اذا كنا قد تطرقنا الى خير النكات الغربية، فما هي افضل النكات العربية المعاصرة؟ ليس لي فريق من الباحثين كفريق جامعة هاردفتشر ليقضي عدة اشهر من البحث والاستقصاء والتحليل. لا بد لي من الاكتفاء بذوقي الخاص.
وهنا لا مفر من التوجه اولا الى مصر، واذا توجهنا الى مصر فلا بد ان نستعرض ما روي عن معلمنا الشيخ عبد العزيز البشري رحمه الله. واعتقد ان احسن ما روي عنه كان عندما جلس مع اصحاب له. وكان بينهم رسام ظريف شاء ان يداعب الشيخ فذهب الى جبة الشيخ المعلقة على المشجب ورسم عليها وجه قرد. انتهت الجلسة بعد قليل وهم عبد العزيز البشري بالانصراف. التقط جبته فوجد عليها ذلك فالتفت الى اصحابه وقال، «يا إخوان مين فيكم اللي نشف وشه بجبتي»؟
ولكن بعد الثورة ظهر نوع جديد من النكات تغلب عليه روح السخرية من السلطة الجديدة وكانت طبعا السلطة التي غلب عليها العساكر. احسن ما سمعته من ذلك، وبدليل انها كانت نكتة اقتبست في الدول العربية الاخرى التي هيمن عليها العسكر. قالوا ان رجلا داس بقدمه على قدم رجل آخر في الحافلة. سكت هذا وتحمل الألم، ولكنه وقد طال هذا الوضع، التفت الى الجاني وقال: يا سيدي انت ضابط في الجيش؟ قال لا. سكت الرجل وازداد الالم في قدمه فعاد الى السؤال: يا سيدي انت ابن ضابط في الجيش؟ قال لا. سكت المسكين عدة دقائق أخرى ثم عاد فسأله: يعني ممكن متجوز بنت ضابط في الجيش؟ قال لا، سأله مرة أخرى: عندك حد من اقاربك ضابط في الجيش؟ قال لا ابدا ما عندناش اي ضابط في العيلة. وهنا انبرى الرجل فدفعه الى الوراء بلكمة قوية على وجهه، «امال يا ابن الكلب تدوس على رجل الناس ليه؟
احسن ما سمعته في لبنان كانت حكاية القس والشيخ اللذين كانت لهما شكاوى كثيرة في ايام الاضطرابات وذهبا لمقابلة رئيس الوزراء. جلسا في غرفة الانتظار لساعات حتى تنفس القس فقال، «لا اله إلا الله محمد رسول الله». التفت اليه الشيخ في دهشة شديدة وقال له «ابونا شوقلت؟ تشاهدت بالله ورسوله؟!»، فأجابه القس «يا شيخ، ما كفرونا!».
احسن ما سمعته من العراق والمجال ضيق هنا والعياذ بالله، كان ما رووه عن عبد السلام عارف. ذهب الى الهند والتقى بالبانديت نهرو، ذكر له الزعيم الهندي شيئا التمس من الرئيس العراقي ان يحرص على متابعته بعد عودته فوعده بذلك. ولكن نهرو ظل قلقا على الموضوع فأكد عليه ثانية لدى توديعه في المطار لئلا ينسى فأجابه: «شلون انسى؟ يعني شنو؟ ليش آني هندي؟
رويت النكتة عن زعماء آخرين منهم عبد الحكيم عامر. ولكنني اجد العراقيين احق بها فهذا هو الجواب المتوقع بالضبط من عبد السلام عارف رحمه الله.
حسن ما سمعته من الجزائر، كان قبل سنوات عندما ذهب زعيم من السودان لزيارتها فشق عليه ما رأى من احوال البلد. فقال لزميل جزائري له، «يا أخي ايه ده؟ اهو ده بلد المليون شهيد؟» فأجابه الجزائري، «بلد المليون شهيد تقول؟ هذا بلد العشرين مليون شهيد
واحسن ما سمعته من المملكة العربية السعودية، وهو من اروع ما سمعته من الفكاهة العالمية بسبب حقيقتها فمعظم التقليعات خيالية ومختلقة؟ ولكن قيل لي ان هذه حقيقة وهي لوحة طريق رخامية كتب عليها حسب ما اتذكر: المسافة الى مكة المكرمة 150 ميلا. اذا لم تصدق فقسها».
بقلم خالد القشطيني
الشرق الأوسط
وهنا لا مفر من التوجه اولا الى مصر، واذا توجهنا الى مصر فلا بد ان نستعرض ما روي عن معلمنا الشيخ عبد العزيز البشري رحمه الله. واعتقد ان احسن ما روي عنه كان عندما جلس مع اصحاب له. وكان بينهم رسام ظريف شاء ان يداعب الشيخ فذهب الى جبة الشيخ المعلقة على المشجب ورسم عليها وجه قرد. انتهت الجلسة بعد قليل وهم عبد العزيز البشري بالانصراف. التقط جبته فوجد عليها ذلك فالتفت الى اصحابه وقال، «يا إخوان مين فيكم اللي نشف وشه بجبتي»؟
ولكن بعد الثورة ظهر نوع جديد من النكات تغلب عليه روح السخرية من السلطة الجديدة وكانت طبعا السلطة التي غلب عليها العساكر. احسن ما سمعته من ذلك، وبدليل انها كانت نكتة اقتبست في الدول العربية الاخرى التي هيمن عليها العسكر. قالوا ان رجلا داس بقدمه على قدم رجل آخر في الحافلة. سكت هذا وتحمل الألم، ولكنه وقد طال هذا الوضع، التفت الى الجاني وقال: يا سيدي انت ضابط في الجيش؟ قال لا. سكت الرجل وازداد الالم في قدمه فعاد الى السؤال: يا سيدي انت ابن ضابط في الجيش؟ قال لا. سكت المسكين عدة دقائق أخرى ثم عاد فسأله: يعني ممكن متجوز بنت ضابط في الجيش؟ قال لا، سأله مرة أخرى: عندك حد من اقاربك ضابط في الجيش؟ قال لا ابدا ما عندناش اي ضابط في العيلة. وهنا انبرى الرجل فدفعه الى الوراء بلكمة قوية على وجهه، «امال يا ابن الكلب تدوس على رجل الناس ليه؟
احسن ما سمعته في لبنان كانت حكاية القس والشيخ اللذين كانت لهما شكاوى كثيرة في ايام الاضطرابات وذهبا لمقابلة رئيس الوزراء. جلسا في غرفة الانتظار لساعات حتى تنفس القس فقال، «لا اله إلا الله محمد رسول الله». التفت اليه الشيخ في دهشة شديدة وقال له «ابونا شوقلت؟ تشاهدت بالله ورسوله؟!»، فأجابه القس «يا شيخ، ما كفرونا!».
احسن ما سمعته من العراق والمجال ضيق هنا والعياذ بالله، كان ما رووه عن عبد السلام عارف. ذهب الى الهند والتقى بالبانديت نهرو، ذكر له الزعيم الهندي شيئا التمس من الرئيس العراقي ان يحرص على متابعته بعد عودته فوعده بذلك. ولكن نهرو ظل قلقا على الموضوع فأكد عليه ثانية لدى توديعه في المطار لئلا ينسى فأجابه: «شلون انسى؟ يعني شنو؟ ليش آني هندي؟
رويت النكتة عن زعماء آخرين منهم عبد الحكيم عامر. ولكنني اجد العراقيين احق بها فهذا هو الجواب المتوقع بالضبط من عبد السلام عارف رحمه الله.
حسن ما سمعته من الجزائر، كان قبل سنوات عندما ذهب زعيم من السودان لزيارتها فشق عليه ما رأى من احوال البلد. فقال لزميل جزائري له، «يا أخي ايه ده؟ اهو ده بلد المليون شهيد؟» فأجابه الجزائري، «بلد المليون شهيد تقول؟ هذا بلد العشرين مليون شهيد
واحسن ما سمعته من المملكة العربية السعودية، وهو من اروع ما سمعته من الفكاهة العالمية بسبب حقيقتها فمعظم التقليعات خيالية ومختلقة؟ ولكن قيل لي ان هذه حقيقة وهي لوحة طريق رخامية كتب عليها حسب ما اتذكر: المسافة الى مكة المكرمة 150 ميلا. اذا لم تصدق فقسها».
بقلم خالد القشطيني
الشرق الأوسط