[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكلّ خير
تكلمتُ سابقا عن موضوع الحداثة والمعاصرة بشكلٍ عام
وسأتحدث اليوم عن موضوع الحداثة في الأدب والكتابة تحديداً
سأطرح هنا رأياً خاصّاً لي وأتمنّى أن يجد تفاعلكم وأن يعانق آرائكم التي ستثريهِ بكلّ تأكيد
على مرّ الأزمان كان العرب ولا زالوا هم أهل الفصاحة ونبع الكلِم
وفي الفترة الأخيرة لو أمعنّا النظر لوجدنا فرقاً كبيراً وواضحا بين الأدب في العصور القديمة وهذا العصر
وسأقول أنّ لكلّ زمانٍ دولةٌ ورجال
وكلّ عصرٍ لهُ ملامحه الخاصّة التي يفرضها على ملامح الأدب
وهذا أمرٌ مفروغٌ منه
فلن يقول قائل - عاقل - يجب على الأدباء والشعراء والكتّاب أن يعودوا للكتابة عن البعير والبيداء والسيف حتّى نتمكن من المحافظة على شكل الادب وجودتهِ
ولكن الذي اقولهُ أنّ شكل الأدب يجب أن يبقى ثابتاُ كإطار للأدب ولا حرج في أن تتغيّر الملامح للأدب نتيجةً للمعاصرة
ولكن إختلاف الملامح لا يعني إختلاف الشكل
وسأدخل في صلب الموضوع
يجهل الكثير معنى الكثير من أدوات الأدب التي تعطي للنص روعتهُ وأبعادهُ الأدبية والفكرية
ومن أهم هذه الأدوات
{{ اللغة نفسها ****
فكيف لكاتبٍ يَلحنُ باللغة ولا يدري ما الفرق بين المنصوب والمرفوع أن يأتي بموضوع أدبيّ؟؟
الأصل أن تكون اللغة وجودتُها هي أولى ركائز الموضوع الأدبي وباختلال هذا الركن لن يكون الموضوع موضوعاُ أدبياُ سواءً كان شعراُ أم نثراً أم خطابةُ
وللأسف هذا أمرٌ قلّت العناية به الى حدٍّ مؤلم
{{الرمزيّة****
وهي من أهم العناصر الأدبيّة التي تعطي أبعاداً فكريّة للموضوع
ولكن كيف تعطي هذه الخاصيّة الأبعاد الفكريّة للموضوع اذا كانت عشوائيّة ولم تُبنى على أساس متين من الفهم عند الكاتب نفسه بدايةً
فنجد الكثير من الكتّاب يزرع - بإسراف - موضوعه بالألغام الرمزيّة
وبعد التأمّل تجد أن لا شيء من ما ذكرهُ مرتبط بشيء من ما عناه
وللأسف يأتي إنسان غير مدرك ليصفق لهُ بحرارة ويهطل عليهِ بالمجاملات بإغداق والسبب فقط هو:
أنّهُ لم يفهم شيئاُ من الموضوع فيعتقد أن الموضوع ضخم بحيث أنّ عقلهُ لم يتمكن من استيعابه
عندما نستخدم الرمز يجب أن ننظر الى أبعاد الرمز في موضوعنا وأن نحرص على أن لا يتضارب مع مواصفات الرمز وأن لا يتضارب مع رمز آخر
{{ عنصر الغموض ****
وهو عنصر من عناصر التشويق بالنص
ولا يعني استخدام عنصر الغموض بأن لا يُفهم من النص شيء - كما يظن الكثير -
عنصر الغموض يعني عدم حصر الفكرة في مضمار واحد فقط وأن لا تكون مباشرة الوصول
بحيث نفتح المجال للفكر بالغوص في اعماق النص لإستخراج المضمون
لأن النص أساساً يحتوي على المضمون
واذا كان النص لا يحتوي على المضمون المتماسك البناء سيكون الغموض فيهِ عبارة عن ضياع للكاتب قبل ان يكون ضياع للقاريء
فنجد للاسف الكثير من الكتّاب يستخدم عبارات منمّقة اللغة ظاهرياً لكنّها تكون جوفاء لا تحتوي على الجمال بداخلها
والإعتماد على البهرجة اللغوية لا يعطي الروح للنص
فروح النص مأخوذة من انسكاب شاعرية الكاتب بالنص ولا تكون بالهطول الغزير للألفاظ المبهرجة في نص ميّت
وهنا تتجسّد عبارة السهل الممتنع
وهنالك الكثير من العناصر المهمّة في مجال الأدب والكتابة - سأرجع لها بإذن الله - في مواضيع أُخرى استكمالاً لهذا الموضوع وذلك لكي يسهل علينا ايفاء هذه العناصر حقّها من النقاش
همسة أخيرة
الى كلّ المفتونين بالأدب الغربي
لم يكُن في يوم من الايّام الأدب الغربي مبارياً للأدب العربي
وما زال الأدب العربي هو السيّد وكلّ ما سواه - من فنون - عبدٌ لهُ
فلنرجع لهذا الكنز الذي بين يدينا على أُسس سليمة ومنهجيّة واضحة
وكفانا تقهقراً وتبعيّة حتّى في فكرنا وأدبنا[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكلّ خير
تكلمتُ سابقا عن موضوع الحداثة والمعاصرة بشكلٍ عام
وسأتحدث اليوم عن موضوع الحداثة في الأدب والكتابة تحديداً
سأطرح هنا رأياً خاصّاً لي وأتمنّى أن يجد تفاعلكم وأن يعانق آرائكم التي ستثريهِ بكلّ تأكيد
على مرّ الأزمان كان العرب ولا زالوا هم أهل الفصاحة ونبع الكلِم
وفي الفترة الأخيرة لو أمعنّا النظر لوجدنا فرقاً كبيراً وواضحا بين الأدب في العصور القديمة وهذا العصر
وسأقول أنّ لكلّ زمانٍ دولةٌ ورجال
وكلّ عصرٍ لهُ ملامحه الخاصّة التي يفرضها على ملامح الأدب
وهذا أمرٌ مفروغٌ منه
فلن يقول قائل - عاقل - يجب على الأدباء والشعراء والكتّاب أن يعودوا للكتابة عن البعير والبيداء والسيف حتّى نتمكن من المحافظة على شكل الادب وجودتهِ
ولكن الذي اقولهُ أنّ شكل الأدب يجب أن يبقى ثابتاُ كإطار للأدب ولا حرج في أن تتغيّر الملامح للأدب نتيجةً للمعاصرة
ولكن إختلاف الملامح لا يعني إختلاف الشكل
وسأدخل في صلب الموضوع
يجهل الكثير معنى الكثير من أدوات الأدب التي تعطي للنص روعتهُ وأبعادهُ الأدبية والفكرية
ومن أهم هذه الأدوات
{{ اللغة نفسها ****
فكيف لكاتبٍ يَلحنُ باللغة ولا يدري ما الفرق بين المنصوب والمرفوع أن يأتي بموضوع أدبيّ؟؟
الأصل أن تكون اللغة وجودتُها هي أولى ركائز الموضوع الأدبي وباختلال هذا الركن لن يكون الموضوع موضوعاُ أدبياُ سواءً كان شعراُ أم نثراً أم خطابةُ
وللأسف هذا أمرٌ قلّت العناية به الى حدٍّ مؤلم
{{الرمزيّة****
وهي من أهم العناصر الأدبيّة التي تعطي أبعاداً فكريّة للموضوع
ولكن كيف تعطي هذه الخاصيّة الأبعاد الفكريّة للموضوع اذا كانت عشوائيّة ولم تُبنى على أساس متين من الفهم عند الكاتب نفسه بدايةً
فنجد الكثير من الكتّاب يزرع - بإسراف - موضوعه بالألغام الرمزيّة
وبعد التأمّل تجد أن لا شيء من ما ذكرهُ مرتبط بشيء من ما عناه
وللأسف يأتي إنسان غير مدرك ليصفق لهُ بحرارة ويهطل عليهِ بالمجاملات بإغداق والسبب فقط هو:
أنّهُ لم يفهم شيئاُ من الموضوع فيعتقد أن الموضوع ضخم بحيث أنّ عقلهُ لم يتمكن من استيعابه
عندما نستخدم الرمز يجب أن ننظر الى أبعاد الرمز في موضوعنا وأن نحرص على أن لا يتضارب مع مواصفات الرمز وأن لا يتضارب مع رمز آخر
{{ عنصر الغموض ****
وهو عنصر من عناصر التشويق بالنص
ولا يعني استخدام عنصر الغموض بأن لا يُفهم من النص شيء - كما يظن الكثير -
عنصر الغموض يعني عدم حصر الفكرة في مضمار واحد فقط وأن لا تكون مباشرة الوصول
بحيث نفتح المجال للفكر بالغوص في اعماق النص لإستخراج المضمون
لأن النص أساساً يحتوي على المضمون
واذا كان النص لا يحتوي على المضمون المتماسك البناء سيكون الغموض فيهِ عبارة عن ضياع للكاتب قبل ان يكون ضياع للقاريء
فنجد للاسف الكثير من الكتّاب يستخدم عبارات منمّقة اللغة ظاهرياً لكنّها تكون جوفاء لا تحتوي على الجمال بداخلها
والإعتماد على البهرجة اللغوية لا يعطي الروح للنص
فروح النص مأخوذة من انسكاب شاعرية الكاتب بالنص ولا تكون بالهطول الغزير للألفاظ المبهرجة في نص ميّت
وهنا تتجسّد عبارة السهل الممتنع
وهنالك الكثير من العناصر المهمّة في مجال الأدب والكتابة - سأرجع لها بإذن الله - في مواضيع أُخرى استكمالاً لهذا الموضوع وذلك لكي يسهل علينا ايفاء هذه العناصر حقّها من النقاش
همسة أخيرة
الى كلّ المفتونين بالأدب الغربي
لم يكُن في يوم من الايّام الأدب الغربي مبارياً للأدب العربي
وما زال الأدب العربي هو السيّد وكلّ ما سواه - من فنون - عبدٌ لهُ
فلنرجع لهذا الكنز الذي بين يدينا على أُسس سليمة ومنهجيّة واضحة
وكفانا تقهقراً وتبعيّة حتّى في فكرنا وأدبنا[/align]
تعليق