السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أعزائي ..
هنا .. ليس المعنيّ بهذا الموضوع سوى القائمين على برنامج شاعر المليون والذي بعث الشعر من مرقده ..
وأتاح للكثير من الشعراء فرصة تقديم مالديهم بعد أن كانت تلك الفرصة حكراًعلى ..
أولئك الذين آثروا بها البعض دون الآخرين .. لإعتبارات ومصالح شخصية ومادية بحته .. من خلال ...
المطبوعات والبرامج الخاضعه لقراراتهم .. ملحقين الضرر بالمتلقي والشعراء على حدٍ سواء ..
والمطالب كثيرة ياسادة .. ولعلّي أذكر منها الأهم حسب تقديري وهي أربعة أمور :
1- أن يتم تحديد الفائز بالمركز الأول من قبل لجنة التحكيم فقط .. بدون تدخل عملية التصويت في ذلك ..
2 - زيادة مبلغ الجائزه للشاعر للمركز الأول إلى ثلاثة ملايين درهم.. ومليوني درهم للمركز الثاني ..
ومليون درهم للمركز الثالث .. وخمسمائة ألف درهم لكل من المركزين الرابع والخامس ..
3 - أن تكون النتيجة النهائية للمراكز من الثاني إلى الخامس .. وفقاً للدرجات التي تمنحها لجنة التحكيم ..
بمانسبته .. 60% من مجموع الدرجات الممنوحة للشاعر و مانسبته 30% لتصويت الجمهور في الخارج ..
ومانسبته .. 10% لتصويت الحضور داخل المسرح ..
4 - أن يتم تشكيل لجنة تحكيم تكون على مستوى مايطرح من قصائد من خلال إحضار أكاديميين متخصصين في مجال
النقد الأدبي .. معتمدين على أسس علمية صحيحة .. بكل أمانة وموضوعية مبتعدين عن النزعة العرقية و الهوى ..
وختاماً ..لعل في مايلي تبرير لهذه المطالب الإصلاحية مجتمعة .. إضافة إلى إستعادة المسابقة لبريقها وثقة الكثير من
المتابعين والمتسابقين .. ولكي تكون آلية تحديد أصحاب المراكز الخمسة عادلة ومنصفة قدر الإمكان ..
أعزائي .. مايلي نقلته لكم .. من الموقع الأكاديمي للدكتور ناصر السعيدي الهذلي,أستاذ الدراسات النقدية والبلاغية
بجامعة أم القرى .. وهو في تقديري من الأهمية بمكان .. لذا أترك المجال للإطلاع عليه ..
مع كل الشكر والتقدير ...
.. التحليل الفني لقصيدة دثريني .. للشاعر المختلف تماماً عن البقية الشاعر ناصر الفراعنة :
[align=center]القصيدة [/align]
دثرينـي يـا منيـره زملينـي يــا منـيـره
يا منيره في فـوادي فـرخ عبـدٍ طـق زيـره
من هنوفٍ صوبها راع الهـوى يشعـب بعيـره
سيـدة سـادات قـومٌ سـادةٌ أبـنـاء ســاده
من بهاها يا منيره ويش أوصف ويـش أخلـي
في جبين الطهـر منهـا بـدر سبتيـن متجلـي
هالـةٍ دون المصلـى أخلفـت وجـه المصلـي
في محاجرها عقيد القـوم يومـي بـه جـواده
الحجـاج هـلال مـا هـو فـي أهلتنـا مقيّـد
من يشوفه قبـل لا يبـدي هـلال العيـد عيّـد
لا متى والموت حدر رموشهـا السـود يتصيـد
لا متى ذبح البشر عند العيـون السـود عـاده
دوب يانـع وردهـا فـي روض لبتهـا تفتـق
في سحر منطوقها صرفٍ مـن الـراح المعتـق
وكن ظفايرها علـى الغـره ليـا قامـت تنتـق
خدم سـودٌ وقـوفٌ حـول بنـت البيـه غـادهٌ
يا وجـودي يالزبـاد الزبـد يالبيـض المقشـر
يوم حازت من أمامـي عمـد وأحمـر المؤشـر
مـا أنـا إلا أخـو عقـمٍ بمـولـودٍ مبـشـر
من سروري يوم أعانق طيفها فـوق الوسـاده
كن أصابعهـا مـن العنـاب أو بسـر عراقـي
أو بلح شـامٍ مجفـف أو قنانـي خمـر ساقـي
وكن ترايبها صحاف التـرك حمـران الطواقـي
في سنا نور رقبتهـا ذابـت أكثـر مـن قـلاده
فتنةٍ من شافها في جو سابـع عـرش عـرّش
كاد ناعم ثوبها فـي جسمهـا الغـض يتحـرّش
مرحبا يا مرحبا يـا مرحبـا بالطـش والـرش
بالحرير الحـر والغـرو الغريـر الغـر عـاده
كل مـا تكبـر تزيـن وكـل مـا تقـدم تجـدد
كن نحرهـا مـن وراء بوابـة الثـوب يتهـدد
حجم ناحل خصرها في ردفهـا لا جيـت أحـدد
حجم نقطة نون داخل نـون مـا تقبـل زيـاده
بيـن خصـرٍ إشتـراكـيٍ وردفٍ رأسمـالـي
ويل ويلي شيب عيني طر جيبـي ويـل حالـي
كل غضٍ فـي نحرهـا شايـفٍ نفسـه معالـي
والثنيـن بصـراحـه يستحـقـون الإشــاده
كن عايـم صدرهـا فـي وقفتـه قـرمٍ ينـادي
في خضم المعركه هل مـن مبـارز أو معـادي
من غروره يعتبر كل مـا نقولـه فيـه عـادي
يا مصابيح الرواهب من بياضـه فـي سـواده
من مـزاج الزنجبيلـه فـي شفـاه السلسبيلـه
أورد الساعـي كليـبٌ حتفـه نظـم الجليـلـه
جمـرةٍ فـي روح تمـره ضيعـت أبـو دليلـه
قايـدٍ حـاذاه قايـد ريـم وأنـسـاه القـيـاده
مـن ليونتهـا كـأن مالـه ولا عظـمٍ جسدهـا
ومن نعومتها تخاف خدودها مـن لمـس يدهـا
ومن كثر ما مشيها جذاب مـا تمشـي وحدهـا
ومن كثر ما جلدها صخيفٍ تحب اللبـس سـاده
ويش يسوى المسك وأبو المسك مع ريحة عرقها
يوم ذبت شالهـا وأهتـز فـي الملعـب حلقهـا
مـا كـأن الله مثـل باقـي مخاليقـه خلقـهـا
فتنةٍ كانـت طقـوس القصـر تعبدهـا عبـاده
التحليل الفني والرؤيا النقدية:
تمهيد:تختلف الرؤى النقدية والتأويلات باختلاف النظر إلى الوظيفة الشعرية,هل هي محاكاة؟أم انعكاس؟أم مغامرة لغوية؟أم متعة فقط؟ وسنجد النص السابق,يعرّج على كل الوظائف السابقة,كمايتضح في نهاية التحليل.
أمانظرية المحاكاة الأفلاطونية,فترى أن الشعر إلهام, ومصدره القوى العليا,والشاعر يصدرعن هذا الإلهام المحض,وهو ماأراد به الشاعر في المعادلة الفنية في مطلع القصيدة:دثريني..زمليني..ليرمزلتنبؤه الشعري
وأنه ملهم من القوى العليا..والفرق بين الشاعر والنبي:
أن النبي : {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى **النجم3 أما الشاعر(فكل نطقه هوى وخيال ورموز),فالمعادل الموضوعي بينهما مفقود في هذا العنصر على وجه التحديد,لاختلاف مصدر الإلهام وطبيعته,وهذا مايتضح من خلال التحليل الآتي:
دثريني يا منيره زملينـي يـا منيـره
يا منيره في فوادي فرخ عبدٍ طق زيره
مطلع القصيدة يحاول فيه الفراعنة أن يثبت نبوءته الشعرية,وأنه المتنبي الجديد, وآخر شعراء العرب,وأعظمهم شأنا ,من خلال الإسقاط التاريخي,وذلك حين يستلهم الحادثة المشهورة التي نزلت بمناسبتها سورتي: المدثر والمزمل,ليضع معادلا فنيا لا موضوعيا،بين الحادثتين..على النحوالتالي:
هناك سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم.... وهنا= سيد الشعراء .
هناك رسالة ,وهي الإسلام العظيم...... وهنا= رسالة,وهي المدرسة الفرعونيةالجديدة.
هناك خديجة رضي الله عنها حاضنة الرسول عليه السلام وهنا = منيرة رمز للمرأة التي تقف خلف الرجل العظيم
هناك مقولة: دثروني الأولى,ومقولة زملوني الثانية..وهنا:دثرينـي يـا منيـره زملينـي يــا منـيـره
مع الحفاظ على الترتيب نفسه
هناك موحي وهو جبريل عليه السلام..
وهنا موحي,وهو فـرخ عبـدٍ طـق زيـره
هناك الوحي خارجي :ضمه وإغفاءة..
وهنا الوحي داخلي: في فـوادي وهو الإلهام الشعري
وقد أشارت الكلمات الظاهرة إلى الدلالات الباطنة ,فظهرت هذه المعادلة مع تقديم الفراعنة لها بذكر الرسول صلى الله عليه وسلم وتسامحه فيما قد يشطح إليه الشعراء من ضرورات فنية كما في قصيدة كعب بن زهير:بانت سعاد..
وفي لقاء سابق كان يردد: إيه أنا شاعرمضر.. إيه أنا شاعر مضر,وتمثل ببيت المتنبي:أنام ملء جفوني عن شواردها.....وكلها فتحت آفاق النص لمثل هذا التفسير.
وقبيل هذه القصيدة ردد العبارة الشهيرة:وراء كل رجل عظيم امرأة,ليمهد لقوله:يامنيرة...يامنيرة...يامنيرة..حيث يتبدى ذكاء الشاعر في اختيار هذا الاسم بالذات وتكراره له ثلاث مرات, فمنيرة رمز للمرأة العربيةالبدوية,وقد حرص الشاعرعلى أن يتفق في المعادلة الموسيقية مع اسم خديجة..وكرره على عادة البدو في الاعتداد بالشقيقات أو البنات في الملمات..فالوحي الذي نزل عليه والشيء الذي أفزعهالجمال الذي رآه) استدعى البحث عن منيرة وهو الاسم الشائع عند بوادي قبائل الجزيرة العربية,ودلالة معناه المشتقة من النور تعكس إشعاعا على النص, وعلى إشراقة الهنوف التي:من بهاها يا منيره ويش أوصف؟ ويـش أخلـي؟ !!
إذن:الهنوف هي هي محور جميع أبياته اللاحقة, وهي الهدف وهي الغاية وهي نقطة النهاية, وماحولها محيط الدائرة وقطب الرحى, فهي مركز المغناطيس الذي يجذب العشاق من كل مكان,
فـهي التي :صوبها راع الهـوى يشعـب بعيـره
وهي التي :في محاجرها عقيد القـوم يومـي بـه جـواده
و هي التي جمالها:من يشوفه قبـل لا يبـدي هـلال العيـد عيّـد
وهي التي:يوم حازت من أمامي عمـد وأحمـر المؤشـر
ولكن من تكون هذه الهنوف الفاتنة؟؟؟ الجواب:سيـدة سـادات قـومٌ سـادةٌ أبنـاء ســاده
وهي على عادة الفراعنة في محاولاته استقصاء الوصف, والبلوغ به إلى درجة التناهي في تسلسل معنوي,يوحي بأنها منتهى الوصف في العزة والرفعة والمنعة وشرف الحسب وعلو النسب,ثم قال:
من بهاها يا منيره ويش أوصف ويـش أخلـي
في هذا المقطع يظهر الشاعر كصاحب فكر منظم..يدل على أنه يكتب القصيدة بعبقرية, ووعي تام,فقد ذكر الوصف العام لهذه الهنوف(وهو البهاء بشكل عام),ثم بدأ يتدرج في ذكر الأوصاف التفصيلية لجمالها,وقد أحسن التدرج الوصفي حين اهتم أولا بالجانب الأهم في المرأة, وهو الجانب الروحي وجمالها المعنوي الداخلي المتمثل في شرفها وعفتها,في قوله:في جبين الطهر منهـا بـدر سبتيـن متجلـي
وهذا البيت يشئ بالكثير من الدلالات, فقد اختار الجبين, وهو الناصية,لما جرى من عادة العرب في معرفة الخيل الأصيلة من خلال غرتها,والغرة هي البياض داخل السواد, أو اللون الزاهي داخل لون قاتم أو العكس, ومن هنا كان تفسير قوله عليه الصلاة والسلام:تبعث أمتي غرا محجلين,في إشارة إلى طهارة الوضوء,والعبارة تستمد جمالها أيضا من الحركة المجازية في تشخيص الطهر رمز الشرف في صورة كائن مرئي له لون,يلوح في جبين هذه الهنوف, معتمدا على الإيحاء بالمعنى من خلال الصورة الكنائية :منها بدر سبتين متجلي,وهي كناية عن ملاحظة صورة البدر بعد مرور أسبوعين , وهي صورة مألوفة حتى عند العوام أن يصفوا المرأة البهية بأنها:قمر أربع طعشر,لكن الشاعر خالفهم حين نقل الوصف من الجانب الحسي إلى الجانب الروحي،فالطهر يلوح نوره كمايلوح ضياء القمر منتصف الشهر,فالعفة في الجبين تحولت عند الفراعنةإلىصفراء فاقع لونها تسر الناظرين)كضوء القمر في الرابعة عشر, وهذا هو الفرق بين المعاني المباشرة السطحية عند العوام, وبين هذا المعنى الشعري العميق الذي يشير إلى خيال واسع وثقافة دينية عميقة!!
ثم يقول بعده مباشرة: هالـةٍ دون المصلـى أخلفـت وجـه المصلـيهالة الضياء وهامة الجمال لوسطعت جانب المصلي,لقطع صلاته,وهو معنى مستمد من قول الشاعر:
قل للمليحة في الخمار الأسودِ
ماذا فعلت بناسـك متعبـدِ؟؟
قد كان شمّر للصلاة ثيابـه
حتى وقفتِ إزاءه بالمسجـدِ
أخلفتِ منه صلاتـه وقيامـه
لاتفتنيه بحق ديـن محمـدِ
أعزائي ..
هنا .. ليس المعنيّ بهذا الموضوع سوى القائمين على برنامج شاعر المليون والذي بعث الشعر من مرقده ..
وأتاح للكثير من الشعراء فرصة تقديم مالديهم بعد أن كانت تلك الفرصة حكراًعلى ..
أولئك الذين آثروا بها البعض دون الآخرين .. لإعتبارات ومصالح شخصية ومادية بحته .. من خلال ...
المطبوعات والبرامج الخاضعه لقراراتهم .. ملحقين الضرر بالمتلقي والشعراء على حدٍ سواء ..
والمطالب كثيرة ياسادة .. ولعلّي أذكر منها الأهم حسب تقديري وهي أربعة أمور :
1- أن يتم تحديد الفائز بالمركز الأول من قبل لجنة التحكيم فقط .. بدون تدخل عملية التصويت في ذلك ..
2 - زيادة مبلغ الجائزه للشاعر للمركز الأول إلى ثلاثة ملايين درهم.. ومليوني درهم للمركز الثاني ..
ومليون درهم للمركز الثالث .. وخمسمائة ألف درهم لكل من المركزين الرابع والخامس ..
3 - أن تكون النتيجة النهائية للمراكز من الثاني إلى الخامس .. وفقاً للدرجات التي تمنحها لجنة التحكيم ..
بمانسبته .. 60% من مجموع الدرجات الممنوحة للشاعر و مانسبته 30% لتصويت الجمهور في الخارج ..
ومانسبته .. 10% لتصويت الحضور داخل المسرح ..
4 - أن يتم تشكيل لجنة تحكيم تكون على مستوى مايطرح من قصائد من خلال إحضار أكاديميين متخصصين في مجال
النقد الأدبي .. معتمدين على أسس علمية صحيحة .. بكل أمانة وموضوعية مبتعدين عن النزعة العرقية و الهوى ..
وختاماً ..لعل في مايلي تبرير لهذه المطالب الإصلاحية مجتمعة .. إضافة إلى إستعادة المسابقة لبريقها وثقة الكثير من
المتابعين والمتسابقين .. ولكي تكون آلية تحديد أصحاب المراكز الخمسة عادلة ومنصفة قدر الإمكان ..
أعزائي .. مايلي نقلته لكم .. من الموقع الأكاديمي للدكتور ناصر السعيدي الهذلي,أستاذ الدراسات النقدية والبلاغية
بجامعة أم القرى .. وهو في تقديري من الأهمية بمكان .. لذا أترك المجال للإطلاع عليه ..
مع كل الشكر والتقدير ...
.. التحليل الفني لقصيدة دثريني .. للشاعر المختلف تماماً عن البقية الشاعر ناصر الفراعنة :
[align=center]القصيدة [/align]
دثرينـي يـا منيـره زملينـي يــا منـيـره
يا منيره في فـوادي فـرخ عبـدٍ طـق زيـره
من هنوفٍ صوبها راع الهـوى يشعـب بعيـره
سيـدة سـادات قـومٌ سـادةٌ أبـنـاء ســاده
من بهاها يا منيره ويش أوصف ويـش أخلـي
في جبين الطهـر منهـا بـدر سبتيـن متجلـي
هالـةٍ دون المصلـى أخلفـت وجـه المصلـي
في محاجرها عقيد القـوم يومـي بـه جـواده
الحجـاج هـلال مـا هـو فـي أهلتنـا مقيّـد
من يشوفه قبـل لا يبـدي هـلال العيـد عيّـد
لا متى والموت حدر رموشهـا السـود يتصيـد
لا متى ذبح البشر عند العيـون السـود عـاده
دوب يانـع وردهـا فـي روض لبتهـا تفتـق
في سحر منطوقها صرفٍ مـن الـراح المعتـق
وكن ظفايرها علـى الغـره ليـا قامـت تنتـق
خدم سـودٌ وقـوفٌ حـول بنـت البيـه غـادهٌ
يا وجـودي يالزبـاد الزبـد يالبيـض المقشـر
يوم حازت من أمامـي عمـد وأحمـر المؤشـر
مـا أنـا إلا أخـو عقـمٍ بمـولـودٍ مبـشـر
من سروري يوم أعانق طيفها فـوق الوسـاده
كن أصابعهـا مـن العنـاب أو بسـر عراقـي
أو بلح شـامٍ مجفـف أو قنانـي خمـر ساقـي
وكن ترايبها صحاف التـرك حمـران الطواقـي
في سنا نور رقبتهـا ذابـت أكثـر مـن قـلاده
فتنةٍ من شافها في جو سابـع عـرش عـرّش
كاد ناعم ثوبها فـي جسمهـا الغـض يتحـرّش
مرحبا يا مرحبا يـا مرحبـا بالطـش والـرش
بالحرير الحـر والغـرو الغريـر الغـر عـاده
كل مـا تكبـر تزيـن وكـل مـا تقـدم تجـدد
كن نحرهـا مـن وراء بوابـة الثـوب يتهـدد
حجم ناحل خصرها في ردفهـا لا جيـت أحـدد
حجم نقطة نون داخل نـون مـا تقبـل زيـاده
بيـن خصـرٍ إشتـراكـيٍ وردفٍ رأسمـالـي
ويل ويلي شيب عيني طر جيبـي ويـل حالـي
كل غضٍ فـي نحرهـا شايـفٍ نفسـه معالـي
والثنيـن بصـراحـه يستحـقـون الإشــاده
كن عايـم صدرهـا فـي وقفتـه قـرمٍ ينـادي
في خضم المعركه هل مـن مبـارز أو معـادي
من غروره يعتبر كل مـا نقولـه فيـه عـادي
يا مصابيح الرواهب من بياضـه فـي سـواده
من مـزاج الزنجبيلـه فـي شفـاه السلسبيلـه
أورد الساعـي كليـبٌ حتفـه نظـم الجليـلـه
جمـرةٍ فـي روح تمـره ضيعـت أبـو دليلـه
قايـدٍ حـاذاه قايـد ريـم وأنـسـاه القـيـاده
مـن ليونتهـا كـأن مالـه ولا عظـمٍ جسدهـا
ومن نعومتها تخاف خدودها مـن لمـس يدهـا
ومن كثر ما مشيها جذاب مـا تمشـي وحدهـا
ومن كثر ما جلدها صخيفٍ تحب اللبـس سـاده
ويش يسوى المسك وأبو المسك مع ريحة عرقها
يوم ذبت شالهـا وأهتـز فـي الملعـب حلقهـا
مـا كـأن الله مثـل باقـي مخاليقـه خلقـهـا
فتنةٍ كانـت طقـوس القصـر تعبدهـا عبـاده
التحليل الفني والرؤيا النقدية:
تمهيد:تختلف الرؤى النقدية والتأويلات باختلاف النظر إلى الوظيفة الشعرية,هل هي محاكاة؟أم انعكاس؟أم مغامرة لغوية؟أم متعة فقط؟ وسنجد النص السابق,يعرّج على كل الوظائف السابقة,كمايتضح في نهاية التحليل.
أمانظرية المحاكاة الأفلاطونية,فترى أن الشعر إلهام, ومصدره القوى العليا,والشاعر يصدرعن هذا الإلهام المحض,وهو ماأراد به الشاعر في المعادلة الفنية في مطلع القصيدة:دثريني..زمليني..ليرمزلتنبؤه الشعري
وأنه ملهم من القوى العليا..والفرق بين الشاعر والنبي:
أن النبي : {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى **النجم3 أما الشاعر(فكل نطقه هوى وخيال ورموز),فالمعادل الموضوعي بينهما مفقود في هذا العنصر على وجه التحديد,لاختلاف مصدر الإلهام وطبيعته,وهذا مايتضح من خلال التحليل الآتي:
دثريني يا منيره زملينـي يـا منيـره
يا منيره في فوادي فرخ عبدٍ طق زيره
مطلع القصيدة يحاول فيه الفراعنة أن يثبت نبوءته الشعرية,وأنه المتنبي الجديد, وآخر شعراء العرب,وأعظمهم شأنا ,من خلال الإسقاط التاريخي,وذلك حين يستلهم الحادثة المشهورة التي نزلت بمناسبتها سورتي: المدثر والمزمل,ليضع معادلا فنيا لا موضوعيا،بين الحادثتين..على النحوالتالي:
هناك سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم.... وهنا= سيد الشعراء .
هناك رسالة ,وهي الإسلام العظيم...... وهنا= رسالة,وهي المدرسة الفرعونيةالجديدة.
هناك خديجة رضي الله عنها حاضنة الرسول عليه السلام وهنا = منيرة رمز للمرأة التي تقف خلف الرجل العظيم
هناك مقولة: دثروني الأولى,ومقولة زملوني الثانية..وهنا:دثرينـي يـا منيـره زملينـي يــا منـيـره
مع الحفاظ على الترتيب نفسه
هناك موحي وهو جبريل عليه السلام..
وهنا موحي,وهو فـرخ عبـدٍ طـق زيـره
هناك الوحي خارجي :ضمه وإغفاءة..
وهنا الوحي داخلي: في فـوادي وهو الإلهام الشعري
وقد أشارت الكلمات الظاهرة إلى الدلالات الباطنة ,فظهرت هذه المعادلة مع تقديم الفراعنة لها بذكر الرسول صلى الله عليه وسلم وتسامحه فيما قد يشطح إليه الشعراء من ضرورات فنية كما في قصيدة كعب بن زهير:بانت سعاد..
وفي لقاء سابق كان يردد: إيه أنا شاعرمضر.. إيه أنا شاعر مضر,وتمثل ببيت المتنبي:أنام ملء جفوني عن شواردها.....وكلها فتحت آفاق النص لمثل هذا التفسير.
وقبيل هذه القصيدة ردد العبارة الشهيرة:وراء كل رجل عظيم امرأة,ليمهد لقوله:يامنيرة...يامنيرة...يامنيرة..حيث يتبدى ذكاء الشاعر في اختيار هذا الاسم بالذات وتكراره له ثلاث مرات, فمنيرة رمز للمرأة العربيةالبدوية,وقد حرص الشاعرعلى أن يتفق في المعادلة الموسيقية مع اسم خديجة..وكرره على عادة البدو في الاعتداد بالشقيقات أو البنات في الملمات..فالوحي الذي نزل عليه والشيء الذي أفزعهالجمال الذي رآه) استدعى البحث عن منيرة وهو الاسم الشائع عند بوادي قبائل الجزيرة العربية,ودلالة معناه المشتقة من النور تعكس إشعاعا على النص, وعلى إشراقة الهنوف التي:من بهاها يا منيره ويش أوصف؟ ويـش أخلـي؟ !!
إذن:الهنوف هي هي محور جميع أبياته اللاحقة, وهي الهدف وهي الغاية وهي نقطة النهاية, وماحولها محيط الدائرة وقطب الرحى, فهي مركز المغناطيس الذي يجذب العشاق من كل مكان,
فـهي التي :صوبها راع الهـوى يشعـب بعيـره
وهي التي :في محاجرها عقيد القـوم يومـي بـه جـواده
و هي التي جمالها:من يشوفه قبـل لا يبـدي هـلال العيـد عيّـد
وهي التي:يوم حازت من أمامي عمـد وأحمـر المؤشـر
ولكن من تكون هذه الهنوف الفاتنة؟؟؟ الجواب:سيـدة سـادات قـومٌ سـادةٌ أبنـاء ســاده
وهي على عادة الفراعنة في محاولاته استقصاء الوصف, والبلوغ به إلى درجة التناهي في تسلسل معنوي,يوحي بأنها منتهى الوصف في العزة والرفعة والمنعة وشرف الحسب وعلو النسب,ثم قال:
من بهاها يا منيره ويش أوصف ويـش أخلـي
في هذا المقطع يظهر الشاعر كصاحب فكر منظم..يدل على أنه يكتب القصيدة بعبقرية, ووعي تام,فقد ذكر الوصف العام لهذه الهنوف(وهو البهاء بشكل عام),ثم بدأ يتدرج في ذكر الأوصاف التفصيلية لجمالها,وقد أحسن التدرج الوصفي حين اهتم أولا بالجانب الأهم في المرأة, وهو الجانب الروحي وجمالها المعنوي الداخلي المتمثل في شرفها وعفتها,في قوله:في جبين الطهر منهـا بـدر سبتيـن متجلـي
وهذا البيت يشئ بالكثير من الدلالات, فقد اختار الجبين, وهو الناصية,لما جرى من عادة العرب في معرفة الخيل الأصيلة من خلال غرتها,والغرة هي البياض داخل السواد, أو اللون الزاهي داخل لون قاتم أو العكس, ومن هنا كان تفسير قوله عليه الصلاة والسلام:تبعث أمتي غرا محجلين,في إشارة إلى طهارة الوضوء,والعبارة تستمد جمالها أيضا من الحركة المجازية في تشخيص الطهر رمز الشرف في صورة كائن مرئي له لون,يلوح في جبين هذه الهنوف, معتمدا على الإيحاء بالمعنى من خلال الصورة الكنائية :منها بدر سبتين متجلي,وهي كناية عن ملاحظة صورة البدر بعد مرور أسبوعين , وهي صورة مألوفة حتى عند العوام أن يصفوا المرأة البهية بأنها:قمر أربع طعشر,لكن الشاعر خالفهم حين نقل الوصف من الجانب الحسي إلى الجانب الروحي،فالطهر يلوح نوره كمايلوح ضياء القمر منتصف الشهر,فالعفة في الجبين تحولت عند الفراعنةإلىصفراء فاقع لونها تسر الناظرين)كضوء القمر في الرابعة عشر, وهذا هو الفرق بين المعاني المباشرة السطحية عند العوام, وبين هذا المعنى الشعري العميق الذي يشير إلى خيال واسع وثقافة دينية عميقة!!
ثم يقول بعده مباشرة: هالـةٍ دون المصلـى أخلفـت وجـه المصلـيهالة الضياء وهامة الجمال لوسطعت جانب المصلي,لقطع صلاته,وهو معنى مستمد من قول الشاعر:
قل للمليحة في الخمار الأسودِ
ماذا فعلت بناسـك متعبـدِ؟؟
قد كان شمّر للصلاة ثيابـه
حتى وقفتِ إزاءه بالمسجـدِ
أخلفتِ منه صلاتـه وقيامـه
لاتفتنيه بحق ديـن محمـدِ
تعليق