Tweet
السلام عليكم ..
اخترت لكم .. واهديها لكم ..
لنصائح الآباء لأبنائهم مصداقية خاصة تأتي من واقع التلاحم الكبير بين الأب والابن كيف لا وهو فلذة كبده يريد له كما يريد لنفسه بل يريده أن يكون أفضل، ومن واقع الممارسة الحية والتجربة الطويلة في الحياة يقوم الأب بصب خلاصة الايجابيات لابنه، وهذا يأتي ضمن إطار التربية المباشرة والتدريب على المراجل والوصول إلى المعالي وما نصيحة لقمان لابنه إلا درس عظيم في التربية والتدريب منذ الصغر على الاخلاق الفاضلة يقول محمد بن جازع في نصيحة له :-
يا خالد إسمع واردي وإفهم الجاب
عقب النصيحة ود مني رساله
المرجلة صبر على كل الانواب
وصبر على الكايد بدرب الشكاله
ومن لا نفع في شبته دام ما شاب
عقب الكبر والشيب يصعب مجاله
وحياة الآباء مليئة بالتجارب والمفارقات ،وقد تأتي النصيحة من الأب للابن لموقف معين أو حال لا تعجب الوالد من الولد. وهذه قصة وأبيات من أدبنا الشعبي في الجزيرة العربية أوردها منديل الفهيد تجسد نصيحة الأب لابنه يقول كان جبر الحمادي الماضي صاحب كرم ويبيع ويشتري والجلوب يلفون عليه ويبيع لهم ويضيفهم وإشتهر بالكرم وكان له ولد من غير زوجته التي عنده، وقد طلق أمه المذكور ما عجبه فيه خمول وكثير نوم وأوصى زوجته إذا جاء كالعادة وقت الطعام لا تفتحي له الباب وقصده لعل قلبه يعي وينفع نفسه ولا يكون إتكالياً لعلمه أن والده لا يدوم له وفعلا أغلقت الباب وكثر الطق ولم تفتح لأن زوجها مرغمها فلما إنتهى الضحى فتحت له وإذا بوالده قد حضر فأنشد أبياتا على ابنه وفهمها الولد وهو يقول :-
يا عاشقين النوم مافيه ثابه
ماسر في المسعى "..." رقودي
ترقد لو إن الناس تمشي ضبابه
ومطعومين من الوسخ والجلودي
إن كان ما جال الولد في شبابه
فالمرجلة مثل الحطب في الوقودي
حتيش لوهو ويلدي وش أبابه
لا نافع نفسة ولافية زودي
وهذا الشاعر غازي بن عون يوجه ابنه إلى مكارم الرجال وإلى الكرم والتعود على الترحاب بالضيوف والمسايير :-
ياريف قلبي للمساير قم شب
وحط المنارة في طويل الظلالي
عقب تشق لها الجزل الحطب جب
وهات النجر وإحفر حداد الدلالي
إلا أن يقول :-
دنه وخله للمسايير يجذب
لا قام صوته للنشامى يلالي
يوحونه الجيران لاقام يقنب
ويجيك الاقصى والقصير الموالي
ولا يقتصر دور النصح والتوجيه والتمني بالحال الأفضل للابناء على الاباء فقط بل يصل أيضا للأمهات فهن أشد حرصا من الآباء تقول إحدى الشاعرات تتمنى لابنها أن يظهر بمظاهر الرجولة :-
أرجيك يا ناصر عسى الله يتمك
أرجيك تظهر لي مظاهير رجال
يسقى ليا شفتك كبير وأنا أمك
تكسب نواميس ويجي لك عيال
ما يلحق عرق ردي يخمك
ومحدد بالطيب في كل الأحوال
وهذه الشاعرة جوزاء بنت رجاء بن مشعان الهزاني تنظم هذه القصيدة في أبنها عبدالله بأسلوب الأمومة الحانية والذي يجسد التلاحم العظيم بين الأم وابنها :-
يا فهد قوموا لطق الباب
غدى ورا الباب عبدالله
حييت ياللي صغير وشاب
ياللي سوالفه مامله
يا نور عيني من الأقراب
ياللي خذيت الغلا كله
كما أن للأب طريقة خاصة للحديث مع ابنه فيما يخصه
وما يؤثر عليه من صكات بقعا فهو المعين والسند له بعدالله ولا اكثر من شكوي نمر بن عدوان لابنه عقاب عندما قال:-
سار القلم ياعقاب بالحبر سارا
ويزيزف القرطاس يا مهجتي سار
اكتب جواب مثل قطف الثمارا
من قيل ابن عدوان نظم له أسطارا
وهذه شاعرة أخرى توجه قصيدة لابنها زيد تذكر مكارم والده :-
يازيد رد الزمل بهل عبرتي
على أبوك عيني ما يوني هميلها
عليت كم من مجرم حلقت دونه
بالسيف والاحيله تستحيلها
وعليت كم من سابق عقت جريها
يعود القنا والخيل حامي جفيلها
وأعظم من ذلك استنجاد سعدون العواجي لابنه عقاب وحجاب في قصيدة رائعة نذكر منها :-
وأسلم وسلم لي على عقاب وحجاب
سلم على مضنون عيني الى الفيت
بالحال خص عقاب فكاك الأنشاب
ينجيك كان إنك على الحق عديت
وتتواصل الرسالة من الأب إلى الابن في صور شعرية متلاحقة الكل منها يصور حال الأب وما كان عليه :-
ويعقاب حدوني على غير ما طاب
وقالوا تودر من ورى الماء وتعديت
ياعقاب حط بثومة القلب مخلاب
من العام في نوم العرب ما تهنيت
وبر الوالدين يعد من الخصال الحميدة التي تزيد الابن شرفا ورجولة وهي نابعة من التقوى وقوة الايمان وهي أيضا انقياد لقول الرحمن "وبالوالدين إحساناً" ولقد ضرب ذيب بن شالح بن هدلان مثلا رائعاً في بر والديه وكان والده دائما يتلهف على مجالسته والحديث معه وذات ليلة كان هو وولده ساهرين وكان والده يداعبه ويلقي عليه بعض الأشعار فأنشده هذه الأبيات :-
يا ذيب أنا يا ابوك حالي تردى
وأنا عليك من المواجيب يا ذيب
تكسب لي اللي لاقح عقب عدا
طويلة النسنوس حرشا عراقيب
أنا أشهد إنك باللوازم تسدا
وعزا الله إنك خيرة الربع بالطيب
ليث على درب المراجل مقدى
مافيك ياذيب السبايا عذاريب
وهذا الشاعر عايش العازمي يشكر لابنه الحال بعد أن طال به العمر، وقد كان سابقا صاحب صيد وقنص وترحال في الصحراء الواسعة يقول في قصيدة يخاطب إبنه :-
يا سعود نفسي قام يكثر كسلها
يا قربها يابوك من فترة الحيل
تنوي البعيد وجسمها ما حملها
تكودها القومة بوجه الرجاجيل
عقب التجدد شفت منها سملها
الله يستر بالليال المقابيل
وهذا أيضا حديث أبوي صريح صب في قالب الشعر للشاعر ناصر بن عنبر الدوسري لابنه فرحان:-
إن كان يا فرحان بي تقبل الشور
خلك معي يا بوك تأمر وتنها
ومن أين ما طاح الحيا صلح الخور
الى معاوشنا بدافي لبنها
وأخيراً اليكم هذه التجربة لعلها تجد مكانا للأخذ بها
أيام في غلبها وأيام نغلبها
وأيام فيها سوء والدهر ميالي
نضحك مع الناس والدنيا إنلاعبها
تجريب عاقل وذقت المر والحالي
" المصدر جريدة الرياض الاحد 21 شعبان 1423العدد 12546 السنة 38
"
اخترت لكم .. واهديها لكم ..
لنصائح الآباء لأبنائهم مصداقية خاصة تأتي من واقع التلاحم الكبير بين الأب والابن كيف لا وهو فلذة كبده يريد له كما يريد لنفسه بل يريده أن يكون أفضل، ومن واقع الممارسة الحية والتجربة الطويلة في الحياة يقوم الأب بصب خلاصة الايجابيات لابنه، وهذا يأتي ضمن إطار التربية المباشرة والتدريب على المراجل والوصول إلى المعالي وما نصيحة لقمان لابنه إلا درس عظيم في التربية والتدريب منذ الصغر على الاخلاق الفاضلة يقول محمد بن جازع في نصيحة له :-
يا خالد إسمع واردي وإفهم الجاب
عقب النصيحة ود مني رساله
المرجلة صبر على كل الانواب
وصبر على الكايد بدرب الشكاله
ومن لا نفع في شبته دام ما شاب
عقب الكبر والشيب يصعب مجاله
وحياة الآباء مليئة بالتجارب والمفارقات ،وقد تأتي النصيحة من الأب للابن لموقف معين أو حال لا تعجب الوالد من الولد. وهذه قصة وأبيات من أدبنا الشعبي في الجزيرة العربية أوردها منديل الفهيد تجسد نصيحة الأب لابنه يقول كان جبر الحمادي الماضي صاحب كرم ويبيع ويشتري والجلوب يلفون عليه ويبيع لهم ويضيفهم وإشتهر بالكرم وكان له ولد من غير زوجته التي عنده، وقد طلق أمه المذكور ما عجبه فيه خمول وكثير نوم وأوصى زوجته إذا جاء كالعادة وقت الطعام لا تفتحي له الباب وقصده لعل قلبه يعي وينفع نفسه ولا يكون إتكالياً لعلمه أن والده لا يدوم له وفعلا أغلقت الباب وكثر الطق ولم تفتح لأن زوجها مرغمها فلما إنتهى الضحى فتحت له وإذا بوالده قد حضر فأنشد أبياتا على ابنه وفهمها الولد وهو يقول :-
يا عاشقين النوم مافيه ثابه
ماسر في المسعى "..." رقودي
ترقد لو إن الناس تمشي ضبابه
ومطعومين من الوسخ والجلودي
إن كان ما جال الولد في شبابه
فالمرجلة مثل الحطب في الوقودي
حتيش لوهو ويلدي وش أبابه
لا نافع نفسة ولافية زودي
وهذا الشاعر غازي بن عون يوجه ابنه إلى مكارم الرجال وإلى الكرم والتعود على الترحاب بالضيوف والمسايير :-
ياريف قلبي للمساير قم شب
وحط المنارة في طويل الظلالي
عقب تشق لها الجزل الحطب جب
وهات النجر وإحفر حداد الدلالي
إلا أن يقول :-
دنه وخله للمسايير يجذب
لا قام صوته للنشامى يلالي
يوحونه الجيران لاقام يقنب
ويجيك الاقصى والقصير الموالي
ولا يقتصر دور النصح والتوجيه والتمني بالحال الأفضل للابناء على الاباء فقط بل يصل أيضا للأمهات فهن أشد حرصا من الآباء تقول إحدى الشاعرات تتمنى لابنها أن يظهر بمظاهر الرجولة :-
أرجيك يا ناصر عسى الله يتمك
أرجيك تظهر لي مظاهير رجال
يسقى ليا شفتك كبير وأنا أمك
تكسب نواميس ويجي لك عيال
ما يلحق عرق ردي يخمك
ومحدد بالطيب في كل الأحوال
وهذه الشاعرة جوزاء بنت رجاء بن مشعان الهزاني تنظم هذه القصيدة في أبنها عبدالله بأسلوب الأمومة الحانية والذي يجسد التلاحم العظيم بين الأم وابنها :-
يا فهد قوموا لطق الباب
غدى ورا الباب عبدالله
حييت ياللي صغير وشاب
ياللي سوالفه مامله
يا نور عيني من الأقراب
ياللي خذيت الغلا كله
كما أن للأب طريقة خاصة للحديث مع ابنه فيما يخصه
وما يؤثر عليه من صكات بقعا فهو المعين والسند له بعدالله ولا اكثر من شكوي نمر بن عدوان لابنه عقاب عندما قال:-
سار القلم ياعقاب بالحبر سارا
ويزيزف القرطاس يا مهجتي سار
اكتب جواب مثل قطف الثمارا
من قيل ابن عدوان نظم له أسطارا
وهذه شاعرة أخرى توجه قصيدة لابنها زيد تذكر مكارم والده :-
يازيد رد الزمل بهل عبرتي
على أبوك عيني ما يوني هميلها
عليت كم من مجرم حلقت دونه
بالسيف والاحيله تستحيلها
وعليت كم من سابق عقت جريها
يعود القنا والخيل حامي جفيلها
وأعظم من ذلك استنجاد سعدون العواجي لابنه عقاب وحجاب في قصيدة رائعة نذكر منها :-
وأسلم وسلم لي على عقاب وحجاب
سلم على مضنون عيني الى الفيت
بالحال خص عقاب فكاك الأنشاب
ينجيك كان إنك على الحق عديت
وتتواصل الرسالة من الأب إلى الابن في صور شعرية متلاحقة الكل منها يصور حال الأب وما كان عليه :-
ويعقاب حدوني على غير ما طاب
وقالوا تودر من ورى الماء وتعديت
ياعقاب حط بثومة القلب مخلاب
من العام في نوم العرب ما تهنيت
وبر الوالدين يعد من الخصال الحميدة التي تزيد الابن شرفا ورجولة وهي نابعة من التقوى وقوة الايمان وهي أيضا انقياد لقول الرحمن "وبالوالدين إحساناً" ولقد ضرب ذيب بن شالح بن هدلان مثلا رائعاً في بر والديه وكان والده دائما يتلهف على مجالسته والحديث معه وذات ليلة كان هو وولده ساهرين وكان والده يداعبه ويلقي عليه بعض الأشعار فأنشده هذه الأبيات :-
يا ذيب أنا يا ابوك حالي تردى
وأنا عليك من المواجيب يا ذيب
تكسب لي اللي لاقح عقب عدا
طويلة النسنوس حرشا عراقيب
أنا أشهد إنك باللوازم تسدا
وعزا الله إنك خيرة الربع بالطيب
ليث على درب المراجل مقدى
مافيك ياذيب السبايا عذاريب
وهذا الشاعر عايش العازمي يشكر لابنه الحال بعد أن طال به العمر، وقد كان سابقا صاحب صيد وقنص وترحال في الصحراء الواسعة يقول في قصيدة يخاطب إبنه :-
يا سعود نفسي قام يكثر كسلها
يا قربها يابوك من فترة الحيل
تنوي البعيد وجسمها ما حملها
تكودها القومة بوجه الرجاجيل
عقب التجدد شفت منها سملها
الله يستر بالليال المقابيل
وهذا أيضا حديث أبوي صريح صب في قالب الشعر للشاعر ناصر بن عنبر الدوسري لابنه فرحان:-
إن كان يا فرحان بي تقبل الشور
خلك معي يا بوك تأمر وتنها
ومن أين ما طاح الحيا صلح الخور
الى معاوشنا بدافي لبنها
وأخيراً اليكم هذه التجربة لعلها تجد مكانا للأخذ بها
أيام في غلبها وأيام نغلبها
وأيام فيها سوء والدهر ميالي
نضحك مع الناس والدنيا إنلاعبها
تجريب عاقل وذقت المر والحالي
" المصدر جريدة الرياض الاحد 21 شعبان 1423العدد 12546 السنة 38
"
تعليق