إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كبرياء و الصدمة ...!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كبرياء و الصدمة ...!

    راقت لي جدا فكرة أن يكون لكل قراءة نقدية متصفح خاص بها لتأخذ حقها ...

    و هنا البداية مع النص الشعري للشاعرة النداوية (كبرياء) ...


    عنوان القصيدة ...
    (في ذمتي ما أنسى طعونه لو مشت سلمى وأجا )

    الجزء الأول
    تمنيت بعد قراءة متأنية أن يُشتق العنوان من روح القصيدة ليكون ( الصدمة ) ..

    إستهلالة مأساوية تنبئ عن نفسية محبطة للموقف الصدمة !
    (أقبـل يلـوّح بالخيـار)...
    مبدأ يشد المتلقي و يستثير تساؤله , أي خيار ذلك الذي يلوّح به ذلك القادم ؟ و كأن الشاعرة بذلك ربطت المتلقي من أول وهلة بالنص .
    مشهد بصري حركي جسّده الإقبال و التلويح ..
    فتح باب الاحتمالات ( اللي أمر من الغياب ) كي لا تطول الحيرة المؤدية للعزوف .
    تناقض طاقتي الفعلين (أقبل , يلوح) الصرفية أحدثت هزة بنائية أركدها ترابط المعنى .
    (ويفـلّ كـفٍ مـن شحـوح الوقـت مافيهـا رجــا)
    هنا تتمثل خيبة الرجاء !
    الربط هنا رائع بين الشطرين و المتمثل في مفردتي ( التلويح , الكف) حيث التلازم بين الحركة و العضو , توافق الصورة بين الكف و الراية دلالته (يفل) و لكن لا شيء يحقق الأمل .
    شحوح ذات عمق في المبنى و المعنى تصوّر الحالة .

    (أقبل يمـاري بالسنيـن الموحشـة وارض الخـراب
    ويطش فـي وجهـي ثمــــانيـن الـف عـذر ومانجـا )
    أقبل مرة أخرى وقد أتت لتأكيد المشهد ...
    يماري !؟
    المماراة بالشيء الجيد فعلا كان أو قولا , لكنه هنا أخذ صورة مغايرة قد يكون دافعها العتب الموجع لدرجة السخرية , (سنين موحشة , أرض خراب ) تشبيه يتشح برداء الحزن لمرحلة عمرية اشتملت الزمان و المكان .
    (مماراة , طش) سلوكيات مجافية للوفاء .... و لكن لا منجى مهما كانت الأعذار التي دخلت في رصدها صيغة المبالغة بضخامة العدد لإعطاء عمق ذا بُعد دلالي مؤثر ومشخـّص بدقة للحالة.
    و لا يزال اختلاف طاقتي الفعلين (يطش , نجا ) الصرفيتين واضحا .


    (عذره وهـا فـي صفحـة ايامـي وميـراده سـراب
    عـذره قبيـح وفعلـه اقبـــح مـن خفافيـش الدجـا)
    لفت نظريي هنا (وها) كفعل لأن المتعارف عليه بأنها تستخدم كصفة (واهي) و عند إذ لو استخدمت (ظما) مع اعتقادي أنها أرادت بـ (وها) تلاشى أو ضعف .
    دعاني ذلك لكي تكتمل الصورة بين الظمأ و السراب التي كانت غاية في الحرفنة الإبداعية .
    ووجود (عذره) مباشرة بعد صيغة المبالغة (ثمانين ألف عذر) أربكت الترابط بين الشطر و عجز ما قبله ومع ذلك لايزال المعنى يتنامى بين يدي المتلقي الذي لايزال يصعد مع النص .
    (( كل أمرٍ ليس له نهاية ...بدايته خطأ )) من تجاربي !!!

    wadanym@hotmail.com

  • #2
    الجزء الثاني

    الأمور تزداد سوءً ....!
    ( عذره وها , عذره قبيح , فعله أقبح ...) شواهد أوردتها الشاعرة لإثبات حقيقة الموقف و أوصلتها بصورة تشبيهيه غاية الخوف و التخفي ...

    (ماطاب جرحه من سنين ولـو كذبـت وقلـت طـاب
    أحـس فـي خنجـره كنـه تـوّه بصــــــــــــدري لـجـا)
    بعد التصوير الحركي لما يشبه المشهد التمثيلي لموقف اللقاء و تداعياته المؤلمة من جانب و اللامسئولة من جانب آخر يبدأ الخطاب الذاتي للبوح بما يعتلج الذات ...
    يا أنت ... يا أنتم ... يا أنا !!!
    (ما طاب جرحه من سنين ) ...
    ما طاب جرحه ... لنكرانه أم لغيبته أم لحضوره و عذره الواهي أم للألم بعد سنين من تلك العودة و أثاراها الموجعة ؟
    كل ذلك ممكن ...
    لكن الأهم أن الجرح لم يطب , و أن الألم المعنوي ـ أشد ـ رغم التشبيه الحسي بطعنة الخنجر ... (في خنجره) لها مرادفها في لهجات أخرى (بخنجره) .
    ( لجا ) قوة بلاغتها في هذا الموقف تكمن في الطعن و الاستقرار ...

    (سترتـه اعـن اعيـون عذالـي بـرثّـات الثـيـاب
    وشافـوه فـي رمشـي مادونـه لاستـار ولاحـجـا)
    لايزال البوح المؤلم يتدفق ...
    لكن ذلك الجرح العميق مستورا عن من يتصيد سقطات الكبار , كُتبت (اعن=عن) للتوافق اللفظي الكتابي , (برثات الثياب ) دلالة الانصراف عن الزينة الرامزة للفرح ... لكن الكناية عن الحزن برثاثة الثياب قد تتضارب حوله الآراء !
    بالرغم من ذلك رأوه ...!
    (رمشي ) و كما يقال بأن عين الصب فضاحة ...
    في البيتين السابقين تبلورت الصورة بين يدي المتلقي عن الحالة العاطفية و الوجدانية التي ظلت مسرحا للصراع بين تبرير العتب و القناعة .

    (واليوم جاني يحسب إن اللـي مضـى مالـه حسـاب
    ماهمّـه إلا كيـف ياسـع عـذره حـروف الهـجـا)
    عودة للخروج من زوبعة الأنا ...
    بعد نبش الذاكرة ... بعد مراجعة المواقف ... أو لنقل بعد تحديد الموقف !
    هنا وقت المحاسبة ...
    في الشطر الأول خرجت الشاعرة من بوتقة المشاعر متجردة من التأثير العاطفي تحت وقع الصدمة لتكتبه بالعقل !
    (حروف الهجاء) استعاضة ـ أدبية راقية ـ عن التعبير عن (بياع الكلام ) و بمعنى أن لا مناص من الحساب .
    (( كل أمرٍ ليس له نهاية ...بدايته خطأ )) من تجاربي !!!

    wadanym@hotmail.com

    تعليق


    • #3
      الجزء الثالث

      ( ماعاش وحشـة ليلـةٍ ظلمـا علـى صـوت الذيـاب
      وماحـس فـي قلـبٍ وحيـد لغيـر ربـه مالتـجـا)
      لندخل مع شاعرتنا في هذا البيت الاعتراضي ـ إن صحت العبارة ـ في مقارنة المواقف كوسيلة تعضيد الحجة ...
      (ما عاش , ما حس ) ياااه كم تحمل هاتان الجملتان من الشجن !
      (وحشة ليلة ........) لنعش أعزائي تلك الليلة الموحشة و الظلماء حيث لا يبدد صمت المكان و الزمان سوى صدى صوت الذئاب ...
      أأحسستم بالموقف ... مشهد درامي ينبض رعبا ...
      المشهد ليلي بصريا , سمعيا , حركيا ... فعلا و أنت تقرأ الشطر تشعر بالوحشة الحقيقية التي تتحول لا إراديا للشعور بالوحدة التي اقتنصتها الشاعرة برشاقة في الشطر الثاني ..
      و لكن ما يبدد الوحدة و الوحشة هي تلك الإشعاعة الفطرية لدى الشاعرة باللجوء لله سبحانه و تعالى ...
      تميز هذان البيتان بطاقة مهولة من الشجن و العتب ...

      (اليوم عوّد فـارس احلامـي علـى صهـوة عتـاب
      وحْصـان عشقـه فـي مقابيـل الليالـي مسـرجـا )
      بدأت تتجلى حقيقة الخيار الأمـَر من الغياب ...
      (صهوة عتاب ) تكمن قوة هذه الجملة التصويرية بلاغيا في اختزالها للموقف برمته و قدرة الشاعرة في الربط التكاملي بين المعنى و التركيب البنائي في هذا الشطر , نعم لقد عاد و لكنه عودا ليس مفرحا قطعا و معه ما معه ..
      بمعنى أن لا قناعة و لا قبول به لأنه لا يزال مهيأً للوقوع فيما قد وقع فيه سلفا ...(حصان عشقه ) , ( مقابيل الليالي ) , (مسرجا) دلالة الصور هذه لا تحتاج لتحليل لإثبات مبررات القناعة .

      (يظن ابنسى ؟ كيف ابنسى ؟ ويش جابه ؟ ويش جاب؟
      وش يطوي الغربه مـع الليـل الطويـل ليـا سجـا)
      تسارع وتيرة التساؤلات التي تمثلها حالة تعاقبها (يظن؟ ..كيف؟ ..ويش؟ ...ويش؟) مؤشر على نفاذ حالة الصبر و تشعر بها و كأن الأنفاس تتلاحق أيضا ..
      و بنائيا توحي بالعد التنازلي لإنهاء النص ..
      (أبنسى؟) تكررت في موقفين تساؤليين مختلفين كل منهما داعم للآخر , الأول تساؤل تقريري توكيدي و الثاني استفساري .. زادهما جمالية الطباق بين (جابه) و(جاب) الذي عمّق مبدأ القناعة بأن لا قبول ...
      (سجا=سجى) لفتت نظري هذه المفردة القرآنية الدالة على روحانية الشاعرة و حُسن توظيفها للكلمة وفق سياق الشطر ..
      (( كل أمرٍ ليس له نهاية ...بدايته خطأ )) من تجاربي !!!

      wadanym@hotmail.com

      تعليق


      • #4
        الجزء الرابع

        أي عندما يسكن الليل الطويل ـ إيماءة لليل الشتاء ـ بهدوئه و ركوده أو يسكن أهله فيعم الصمت أرجاء الكون ...يأتي السؤال الموجع (وش يطوي الغربة ؟) و هنا غربة الروح عن من حولها لا غربة المكان ...!
        و ما أصعبها من غربة !

        (هو مادرا إن القلب من جوره كبـر ليـن إن شـاب؟!
        وفي ذمتي ما أنسى طعونه لو مشـت سلمـى وأجـا)
        أنتم يا ....
        تساؤل إخباري لكم , لا أريد الإجابة ....
        كأنه كان لسان حال شاعرتنا و هي تلملم بقاياها و بقايا النص ..
        هذا القلب الذي نثر ما في جعبته بين يدي ذائقتكم الشعرية , أتعلمون أم أيعلم أنه شاخ هما و غما لما تعرض له من الجور ...
        لكن لن أنسى تلك الطعون إي في ذمتي أي قسما أنني لن أنساها ...
        لإعطاء هذه الاستحالة في النسيان مصداقية أُستخدمت صيغة المبالغة في صورة تشبيهيه إبداعية تأطرت في جملة قسم شرطية ربطت بين عدم النسيان بممشى جبلي (سلمى و أجا ) الحائليتي الموقع ..
        و هو نسيانٌ عدمه من المستحيلات ..
        أخذتنا الشاعرة في هذا النص الممتع بين روعة المفردة تحديثا و أصالة و جالت بنا في مشاهد بصرية صوتية حركية وفق سيناريو حواري شعري أدخلت فيه المتلقي كعنصر مهم , كما أتحفتنا بمقدرتها على ربط النص كوحدة عضوية تخللها شيء من الانفصام البنائي الجزئي من خلال تناقض الطاقة بين بعض الأفعال .
        دخل العقل بتجريداته في عمق النص كحالة تفاعلية مع الموقف !
        آمل أن تكون القراءة الفنية لهذا النص ـ وفق زاوية رؤيتي له ـ قد أضافت شيئا مما نطمح إليه من الإفادة و الاستفادة في سبيل تصحيح المسار الشعري في الساحة الشعبية ...
        لم أتطرق للوزن و إنضباطه و لا البحر و ماهيته و لا القافية و انسيابيتها ...
        لأنني أقرأ نص لشاعرة ...
        دمتم بخير ...
        مبارك الودعاني
        23أبريل2010م
        (( كل أمرٍ ليس له نهاية ...بدايته خطأ )) من تجاربي !!!

        wadanym@hotmail.com

        تعليق


        • #5
          الأستاذ القدير : مبارك الودعاني ، جهد رائع وقراءة مبدعة

          أحسست وأنا أقرأها كأني أقرأ قراءة لقصيدة جديدة لم أسمعها من قبل ، ربما لأننا نكتب في ساعات من الصدق بدون وعي ونستفيق من الصدمة لنعيد قراءة ماكتبناه فنشعر بغرابة ..!

          بالنسبة للعنوان لم يكن ذاك ..بمجلة المختلف أختير لها (ويش جاب؟) وفي أحد دواويني سميتها أنا(صهوة عتاب) بينما أضطررت بالمنتدى أن يكون العنوان هكذا لأسباب أخرى ..


          على كل حال أنتظر قراءتك القادمة لنداوي/نداوية ..

          شكراً لك
          ،،

          تغرك ازوال الرجال المطافيق
          ..............لو انها ما تختلف..عن نساها
          (هزايلٍ) تلهث ورى الهرج وتضيق
          .............من قبل تخلق..والزمان يهجاها
          (بعض اللحى)عز بوجه المطاليق
          ........(وبعض الوجيه) اكبر خزاها..لحاها

          " خالد العتيبي "


          ][/color]
          [/align]
          لمراسلتي إضغط هنا
          [/align]

          تعليق


          • #6
            أخي وأستاذي الغالي
            مبارك الودعاني
            عمل ومجهود فكري
            تستحق الثناء عليه
            ومانحن هنا إلا للإستفاده
            ومانحن إلا بشر كلامنا ليس بمنزه
            والكمال لوجه الله
            وتأكد أن الكثير أمثال أختنا وشاعرتنا القديره
            كبرياء يقبلون النقد لأنهم يدركون أن هذا لا ينقص من شاعريتهم

            حضرت لشكرك
            وتقبل تحيات أخوك غريب
            أبو ولايـــــف
            [poem=font="Simplified Arabic,5,#97311A,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
            ماكبا الفارس ولكن الجواد اللي كبا = فارسك شهمٍ ولاهي سبته كبوة حصانه
            من يلحقني الرديه قلت يخسا ويهبا = جايزة شرواه من مثلي ترى قطعة لسانه[/poem]

            im-vip-1@hotmail.com

            تعليق

            يعمل...
            X