نمر بن عدوان وقصة مع زوجته وضحى (وقصة هذا بلا بوك يا عقاب)
القصة طويلة لكنها ممتعة ، والقصيدة باللهجة البدوية الأصيلة.
أتمنىلكم وقت ممتع
شاعرنا اليوم هو نمر بن عدوان الصخري من بني صخر قبيلة عربية معروفة شاعر بدوي معروف ، شجاع ،
وكريـم ، وفــارس ، يعود اصله إلى عشائر
البلقا ، كـان له مكانته ، و احترامه بين القبائل روي انه أحب فتاة تدعى وضحىمن
عشيرة القضاة من بني صخر.... التي كان
يشهــد لها بالجمال والكرموالذكاء... حبها حباً جما. تزوجها وعاشت معه وفية مخلصة ، أنجبت له عدد
مـن الأولاد وكــان أكبـرهم عقاب .
كانت وضحى صاحبة مواقف عظيمة
في حيــاة زوجهـا ،عاشـا على التعاون والحب والمـودة والرحمة والإخلاص
بداية قصتنا اليوم تبدأ في ثاني أيام عيد الفطر ( السنة غير معروفة) ...
في ذاك المساء خرجت وضحى
لتحلب النـوق ،بـدلاً عـن زوجها ، الا أن النوق وخاصة أحداهن لا تقبل غير صاحبها نمر ، خطر ببال وضحى ان ترتدي ملابس زوجها وتقوم بالمهمة ، وفعلت !!
في هذة الأثناء ، وصل نمر للبيت ، واحس بحشرفة خارج البيت ، ظن انه ثعلب أو ذئب ، صوب بندقيته نحو الصوت و اطلق رصاصة عقبها صوت أنثى تئن !؟ ...
اقترب من مصدر الصوت ، فإذا هي وضحى !!
حدثته بصوت المودع عما كانت تفعل ، و أنها اردت أن تكفيه الحلب ،ثم تمتمت بكلام توديع للحبيب الغالي ، وماتت في احظانة.
انهار تماماً...
و حــزن عليهــا حـزنـاً شديداً كاد أن يقتله ، قيل انه كان
يُرى وهو يبكـي نهـاراً وكان يسمع صوت نحيبه ليلاً ... على فراق
حبيبته ورفيقة دربه...
ذات يوم وجد نفسه امام صديق طفولته ، الشيخ جديع بن
قبــلان الملحــم وهو من شيـوخ قبيلة عنزه ، أفضى له نمــر بحزنه
و ألمه ، ووحدته ، وغربته داخل نفسه ، كان يحاول أن ينفث همومه خارج قلبه .
لم يكن الشيخ جديع جاهلاًبحياته صديقة ، ويدرك الآن أن صديقة يتمزق من الآلم والحسرة
لذلك طرح عليه فكرة أن يتزوج ويبدلها بأخرى تأنس وحشته
و تغير عليه حياته وتهتم بصغاره .. ألا انه أبى بشده ..لم يتصور نمر امراءة أخرى تحل محل وضحى ، خصوصاً انه السبب في وفاتها..
حاول الشيخ جــديع ان يقنعه ويعدل من رأيه ، فعـرض عليه بنات قبيلته كلهن.
فرد عليه بقصيدة طويلة تحكي معاناته ، و آلمه ، ويصف فيها زوجته الحبيبة. وهذه هي قصيدته المشهـورة التي يعرفها الكثيرين ولكن يجهلون مناسبتها
يا جديع أنا قلبي من الوجد حارى// لا تلومني وتقول إن البكا عار
وسط الحشا ياجديع كن شب نارى// والموت عده طالب عندنا ثار
من دمع عيني كن غدينا سكارى// الله يجازي داير الدور غدار
وضحى شفاتي بين كل العذارى// ياشين يم عقاب ترحل عن الدار
سار القلم يا عقاب بالحبر سارى// بمزيزف القرطاس يا مهجتي سار
سار القلم لبو نهود صغارى// ياعين حر ينثر الريش لاطار
اكتب جواب مثل قطف الثمارى// من قيل ابن عدوان نضم لي اصطار
في ضامري كنه مواقيد ناري// يا نيرة النمرود تشبه لها النار
لكن ينهش بي غليث السعارى //والحال مني تقل يبراه نجار
علي وليف شفت منه الدمارى //غديت من فقده وحيد ومحتار
يا عقاب من فقده عيوني سهارى// لكن فيها ذر شب وجنزار
اهرف هريف الذيب ليل ونهارى//واعول عويل الخلج حنن علي حوار
علي عشير بالترايب توارى //وغديت مثل مدوة راح دوار
وحيات عازل غلسها والغتارى// الواحد اللي عالم سر الأسرار
ماقلتها كذب ولاهو قمارى// شفت الحبيب بغيبة النوم واندار
انا نضرته يوم طش الجمارى //يطوف با لكعبة وللبيت زوار
لو تجتمع سود المقانع جهارى //من نجد للبلقا اليادار سنجار
من البصرة الفيحا اليا قندهارى// لو تجتمع عفر البني دار مادار
لو جن بنات البدو صف تبارى //علي الحنايا دللن كل خوار
ولو جن بنات الحضر مثل المهارى //سطر الذهب برقابهن تقل نوار
لو جن بنات صليب فوق الشهارى// لمحلا بشفيهن دق الاوبار
ولو جن بنات الترك هن والنصارى //والهند واللي ساكن كل لامصار
ولو جن ضحي العيد وسط النهارى// وقالو لنا يانمر قم طب وختار
ماخذ سوى مضنون عيني خيارى// الجادل اللي فر قلبي معة طار
وحيات مجري فلكها له مسارى //منجي سفينة نوح من قب الابحار
لو تجتمع ياعقاب كل لعذارى //من غير وضحى مالك الله نختار
خلي حسين الدل عدل المسارى //راعي ثليل فوق الامتان نثار
عنق الغزال اللي تقود العفارى //قايد خشوف الريم في دو الاقفار
ياغصن موز تحته المي حارى //في وسط بستان دنت فيه الاثمار
فيها خصال من الفضايل كثارى// ومسايل فيها التفاكير تحتار
قلت اة واويلاة ذقت المرارى //من مي زقوم جرعتة لة امرار
من فقد مسلوب الحشا يوم سارى //غرو جبينة صاطع مثل الانوار
ياليتني لو ينرجع بالمثارى //دونة نبيع الروح والملح زجار
لكن جاة الموت مابة مدارى //أخذ عشيري واودع القلب محتار
ولولا ضلوعي فر قلبي وطارى// لكن ينشر ثومة القلب منشار
ريحة جسدها مثل ريح البهارى// وغر ثمان صويحبي تقل محار
من لامني بة ثور ولا حمارى //والثور النك قلت لة دور يندار
وصلاة ربي عد نبت القفارى// علي رسول اللي قهر كل جبار
وصلت القصيدة للشيخ جديع ، فرد بقصيدة أخرى ، مع هدية لنمر ، والهدية هي ابنته التي غير اسمها من شمى إلى وضحى على اسم فقيدة نمر ، ثم عقد قرانها على نمر بن عدوان ، الذي بدوره قبل الهدية ، واحسن تعاملها ومعاملتها ، واكرمها ، وهي من استطاع أن ترد نمر بن عدوان للحياة مرة أخرى .
ضرب لنا الشيخ جديع رحمـة الله عليه أورع مثال في التضيحة وبذل الغالي
في سبيل تخفيف الألم والحزن عن صديقة الغالي ، وهذه هي القصيدة
يانمر لاعود هذاك النهارى// الي غدا بصويحبك سر وجهار
مالوم دمعك لو تدفق انهارى// ولا الوم قلبك تالي الليل لو طار
اصبر علي تصريف رب القدارى //الحكم حكم الله ينفذ الياصار
يانمر بن عدوان يبن الأمارى// شكيت لي شكواك واعطيك الاشوار
خلك رجل يا القرم والعين تارى// يانمر ما للعبد حيلة بالقدار
واللة مالومك عيالك صغارى// وعلي الصحيب من الوفا تزعج اعبار
يانمر ياريف الضعوف الفقارى // دور بدال صويحبك ياذرى الجار
جبينها مثل الحرير يترارى// زوله صخيف وخدها تقل جمار
بنت الشيوخ معسفين المهارى // مثل القطامي ناض من كف صقار
خل البكا يامسندي والكدارى// واصبر ومثلك راعي العزم صبار
يانمر لوهي بطلب والمثارى //ملزوم دون اصويحبك نهدي الاعمار
لاشك ناقف دون ردة حيارى// امر الولي ينفذ على كل الابشار
البيض فيهن من بياض وحمارى // يزهن خلاخيل الذهب هي والاسوار
تلقا بهن جمال اوقارى// مادوجت بالسوق مع كل عطار
لا نالها مثلك يزيدافتخارى // تنسيك همك من حراير هل الكار
وانت الكسير اللي تدور الجبارى وانت المخير بين كاسر وجبار
احمل وجالك بالزمان اختبارى// اصبر علي المقسوم لياك تنهار
الحر عادتة يصيد الحبارى // والبوم ينغط ملبد بأوسط الغار
اقبل عزيز صاينة بالخدارى // ماخايلت بين الاخلة بالأنضار
سمي خلك عارف كل كارى // من المحصنات ناجبينة لك خيار
شمى عفيفة ضارية للمدارى // ماباح في غرتها كل غدار
خذها خزيزة يا السنافي قرارى // حلفت مانطلب من المهر دينار
ترثت اشيوخ ينطحون الوزارى // اهل سيوف ترمي الراس بتار
هاذا مرامي ونت عطنا الخبارى // ومن يبذل المجهود مادار الاعذار
ان كنت عابد ماتريد السمارى //عوض عليك الله للذنب غفار
وان كان عندك بلمعاوز عسارى //حمل ذلولك ولو تبي حمل قنطار
عيال (وايل) في جميع الديارى// من شرقي الغوطة اليا خشم سنار
نجمع دنانير الذهب والبكارى// كلة لبو سلطان بالموقف الحار
خليتها يانمر صيحت عزارى// ماغير وضحى من الغنادير ديار
واللي يلومك قلت كنة حمارى // ولا تقول تشبة مثل الاثوار
مالوم من ضيع عشيرة وغارى// كلن علي خلة لك الله يغتار
لاشك الوم اللي جداة ايتطارى //ماشاف من يشبة عشيرة ولادار
عوايد الممحل يدور الخضارى// اخير مايسكن علي دمنة الدار
هاذا جواب اللي تبرع وشارى //واللة علي يامسندي كل ماصار
لنا علي الجزلات يانمر كارى // حنا هل الشيمة وحنا هل الكار
حنا لك اللة مانهاب الخسارى // عز الصديق اللي علية الدهر جار
وصلو علي المبعوث دينة اجهارى // شفيع خلق الله عن واهج النار
******قصة المثل القائل (هذا بلا ابوك ياعقاب)******
حيث ان الشاعر نمر بن عدوان رزق ولد اسماه عقاب من زوجته وضحى
وقد تعود عقاب الذي بلغ من العمر خمس سنوات ان يأتي ((الحدج)) وهي ثمره
على شكل كره صغيره لنبتة ((الحنظل)) التي تعيش في الصحاري
بعدنزول المطر
ويقوم بدحرجتها من تحت خصر امه وهي تتكئ على الأرض فكانت ثمرة ((الحدج))
تمر من تحت الخصر المرتفع عن الأرض ويدل ذلك جمال الأم ورشاقتهاوعندما
فارقت امه الحياه وتزوج والده بأخرى حاول (عقاب) ان يمارس اللعبه نفسها
مع زوجة ابيه الجديده فاكتشف ان ثمة فرق بينها وبين امه (فالحدج) لايمر
بين خصرها والأرض فذهب الى والده واخبره ببراءة الأطفال بما جرى معه
فهزالأب رأسه في حسره وراح يردد (هذا بلا ابوك ياعقاب)وكأن الطفل بقصته
التي رواها لوالده لمس جرحا يعانيه والده
******فكتب نمر بن عدوان مرثيته المشهورة بزوجته وضحى******
البارحه يوم الخلايق نياما // بيخت من كثر البكا كل مكنون
قمت اتوجد وانثر الماء على ما// من موق عين دمعها كان مخزون
ولى ونة من سمعها مايناما// كني صويب بين الأضلاع مطعون
وإلا كما ونت كسير السلاما // خلوه ربعة للمعادين مديون
في ساعة قل الرجا والمحاما // في ما يطالع يومهم عنه يقفون
وإلا كما ونت راعبية حماما // غاد ذكرها والقوانيص يرمون
تسمع لها بين الجرايد حطاما// من نوحها تدعي المواليف يبكون
وإلا خلوج سايبة للهياما// على حوار ضايع في ضحى الكون
وإلا حوار نشقوله شماما // وهي تطالع يوم جروه بعيون
يردون مثله والظوامي سياما // ترزموا معها وقامو يحنون
وإلا رضيع جرعوه الفطاما // توفت امه قبل اربعينه يتمون
عليك يا شارب لكاس الحماما // صرف بتقدير من الله مأذون
جاه القضاء من بعد شهر الصياما // صافي الجبين بثاني العيد مدفون
كسوه من بيض الخرق ثوب خاما // وقاموا عليه من الترايب يهلون
راحوا بها حروة صلاة الاماما // عند الدفن قاموا لها الله يدعون
برضاه والجنة وحسن الختام // ودموع عيني فوق خدي يهلون
حطوه في قبر غطاه الهداما // في مهمة من عرب الامات مسكون
يا حفرة يسقي ثراك الغماما // مزن من الرحمة عليها يصبون
جعل البخري والنفل والخزاما// ينبت على قبر به العذب مدفون
مرحوم يالي ما مشي بالملاما // جيران بيته راح ما منه يشكون
يا وسع عذري وأن هجرت المناما// ورافقت من عقب العقل كل مجنون
أخذت أنا وياه سبعة اعواما// مع مثلهن في كيف مالها لون
والله كنة يا عرب صرف عاما// يا عونة الله صرف الأيام وشلون
وأكبر اهمومي من بزور يتاما // وإن شفتهم قدام وجهي يصيحون
وأن قلت لا تبكون قالوا علاما// نبكي ويبكي مثلنا كل محزون
لاقلت وش تبكون ؟ قالو يتاما // قلت اليتيم اياي وانتم تسجون
قمت اتشكا عند ربع اعداماما// وجوني على فرقا خليلي يعزون
قالوا تجوز وانس لامه بلاما// ترى العذارى عن بعضهم يسلون
قلت إنها لي وفقت بالولاما // ولو جمعتم نصفهن ما يسدون
ما ظنتي تلقون مثله حراما // ايضا ولا فيهن على السر مامون
وأخاف أنا من عاديات الذماما// اللي على ضيم الدهر ما يتاقون
أوخبلة ما عقلها بالتماما// تضحك وهي تلذغ على الكبد بالهون
توذي عيالي بالنهر والكلاما// وانا تجر عني من المر بصحون
والله لولا هالصغار اليتاما // وخايف عليهم من الدجه يضيعون
لقول كل البيض عقبة حراما // واصبر كما يصبر على الحبس مسجون
عليه مني كل يوم سلاما // عدة حجيج البيت واللي يطوفون
وصـــــلّـوا على سيد جميع الاناما// على النبي يللى حضرتوا تصلون عليه الصلاة والسلام
=========================================
القصة طويلة لكنها ممتعة ، والقصيدة باللهجة البدوية الأصيلة.
أتمنىلكم وقت ممتع
شاعرنا اليوم هو نمر بن عدوان الصخري من بني صخر قبيلة عربية معروفة شاعر بدوي معروف ، شجاع ،
وكريـم ، وفــارس ، يعود اصله إلى عشائر
البلقا ، كـان له مكانته ، و احترامه بين القبائل روي انه أحب فتاة تدعى وضحىمن
عشيرة القضاة من بني صخر.... التي كان
يشهــد لها بالجمال والكرموالذكاء... حبها حباً جما. تزوجها وعاشت معه وفية مخلصة ، أنجبت له عدد
مـن الأولاد وكــان أكبـرهم عقاب .
كانت وضحى صاحبة مواقف عظيمة
في حيــاة زوجهـا ،عاشـا على التعاون والحب والمـودة والرحمة والإخلاص
بداية قصتنا اليوم تبدأ في ثاني أيام عيد الفطر ( السنة غير معروفة) ...
في ذاك المساء خرجت وضحى
لتحلب النـوق ،بـدلاً عـن زوجها ، الا أن النوق وخاصة أحداهن لا تقبل غير صاحبها نمر ، خطر ببال وضحى ان ترتدي ملابس زوجها وتقوم بالمهمة ، وفعلت !!
في هذة الأثناء ، وصل نمر للبيت ، واحس بحشرفة خارج البيت ، ظن انه ثعلب أو ذئب ، صوب بندقيته نحو الصوت و اطلق رصاصة عقبها صوت أنثى تئن !؟ ...
اقترب من مصدر الصوت ، فإذا هي وضحى !!
حدثته بصوت المودع عما كانت تفعل ، و أنها اردت أن تكفيه الحلب ،ثم تمتمت بكلام توديع للحبيب الغالي ، وماتت في احظانة.
انهار تماماً...
و حــزن عليهــا حـزنـاً شديداً كاد أن يقتله ، قيل انه كان
يُرى وهو يبكـي نهـاراً وكان يسمع صوت نحيبه ليلاً ... على فراق
حبيبته ورفيقة دربه...
ذات يوم وجد نفسه امام صديق طفولته ، الشيخ جديع بن
قبــلان الملحــم وهو من شيـوخ قبيلة عنزه ، أفضى له نمــر بحزنه
و ألمه ، ووحدته ، وغربته داخل نفسه ، كان يحاول أن ينفث همومه خارج قلبه .
لم يكن الشيخ جديع جاهلاًبحياته صديقة ، ويدرك الآن أن صديقة يتمزق من الآلم والحسرة
لذلك طرح عليه فكرة أن يتزوج ويبدلها بأخرى تأنس وحشته
و تغير عليه حياته وتهتم بصغاره .. ألا انه أبى بشده ..لم يتصور نمر امراءة أخرى تحل محل وضحى ، خصوصاً انه السبب في وفاتها..
حاول الشيخ جــديع ان يقنعه ويعدل من رأيه ، فعـرض عليه بنات قبيلته كلهن.
فرد عليه بقصيدة طويلة تحكي معاناته ، و آلمه ، ويصف فيها زوجته الحبيبة. وهذه هي قصيدته المشهـورة التي يعرفها الكثيرين ولكن يجهلون مناسبتها
يا جديع أنا قلبي من الوجد حارى// لا تلومني وتقول إن البكا عار
وسط الحشا ياجديع كن شب نارى// والموت عده طالب عندنا ثار
من دمع عيني كن غدينا سكارى// الله يجازي داير الدور غدار
وضحى شفاتي بين كل العذارى// ياشين يم عقاب ترحل عن الدار
سار القلم يا عقاب بالحبر سارى// بمزيزف القرطاس يا مهجتي سار
سار القلم لبو نهود صغارى// ياعين حر ينثر الريش لاطار
اكتب جواب مثل قطف الثمارى// من قيل ابن عدوان نضم لي اصطار
في ضامري كنه مواقيد ناري// يا نيرة النمرود تشبه لها النار
لكن ينهش بي غليث السعارى //والحال مني تقل يبراه نجار
علي وليف شفت منه الدمارى //غديت من فقده وحيد ومحتار
يا عقاب من فقده عيوني سهارى// لكن فيها ذر شب وجنزار
اهرف هريف الذيب ليل ونهارى//واعول عويل الخلج حنن علي حوار
علي عشير بالترايب توارى //وغديت مثل مدوة راح دوار
وحيات عازل غلسها والغتارى// الواحد اللي عالم سر الأسرار
ماقلتها كذب ولاهو قمارى// شفت الحبيب بغيبة النوم واندار
انا نضرته يوم طش الجمارى //يطوف با لكعبة وللبيت زوار
لو تجتمع سود المقانع جهارى //من نجد للبلقا اليادار سنجار
من البصرة الفيحا اليا قندهارى// لو تجتمع عفر البني دار مادار
لو جن بنات البدو صف تبارى //علي الحنايا دللن كل خوار
ولو جن بنات الحضر مثل المهارى //سطر الذهب برقابهن تقل نوار
لو جن بنات صليب فوق الشهارى// لمحلا بشفيهن دق الاوبار
ولو جن بنات الترك هن والنصارى //والهند واللي ساكن كل لامصار
ولو جن ضحي العيد وسط النهارى// وقالو لنا يانمر قم طب وختار
ماخذ سوى مضنون عيني خيارى// الجادل اللي فر قلبي معة طار
وحيات مجري فلكها له مسارى //منجي سفينة نوح من قب الابحار
لو تجتمع ياعقاب كل لعذارى //من غير وضحى مالك الله نختار
خلي حسين الدل عدل المسارى //راعي ثليل فوق الامتان نثار
عنق الغزال اللي تقود العفارى //قايد خشوف الريم في دو الاقفار
ياغصن موز تحته المي حارى //في وسط بستان دنت فيه الاثمار
فيها خصال من الفضايل كثارى// ومسايل فيها التفاكير تحتار
قلت اة واويلاة ذقت المرارى //من مي زقوم جرعتة لة امرار
من فقد مسلوب الحشا يوم سارى //غرو جبينة صاطع مثل الانوار
ياليتني لو ينرجع بالمثارى //دونة نبيع الروح والملح زجار
لكن جاة الموت مابة مدارى //أخذ عشيري واودع القلب محتار
ولولا ضلوعي فر قلبي وطارى// لكن ينشر ثومة القلب منشار
ريحة جسدها مثل ريح البهارى// وغر ثمان صويحبي تقل محار
من لامني بة ثور ولا حمارى //والثور النك قلت لة دور يندار
وصلاة ربي عد نبت القفارى// علي رسول اللي قهر كل جبار
وصلت القصيدة للشيخ جديع ، فرد بقصيدة أخرى ، مع هدية لنمر ، والهدية هي ابنته التي غير اسمها من شمى إلى وضحى على اسم فقيدة نمر ، ثم عقد قرانها على نمر بن عدوان ، الذي بدوره قبل الهدية ، واحسن تعاملها ومعاملتها ، واكرمها ، وهي من استطاع أن ترد نمر بن عدوان للحياة مرة أخرى .
ضرب لنا الشيخ جديع رحمـة الله عليه أورع مثال في التضيحة وبذل الغالي
في سبيل تخفيف الألم والحزن عن صديقة الغالي ، وهذه هي القصيدة
يانمر لاعود هذاك النهارى// الي غدا بصويحبك سر وجهار
مالوم دمعك لو تدفق انهارى// ولا الوم قلبك تالي الليل لو طار
اصبر علي تصريف رب القدارى //الحكم حكم الله ينفذ الياصار
يانمر بن عدوان يبن الأمارى// شكيت لي شكواك واعطيك الاشوار
خلك رجل يا القرم والعين تارى// يانمر ما للعبد حيلة بالقدار
واللة مالومك عيالك صغارى// وعلي الصحيب من الوفا تزعج اعبار
يانمر ياريف الضعوف الفقارى // دور بدال صويحبك ياذرى الجار
جبينها مثل الحرير يترارى// زوله صخيف وخدها تقل جمار
بنت الشيوخ معسفين المهارى // مثل القطامي ناض من كف صقار
خل البكا يامسندي والكدارى// واصبر ومثلك راعي العزم صبار
يانمر لوهي بطلب والمثارى //ملزوم دون اصويحبك نهدي الاعمار
لاشك ناقف دون ردة حيارى// امر الولي ينفذ على كل الابشار
البيض فيهن من بياض وحمارى // يزهن خلاخيل الذهب هي والاسوار
تلقا بهن جمال اوقارى// مادوجت بالسوق مع كل عطار
لا نالها مثلك يزيدافتخارى // تنسيك همك من حراير هل الكار
وانت الكسير اللي تدور الجبارى وانت المخير بين كاسر وجبار
احمل وجالك بالزمان اختبارى// اصبر علي المقسوم لياك تنهار
الحر عادتة يصيد الحبارى // والبوم ينغط ملبد بأوسط الغار
اقبل عزيز صاينة بالخدارى // ماخايلت بين الاخلة بالأنضار
سمي خلك عارف كل كارى // من المحصنات ناجبينة لك خيار
شمى عفيفة ضارية للمدارى // ماباح في غرتها كل غدار
خذها خزيزة يا السنافي قرارى // حلفت مانطلب من المهر دينار
ترثت اشيوخ ينطحون الوزارى // اهل سيوف ترمي الراس بتار
هاذا مرامي ونت عطنا الخبارى // ومن يبذل المجهود مادار الاعذار
ان كنت عابد ماتريد السمارى //عوض عليك الله للذنب غفار
وان كان عندك بلمعاوز عسارى //حمل ذلولك ولو تبي حمل قنطار
عيال (وايل) في جميع الديارى// من شرقي الغوطة اليا خشم سنار
نجمع دنانير الذهب والبكارى// كلة لبو سلطان بالموقف الحار
خليتها يانمر صيحت عزارى// ماغير وضحى من الغنادير ديار
واللي يلومك قلت كنة حمارى // ولا تقول تشبة مثل الاثوار
مالوم من ضيع عشيرة وغارى// كلن علي خلة لك الله يغتار
لاشك الوم اللي جداة ايتطارى //ماشاف من يشبة عشيرة ولادار
عوايد الممحل يدور الخضارى// اخير مايسكن علي دمنة الدار
هاذا جواب اللي تبرع وشارى //واللة علي يامسندي كل ماصار
لنا علي الجزلات يانمر كارى // حنا هل الشيمة وحنا هل الكار
حنا لك اللة مانهاب الخسارى // عز الصديق اللي علية الدهر جار
وصلو علي المبعوث دينة اجهارى // شفيع خلق الله عن واهج النار
******قصة المثل القائل (هذا بلا ابوك ياعقاب)******
حيث ان الشاعر نمر بن عدوان رزق ولد اسماه عقاب من زوجته وضحى
وقد تعود عقاب الذي بلغ من العمر خمس سنوات ان يأتي ((الحدج)) وهي ثمره
على شكل كره صغيره لنبتة ((الحنظل)) التي تعيش في الصحاري
بعدنزول المطر
ويقوم بدحرجتها من تحت خصر امه وهي تتكئ على الأرض فكانت ثمرة ((الحدج))
تمر من تحت الخصر المرتفع عن الأرض ويدل ذلك جمال الأم ورشاقتهاوعندما
فارقت امه الحياه وتزوج والده بأخرى حاول (عقاب) ان يمارس اللعبه نفسها
مع زوجة ابيه الجديده فاكتشف ان ثمة فرق بينها وبين امه (فالحدج) لايمر
بين خصرها والأرض فذهب الى والده واخبره ببراءة الأطفال بما جرى معه
فهزالأب رأسه في حسره وراح يردد (هذا بلا ابوك ياعقاب)وكأن الطفل بقصته
التي رواها لوالده لمس جرحا يعانيه والده
******فكتب نمر بن عدوان مرثيته المشهورة بزوجته وضحى******
البارحه يوم الخلايق نياما // بيخت من كثر البكا كل مكنون
قمت اتوجد وانثر الماء على ما// من موق عين دمعها كان مخزون
ولى ونة من سمعها مايناما// كني صويب بين الأضلاع مطعون
وإلا كما ونت كسير السلاما // خلوه ربعة للمعادين مديون
في ساعة قل الرجا والمحاما // في ما يطالع يومهم عنه يقفون
وإلا كما ونت راعبية حماما // غاد ذكرها والقوانيص يرمون
تسمع لها بين الجرايد حطاما// من نوحها تدعي المواليف يبكون
وإلا خلوج سايبة للهياما// على حوار ضايع في ضحى الكون
وإلا حوار نشقوله شماما // وهي تطالع يوم جروه بعيون
يردون مثله والظوامي سياما // ترزموا معها وقامو يحنون
وإلا رضيع جرعوه الفطاما // توفت امه قبل اربعينه يتمون
عليك يا شارب لكاس الحماما // صرف بتقدير من الله مأذون
جاه القضاء من بعد شهر الصياما // صافي الجبين بثاني العيد مدفون
كسوه من بيض الخرق ثوب خاما // وقاموا عليه من الترايب يهلون
راحوا بها حروة صلاة الاماما // عند الدفن قاموا لها الله يدعون
برضاه والجنة وحسن الختام // ودموع عيني فوق خدي يهلون
حطوه في قبر غطاه الهداما // في مهمة من عرب الامات مسكون
يا حفرة يسقي ثراك الغماما // مزن من الرحمة عليها يصبون
جعل البخري والنفل والخزاما// ينبت على قبر به العذب مدفون
مرحوم يالي ما مشي بالملاما // جيران بيته راح ما منه يشكون
يا وسع عذري وأن هجرت المناما// ورافقت من عقب العقل كل مجنون
أخذت أنا وياه سبعة اعواما// مع مثلهن في كيف مالها لون
والله كنة يا عرب صرف عاما// يا عونة الله صرف الأيام وشلون
وأكبر اهمومي من بزور يتاما // وإن شفتهم قدام وجهي يصيحون
وأن قلت لا تبكون قالوا علاما// نبكي ويبكي مثلنا كل محزون
لاقلت وش تبكون ؟ قالو يتاما // قلت اليتيم اياي وانتم تسجون
قمت اتشكا عند ربع اعداماما// وجوني على فرقا خليلي يعزون
قالوا تجوز وانس لامه بلاما// ترى العذارى عن بعضهم يسلون
قلت إنها لي وفقت بالولاما // ولو جمعتم نصفهن ما يسدون
ما ظنتي تلقون مثله حراما // ايضا ولا فيهن على السر مامون
وأخاف أنا من عاديات الذماما// اللي على ضيم الدهر ما يتاقون
أوخبلة ما عقلها بالتماما// تضحك وهي تلذغ على الكبد بالهون
توذي عيالي بالنهر والكلاما// وانا تجر عني من المر بصحون
والله لولا هالصغار اليتاما // وخايف عليهم من الدجه يضيعون
لقول كل البيض عقبة حراما // واصبر كما يصبر على الحبس مسجون
عليه مني كل يوم سلاما // عدة حجيج البيت واللي يطوفون
وصـــــلّـوا على سيد جميع الاناما// على النبي يللى حضرتوا تصلون عليه الصلاة والسلام
=========================================
تعليق