/
/
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنامن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد. فان أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أيها المسلمون ان الله سبحانه وتعالى قد أعدّ الجنة دارا لأهل كرامته وجعلها جزاءا لأهل احسانه وطاعته. سبحانه وتعالى خلق جنة عدن بيده وهو الذي يعطي بلا حساب وهو الكريم المنان سبحانه وتعالى, ونفوسنا في هذه الدنيا الدنية قد اشتغلت بالمادة ونسيت ما أعد الله من الجزاء ولذلك صار العمل قليلا والبذل ضعيفا ولو أن الناس تذكروا وتذاكروا ما أعد الله لهم اذا هم أخلصوا لله النية وعملوابالطاعة لتضاعفت أعمالهم وانصرفوا عن الدنيا الا قليلا, ولأخذوا منها كزاد الراكب وصار جلّ عملهم للآخرة. والمسلم يحتاج بين الفيلة والفيلة والآونة والأخرى الى تذكرة تذكّره بالآخرة وتذكره بالجنة والنار. ما جعل الله الجنة ولا قص علينا ما فيها الا لتتحرك الأرواح الى بلاد الأفراح والى مستقر رحمة الله سبحانه وتعالى. أيها المسلمون ان في الجنة لعجبا أنبئنا عن ذلك ربنا سبحانه وتعالىونبينا محمد صلى الله عليه وسلم, فمن عجائب الجنة أن أهل الجنة يعرفون منازلهم ومساكنهم اذا دخلوا الجنة ما لم يروها قبل ذلك. كما قال الله سبحانه وتعالى: ( والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم). قال مجاهد يهتدي أهلها الى بيوتهم ومساكنهم لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا وعرفها لهم أي بينها لهم حتى عرفوها من غير استدلال فلا يحتاجون الى سؤال وانما يذهبون الى بيوتهم مباشرة. وقال بعض السلف يعرفونها كما تعرفون بيوتكم في الدنيا اذا انصرفتم يوم الجمعة وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بيده ان أحدهم بمنزله في الجنة أدلّ منه بمسكنه كان في الدنيا". فانظر الى هذا النعيم من أوله يدخلون الجنة فيتجهون الى مساكنهم مباشرة لا يحتاجون الى دليل ولا الى قائد فان الرحمن قد زرع في نفوسهم معرفة البيت مع أنهم دخلوها الآن. أما بنائها فمن عجائبها فان الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" الجنة بنائها لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر". هذا الطين الذي يكون بين اللبن بين هذه اللبنات انه من المسك شديد الرائحة وحصبائها الحصا الموجود في أرض الجنة اللؤلؤ والياقوتوتربتها الزعفران. وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" بينا أنا أسير في الجنة اذ عرض لي نهر حافّتاه قباب اللؤلؤ المجوّف قلت يا جبريل ما هذا؟ قال هذا نهر الكوثر الذي أعطاكه الله ثم ضرب بيده الى طينه فاستخرج مسكا فهذا طين النهر من المسك". قال العلماء تربتها متضمنة للنوعين المسك والزعفران. [/QUOTE]
تعليق