لايختلف اثنان على أن الالقاء فن ولا يجيده الا من حضي بالموهبة والذكاء والممارسة الواعية. كما أن جمال الصوت وحسن المظهر يلعبان دور أساسي في مدى تقبل الجمهور للشاعر المنبري. على النقيض من ذلك: ظهر بعض شعراء المليون بمظهر مضحك وبهلواني وهم بذلك يعتقدون أن هذا هو الالقاء المميز الذي سيجذب اهتمام الجمهور ويخدع اللجنة فيظفرون بالتقييم الأفضل كما حدث في حلقات ماضية. فكيف للشاعر يركض بشكل كوميدي بعد خروجه من المسابقة وشاعر يلقي بشماغه وعقاله بعد أن تحولت يده الى مروحة وشاعر كاد أن يصاب بسكتة قلبية بل كاد أن يفقد صوته من الذعر والصياح وشاعر يسخر من اللجنة ويستخف بهم....الى آخر المسرحية. رفقا بنا يا شعراء المليون فليس من الضروري أن نرى لهواتكم لكي نعجب بشعركم! فالشعر الحقيقي سيصل الى المتلقي بطريقة أو بأخرى. الالقاء المبدع ليس صراخ بقدر ماهو قدرة فائقة على التحكم في نبرة ومستوى الصوت على حسب موضوع وماهية الالفاظ والرسالة المراد ايصالها بتناغم تطرب له النفس. الصوت موسيقى تبعث البهجة وتخلق المتعة في نفس السامع فاأيهما نفضل الموسيقى الصاخبة والغير متناغمة أم الموسيقى المتآلفة في الأنغام؟ الصوت هو لغة المشاعر الذي يعبر عن توترها وقلقها وبهجتها. الصوت هو موسيقى الطبيعة فما أجمل خرير الماء و صفير البلبل وما أقبح نهيق الحمار وقباع الخنزير!
ودمتم بخير
خالد الدوسري
ودمتم بخير
خالد الدوسري
تعليق