج - عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا - تعني قصيرة - فقال صلى الله عليه وسلم " لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ".
قالت وحكيت له إنسانا فقال صلى الله عليه وسلم " ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا ".
د - قال صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ".
هـ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه ودمه حسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم".
و - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين , ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته.
من مظاهر الغيبة في العمل :
1- استباحة أعراض المدراء أو المسئولين والتندر بهم ومحاولة التشفي منهم .
2- ذكر بعض الزملاء في العمل في غيابهم بما يكرهون من الثلب أو التنقص أو التعيير .
3- التظاهر بالحرص على إتقان العمل من خلال وصف الموظف لزميله الآخر بالأخرق الذي لا يحسن أداء عمله .
4- ذكر معائب بعض الشخصيات العامة أو بعض المشهورين في مختلف المجالات .
من أسباب الغيبة :
1- قلة ذكر الله تعالى والتعلق به ومراقبته .
2- غياب جوانب الرحمة والمحبة بين المسلمين وعدم التغاضي عن زلاتهم وستر معائبهم .
3- مجاملة الأقران ومداهنتهم في باطلهم وعدم الإنكار عليهم خشية استثقالهم له أو نفورهم منه.
4- تزكية النفس وتجاهل ما بها من أسقام، وإهمال إصلاحها ومحاسبتها، والانشغال بالآخرين .
5- عدم إدراك خطورة هذا السلوك والتغافل عن كونه كبيرة من الكبائر التي يستحق المصرّ عليها دخول النار .
6- عدم الالتزام بالأمر الإلهي المتمثل في (التواصي) و(التناصح) بين المسلمين ، واستبدال ذلك بالقدح والهمز واللمز أو السخرية من المخطئ .
7- سيطرة الحسد وعدم الرضى بما كتبه الله للإنسان من الرزق والمكانة .
8- الإكثار من التجمعات الخارجة عن نطاق العمل وفتح الموضوعات الهامشية والنقاشات المفضية للمساس بأعراض المسلمين .
وبعد أخي الموظف .. فإننا نأمل منك الآن بعد أن قرأت شيئًا من خطورة الغيبة أن تعقد العزم على ثلاثة أمور :
أولاً : حفظ لسانك من (الغيبة)، وإن زللت فلا تيأس وأكثر من الاستغفار والدعاء لمن اغتبته.
ثانيًا : أن تقوم على الفور بإيقاف من يغتاب أمامك، ولكن بلطف وحكمة ورفق.
ثالثًا : أن تساهم في نشر هذه الرسالة إلى أكبر عدد من الموظفين .
حفظكم الله
وجزاء الله خير من كتبه وأرسله ونقله .
ولا يغتب بعضكم بعض .
الحملة التوعوية للتحذير من (الغيبة) في بيئة العمل
بدايةً .. قد يتساءل البعض : لماذا الاقتصار على التحذير من الغيبة في محيط العمل فقط ؟!
والجواب : أن الواجب هو التحذير من الغيبة في العمل وفي غيره، إلا أن المتأمل في واقع كثير من الأقسام والإدارات الوظيفية يجد أن الغيبة أضحت ظاهرة متفشية لا يسلم منها إلا من عصمه الله . ولا يعني ذلك التقليل من خطورتها خارج محيط العمل .
الغيبة في اللغة والاصطلاح :
الغيبة لغة: من الغَيْب "وهو كل ما غاب عنك" , وسميت الغيبة بذلك لغياب المذكور حين ذكره الآخرون.
قال ابن منظور: "الغيبة من الاغتياب... أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء" .
والغيبة في الاصطلاح: قد عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (ذكرك أخاك بما يكره) .قال النووي: "الغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره" .
صور الغيبة وما يدخل فيها :
الغيبة ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في :
بدن الشخص، أو دينه، أو دنياه، أو نفسه، أو خلْقه، أو خُلقه، أو ماله، أو والده، أو ولده، أو زوجه، أو خادمه، أو ثوبه، أو حركته، أو طلاقته، أو عبوسته، أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز.
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قولهم عند ذكره : الله يعافينا ، الله يتوب علينا ، نسأل الله السلامة ونحو ذلك ، فكل ذلك من الغيبة .
ومن صور الغيبة ما قد يخرج من المرء على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار المنكر قال ابن تيمية: ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت... ومنهم من يخرج النية في قالب الاغتمام فيقول: مسكين فلان غمني ما جرى له..
بعض من الأدلة على تحريم الغيبة :
الغيبة من كبائر الذنوب، دل على تحريمها الكتاب والسنة والإجماع، ومن الأدلة على تحريمها :
أ- قال تعالى: ( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) [الحجرات:12]. وهذه الآية تبين التحريم الشديد للغيبة، كما ورد فيها الزجر الأكيد ; ولهذا شبهها تبارك وتعالى بأكل اللحم من الإنسان الميت كما قال عز وجل " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه " أي كما تكرهون هذا طبعا فاكرهوا ذاك شرعا فإن عقوبته أشد من هذا وهذا من التنفير عنها والتحذير منها.
ب - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله ما الغيبة ؟ قال : صلى الله عليه وسلم " ذكرك أخاك بما يكره " قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال صلى الله عليه وسلم" إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ".
ج - عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا - تعني قصيرة - فقال صلى الله عليه وسلم " لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ".
قالت وحكيت له إنسانا فقال صلى الله عليه وسلم " ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا ".
د - قال صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ".
هـ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه ودمه حسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم".
و - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين , ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته.
من مظاهر الغيبة في العمل :
1- استباحة أعراض المدراء أو المسئولين والتندر بهم ومحاولة التشفي منهم .
2- ذكر بعض الزملاء في العمل في غيابهم بما يكرهون من الثلب أو التنقص أو التعيير .
3- التظاهر بالحرص على إتقان العمل من خلال وصف الموظف لزميله الآخر بالأخرق الذي لا يحسن أداء عمله .
4- ذكر معائب بعض الشخصيات العامة أو بعض المشهورين في مختلف المجالات .
من أسباب الغيبة :
1- قلة ذكر الله تعالى والتعلق به ومراقبته .
2- غياب جوانب الرحمة والمحبة بين المسلمين وعدم التغاضي عن زلاتهم وستر معائبهم .
3- مجاملة الأقران ومداهنتهم في باطلهم وعدم الإنكار عليهم خشية استثقالهم له أو نفورهم منه.
4- تزكية النفس وتجاهل ما بها من أسقام، وإهمال إصلاحها ومحاسبتها، والانشغال بالآخرين .
5- عدم إدراك خطورة هذا السلوك والتغافل عن كونه كبيرة من الكبائر التي يستحق المصرّ عليها دخول النار .
6- عدم الالتزام بالأمر الإلهي المتمثل في (التواصي) و(التناصح) بين المسلمين ، واستبدال ذلك بالقدح والهمز واللمز أو السخرية من المخطئ .
7- سيطرة الحسد وعدم الرضى بما كتبه الله للإنسان من الرزق والمكانة .
8- الإكثار من التجمعات الخارجة عن نطاق العمل وفتح الموضوعات الهامشية والنقاشات المفضية للمساس بأعراض المسلمين .
وبعد أخي الموظف .. فإننا نأمل منك الآن بعد أن قرأت شيئًا من خطورة الغيبة أن تعقد العزم على ثلاثة أمور :
أولاً : حفظ لسانك من (الغيبة)، وإن زللت فلا تيأس وأكثر من الاستغفار والدعاء لمن اغتبته.
ثانيًا : أن تقوم على الفور بإيقاف من يغتاب أمامك، ولكن بلطف وحكمة ورفق.
ثالثًا : أن تساهم في نشر هذه الرسالة إلى أكبر عدد من الموظفين .
حفظكم الله
وجزاء الله خير من كتبه وأرسله ونقله .
تعليق