دنيا تشيب الوليد بهول واهوالي

سعد بن سريع


كان آل سريع يسكنون في المعشبة وكانوا أهل كرم وجود , ولكن سبحان الله فالدنيا لاتدوم على حال , فأصابهم الفقر وكانوا ثلاثة إخوان فرحل إثنان لطلب الرزق وبقى (سعد) وكان سعد يأخذ ما يحتاجه من صاحب الدكان على أمل أن يأتيه العون من أخويه واستمر على هذه الحال فترة طويلة حتى امتنع صاحب الدكان من إعطاءه حاجياته بسبب كثرة ماعليه من ديون.
وبينما هو في همه وغمه إذ سمع الضيوف وقد أناخوا إبلهم عند بيته كالعادة فضاقت عليه الأرض بما رحبت فاختبأ في زاوية البيت إذ أنه لا يجد ما يقريهم به وقال لبعض النساء قولي لا يوجد أحد هنا .
وكان على رأس ضيوفه (مخلف الدعمي) من عتيبة وكان صديق لآل سريع وقد رأى مخلف حالة النخل وأقسمت النساء له أنه لا يوجد في البيت ما يأكلونه , وكان عند مخلف بعير قد كسرت رجله فذبحوه وأدخلوه على بيت بن سريع وقالوا إعملوا لنا منه طعاما ثم أعطوا أهل البيت طحين وإقط وسمن وإثنا عشر ريالا فرنسيا وجلسوا في المجلس يصنعون القهوة وشبت النار في البيت وتغيرت الحالة كل هذا وسعد في البيت خجلُُ بسبب عدم قدرته على ضيافة ضيوفه ولم يخرج وقد قال هذه الابيات (هجينية):ا


البارحة ساهر والقلب يجتالي

.........................ما هملجت حيث صال القلب صاليها

والدمع مني على الوجان همالي

...........................واشكي على الله نفوس ما يخليها

قال الذي في زمانه شاف غربالي

.........................دنيا تشيب الوليد بما جرى فيها

دنيا تشيب الوليد بهول واهوالي

...........................دلت تحطب ولا ادري وش تواليها

شيبت قبل المشيب ونشت الحالي

...........................ولا ابو صيخان بالقدوم باريها

يالله على عيس عيس تقطع اللالي

...........................ضباط للشيل ماشد الصعب فيها

نرحل عليها لعل الهم ينجالي

..........................ونترك الصاع والكيسه وطاريها

إن برك الضيف قالوا هالقصر خالي

.......................مهوب حاضر وانا في اقصى موازيها

وفق سعدنا بنوٍ يشعل اشعالي

..........................مزنة خريف ورب البيت منشيها

يا سعد عيني إيلا من النخل سالي

.........................وجم الركية تعلق في مطاويها

مهيضه يوم شفت الدوب بعيالي

.........................مثل القرافيش مع راعٍ مخليها






وســــــــلا مـتـكــم

تسلم يالفهد على القصه والقصيده