[align=center]اخواني النداويه
اسعد الله مساكم
اتمنى أن يحوز الاختيار على رضاكم
ابن باني شاعر من عمق الصحراء
كنت أخشى أن يأتي يوم نقرأ فيه ما تناقلته مجلاتنا الشعبية قبل سنوات عن الدوسري الذي اكتشفه الهولنديون فحرصت كل الحرص أن نبحث بين أظهرنا في مواقع البادية حيث الصحراء القاحلة والطرق الوعرة البعيدة عن الإعلام المقروء منها والمسموع والمشاهد عن أمثال الشاعر الدندان فوجدت هناك في منطقة الهضب بجنوب نجد شمال وادي الدواسر شاعراً صاغ من الشعر الدرر كما صاغت منه الصحراء ابناً باراً يتمثل في قصائده جمال طبيعتها وصفاء سمائها وعذوبة مائها فمع هذه الوقفة مع الشاعر محمد بن باني بن عقاب الدوسري الذي وجدته بدوياً على سليقته، صريحاً في مخاطبته، مخلصاً لدينه ثم وطنه مفاخراً دائماً بقدرته الفذة في صياغة وانتقاء المعاني حيث يقول:
تخيرت لي من طيبات القصيد جزال ... من خوف لا ينقد علي كل لعابي
ويؤكد ذلك مرة أخرى في قوله:
الشعر والشعار رماي وعيار ... ورمي يموج من الهدف ما يصابه
الشعر والشعار بناي وجدار ... وقصر بلا ساس سريع خرابه
والشعر يبغيله فهيم وبيطار ... مثل السديري يوم كل درابه
ما كل من غاص البحر جاب محار ... ولا كل شاعر لابغا القاف جابه
وجدت لديه من القصائد الجزلة غزيرة المعنى قوية السبك محكمة الوزن والقافية متعددة الأغراض ما يكفي لتأليف الدواوين ولكن لم يكتب منه حرفاً واحداً سوى ما يجيد حفظه من شعره أو يحفظه أبناء عمومته ومحبوه فسجلت وكتبت الكثير من شعره خشية أن تلومنا الأجيال القادمة بعدم حفظ قصائد شعراء جيلنا كما لمنا الأجيال التي قبلنا في تضييعهم شعر جيلهم التي هي جزء لا يتجزأ من ثقافتهم وسوف أعرض في هذه العجالة شيءاً يسيراً من قصائده فهاهو يقول في إحدى قصائده الوطنية:
دولة طوعت بالسيف مفسد وخايب ... مهتدين بشرع الله ومحكم كتابه
حكمهم ملك جَدْ ماخذين غصايب ... ما تفضل به أحد من حلاله وجابه
بالسيوف الشطيرة ما خذينه كسايب ... ما حصل بنتخاب وصوت حزب وعصابه
وفي قصيدة أخرى يقول:
هذا الفهد رجل المواقف بليهان ... اللي يشيل حمولنا لا تعبنا
إلى أن قال:
لاهان عبدالله ولا هان سلطان ... زحول الرجال اللي تفرج كربنا
وحنا سعوديين بالفعل شجعان ... نصفي مع الصافي وسم غضبنا
وحنا سعوديين لو كان ما كان ... بالمعركة نكسب ولا أحد كسبنا
وحنا الرجال أهل الوفا سر وعلان ... وحنا الرجال اللي عريق نسبنا
ويقول في قصيدة طويلة صور فيها الكثير من الأمثال التي لا يصوغها شعراً إلا البارع من الشعراء وقد اخترنا منها:
يقول المثل يعرف الجور الحمول جمال ... مهيب حشوان صعاصيع وصعابي
ويقول المثل ما يلحق الرجلي الخيال ... ولا يستوي في الناس صادق وكذابي
ويقول المثل لا تارد البير دون حبال ... ولا تضرب الفرجات من غير مشرابي
ويقول المثل لهل المثل في الرجال أشكال ... معادن ذهب ونحاس وبليت وأخشابي
ويقول المثل ما ينعطي صافي الفنجال ... يكود الرجال اللي لهم عد وحسابي
ويقول المثل يكفيك وقفه على الأنذال ... ولا تثني الوقفه على القاصر الهابي
ترى الأوله تكفي وتقنعك يالرجال ... ليا أخطى سنان الرمح باقيه ما صابي
ثم يعود ويسجل ما ينبغي أن تكون عليه مجالس البادية من شب للنار وتبادل للأخبار وكرم وسخاء ونبذ لمن لا يقدر تلك المجالس التي لا يرتادها سوى خيرة القوم والضيوف وفي هذه القصيدة تتجلى قدرة الشاعر التصويرية وخاصة في البيتين الأخيرين منها:
يا زين شب النار بين الدواوير ... في مجلس ما فيه كود الجماعه
ذولا جلوس به وذولا مسايير ... ولا فيه كون أهل الوفا والشجاعه
ربع كرام ولا تهاب المخاسير ... ريف الطراقي في ليالي المجاعه
وتكرم اليا طالت الليالي المعاسير ... وشحشح عن الطفل الصغير رضاعه
إلى أن قال:
ياما حلا شوف الدلال المناحير ... فنجالها يجلي العمس بنتشاعه
في مجلس تكسر عليه المناعير ... ويجنبه راع الخزى والدناعه
وراع الخنى لا شافه يهيج وينير ... يجيبه من قربه جفال ومراعه
ويا حلا شوف البكار المصاغير ... في خايع ما نش من ماه قاعه
في عتعث بالعشب جاله نواوير ... له زاهر بالشمس يجهر شعاعه
ويقول في قصيدة صور فيها جفاء الصديق بحكمة الشاعر المجرب حيث قال:
رفيق ما يقاسمني همومي بالقسا واللين ... أعده لو قريب لي من أقصى الناس قوماني
يخادعني بضحكات السنون وبالكلام الزين ... وأنا مالقاه لاحتجته وهو لاحتاج يلقاني
ما دام إني نقلت الحمل عنه والعرب دارين ... واليا ضاقت علي دنياه جنبني وخلاني
خساره ويش أبيبه والمثل قال الدروب ثنين ... أبمشي واحد منهن وهو يمشي مع الثاني
وفي قصيدة أخرى يوجه مجتمعه كيف يجب أن تكون معاملة ناقل الوشاية حيث قال:
يا لا بتي ياهل النواميس والجود ... وفعالكم عز لنا ونحفظها
ترى النمامة علة كبود ولهود ... مير أكسحو نقالها لو عرضها
قولو له أقلع يا أسود الوجه مطرو د ... عسى المرض فالك وحالك قرضها
ومن قصائده في الحكم قوله:
يالرجل لو أنك غريب وتحاكيت ... الناس تعرف قيمتك من كلامك
أما اليا عدوا هل الطيب عديت ... ولا ردي كل من جاك لامك
إلى أن قال:
إن كان في دنياك بالعز ما وفيت ... ما عقبها ألا الدود يأكل عظامك
ولا يخلو قصيد شاعر من الغزل العذري المعهود لدى أبناء البادية ويقول ابن باني في ذلك:
يا صاحبي قلبي خذيته وساقه ... عندك رهينه له ثمان سنواتي
أرحم مود جور فرقاك عاقه ... قتيل طرف عيونك الساحراتي
وأخيراً أضع بين يديك أخي القارئ الكريم هذا اللغز الذي صاغه شاعرنا:
أنشدك عن ثلاث أخوات ومسميات .... بسم واحد وهو علم صحيح وكاد
000000
وحدة ما تشاف ولا لها مواصفات .... ووحدة كاين حي والأخرى جماد
الكاتب :قبلان محمد الحزيمي
منقووووووووووول
تحيااااااتي[/align]
اسعد الله مساكم
اتمنى أن يحوز الاختيار على رضاكم
ابن باني شاعر من عمق الصحراء
كنت أخشى أن يأتي يوم نقرأ فيه ما تناقلته مجلاتنا الشعبية قبل سنوات عن الدوسري الذي اكتشفه الهولنديون فحرصت كل الحرص أن نبحث بين أظهرنا في مواقع البادية حيث الصحراء القاحلة والطرق الوعرة البعيدة عن الإعلام المقروء منها والمسموع والمشاهد عن أمثال الشاعر الدندان فوجدت هناك في منطقة الهضب بجنوب نجد شمال وادي الدواسر شاعراً صاغ من الشعر الدرر كما صاغت منه الصحراء ابناً باراً يتمثل في قصائده جمال طبيعتها وصفاء سمائها وعذوبة مائها فمع هذه الوقفة مع الشاعر محمد بن باني بن عقاب الدوسري الذي وجدته بدوياً على سليقته، صريحاً في مخاطبته، مخلصاً لدينه ثم وطنه مفاخراً دائماً بقدرته الفذة في صياغة وانتقاء المعاني حيث يقول:
تخيرت لي من طيبات القصيد جزال ... من خوف لا ينقد علي كل لعابي
ويؤكد ذلك مرة أخرى في قوله:
الشعر والشعار رماي وعيار ... ورمي يموج من الهدف ما يصابه
الشعر والشعار بناي وجدار ... وقصر بلا ساس سريع خرابه
والشعر يبغيله فهيم وبيطار ... مثل السديري يوم كل درابه
ما كل من غاص البحر جاب محار ... ولا كل شاعر لابغا القاف جابه
وجدت لديه من القصائد الجزلة غزيرة المعنى قوية السبك محكمة الوزن والقافية متعددة الأغراض ما يكفي لتأليف الدواوين ولكن لم يكتب منه حرفاً واحداً سوى ما يجيد حفظه من شعره أو يحفظه أبناء عمومته ومحبوه فسجلت وكتبت الكثير من شعره خشية أن تلومنا الأجيال القادمة بعدم حفظ قصائد شعراء جيلنا كما لمنا الأجيال التي قبلنا في تضييعهم شعر جيلهم التي هي جزء لا يتجزأ من ثقافتهم وسوف أعرض في هذه العجالة شيءاً يسيراً من قصائده فهاهو يقول في إحدى قصائده الوطنية:
دولة طوعت بالسيف مفسد وخايب ... مهتدين بشرع الله ومحكم كتابه
حكمهم ملك جَدْ ماخذين غصايب ... ما تفضل به أحد من حلاله وجابه
بالسيوف الشطيرة ما خذينه كسايب ... ما حصل بنتخاب وصوت حزب وعصابه
وفي قصيدة أخرى يقول:
هذا الفهد رجل المواقف بليهان ... اللي يشيل حمولنا لا تعبنا
إلى أن قال:
لاهان عبدالله ولا هان سلطان ... زحول الرجال اللي تفرج كربنا
وحنا سعوديين بالفعل شجعان ... نصفي مع الصافي وسم غضبنا
وحنا سعوديين لو كان ما كان ... بالمعركة نكسب ولا أحد كسبنا
وحنا الرجال أهل الوفا سر وعلان ... وحنا الرجال اللي عريق نسبنا
ويقول في قصيدة طويلة صور فيها الكثير من الأمثال التي لا يصوغها شعراً إلا البارع من الشعراء وقد اخترنا منها:
يقول المثل يعرف الجور الحمول جمال ... مهيب حشوان صعاصيع وصعابي
ويقول المثل ما يلحق الرجلي الخيال ... ولا يستوي في الناس صادق وكذابي
ويقول المثل لا تارد البير دون حبال ... ولا تضرب الفرجات من غير مشرابي
ويقول المثل لهل المثل في الرجال أشكال ... معادن ذهب ونحاس وبليت وأخشابي
ويقول المثل ما ينعطي صافي الفنجال ... يكود الرجال اللي لهم عد وحسابي
ويقول المثل يكفيك وقفه على الأنذال ... ولا تثني الوقفه على القاصر الهابي
ترى الأوله تكفي وتقنعك يالرجال ... ليا أخطى سنان الرمح باقيه ما صابي
ثم يعود ويسجل ما ينبغي أن تكون عليه مجالس البادية من شب للنار وتبادل للأخبار وكرم وسخاء ونبذ لمن لا يقدر تلك المجالس التي لا يرتادها سوى خيرة القوم والضيوف وفي هذه القصيدة تتجلى قدرة الشاعر التصويرية وخاصة في البيتين الأخيرين منها:
يا زين شب النار بين الدواوير ... في مجلس ما فيه كود الجماعه
ذولا جلوس به وذولا مسايير ... ولا فيه كون أهل الوفا والشجاعه
ربع كرام ولا تهاب المخاسير ... ريف الطراقي في ليالي المجاعه
وتكرم اليا طالت الليالي المعاسير ... وشحشح عن الطفل الصغير رضاعه
إلى أن قال:
ياما حلا شوف الدلال المناحير ... فنجالها يجلي العمس بنتشاعه
في مجلس تكسر عليه المناعير ... ويجنبه راع الخزى والدناعه
وراع الخنى لا شافه يهيج وينير ... يجيبه من قربه جفال ومراعه
ويا حلا شوف البكار المصاغير ... في خايع ما نش من ماه قاعه
في عتعث بالعشب جاله نواوير ... له زاهر بالشمس يجهر شعاعه
ويقول في قصيدة صور فيها جفاء الصديق بحكمة الشاعر المجرب حيث قال:
رفيق ما يقاسمني همومي بالقسا واللين ... أعده لو قريب لي من أقصى الناس قوماني
يخادعني بضحكات السنون وبالكلام الزين ... وأنا مالقاه لاحتجته وهو لاحتاج يلقاني
ما دام إني نقلت الحمل عنه والعرب دارين ... واليا ضاقت علي دنياه جنبني وخلاني
خساره ويش أبيبه والمثل قال الدروب ثنين ... أبمشي واحد منهن وهو يمشي مع الثاني
وفي قصيدة أخرى يوجه مجتمعه كيف يجب أن تكون معاملة ناقل الوشاية حيث قال:
يا لا بتي ياهل النواميس والجود ... وفعالكم عز لنا ونحفظها
ترى النمامة علة كبود ولهود ... مير أكسحو نقالها لو عرضها
قولو له أقلع يا أسود الوجه مطرو د ... عسى المرض فالك وحالك قرضها
ومن قصائده في الحكم قوله:
يالرجل لو أنك غريب وتحاكيت ... الناس تعرف قيمتك من كلامك
أما اليا عدوا هل الطيب عديت ... ولا ردي كل من جاك لامك
إلى أن قال:
إن كان في دنياك بالعز ما وفيت ... ما عقبها ألا الدود يأكل عظامك
ولا يخلو قصيد شاعر من الغزل العذري المعهود لدى أبناء البادية ويقول ابن باني في ذلك:
يا صاحبي قلبي خذيته وساقه ... عندك رهينه له ثمان سنواتي
أرحم مود جور فرقاك عاقه ... قتيل طرف عيونك الساحراتي
وأخيراً أضع بين يديك أخي القارئ الكريم هذا اللغز الذي صاغه شاعرنا:
أنشدك عن ثلاث أخوات ومسميات .... بسم واحد وهو علم صحيح وكاد
000000
وحدة ما تشاف ولا لها مواصفات .... ووحدة كاين حي والأخرى جماد
الكاتب :قبلان محمد الحزيمي
منقووووووووووول
تحيااااااتي[/align]
تعليق