متى يستطيع الانسان أن يسمو فوق مادة تكوينه
الملل من فكرةٍ قد احتلت المراكز الأولى في التفكير العقلاني و الخيالي
الواسع ، ليس بالأمر السهل! فللانسان طاقة واقعية ولا شك في هذا ! ...
لا يستطيع المرء منا أن يفيض جناحيه غيظاً وغضباً من الغير ......ولكن
العقدة تكمن حــــــين يمتلىء القلب غَضباً وغيظاً عليهم !
فهل للعقلانية و للمعنوية درجات تَختلف عن الخيال!... ومتى يستطيع
الأنسان السمو فوق مادته التكوينية!!..
فالذي نجنح إليه حين تضيق علينا سماء الواقع بـــــقساوة المادة !...
درجاتها وتشكيلها!...
هو أن نعلو فـــــوق مدارك الخيال ...فهل نستطيع رمَــي المادة التي
نتكون مِـــــنها والأنطلاق مَـــــــــع الروح إلى عوالم غَــــير محسوسة
بعد أن نشعر بـــــــالملل أو أن نفقد الأمل في التغيير الذي قد يحدث
أثناء تـــغيير التشكل المادي المُهيب الذي قد نراهأحياناً فــــاعلاً
أو مَــــفعولا به لكن ما هو جميل !...
حين نُـــدرك تشكل المادة في الخيال ربما الخيال المحسوس مثلاً حين
أقول شجرة وأنا مغمضة العينين تتشكل صورتها بأبهى حلة ربما !..
أو بأسوأ حلة ربما !... قد يكون سبب تشكلها معنويا أو مادياً ، ولكن بـــــكلتا
الحالتين أكون قد رسمت لها صورا ً متعددة في خيال بعيد عن الواقعية لــــكن
مرتبطة بها ...
فأغلب الأحيان تَــــحملنا الكلمة لرسم ما نراه مناسبا ًمن مَــعانيها تبعاً لمشاعرنا
وتَـــبعاً لتشكل المادة في مفهوم النفس الأنسانية ....
فحين نصاب بالملل من فكرة معنوية أوجوهريةنلجأ إلى تشكيل عالم من عوالم الخيال
قد نعيش فيه وقد نربطه بالواقع الذي نعيشه بفن أو بذكاء متناهي إنماأقول هذا لما نراه
اليوم !...
من إتجاهات نحو الأنهيارات الأقتصادية التي نراها في دول أكثر حضارية كما يَـــــقولون
وإنما هي إنهيارات من نفوس قد تعبت من تشكيل المادة كما تراها أعين جامدة مفتوحة
فلا تستطيع رسم سُـــلم الأولويات تبعاًـ للمشاعر الأنسانية إنما تبعاً لسلم الأقتصاد الذي
بات ينهار بتدافع مع عوامل سياسية تربط الأشياء ببعضها ....
ربطاً قد يراه عالم الخيال ويسخر منه وربما قيل منذ زمن عن رفض علاقة الفلسفة بالعلم
مع أن كليهما مرتبط بالآخر لكن الملل بات في النفوس فالجوهر والمضمون وقوة التشكل
تختلف مهما حاولنا ربط كليهما ،فخيالنا يجنح حين نصف شىء ما ثم نراه...
فنجد أننا قد رسمنا له صورة مادية مختلفة غن الصورة المعنوية التي نراها وهذا ما حدث
حين نسمع عن أميركا وقوتها وجبروتها وحتى إسرائيل وخبثها ودهائها !...
لكننا حقيقة في جــوهر يختلف عن مادية كل منهما إن نظرنا بعين أنفسنا وأعــــدنا تشكيل
كل فـــــــكرة مادية بنظرة اخرى بعيدة عن المادة وتشكيلها فلا وجــــــود لـــــتشكيل ثابت
إنما هو تشكيل متحرك وهذا ما لا نراه في الكثير من الأمور فَــــــتشكيل الأنسان المادي
مُــــتعرض للتغيير من طفولة لشباب لشيخوخة فَــــموت لكن روتين الحياة يجعلنا نتمسك
بماديات من صنع أيدينا فنبتعد عن الجوهر( جوهر الأشياء) ونشعر بالملل منها فلا نَــــرى
إلا الملموس....
وقد نشعر بالملل من الحياة نفسها حين نفقد الرؤية المعنوية للأشياء وحين لا نستطيع
السمو فوق المادة التكوينية فنفقد كل معنوية في الحياة ....
اختكم ضحى المل
ضحى عبدالرؤوف المل
تعليق