نكـــبـــة البـــرامـــكة
كانت الدولة العباسية في عهد الرشيد في أوج اتساعها وكانت خزائن الرشيد تجبى إليها الأموال من أقطار دولة الخلافة الممتدة من حدود الصين شرقا إلى بحر الظلمات غربا ومن بحر العرب جنوبا إلى البحر الأسود شمالا حتى قال الرشيد مقالته المشهورة للسحابة:
"أمطري أنا شئت فإن خراجك سيأتيني"
ولكثرة مسئوليات هذه الإمبراطورية العظيمة استحدث الرشيد الوزارات وعين الوزراء لتسيير أمور الدولة
وكانت ثقة الرشيد كبيرة في البرامكة فعينهم وزراء ومستشارين له واستأمنهم على بيت المال
صار البرامكة وزراء الرشيد وقاموا بأمور معظم وزاراته ما عدا بعض الوزارات التي أوكلها إلى أبنائه المخلصين
أصبح الوزراء البرامكة مقربين إلى الرشيد وصاروا أهل ثقته وخاصته وصار البرامكة واسطة الناس إلى الرشيد
فصارت أمور الناس وقضاياهم لا تصل إلى الرشيد إلا عن طريق البرامكة لتصل إلى الرشيد بصورة أخرى بل تطور الأمر بأن أصبحت قضايا الناس تنتهي إلى الوزراء البرامكة ولا تصل الرشيد فاضطربت أمور الرعية وزاد الحنق على الوزراء البرامكة وارتفعت الشكاوي ولكنها لم تتعدى سقف الوزراء البرامكة الذين تولوا أمر الرد على الرعية
كانت الرعية تشتكي من الغلاء والمشاكل الاقتصادية
وتشتكي تطاول مفكري المعتزلة عليهم بأفكارهم الجديدة التي تهدم معتقدات الناس الراسخة
وكانت حلول الوزراء البرامكة وردودهم على الرعية باردة سخيفة تهزأ بالرعية وتوقع اللوم عليهم فزادت ردودهم وآراءهم الرعية قناعة بعدم أهليتهم لثقة الرشيد
وكان أكبر هموم الرعية هو ظهور مفكري المعتزلة بين ظهرانيهم مما ساهم في بلبلة أفكار الناس وعقائدهم
كانت المعتزلة قد ظهرت جذورها قبل عهد الرشيد ولكن لم ترتفع أصواتهم إلا في عهد الرشيد بمباركة وزرائه البرامكه الذين مكنوا لهم وساندوهم
أخذ مفكري المعتزلة بداية في مهاجمة علماء الأمة وشيوخها المعتبرين وأخذوا في استمالة الناس عنهم بل تطور الأمر أن أخذوا في تشويه صورهم عند العامة
وتمادى المعتزلة في نشر فكرهم الجديد ووصل بهم الحال أن اتجهوا إلى تجهيل علماء الشريعة بل وتمادى بهم الأمر إلى التعدي على علماء الأمة وأئمتها القدماء حتى أن الصحابة لم يسلموا منهم
كان الرشيد مشغولا بأمور جسام تهدد دولته العظيمة فكان مشغولا بحروب الروم التي كانت أطماعهم واضحة في دولته فوقف لهم بالمرصاد وتصدى لحملاتهم المتكررة حتى أعجزهم بل وحتى تتار الشرق وقف سدا منيعا دون أطماعهم
كما انشغل الرشيد بالوقوف وقفا حازما أمام حركات بعض الخارجين عليه من داخل الدولة فأحبط حركاتهم وهي في مهدها
دامت وزارة البرامكة زمنا طويلا استمرت معها هموم الرعية ومشاكلها حتى شاء الله للرشيد أن يقف وقفة حازمة مع وزرائه فجاءت ساعة المحاسبة والعقاب
بدأ بأبنائه ووزاراتهم فوجد سيرتهم حسنة في الناس وكانوا محلا لثقته
فاتجه لمحاسبة الوزراء البرامكة فوجد سيرتهم في الرعية سيرة سيئة لا ترضى الرشيد فحاسبهم حسابهم عسيرا ثم عاقبهم عقابا شديدا ونكبهم نكبة صارت تاريخا يؤرخ به فصفى من تولى كبره منهم ونفى قسما آخر وسجن قسما آخر واستعاد أموالهم التي أخذوها من بيت المال بدون وجه حق
فاستقامت أمور الرعية وشفى الله صدور قوم مؤمنين ورفع الله عن الرعية ما أصابها من تعالي الوزراء البرامكة ومن جورهم
وساد العدل والرخاء وذهب وزراء البرامكة إلى مزبلة التاريخ فما بكت عليهم السماء
كانت الدولة العباسية في عهد الرشيد في أوج اتساعها وكانت خزائن الرشيد تجبى إليها الأموال من أقطار دولة الخلافة الممتدة من حدود الصين شرقا إلى بحر الظلمات غربا ومن بحر العرب جنوبا إلى البحر الأسود شمالا حتى قال الرشيد مقالته المشهورة للسحابة:
"أمطري أنا شئت فإن خراجك سيأتيني"
ولكثرة مسئوليات هذه الإمبراطورية العظيمة استحدث الرشيد الوزارات وعين الوزراء لتسيير أمور الدولة
وكانت ثقة الرشيد كبيرة في البرامكة فعينهم وزراء ومستشارين له واستأمنهم على بيت المال
صار البرامكة وزراء الرشيد وقاموا بأمور معظم وزاراته ما عدا بعض الوزارات التي أوكلها إلى أبنائه المخلصين
أصبح الوزراء البرامكة مقربين إلى الرشيد وصاروا أهل ثقته وخاصته وصار البرامكة واسطة الناس إلى الرشيد
فصارت أمور الناس وقضاياهم لا تصل إلى الرشيد إلا عن طريق البرامكة لتصل إلى الرشيد بصورة أخرى بل تطور الأمر بأن أصبحت قضايا الناس تنتهي إلى الوزراء البرامكة ولا تصل الرشيد فاضطربت أمور الرعية وزاد الحنق على الوزراء البرامكة وارتفعت الشكاوي ولكنها لم تتعدى سقف الوزراء البرامكة الذين تولوا أمر الرد على الرعية
كانت الرعية تشتكي من الغلاء والمشاكل الاقتصادية
وتشتكي تطاول مفكري المعتزلة عليهم بأفكارهم الجديدة التي تهدم معتقدات الناس الراسخة
وكانت حلول الوزراء البرامكة وردودهم على الرعية باردة سخيفة تهزأ بالرعية وتوقع اللوم عليهم فزادت ردودهم وآراءهم الرعية قناعة بعدم أهليتهم لثقة الرشيد
وكان أكبر هموم الرعية هو ظهور مفكري المعتزلة بين ظهرانيهم مما ساهم في بلبلة أفكار الناس وعقائدهم
كانت المعتزلة قد ظهرت جذورها قبل عهد الرشيد ولكن لم ترتفع أصواتهم إلا في عهد الرشيد بمباركة وزرائه البرامكه الذين مكنوا لهم وساندوهم
أخذ مفكري المعتزلة بداية في مهاجمة علماء الأمة وشيوخها المعتبرين وأخذوا في استمالة الناس عنهم بل تطور الأمر أن أخذوا في تشويه صورهم عند العامة
وتمادى المعتزلة في نشر فكرهم الجديد ووصل بهم الحال أن اتجهوا إلى تجهيل علماء الشريعة بل وتمادى بهم الأمر إلى التعدي على علماء الأمة وأئمتها القدماء حتى أن الصحابة لم يسلموا منهم
كان الرشيد مشغولا بأمور جسام تهدد دولته العظيمة فكان مشغولا بحروب الروم التي كانت أطماعهم واضحة في دولته فوقف لهم بالمرصاد وتصدى لحملاتهم المتكررة حتى أعجزهم بل وحتى تتار الشرق وقف سدا منيعا دون أطماعهم
كما انشغل الرشيد بالوقوف وقفا حازما أمام حركات بعض الخارجين عليه من داخل الدولة فأحبط حركاتهم وهي في مهدها
دامت وزارة البرامكة زمنا طويلا استمرت معها هموم الرعية ومشاكلها حتى شاء الله للرشيد أن يقف وقفة حازمة مع وزرائه فجاءت ساعة المحاسبة والعقاب
بدأ بأبنائه ووزاراتهم فوجد سيرتهم حسنة في الناس وكانوا محلا لثقته
فاتجه لمحاسبة الوزراء البرامكة فوجد سيرتهم في الرعية سيرة سيئة لا ترضى الرشيد فحاسبهم حسابهم عسيرا ثم عاقبهم عقابا شديدا ونكبهم نكبة صارت تاريخا يؤرخ به فصفى من تولى كبره منهم ونفى قسما آخر وسجن قسما آخر واستعاد أموالهم التي أخذوها من بيت المال بدون وجه حق
فاستقامت أمور الرعية وشفى الله صدور قوم مؤمنين ورفع الله عن الرعية ما أصابها من تعالي الوزراء البرامكة ومن جورهم
وساد العدل والرخاء وذهب وزراء البرامكة إلى مزبلة التاريخ فما بكت عليهم السماء
تعليق