مساء الخير .....
يقول الشاعر الكبير سعد بن جدلان في إحدى روائعه ومقطوعاته :
جل شان اللي ملكوته على عريشه .......... المكارم ما تعادل مكرمته لعبده
أعتقد أن الأكلبي في هذه المقطوعة الشعرية والنقدية معا كان يتحدث في محيط الشعر ،لهذا كان العبد المقصود بالتكريم هنا هو الشاعر الإيجابي (وليس بالضرورة أن يكون صاحب الشعور والمشاعر والتعامل الإنساني النبيل شاعرا فقط ،فأعتقد أن هناك الكثير من الناس من هم شعراء بتعاملهم وإن لم يكونوا شعراء ،والعكس صحيح )، والذي وهبه الله ملكة الشعر والشعور ،ومكنه من التعامل الرفيع مع العوالم من حوله ،وكأن هذا العبد (الشاعر ) هو أحد الشعراء المستثنين من بقية الشعراء كما ورد ذلك في النص القرآني (والشعراء يتبعهم الغاوون ....إلا الذين ....) فهؤلاء هم شعراء لايتبعهم الغاوون لأنهم استثنوا من أولئك الشعراء الذين خصصوا في الآيات الكريمة .
ثم ينتقل الأكلبي للشاعر السلبي الذي يتبعه الغاوون ويعيش في أبراج عاجية من التعالي والثقة السلبية إذ يقول :
ياخي الشاعر ترى ما فوق راسك ريشه ............. ما تحتك ألا ظلالك ترمحه وتهبده
نلاحظ كيف أن الأكلبي عزل الشاعر السلبي عن العبد المكرم (الشاعر الإيجابي )بل وصفه بصفات غير إنسانية في قوله (ترمحه ،تهبده ) لأن خرج عن السلوك الإنساني وأصبح قريب إلى السلوك غير الإنساني في اللغة الرامحة والهابدة معا ،ومع هذا لم يطرده الأكلبي من رحمته النقدية لكنه نعته ب أخي ،لأنه يقدر ظلامية الجهل وحجم التعمية التي يعاني منها الشاعر .
ثم يقول بعد ذلك :
مو مهم تسب تمدح شخص تطلب عيشه ........ المهم إن المشاهد يفهمون الزبده
فالشاعر المقصود كغيره من الشعراء يطرق الأغراض التقليدية من مدح وهجاء وتكسب ويحسن الاختيار في الغرض والممدوح ،لكنه مع ذلك لايحسن الشعر الذي يتلذذ المتلقي ويستمتع باستماعه ،فكأنه هنا يحيل لتيار الحداثة الشعرية المزيفة والتي لاتحسن من الوضوح إلا التعمية والغموض الغير مفسر .
ثم يشرح سبب عزل ذلك الشاعر عن الشاعرية ،فالشعر كما هو معروف تعبير أو تفكير ،بينما ذلك الشاعر لايحسن التعبير ولا يحسن التفكير ،لأنه لايشعر كي يعبر!ولا يعتبر كي يفكر ! بل يكتب فقط بدون بوصلة شعورية أو بوصلة فكرية ...
تتقي وتبين كنك تلعب الخشيشه ......... تحرق أعصاب المشاهد لين تدبل كبده
هنا يؤكد الأكلبي على قضية الدفقة الشعورية المفقودة في شعراء الخشيشة والذين لم يستطيعوا التواصل مع المتلقي إلا بواسطة صورهم فقط ،لكنهم لم يستطيعوا عبور الجسور الشعورية والتي تأسر المتلقي وتضعه في دائرة اللذة النصية ،وكأنه بقوله (تلعب ) يدلل على أن الشعر ليس عبثا لكنه أدب رفيع متى ما كان يصدر عن أديب .
ثم يختم هذا النص العميق بمفارقة غريبة بين تيارين متباينين ( الديني / الفني ) إذ يقول :
بالمزاج المنحرف (المنجرف ) وأفكارك الطنيشه ..... لا تسمع في السديس ولا محمد عبده
فسبب دبلة كبد المشاهد هي هذا المزاج المنجرف أو المنحرف وكلاهما مزاجان سيئان ،فالمنجرف يعني التبعية ،والمنحرف يعني الخروج عن الأصل السائد دينا أو عرفا ،بل إن الشاعر السلبي فقط يؤمن في بنات أفكاره الطائشة والمطنشة لصوت الواقع أو العقل أو الذوق الرفيع ،فلا هو سار مع النهج الديني ولا هو سار مع النهج الفني ،بل اتبع هواه ليصل بجهله إلى التعالي والتنظير وكأنه على رأسه ريشه !
يقول الشاعر الكبير سعد بن جدلان في إحدى روائعه ومقطوعاته :
جل شان اللي ملكوته على عريشه .......... المكارم ما تعادل مكرمته لعبده
أعتقد أن الأكلبي في هذه المقطوعة الشعرية والنقدية معا كان يتحدث في محيط الشعر ،لهذا كان العبد المقصود بالتكريم هنا هو الشاعر الإيجابي (وليس بالضرورة أن يكون صاحب الشعور والمشاعر والتعامل الإنساني النبيل شاعرا فقط ،فأعتقد أن هناك الكثير من الناس من هم شعراء بتعاملهم وإن لم يكونوا شعراء ،والعكس صحيح )، والذي وهبه الله ملكة الشعر والشعور ،ومكنه من التعامل الرفيع مع العوالم من حوله ،وكأن هذا العبد (الشاعر ) هو أحد الشعراء المستثنين من بقية الشعراء كما ورد ذلك في النص القرآني (والشعراء يتبعهم الغاوون ....إلا الذين ....) فهؤلاء هم شعراء لايتبعهم الغاوون لأنهم استثنوا من أولئك الشعراء الذين خصصوا في الآيات الكريمة .
ثم ينتقل الأكلبي للشاعر السلبي الذي يتبعه الغاوون ويعيش في أبراج عاجية من التعالي والثقة السلبية إذ يقول :
ياخي الشاعر ترى ما فوق راسك ريشه ............. ما تحتك ألا ظلالك ترمحه وتهبده
نلاحظ كيف أن الأكلبي عزل الشاعر السلبي عن العبد المكرم (الشاعر الإيجابي )بل وصفه بصفات غير إنسانية في قوله (ترمحه ،تهبده ) لأن خرج عن السلوك الإنساني وأصبح قريب إلى السلوك غير الإنساني في اللغة الرامحة والهابدة معا ،ومع هذا لم يطرده الأكلبي من رحمته النقدية لكنه نعته ب أخي ،لأنه يقدر ظلامية الجهل وحجم التعمية التي يعاني منها الشاعر .
ثم يقول بعد ذلك :
مو مهم تسب تمدح شخص تطلب عيشه ........ المهم إن المشاهد يفهمون الزبده
فالشاعر المقصود كغيره من الشعراء يطرق الأغراض التقليدية من مدح وهجاء وتكسب ويحسن الاختيار في الغرض والممدوح ،لكنه مع ذلك لايحسن الشعر الذي يتلذذ المتلقي ويستمتع باستماعه ،فكأنه هنا يحيل لتيار الحداثة الشعرية المزيفة والتي لاتحسن من الوضوح إلا التعمية والغموض الغير مفسر .
ثم يشرح سبب عزل ذلك الشاعر عن الشاعرية ،فالشعر كما هو معروف تعبير أو تفكير ،بينما ذلك الشاعر لايحسن التعبير ولا يحسن التفكير ،لأنه لايشعر كي يعبر!ولا يعتبر كي يفكر ! بل يكتب فقط بدون بوصلة شعورية أو بوصلة فكرية ...
تتقي وتبين كنك تلعب الخشيشه ......... تحرق أعصاب المشاهد لين تدبل كبده
هنا يؤكد الأكلبي على قضية الدفقة الشعورية المفقودة في شعراء الخشيشة والذين لم يستطيعوا التواصل مع المتلقي إلا بواسطة صورهم فقط ،لكنهم لم يستطيعوا عبور الجسور الشعورية والتي تأسر المتلقي وتضعه في دائرة اللذة النصية ،وكأنه بقوله (تلعب ) يدلل على أن الشعر ليس عبثا لكنه أدب رفيع متى ما كان يصدر عن أديب .
ثم يختم هذا النص العميق بمفارقة غريبة بين تيارين متباينين ( الديني / الفني ) إذ يقول :
بالمزاج المنحرف (المنجرف ) وأفكارك الطنيشه ..... لا تسمع في السديس ولا محمد عبده
فسبب دبلة كبد المشاهد هي هذا المزاج المنجرف أو المنحرف وكلاهما مزاجان سيئان ،فالمنجرف يعني التبعية ،والمنحرف يعني الخروج عن الأصل السائد دينا أو عرفا ،بل إن الشاعر السلبي فقط يؤمن في بنات أفكاره الطائشة والمطنشة لصوت الواقع أو العقل أو الذوق الرفيع ،فلا هو سار مع النهج الديني ولا هو سار مع النهج الفني ،بل اتبع هواه ليصل بجهله إلى التعالي والتنظير وكأنه على رأسه ريشه !
تعليق