بسم الله الرحمن الرحيم
ماجعلني اختار هذا الموضوع هو دراستي لهذا العلم الذي لاحدود اله فسبحانه عز وجل علم لانهاية له فتخيل عزيزي القارى بأننا في هذا البرنامج خلال ثلاثة اشهر لم ننتهي من تفسير وتدبر اسم واحد لله عز وجل. كما ان عملية حفظ وإحصاء أسماء الله الحسنى هي من العمليات الأساسية والرئيسية من أجل دخول الجنة .
اجتهاداً جمعت لكم شرح لإسماء الله الحسنى لتكون دافعاً مشجعاً لكم في التحفيز للألتحاق في برامج تنظمها الهيئه العالميه للإعجاز العلمي في القرآن والسنه.
كما ان اهمية معرفة اسماء الله الحسنى تتجلى في امور جوهرية منها
1-إنّ العلم بالله، وأسمائه، وصفاته أشرف العلوم، وأجلها على الإطلاق لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله سبحانه، وتعالى بأسمائه، وصفاته وأفعاله، فالاشتغال بفهم هذا العلم اشتغال بأعلى المطالب، وحصوله للعبد من أشرف المواهب
2-إن معرفة الله تعالى تدعو إلى محبته، وخشيته، وخوفه، ورجائه، ومراقبته، وإخلاص العمل له، وهذا هو عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى، والتفقه في معانيها.
3-إن معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسني مما يزيد الإيمان كما قال الشيّخ ابن سعدي رحمه الله: "أنّ الإيمان بأسماء الله الحسنى، ومعرفتها يتضمّن أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبيّة، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء، والصفات، وهذه الأنواع هي رَوح الإيمان وروحه وأصله وغايته فكلّما ازداد العبد معرفة بأسماء الله، وصفاته ازداد إيمانه، وقوي يقينه
ويتحدث سيد قطب في كتابه ((في ظلال القرآن )) عن أسماء الله الحسنى باعتبارها صفات الله، بل أنه عندما يفسر بعض هذه الأسماء لا يذكر كلمة اسم، بل صفة تفسير أسماء الله تعالى التسعة والتسعين فسرها أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج رحمه الله ونور حفرته.
قال الشيخ أبو بكر عبد الله بن محمد الحنبلي رحمه الله: قرأت على أبي علي الحسن بن أحمد الفارسي النحوي ثم نقلته من خطه قال أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج رحمه الله هذه تفاسير الأسامي التي رويت عن رسول الله في قوله إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة وقد كان القاضي إسماعيل بن إسحاق رحمه الله طلبها منا فأمليناها عليه ثم نسخت لنا بعد قال أبو علي وقرأتها عليه في مجلس واحد حدثنا أبو علي قال أخبرنا أبو إسحاق قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا صفوان بن صالح الثقفي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة إنه وتر يحب الوتر من أحصاها دخل الجنة فأول ما نفسره من ذلك قوله من أحصاها.
إعلم أن العرب تعبر عن كثرة الشيء وسعته بالحصى يقال عنده حصى من الناس أي جماعة وقال الشاعر ولسنا إذا عد الحصى بأقلة وقال الكميت لكم مسجدا الله المزوران والحصى لكم قبصه من بين أثرى وأقترا ويقال حصيت الحصى إذا عددته وأحصيته إذا ميزته بعضه من بعض وقال الشاعر ويربي على عد الرمال عديدنا ونحصى الحصاة بل تزيد على العد وإحصاء العد من هذا والحصاة العقل أيضا قال الشاعر وإن لسان المرء ما لم تكن له حصاة على عوراته لدليل ويقال أحصيت الشيء إذا أطقته واتسعت له وقال الله عز اسمه علم أن لن تحصوه فتاب عليكم أراد والله أعلم لن تطيقوه وقال الشاعر فأقع إنك لا تحصي بني جشم ولا تطيق علاهم أية وقفوا يريد لا تطيق بني جشم فيحتمل أن يكون معنى قوله من أحصاها من أكثر عددها حتى صارت حصاته لكثرة عده إياها ويجوز أن يكون معناه من أطاقها أي من أطاق تمييزها وتفهمها فحذف المضاف من قوله تعالى علم أن لن تحصوه الخ.
ويجوز أن يكون معناه من عقلها وتدبر معانيها من الحصاة التي هي العقل وقد تقدم ذكره وقال محمد بن يزيد معناه عندي من عدها من القرآن لأن هذه الأسامي كلها مفرقة في القرآن فكأنه أراد من تتبع جمعها وتأليفها من القرآن وعانى في جمعها منه الكلفة والمشقة دخل الجنة قال أبو إسحاق ويجوز أن يكون معنى قوله دخل الجنة الأمن من العذاب وتحصيل الثواب بمنزلة من قد دخل الجنة وفي الناس من لا يعد اسم الله من هذه الجملة ويقول إن هذه الأسماء كلها مضافة إلى الله فكيف يعد هو منها ومنهم من يفسد هذا الرأي ويهجنه ويزعم أن اسم الله الأعظم هو قولنا الله ويعدها من الجملة ولا يعد مالك الملك ذو الجلال والإكرام إلا اسما واحدا واحتج من يقول إن اسم الله الأعظم إما الله وإما الرحمن بقوله عز وجل قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى.
اذاً العد بمعنى العد التصاعدي المعتاد
والأحصاء هو ان تعرف معانيها وتتدبرها والى ماترمي اليه فليس من المستحيل عزيزي القاري او من الصعب ان تبداء بخطة زمنيه تضعها لنفسك بحيث تحدد في كل فتره زمنيه اسم من اسماء الله الحسنى عز وجل وتبحث عن تفسيرها وتقوم بدراستها بهذه الطريقه يسهل عليك احصاءها وعدها عدا .
فا القرآن لم يذكر عدد هذه الأسماء أبداً، وبهذا يحتاج الباحث إلى اللجوء إلى أقوال نبي الإسلام وآراء المفسرين ليعرف عدد هذه الأسماء بالضبط واحصاءها( أي فهم معانيها).
.فمتى مااشغلت نفسك بالله اقترب منك سبحانه حتى اصبح يدك التي تبطش بها وسمعك الذي تسمع به ونظرك الذي ترى به .... وهذا كله لايتم الا حينما تتقرب اليه عز وجل بالنوافل والأعمال الصالحه والأجتهاد الفعال للمصلحه العامه والذاتيه . عن ابي هريره رضي الله عنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد أذنته بالحرب وما تقرب لي عبدي بشىء أحب الي مما افترضت عليه. وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وان سألني اعطيه ولئن استعاذني لأعيذنه)
و نسأل الله العصمة والتوفيق لما يقربنا منه قولا وفعلا إنه على ما يشاء قدير
تفسير أسماء الله تعالى التسعة والتسعين
تأليف: أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحدة لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر))
وفي رواية: من أحصاها دخل الجنة وهذا الحديث متفق على صحته
فأما الرحمن والرحيم فهما اسمان رقيقان وأحدهما أرق من الآخر.
2. الرحمن: يختص بالله سبحانه وتعالى ولا يجوز إطلاقه في غيره وقال بعض أهل التفسير الرحمن الذي رحم كافة خلقه بأن خلقهم وأوسع عليهم في رزقهم.
3. والرحيم: خاص في رحمته لعباده المؤمنين بأن هداهم إلى الإيمان وهو يثيبهم في الآخرة الثواب الدائم الذي لا ينقطع
4. الملك: أصل الملك في الكلام الربط والشد يقال ملكت العجين أملكه ملكا إذا شددت عجنه ويقال أملكوا العجين فإنه أحد الريعين وإملاك المرأة من هذا إنما هو ربطها بالزوج وقال أصحاب المعاني الملك النافذ الأمر في ملكه إذ ليس كل مالك ينفذ أمره وتصرفه فيما يملكه فالملك أعم من المالك والله تعالى مالك المالكين كلهم والملاك إنما استفادوا التصرف في أملاكهم من جهته تعالى.
5. القدوس: يقال قدوس وقدوس والضم أكثر وفي التفسير إنه المبارك في قوله تعالى ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم وقد قيل أيضا إنه هنا المطهرة والتقديس التطهير وقيل للسطل قدس لأنه يتطهر فيه ومثله قولهم للسطيحة مطهرة لأنهم كانوا يتطهرون منها وقال لي بعضهم إن أصل الكلمة سرياني وإنه في الأصل قدشا وهم يقولون في دعواتهم قديش قديش فأعربته العرب قالت قدوس.
6. السلام: قال أهل اللغة يقال سلمت على فلان تسليما وسلاما وقال بعضهم في قول
الله عز وجل: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) أراد والله أعلم تسلما منه وبراءة وقال محمد بن يزيد معنى وصفنا الله تعالى بأنه السلام منه وإنما تأول قولهم سلم الله على فلان وسلام الله عليه. وقال النمر بن تولب: سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
ويقال السلام هو الذي سلم من عذابه من لا يستحقه
7. المؤمن: أصل الإيمان التصديق والثقة وقال الله عز قائلا ( وما أنت بمؤمن لنا) أي لفرط محبتك ليوسف لا تصدقنا، ويقال إنما سمى الله نفسه مؤمنا لأنه شهد بوحدانيته فقال تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو) كما شهدنا نحن، وحكى أبو زيد الأنصاري ما آمنت أن أجد صحابة أومن إيمانا أي ما وثقت فمعنى المؤمن إذا وصفنا به المخلوقين هو الواثق بما يعتقده المستحكم الثقة، ويقال إنه في وصف الله تعالى يفيد أنه الذي أمن من عذابه من لا يستحقه.
8. المهيمن: فسر القرآن على أوجه كثيرة يقال إنه الشاهد تقول فلان مهيمنى على فلان إذا كان شاهدي عليه، وقال محمد بن يزيد تخاصم أعرابيان إلى عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير في بعض الأمر فقال لأحدهما ألك مهيمن فقال مهيمني حجارة اللابة، وقال الشاعر: ولا تدخر قولا فأنت المهيمن. ويقال إن المهيمن الرقيب الحافظ ويقال بل المهيمن أصله المؤيمن فأبدلت الهمزة هاء كما قالوا هرقت الماء وأرقته وهنرت الثوب وأنرته وهرحت الدابة وأرحتها وهياك وإياك وقال الراجز إياك أن تمنى بشعشعان، وقالوا هذا الذي فعل وأذا الذي فعل وقال القائل وأتوا صواحبها فقلن أذا الذي منح المودة غيرنا وجفانا وقال بعضهم المهيمن اسم من أسماء الله تعالى وهو غير مشتق. وقال النمر بن تولب: جزاك المهيمن دار الجنان ولقاك مني الجزاء المجيدا.
9. العزيز: أصل ع ز ز في الكلام الغلبة والشدة ويقال عزني فلان على الأمر إذا غلبني عليه، وقال الله تعالى ذكره ( فعززنا بثالث ) أراد والله أعلم قوينا أمره وشددناه وقال تعالى ( وعزني في الخطاب ) أراد غلبني. وقال جرير يعز على الطريق بمنكبيه كما ابترك الخليع على القداح. ويقال عزه يعزه والله تعالى هو الغالب كل شيء فهو العزيز الذي ذل لعزته كل عزيز. وقال أبو كبير الهذلي: ووصف عقابا واعتظلت في جبل حتى انتهيت إلى فراش عزيزة
سوداء روثة أنفها كالمخصف.
10. الجبار: أصل جبر في الكلام إنما وضع للنماء والعلو ويقال جبر الله العظم إذا نماه،
وقال العجاج: قد جبر الدين الإله فجبر ويقال نخلة جبارة إذا فاتت اليد وفواتها اليد علو وزيادة. وقال الشاعر: طريق وجبار رواء أصوله عليه أبابيل من الطير تنعب والله تعالى عال على خلقه بصفاته العالية وآياته القاهرة وهو المستحق للعلو والجبروت تعالى.
ماجعلني اختار هذا الموضوع هو دراستي لهذا العلم الذي لاحدود اله فسبحانه عز وجل علم لانهاية له فتخيل عزيزي القارى بأننا في هذا البرنامج خلال ثلاثة اشهر لم ننتهي من تفسير وتدبر اسم واحد لله عز وجل. كما ان عملية حفظ وإحصاء أسماء الله الحسنى هي من العمليات الأساسية والرئيسية من أجل دخول الجنة .
اجتهاداً جمعت لكم شرح لإسماء الله الحسنى لتكون دافعاً مشجعاً لكم في التحفيز للألتحاق في برامج تنظمها الهيئه العالميه للإعجاز العلمي في القرآن والسنه.
كما ان اهمية معرفة اسماء الله الحسنى تتجلى في امور جوهرية منها
1-إنّ العلم بالله، وأسمائه، وصفاته أشرف العلوم، وأجلها على الإطلاق لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله سبحانه، وتعالى بأسمائه، وصفاته وأفعاله، فالاشتغال بفهم هذا العلم اشتغال بأعلى المطالب، وحصوله للعبد من أشرف المواهب
2-إن معرفة الله تعالى تدعو إلى محبته، وخشيته، وخوفه، ورجائه، ومراقبته، وإخلاص العمل له، وهذا هو عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى، والتفقه في معانيها.
3-إن معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسني مما يزيد الإيمان كما قال الشيّخ ابن سعدي رحمه الله: "أنّ الإيمان بأسماء الله الحسنى، ومعرفتها يتضمّن أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبيّة، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء، والصفات، وهذه الأنواع هي رَوح الإيمان وروحه وأصله وغايته فكلّما ازداد العبد معرفة بأسماء الله، وصفاته ازداد إيمانه، وقوي يقينه
ويتحدث سيد قطب في كتابه ((في ظلال القرآن )) عن أسماء الله الحسنى باعتبارها صفات الله، بل أنه عندما يفسر بعض هذه الأسماء لا يذكر كلمة اسم، بل صفة تفسير أسماء الله تعالى التسعة والتسعين فسرها أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج رحمه الله ونور حفرته.
قال الشيخ أبو بكر عبد الله بن محمد الحنبلي رحمه الله: قرأت على أبي علي الحسن بن أحمد الفارسي النحوي ثم نقلته من خطه قال أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج رحمه الله هذه تفاسير الأسامي التي رويت عن رسول الله في قوله إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة وقد كان القاضي إسماعيل بن إسحاق رحمه الله طلبها منا فأمليناها عليه ثم نسخت لنا بعد قال أبو علي وقرأتها عليه في مجلس واحد حدثنا أبو علي قال أخبرنا أبو إسحاق قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا صفوان بن صالح الثقفي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة إنه وتر يحب الوتر من أحصاها دخل الجنة فأول ما نفسره من ذلك قوله من أحصاها.
إعلم أن العرب تعبر عن كثرة الشيء وسعته بالحصى يقال عنده حصى من الناس أي جماعة وقال الشاعر ولسنا إذا عد الحصى بأقلة وقال الكميت لكم مسجدا الله المزوران والحصى لكم قبصه من بين أثرى وأقترا ويقال حصيت الحصى إذا عددته وأحصيته إذا ميزته بعضه من بعض وقال الشاعر ويربي على عد الرمال عديدنا ونحصى الحصاة بل تزيد على العد وإحصاء العد من هذا والحصاة العقل أيضا قال الشاعر وإن لسان المرء ما لم تكن له حصاة على عوراته لدليل ويقال أحصيت الشيء إذا أطقته واتسعت له وقال الله عز اسمه علم أن لن تحصوه فتاب عليكم أراد والله أعلم لن تطيقوه وقال الشاعر فأقع إنك لا تحصي بني جشم ولا تطيق علاهم أية وقفوا يريد لا تطيق بني جشم فيحتمل أن يكون معنى قوله من أحصاها من أكثر عددها حتى صارت حصاته لكثرة عده إياها ويجوز أن يكون معناه من أطاقها أي من أطاق تمييزها وتفهمها فحذف المضاف من قوله تعالى علم أن لن تحصوه الخ.
ويجوز أن يكون معناه من عقلها وتدبر معانيها من الحصاة التي هي العقل وقد تقدم ذكره وقال محمد بن يزيد معناه عندي من عدها من القرآن لأن هذه الأسامي كلها مفرقة في القرآن فكأنه أراد من تتبع جمعها وتأليفها من القرآن وعانى في جمعها منه الكلفة والمشقة دخل الجنة قال أبو إسحاق ويجوز أن يكون معنى قوله دخل الجنة الأمن من العذاب وتحصيل الثواب بمنزلة من قد دخل الجنة وفي الناس من لا يعد اسم الله من هذه الجملة ويقول إن هذه الأسماء كلها مضافة إلى الله فكيف يعد هو منها ومنهم من يفسد هذا الرأي ويهجنه ويزعم أن اسم الله الأعظم هو قولنا الله ويعدها من الجملة ولا يعد مالك الملك ذو الجلال والإكرام إلا اسما واحدا واحتج من يقول إن اسم الله الأعظم إما الله وإما الرحمن بقوله عز وجل قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى.
اذاً العد بمعنى العد التصاعدي المعتاد
والأحصاء هو ان تعرف معانيها وتتدبرها والى ماترمي اليه فليس من المستحيل عزيزي القاري او من الصعب ان تبداء بخطة زمنيه تضعها لنفسك بحيث تحدد في كل فتره زمنيه اسم من اسماء الله الحسنى عز وجل وتبحث عن تفسيرها وتقوم بدراستها بهذه الطريقه يسهل عليك احصاءها وعدها عدا .
فا القرآن لم يذكر عدد هذه الأسماء أبداً، وبهذا يحتاج الباحث إلى اللجوء إلى أقوال نبي الإسلام وآراء المفسرين ليعرف عدد هذه الأسماء بالضبط واحصاءها( أي فهم معانيها).
.فمتى مااشغلت نفسك بالله اقترب منك سبحانه حتى اصبح يدك التي تبطش بها وسمعك الذي تسمع به ونظرك الذي ترى به .... وهذا كله لايتم الا حينما تتقرب اليه عز وجل بالنوافل والأعمال الصالحه والأجتهاد الفعال للمصلحه العامه والذاتيه . عن ابي هريره رضي الله عنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد أذنته بالحرب وما تقرب لي عبدي بشىء أحب الي مما افترضت عليه. وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وان سألني اعطيه ولئن استعاذني لأعيذنه)
و نسأل الله العصمة والتوفيق لما يقربنا منه قولا وفعلا إنه على ما يشاء قدير
تفسير أسماء الله تعالى التسعة والتسعين
تأليف: أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحدة لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر))
وفي رواية: من أحصاها دخل الجنة وهذا الحديث متفق على صحته
فأما الرحمن والرحيم فهما اسمان رقيقان وأحدهما أرق من الآخر.
2. الرحمن: يختص بالله سبحانه وتعالى ولا يجوز إطلاقه في غيره وقال بعض أهل التفسير الرحمن الذي رحم كافة خلقه بأن خلقهم وأوسع عليهم في رزقهم.
3. والرحيم: خاص في رحمته لعباده المؤمنين بأن هداهم إلى الإيمان وهو يثيبهم في الآخرة الثواب الدائم الذي لا ينقطع
4. الملك: أصل الملك في الكلام الربط والشد يقال ملكت العجين أملكه ملكا إذا شددت عجنه ويقال أملكوا العجين فإنه أحد الريعين وإملاك المرأة من هذا إنما هو ربطها بالزوج وقال أصحاب المعاني الملك النافذ الأمر في ملكه إذ ليس كل مالك ينفذ أمره وتصرفه فيما يملكه فالملك أعم من المالك والله تعالى مالك المالكين كلهم والملاك إنما استفادوا التصرف في أملاكهم من جهته تعالى.
5. القدوس: يقال قدوس وقدوس والضم أكثر وفي التفسير إنه المبارك في قوله تعالى ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم وقد قيل أيضا إنه هنا المطهرة والتقديس التطهير وقيل للسطل قدس لأنه يتطهر فيه ومثله قولهم للسطيحة مطهرة لأنهم كانوا يتطهرون منها وقال لي بعضهم إن أصل الكلمة سرياني وإنه في الأصل قدشا وهم يقولون في دعواتهم قديش قديش فأعربته العرب قالت قدوس.
6. السلام: قال أهل اللغة يقال سلمت على فلان تسليما وسلاما وقال بعضهم في قول
الله عز وجل: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) أراد والله أعلم تسلما منه وبراءة وقال محمد بن يزيد معنى وصفنا الله تعالى بأنه السلام منه وإنما تأول قولهم سلم الله على فلان وسلام الله عليه. وقال النمر بن تولب: سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
ويقال السلام هو الذي سلم من عذابه من لا يستحقه
7. المؤمن: أصل الإيمان التصديق والثقة وقال الله عز قائلا ( وما أنت بمؤمن لنا) أي لفرط محبتك ليوسف لا تصدقنا، ويقال إنما سمى الله نفسه مؤمنا لأنه شهد بوحدانيته فقال تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو) كما شهدنا نحن، وحكى أبو زيد الأنصاري ما آمنت أن أجد صحابة أومن إيمانا أي ما وثقت فمعنى المؤمن إذا وصفنا به المخلوقين هو الواثق بما يعتقده المستحكم الثقة، ويقال إنه في وصف الله تعالى يفيد أنه الذي أمن من عذابه من لا يستحقه.
8. المهيمن: فسر القرآن على أوجه كثيرة يقال إنه الشاهد تقول فلان مهيمنى على فلان إذا كان شاهدي عليه، وقال محمد بن يزيد تخاصم أعرابيان إلى عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير في بعض الأمر فقال لأحدهما ألك مهيمن فقال مهيمني حجارة اللابة، وقال الشاعر: ولا تدخر قولا فأنت المهيمن. ويقال إن المهيمن الرقيب الحافظ ويقال بل المهيمن أصله المؤيمن فأبدلت الهمزة هاء كما قالوا هرقت الماء وأرقته وهنرت الثوب وأنرته وهرحت الدابة وأرحتها وهياك وإياك وقال الراجز إياك أن تمنى بشعشعان، وقالوا هذا الذي فعل وأذا الذي فعل وقال القائل وأتوا صواحبها فقلن أذا الذي منح المودة غيرنا وجفانا وقال بعضهم المهيمن اسم من أسماء الله تعالى وهو غير مشتق. وقال النمر بن تولب: جزاك المهيمن دار الجنان ولقاك مني الجزاء المجيدا.
9. العزيز: أصل ع ز ز في الكلام الغلبة والشدة ويقال عزني فلان على الأمر إذا غلبني عليه، وقال الله تعالى ذكره ( فعززنا بثالث ) أراد والله أعلم قوينا أمره وشددناه وقال تعالى ( وعزني في الخطاب ) أراد غلبني. وقال جرير يعز على الطريق بمنكبيه كما ابترك الخليع على القداح. ويقال عزه يعزه والله تعالى هو الغالب كل شيء فهو العزيز الذي ذل لعزته كل عزيز. وقال أبو كبير الهذلي: ووصف عقابا واعتظلت في جبل حتى انتهيت إلى فراش عزيزة
سوداء روثة أنفها كالمخصف.
10. الجبار: أصل جبر في الكلام إنما وضع للنماء والعلو ويقال جبر الله العظم إذا نماه،
وقال العجاج: قد جبر الدين الإله فجبر ويقال نخلة جبارة إذا فاتت اليد وفواتها اليد علو وزيادة. وقال الشاعر: طريق وجبار رواء أصوله عليه أبابيل من الطير تنعب والله تعالى عال على خلقه بصفاته العالية وآياته القاهرة وهو المستحق للعلو والجبروت تعالى.
تعليق