إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسفار ابن بطوطة مازالت حديث العالم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسفار ابن بطوطة مازالت حديث العالم

    [frame="8 80"]أسفار ابن بطوطة مازالت حديث العالم





    لا يكاد يُذكر أسم "أدب الرحلات" إلا ويرد بخاطرة الفرد منا أحد أهم الرحالة العرب ، الذي طاف العالم ونقل لنا مشاهد حقيقية وحوادث تاريخية واقعية ، كثير منها مازال مجهولاً بالنسبة لنا وبالنسبة لأمم عديدة ومجتمعات كثيرة ، لم يترك قرية أو مدينة إلا وقد زارها وتعرّف على أهلها ، وذكر معالمها الجغرافية والبيئية وأشهر بيوتها وعلمائها . إنه شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي الشهير بـ "ابن بطوطة" .


    وتخليداً للذكرى المئوية السابعة لميلاد ابن بطوطة ، واعترافاً منها بدوره الجليل في إثراء أدب الرحلات ، أعلنت "منظمة اليونسكو" عام 2004 سنة دولية للاحتفاء بالرحالة العربي شمس الدين ، والذي يعد أحد أهم الأعلام البارزين في الحضارة العربية الإسلامية .


    ولد مفطوراً علي حب الرحلات


    شهدت مدينة طنجة المغربية منذ 7 قرون ماضية ، وتحديداً في يوم الاثنين السابع عشر من شهر رجب سنة 703 هجرية الموافق 24 فبراير سنة 1304م ، ميلاد شمس الدين آبو عبد الله لأب وأم من عائلة بربرية تعربت بعد الإسلام ، وكانت عائلته تنتمي إلي الطبقة المتوسطة المتعلمة في طنجة . وكثير من أفرادها مارسوا مهنة القضاء ، مما يعني إنهم كانوا ضالعين في الفقه الإسلامي . وتشير الآراء إلي أنه تلقى التربية الفقهية و الإسلامية ذاتها التي كانت شائعة في عائلته وطبقته .

    وقد ولد ابن بطوطة مفطورًا على حب الرحلة والسفر والتجوال ، حيث بدأ أولى رحلاته سنة 725 هجرية ، وهو في الثانية والعشرين من عمره . وانطلق شمس الدين من بلده المغرب صوب المشرق قاصداً أداء مناسك الحج ، فعبر بلدان المغرب العربي حتى مصر التي اتجه منها إلي أعالي النيل يريد عبور البحر الأحمر إلي جدة ، لكنه صادف حرباً طاحنة بين قبائل البجة والمماليك ، مما اضطره للعودة إلي القاهرة ومنها إلي الشام .

    وفي الشام انضم إلي قافلة للحجاج ، فزار في طريقه فلسطين والبيت المقدس . ومن مكة سافر إلي العراق يوم 20 ذي الحجة 726 ، ثم بلاد فارس التي عاد منها إلي العراق فشبه الجزيرة العراقية التي قضي فيها ثلاث سنوات كاملة .

    وفي 730 هـ ركب ابن بطوطة البحر إلي اليمن ومنها إلي الصومال ، حيث زار أفريقيا الشمالية ، حتى بلغ جنوب كينيا "وممباسا" ، ثم انتقل عبر الخليج إلي تركيا وأوزبكستان وأقام فيها في سمرقند وخوارزم ، وأخذته رحلته الثالثة إلي أفغانستان والهند ، حيث أقام سبع سنين اشتغل خلالها كبير القضاة ، ثم أوفده ملكها سفيراً لدي الصين التي سافر إليها ، ومنها سافر إلي سريلانكا فجزر المالديف وغرب تايلاند فبلاد البنغال .



    شمس الدين أبو عبد الله الشهير "بابن بطوطة"

    وقادته رحلته الرابعة إلي العودة للمغرب بلده الأم عبر مناطق آسيا الاستوائية "ماليزيا"، ومن المغرب سافر إلي أسبانيا في رحلة خامسة قادته إلي بلدان الساحل الأفريقي الغربي ، حيث اكتشف مملكة مالي المسلمة . وبعد عودته للمغرب عيّن قاضياً علي إقليم تامستا ، وأملى تفاصيل رحلاته العجيبة بأمر من السلطان المغربي وقتذاك أبي عنان المرينى علي الكاتب ابن جزي ، علي نحو ما أكده المؤرخ ابن حجر .

    120ألف كم قطعها في رحلاته

    لقد كان ابن بطوطة أكبر رحالة في تاريخ البشرية على الإطلاق ، منافساً من بعيد معاصره الرحالة الإيطالي ماركو بولو ، حيث تجاوزت المسافات التي قطعها خلال رحلاته التي استغرقت 30 عاما ، 120 ألف كيلومتر ، أي ما يعادل ثلاث مرات محيط كوكب الأرض . كما أن الكتاب الذي يؤرخ لتفاصيل رحلاته الخمس ، ظل لقرون مرجعاً للجغرافيين والمؤرخين وعلماء الاجتماع وغيرهم ، لما تضمنه من تفاصيل حياة الشعوب التي زارها . ولعل أبرز دليل على تلك الأهمية هي الترجمات التي نقلت قبل أزيد من قرن ونصف كتاب الرحلة إلى اللغات : الفرنسية والألمانية والإنجليزية والأسبانية والبرتغالية والتركية والهندية .




    خريطة عامة لرحلة ابن بطوطة

    نماذج من رحلات ابن بطوطة


    ونستعرض فيما يلي بعضاً من نماذج رحلات ابن بطوطة ، التي طاف فيها بأرجاء العالم شرقاً وغرباً .

    قال الشيخ أبو عبد الله في بداية رحلته واصفاً خروجه من بلاده : "كان خروجي من طنجة مسقط رأسي في يوم الخميس الثاني من شهر الله رجب الفرد عام خمسة وعشرين وسبعمائة ، معتمدًا حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، فحزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور ، وفارقت وطني مفارقة الطيور للوقور ، وكان والداي بقيد الحياة ، فتحملت لبعدهما وصبًا .

    ووصلنا مدينة الجزائر، وأقمنا بخارجها أيامًا إلى أن قدم الشيخ أبو عبد الله وابن القاضي ، فتوجهنا جميعًا على منبجة إلى جبل الزان ، ثم وصلنا إلى مدينة بجاية . وكان أمير بجاية إذ ذاك أبا عبد الله محمد بن سيد الناس الحاجب ، وكان قد توفي من تجار تونس الذين صحبتهم من مليانه محمد بن الحجر الذي تقدم ذكره ، وترك ثلاثة آلاف دينار من الذهب ، وأوصى بها لرجل من أهل الجزائر يعرف بابن حديدة ليوصلها إلى ورثته ، فانتهى خبره لابن سيد الناس المذكور ، فانتزعها من يده ، وهذا أول ما شاهدته من ظلم عمال الموحدين .

    الوصول إلى الإسكندرية


    ويقول ابن بطوطة عن الإسكندرية : "ثم وصلنا في أول جمادى الأولى إلى مدينة الإسكندرية حرسها الله ، وهي الثغر المحروس والقطر المأنوس ، العجيبة الشأن الأصيلة البنيان ، بها ما شئت من تحسين وتحصين .

    ولمدينة الإسكندرية أربعة أبواب، باب السَّدرة وإليه يشرع طريق المغرب ، وباب رشيد ، وباب البحر ، والباب الأخضر ، وليس يفتح إلا يوم الجمعة ، فيخرج الناس منه إلى زيارة القبور. ولها المرسى العظيم الشأن ، ولم أَرَ في مراسي الدنيا مثله ، إلا ما كان من مرسى كولم وقاليقوط ببلاد الهند ، ومرسى الكفار بسرادق ببلاد الأتراك ، ومرسى الزيتون ببلاد الصين" .



    ابن بطوطة يصف الكعبة وأهلها


    لم يترك ابن بطوطة كبيرة كانت أم صغيرة إلا وذكرها في رائعته المسماة "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" ، إذ ينقل لنا صورة طبق الأصل للمدينة أو البلد التي يزورها ، ويجعلك كأنك تراها أمامك وتعيش بداخلها ، وتجد نفسك أمام مُحَدِّث بارع وحديثه كله مفيد ، حيث يترك صوراً حية ورائعة عن أحوال تلك البلدان التي زارها ، وعن عادتها وتقاليدها ولغاتها وأقوامها . وبالتالي فلكتابه أهمية تاريخية عظيمة ، ويعد من عيون التراث العربي .

    وخير مثال علي موهبة شمس الدين الفطرية ، ما ذكره في زيارته الأولي للسعودية بغرض الحج ، حيث يبدي دهشته وإعجابه بمكانة الكعبة المشرفة حين يكتب في رحلته "من عجائبها أنها لا تخلو من طائف أبدا ليلا ونهارا ، ولم يذكر أحد أنه رآها قط دون طائف .." . بعد ذلك عرج على ذكر أبواب المسجد الحرام ، ثم وصف الصفا والمروة والمسافة بينهما ، ولم يفته ذِكْر وجود سوق تجارية كبرى إلى جانب الطريق .

    وأشار ابن بطوطة إلى فضائل أهل مكة ، فوصفهم بأنهم أصحاب "المكارم التامة والأخلاق الحسنة والإيثار للضعفاء والمنقطعين وحسن الجوار للغرباء" ، كما أشار إلى نساء مكة فقال إنهن "ذات صلاح وعفاف" ، ولاحظ توجههن للطواف بالمسجد الحرام في كل ليلة جمعة وهن في أحسن زي وأبهى زينة وأطيب رائحة .
    وتحدث ابن بطوطة في كتابه عن العديد من علماء مكة ومنهم قاضي المدينة نجم الدين محمد الطبري ، وخطيب مكة بهاء الدين الطبري . كما أشار إلى إمام المالكية بالحرم الشريف ، الفقيه أبو عبد الله محمد ، وإلى إمام الحنفية شهاب الدين أحمد بن علي ، وإمام الحنابلة محمد بن عثمان .

    ابن بطوطة يبدي دهشته بمكانة الكعبة المشرفة

    الأكل مرة كل يوم


    ونظراً لمكوث ابن بطوطة فترة طويلة في مكة المكرمة بانتظار الحج ، فقد لاحظ بعض العادات الاجتماعية لسكانها ، من ذلك قوله "وأهل مكة لا يأكلون في اليوم إلا مرة واحدة ويقتصرون عليها إلى مثل ذلك الوقت ، ومن أراد الأكل في سائر النهار أكل التمر ، ولذلك صحت أبدانهم وقلت فيهم الأمراض والعاهات" .

    ولاحظ أنه بمجرد ثبات رؤية هلال رجب ، أمر أمير مكة بضرب الطبول والأبواق إيذانا بدخول الشهر ، وتوجه وركبه للطواف بالبيت الحرام . كما احتفل أهل مكة بعمرة رجب احتفالا مهيبا . وذكر ابن بطوطة أنه شاهد شوارع مكة المكرمة ليلة السابع والعشرين من رجب "وقد غصت بالهوادج وجِمَال المعتمرين وهي تخرج إلى التنعيم وأمامها الشموع والمشاعل" .

    ولم ينس ابن بطوطة الإشارة إلى حضور أهالي المناطق القريبة من مكة لعمرة رجب ، بعد أن يجلبوا معهم الحبوب والسمن والعسل وغيرها من السلع ، الأمر الذي يسهم في توفير السلع للمعتمرين وفي رخص الأسعار أيضا .

    ابن بطوطة وأهل الهند


    وأبحر ابن بطوطة لأقصي الشرق وحل ببلاد الهند التي يقول فيها : "الهند في كل ثلث ميل قرية معمورة ، ويكون بخارجها ثلاث قباب يقعد فيها الرجال ، مستعدين للحركة ، قد شدوا أوساطهم . وعند كل واحد منهم مقرعة مقدار ذراعين ، بأعلاها جلاجل نحاس ، فإذا خرج البريد من المدينة أخذ الكتاب بأعلى يده والمقرعة ذات الجلاجل باليد الأخرى يشتد بمنتهى جهده . فإذا سمع الرجال الذين بالقباب صوت الجلاجل تأهبوا . فإذا وصلهم ، أخذ أحدهم الكتاب من يده ومر بأقصى جهده ، وهو يحرك المقرعة حتى يصل إلى الداوة الأخرى . ولا يزالون كذلك حتى يصل الكتاب إلى حيث يراد منه .

    وهذا البريد أسرع من بريد الخيل ، وربما حملوا على هذا البريد الفواكه المستطرفة بالهند من فواكه خراسان يجعلونها في الأطباق ، ويشتدون بها حتى تصل إلى السلطان . وكذلك يحملون الكبار من ذوي الرتب ، يجعلون الرجل على سرير ، ويرفعونه فوق رؤوسهم ويسيرون به شداً . وكذلك يحملون الماء لشرب السلطان ، إذا كان بدولة أباد ، يحملونه من نهر الكنك الذي تحج الهنود إليه ، وهو على مسيرة أربعين يوماً منها ، وإذا كتب المخبرون إلى السلطان بخبر من يصل إلى بلاده ، استوعبوا الكتاب وأمعنوا في ذلك ، وعرفوه أنه ورد رجل صورته كذا ولباسه كذا ، وكتبوا عدد أصحابه وغلمانه وخدامه ودوابه ، وترتيب حاله في حركته وسكونه ، وجميع تصرفاته لا يغادرون من ذلك كله شيئاً . فإذا وصل الوارد مدينة ملتان ، وهي قاعدة بلاد السند ، أقام بها حتى ينفذ أمر السلطان بقدومه ، وما يجري له من الضيافة ، وإنما يكرم الإنسان هنالك بقدر ما يظهر من أفعاله وتصرفاته وهمته ، إذ لا يعرف هنالك ما حسبه ولا آباؤه .

    العالم يحتفي بمرور 7 قرون علي رحلاته

    العالم يحتفي بابن بطوطة

    ويحتضن مقر "اليونسكو" في باريس في الثامن من شهر مارس الجاري ، منتدى دوليا حول موضوع "ابن بطوطة وحوار الثقافات" ، تنظمه المنظمة الدولية للثقافة والعلوم بتعاون مع كل من وزارة الثقافة المغربية ونادي ابن بطوطة للحوار بين الحضارات والتنمية . ويشارك في المنتدى مفكرون وباحثون من المغرب وأفريقيا وآسيا وأوروبا ، يناقشون الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمؤلف ابن بطوطة ، حيث ستشكل العروض والمداخلات منطلقاً لمناقشات تسعى إلى استلهام القيم التي تنضح بها رواية أسفار ابن بطوطة ، من أجل عقد مقارنة بين حوار الثقافات الذي تمثله رحلاته ،والحوار الممكن أو القائم في عالم اليوم .



    .[/frame]
    [poem=font="Simplified Arabic,6,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
    لاتزعل اليا قلت لي نية فراق = مثل الورود يموت قلب الهواوي

    فاضت مشاعرنا وغاضت بالاشواق = وماتت من الحيره ..((ممات النداوي))

    لكن حبيبك يملك شعور واخلاق = مايكشف اسراره .. بعيد الهقاوي
    [/poem]

  • #2
    لاهنت اخوي محمد السليس على هالموضوع الجميل

    تعليق


    • #3
      الاخ محمد السليس 0

      موضوع أدبي جيد تشكر عليه , هناك سوق ابن بطوطه بالقرب من جبل علي - دبي
      مصصم على شكل قاعات كل قاعه تعبّر عن فنون وتاريخ البلد التي زارها ابن بطوطه
      جميل ويحكي جزء من تاريخ ابن بطوطه ----- اقترح زيارته لمن يأتي الى الامارات 0

      اطيب التحيات 0
      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن ماجد بن عفاس; الساعة 21-08-2005, 05:37 PM. سبب آخر: املائيات

      تعليق

      يعمل...
      X