بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع منقول من الوفاق
الشيخ عائض القرني يكشف لـ (الوفاق) أسرار اعتزاله الحياة العامة: بعد شهر سيعرف الناس قراري الأخير وسأعيش بين أكثر من عشرة آلاف كتاب وقصيدتي للمحبين وغيرهم!!
الرياض : سعيد الحسيني
وفيما يلي مقطع من الحوار ثم القصيدة
* أليس شهرا كاملا صعبا على داعية مشهور ملء السمع والبصر؟
ـ إنه شهر، أردت أن أبقى فيه معتكفا داخل مكتبتي بين أكثر من عشرة آلاف كتاب لكبار علماء الأمة.
* هل هو اعتكاف في داخل المنزل؟
ـ نعم فلن أخرج إلا لأداء صلاة الجماعة فقط.
* وماذا بعد الشهر؟
ـ سوف أصل بإذن الله إلى قرار مدروس يحدد مستقبل حياتي في المجال الدعوي وسائر المشروعات الأخرى الخاصة
وفيما يلي نص القصيدة:
[poet font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا أرضَ بالقرن ما زلنا محبينا=
لا البعدُ ينسي ولا الأعذارُ تثنينا
فسائلي الغيمَ كم أسقى معاطفَنا=
وسائلي البرقَ كم أحيا مغانينا
لي فيكِ يا دوحةَ الأمجادِ ملحمةٌ=
محفورةٌ في كتابٍ من ليالينا
يوم الصبا كقميصِ الخزِ ألبسُه=
والروضُ اخضرُ مملوءٌ رياحينا
والرملُ لوحي وأقلامي غصونُ ندا=
والربعُ يمطرهُ القمريْ تلاحينا
يا ارضَ بالقرن لو فتشتِ في خَلَدي=
وجدتِ فيه أخاديدًا وتأبينا
جرحٌ من الحبِ يا بالقرن ما اندملتْ=
أطرافُهُ باتَ يُقصينا ويُدنينا
قد زرتُ بعدكِ يا بالقرن كلَّ حمى=
وطرتُ في الجو حتى جئتُ برلينا
فما رضيتُ سواكم في الهوى بدلاً=
لأنني عاشقٌ دنياك والدينا
رأيتُ باريسَ في جلبابِ راهبةٍ=
شمطاءَ قد بلغتْ في العمرِ سبعينا
وأنتِ في ريَعَان العمرِ زاهيةٌ=
في ميعةِ الحسن إشراقاً وتكوينا
أتيتُ واشنطنًا لا طاب مربعُها=
رأيتُ ساحتَها في الضيقِ سجِّينا
فلا نسيمَ كأرضي إذ يُصبِّحنا=
ولا ندى الطلِ في الوادي يمسِّينا
ارضُ السنابلِ لا ارضَ القنابلِ يا=
سِحْرَ الوجودِ ويا حرزَ المحبينا
يا روضةً طالما هزَّتْ معاطفَها=
كأنها بتباشيرٍ تحيينا
وربوةٍ كم درجنا في ملاعبها=
عهدُ الطفولة يزهو من أمانينا
والأربعون على خدي مروِّعةٌ=
يا ليت أني أهادي سنَّ عشرينا
والغبنُ يكتب في أضلاعنا خطبًا=
مدربُ القلف يعطينا تمارينا
يقتاتُ من لحمنا غصْبًا ويجلُدنا=
ويستقي دَمَنا زورًا ويظمينا
وإن نظَمْنا بيوتَ الشعرِ نمدحه=
يظل بالشَّعَر المفتولِ يلوينا
إذا اقترحنا على أيامنا طلبًا=
ذقنا المنايا التي تطوي أمانينا
آهٍ على قهوةٍ سمراءَ نشربُها=
في غرفةٍ من ضميمِ الطيِن تؤوينا
سِجادُها بحصيرِ النخلِ ننسجه=
وريشُها بنقي الصوفِ يدفينا
بعنا الهمومَ بدنيانا صيارفةً=
لسنا جباةً وما كنا مرابينا
لم ندّخِرْ قوتَنا بخلاً ليومِ غدٍ=
لكل يومٍ طعامٌ سوف يأتينا
ونملأُ الضيفَ ترحابًا لننسيَهُ=
ما غابَ من أهله عنه ويُنسينا
أمام غرفتِنا يجري الغديرُ على=
صوتِ الحمامِ بأبياتٍ يُغنينا
قلوبُ أصحابِنا طُهْرٌ وسيرتُهم=
مثلُ الزلالِ الذي في القيظِ يروينا
أيامَ لا كدلكٍ يعوي بحارتنا=
ولا البواري تدوّي في نوادينا
واليومَ أموالُنا باتتْ تؤرقُنا=
همًا وأولادُنا بالغمِّ تؤذينا
إذا رفعنا بآياتٍ عقيرتَنا=
قالوا: غلوٌ وهذا خالفَ الدينا
وإن همسنا بحبٍّ في مجالِسنا=
قالوا: يدبر أعمالاً لتردينا
وإن لبسنا بشوتًا عرَّضوا سفهًا=
بأننا نزدهي فيها مرائينا
وإن تقشَّف منا صادقٌ ورِعٌ=
قالوا: يخادِعُنا عمْدًا ويغوينا
إذا صمتنا اقضَّ الصمتُ مضجعَهم=
وإن نطقنا شربنا كأسَنا طينا
إذا أجبْنا على الجوالِ أمطَرَنا=
بالسبِّ مَنْ كان نغليه ويغلينا
وإن أبينا أتتنا من رسائله=
مثل السعيرِ على الرمضاء تشوينا
قلنا لهم هذه الأشياءُ حلَّلَها=
أبو حنيفة بل سُقنا البراهينا
قالوا: خرقتَ لنا الإجماعَ في شُبَهٍ=
مِن رأيِك الفجِّ بالنكراءِ تأتينا
وإن ضحكنا أضافونا بسخرية=
صفراءَ تملؤنا غبنًا وتذوينا
وإن بكينا لظلوا شامتين بنا=
كأنهم وحدَهُم صاروا موازينا
تفردوا بخطايانا وأشغلَهُم=
عن ذكرِ سُوئِهُمُ المُرْدي مساوينا
ويفرحون إذا زل النعال بنا=
ويهزؤون بمن يروي معالينا
ولا يرون سوى أغلاطِنا أبدًا=
فنقدُهُمْ صارَ في أهوائهم دينا
وشتْمُهُمْ هو محضُ النصحِ عندهمُ=
وردُّنا هو زورٌ من مغاوينا
لحومُهُم عندنا مسمومةٌ أبدًا=
ولحمُنا صارَ تحت النقدِ سردينا
فنحن عند الحداثيين قافلةٌ=
من الخوارج نقفو النهجَ تالينا
أما الغلاةُ فإنا عند شيخهمو=
لسنا ثقاتٍ وما كنا موامينا
ونحن في شرعِهِ خُنَّا عقيدتَنا=
من بائعين مبادينا وشارينا
حتى السياسي مرتابٌ ولو حلفتْ=
لنا ملائكةٌ جاءوا مزكينا
كم مولَعٍ بخلافي لو أقولُ له=
هذا النهارُ لقالَ الليلُ يضوينا
إذا طلبنا جليسًا لا يوافقُنا=
واديه ليس على قربٍ بوادينا
فتاجرٌ لاهثٌ ألهتْهُ ثروتُه=
عبدَ الدراهمِ قد عادى المساكينا
وجاهلٌ كافرٌ بالحرفِ ما بصُرَت=
عيناه سِفْرًا وما أمَّ الدواوينا
ومعْجَبٌ صَلِفٌ زاهٍ بمنصبه=
تواضعٌ منه فضلاً أن يماشينا
فالآن حلَّ لنا هجرُ الجميعِ وفي=
لزومِ منزِلِنا غُنْمٌ يواسينا
نصاحبُ الكُتُبَ الصفراءَ نلْثِمُها=
نشكو لها صخَبَ الدنيا فتشكينا
تضمُّنا من لهيبِ الهجرِ تمطِرُنا=
بالحبِّ تُضحِكُنا طورًا وتُبْكينا
ما في الخيامِ أخو وجدٍ نطارِحُه=
حديثَ نجدٍ ولا خلٌ يصافينا
فالزمْ فديتُك بيتًا أنتَ تسكُنُه=
واصمتْ فكلُّ البرايا أصبحوا عينا
شكرًا لكم أيها الأعداءُ فابتهجوا=
صارت عداوتُكُم تينًا وزيتونا
علَّمتمونا طِلابَ المجدِ فانطلقتْ=
بنا المطامحُ تهدينا وتعلينا
جزاكم اللهُ خيرًا إذْ بكم صلحت=
أخطاؤنا واستَفَقْنا من معاصينا
دلَلْتُمونا على زلاتِنا كرمًا=
وغيرُكُم بِسُكارِ المدحِ يُعمينا
فسامِحونا إذا سالتْ مدامعُنا=
من لذعِ أسياطِكُم كنتم مصيبينا
تجاوزوا عن زفيرٍ من جوانِحنا=
حلمًا على زفراتٍ في حواشينا
ثناءُ أحبابِنا قد عاقَ همتَنا=
ولومُ حسادِنا أذكى مواضينا
ماذا لقينا من الدنيا وعشرتِها=
عشاقُها نحنُ وهي الدهرَ تقلينا
على مصائبها ناحتْ مواجعُنا=
ومن نكائدِها ذابتْ مآقينا
تغتالُنا بدواهيها وتنحرُنا=
صارتْ مخالبُها فينا سكاكينا
والآن في البيتِ لا خِلٌّ نُسَرُّ به=
إلا الكتابُ يناجينا ويشجينا
[/poet]
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع منقول من الوفاق
الشيخ عائض القرني يكشف لـ (الوفاق) أسرار اعتزاله الحياة العامة: بعد شهر سيعرف الناس قراري الأخير وسأعيش بين أكثر من عشرة آلاف كتاب وقصيدتي للمحبين وغيرهم!!
الرياض : سعيد الحسيني
وفيما يلي مقطع من الحوار ثم القصيدة
* أليس شهرا كاملا صعبا على داعية مشهور ملء السمع والبصر؟
ـ إنه شهر، أردت أن أبقى فيه معتكفا داخل مكتبتي بين أكثر من عشرة آلاف كتاب لكبار علماء الأمة.
* هل هو اعتكاف في داخل المنزل؟
ـ نعم فلن أخرج إلا لأداء صلاة الجماعة فقط.
* وماذا بعد الشهر؟
ـ سوف أصل بإذن الله إلى قرار مدروس يحدد مستقبل حياتي في المجال الدعوي وسائر المشروعات الأخرى الخاصة
وفيما يلي نص القصيدة:
[poet font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا أرضَ بالقرن ما زلنا محبينا=
لا البعدُ ينسي ولا الأعذارُ تثنينا
فسائلي الغيمَ كم أسقى معاطفَنا=
وسائلي البرقَ كم أحيا مغانينا
لي فيكِ يا دوحةَ الأمجادِ ملحمةٌ=
محفورةٌ في كتابٍ من ليالينا
يوم الصبا كقميصِ الخزِ ألبسُه=
والروضُ اخضرُ مملوءٌ رياحينا
والرملُ لوحي وأقلامي غصونُ ندا=
والربعُ يمطرهُ القمريْ تلاحينا
يا ارضَ بالقرن لو فتشتِ في خَلَدي=
وجدتِ فيه أخاديدًا وتأبينا
جرحٌ من الحبِ يا بالقرن ما اندملتْ=
أطرافُهُ باتَ يُقصينا ويُدنينا
قد زرتُ بعدكِ يا بالقرن كلَّ حمى=
وطرتُ في الجو حتى جئتُ برلينا
فما رضيتُ سواكم في الهوى بدلاً=
لأنني عاشقٌ دنياك والدينا
رأيتُ باريسَ في جلبابِ راهبةٍ=
شمطاءَ قد بلغتْ في العمرِ سبعينا
وأنتِ في ريَعَان العمرِ زاهيةٌ=
في ميعةِ الحسن إشراقاً وتكوينا
أتيتُ واشنطنًا لا طاب مربعُها=
رأيتُ ساحتَها في الضيقِ سجِّينا
فلا نسيمَ كأرضي إذ يُصبِّحنا=
ولا ندى الطلِ في الوادي يمسِّينا
ارضُ السنابلِ لا ارضَ القنابلِ يا=
سِحْرَ الوجودِ ويا حرزَ المحبينا
يا روضةً طالما هزَّتْ معاطفَها=
كأنها بتباشيرٍ تحيينا
وربوةٍ كم درجنا في ملاعبها=
عهدُ الطفولة يزهو من أمانينا
والأربعون على خدي مروِّعةٌ=
يا ليت أني أهادي سنَّ عشرينا
والغبنُ يكتب في أضلاعنا خطبًا=
مدربُ القلف يعطينا تمارينا
يقتاتُ من لحمنا غصْبًا ويجلُدنا=
ويستقي دَمَنا زورًا ويظمينا
وإن نظَمْنا بيوتَ الشعرِ نمدحه=
يظل بالشَّعَر المفتولِ يلوينا
إذا اقترحنا على أيامنا طلبًا=
ذقنا المنايا التي تطوي أمانينا
آهٍ على قهوةٍ سمراءَ نشربُها=
في غرفةٍ من ضميمِ الطيِن تؤوينا
سِجادُها بحصيرِ النخلِ ننسجه=
وريشُها بنقي الصوفِ يدفينا
بعنا الهمومَ بدنيانا صيارفةً=
لسنا جباةً وما كنا مرابينا
لم ندّخِرْ قوتَنا بخلاً ليومِ غدٍ=
لكل يومٍ طعامٌ سوف يأتينا
ونملأُ الضيفَ ترحابًا لننسيَهُ=
ما غابَ من أهله عنه ويُنسينا
أمام غرفتِنا يجري الغديرُ على=
صوتِ الحمامِ بأبياتٍ يُغنينا
قلوبُ أصحابِنا طُهْرٌ وسيرتُهم=
مثلُ الزلالِ الذي في القيظِ يروينا
أيامَ لا كدلكٍ يعوي بحارتنا=
ولا البواري تدوّي في نوادينا
واليومَ أموالُنا باتتْ تؤرقُنا=
همًا وأولادُنا بالغمِّ تؤذينا
إذا رفعنا بآياتٍ عقيرتَنا=
قالوا: غلوٌ وهذا خالفَ الدينا
وإن همسنا بحبٍّ في مجالِسنا=
قالوا: يدبر أعمالاً لتردينا
وإن لبسنا بشوتًا عرَّضوا سفهًا=
بأننا نزدهي فيها مرائينا
وإن تقشَّف منا صادقٌ ورِعٌ=
قالوا: يخادِعُنا عمْدًا ويغوينا
إذا صمتنا اقضَّ الصمتُ مضجعَهم=
وإن نطقنا شربنا كأسَنا طينا
إذا أجبْنا على الجوالِ أمطَرَنا=
بالسبِّ مَنْ كان نغليه ويغلينا
وإن أبينا أتتنا من رسائله=
مثل السعيرِ على الرمضاء تشوينا
قلنا لهم هذه الأشياءُ حلَّلَها=
أبو حنيفة بل سُقنا البراهينا
قالوا: خرقتَ لنا الإجماعَ في شُبَهٍ=
مِن رأيِك الفجِّ بالنكراءِ تأتينا
وإن ضحكنا أضافونا بسخرية=
صفراءَ تملؤنا غبنًا وتذوينا
وإن بكينا لظلوا شامتين بنا=
كأنهم وحدَهُم صاروا موازينا
تفردوا بخطايانا وأشغلَهُم=
عن ذكرِ سُوئِهُمُ المُرْدي مساوينا
ويفرحون إذا زل النعال بنا=
ويهزؤون بمن يروي معالينا
ولا يرون سوى أغلاطِنا أبدًا=
فنقدُهُمْ صارَ في أهوائهم دينا
وشتْمُهُمْ هو محضُ النصحِ عندهمُ=
وردُّنا هو زورٌ من مغاوينا
لحومُهُم عندنا مسمومةٌ أبدًا=
ولحمُنا صارَ تحت النقدِ سردينا
فنحن عند الحداثيين قافلةٌ=
من الخوارج نقفو النهجَ تالينا
أما الغلاةُ فإنا عند شيخهمو=
لسنا ثقاتٍ وما كنا موامينا
ونحن في شرعِهِ خُنَّا عقيدتَنا=
من بائعين مبادينا وشارينا
حتى السياسي مرتابٌ ولو حلفتْ=
لنا ملائكةٌ جاءوا مزكينا
كم مولَعٍ بخلافي لو أقولُ له=
هذا النهارُ لقالَ الليلُ يضوينا
إذا طلبنا جليسًا لا يوافقُنا=
واديه ليس على قربٍ بوادينا
فتاجرٌ لاهثٌ ألهتْهُ ثروتُه=
عبدَ الدراهمِ قد عادى المساكينا
وجاهلٌ كافرٌ بالحرفِ ما بصُرَت=
عيناه سِفْرًا وما أمَّ الدواوينا
ومعْجَبٌ صَلِفٌ زاهٍ بمنصبه=
تواضعٌ منه فضلاً أن يماشينا
فالآن حلَّ لنا هجرُ الجميعِ وفي=
لزومِ منزِلِنا غُنْمٌ يواسينا
نصاحبُ الكُتُبَ الصفراءَ نلْثِمُها=
نشكو لها صخَبَ الدنيا فتشكينا
تضمُّنا من لهيبِ الهجرِ تمطِرُنا=
بالحبِّ تُضحِكُنا طورًا وتُبْكينا
ما في الخيامِ أخو وجدٍ نطارِحُه=
حديثَ نجدٍ ولا خلٌ يصافينا
فالزمْ فديتُك بيتًا أنتَ تسكُنُه=
واصمتْ فكلُّ البرايا أصبحوا عينا
شكرًا لكم أيها الأعداءُ فابتهجوا=
صارت عداوتُكُم تينًا وزيتونا
علَّمتمونا طِلابَ المجدِ فانطلقتْ=
بنا المطامحُ تهدينا وتعلينا
جزاكم اللهُ خيرًا إذْ بكم صلحت=
أخطاؤنا واستَفَقْنا من معاصينا
دلَلْتُمونا على زلاتِنا كرمًا=
وغيرُكُم بِسُكارِ المدحِ يُعمينا
فسامِحونا إذا سالتْ مدامعُنا=
من لذعِ أسياطِكُم كنتم مصيبينا
تجاوزوا عن زفيرٍ من جوانِحنا=
حلمًا على زفراتٍ في حواشينا
ثناءُ أحبابِنا قد عاقَ همتَنا=
ولومُ حسادِنا أذكى مواضينا
ماذا لقينا من الدنيا وعشرتِها=
عشاقُها نحنُ وهي الدهرَ تقلينا
على مصائبها ناحتْ مواجعُنا=
ومن نكائدِها ذابتْ مآقينا
تغتالُنا بدواهيها وتنحرُنا=
صارتْ مخالبُها فينا سكاكينا
والآن في البيتِ لا خِلٌّ نُسَرُّ به=
إلا الكتابُ يناجينا ويشجينا
[/poet]
-
تعليق