إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هوية النص

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هوية النص

    [لمشرفي ومرتادي منتديات النداوي ،،،،

    بعد السلام ،،،،،،،

    مقال مقتضب ،أتمنى أن يثير ذائقتكم ،ويرتقي لذاكرتكم الثقافية [/color]
    [كان من شروط تعلم الشعر عند العرب –إن صحت نظرية تعلم الشعر – أن يطلب من محب الشعر في مرحلة التلقي حفظ كثير من الأشعار الجيدة ،أو أن يكون راوية لشاعر مشهور يروي عنه شعره الجيد وبالتالي تتكون لديه الملكة الشعرية ،من خلال التأثر بالمحفوظ .
    ومع الزمن وعندما يصل الشاعر لمرحلة الإنتاج يختلط إنتاجه بما قد حفظه في المرحلة السابقة ،وهنا يقع ما يسمى بتداخل النصوص أو ما يصطلح عليه نقديا بالتناص .
    وهذا المصطلح وإن كانت له جذور في أدبنا العربي ،إلا أن النقاد العرب ذهبوا إلى مصطلحات أخرى تحمل نفس الدلالة النقدية ،وإن اختلفت التسمية .
    وخلاصة كل تلك المصطلحات هو تداخل النصوص ،وأن كل نص حاضر هو مجموعة من النصوص الغائبة .
    وليس المجال هنا لعرض مصطلح التناص على الرغم من صعوبة ذلك ،لأن هذا المصطلح مازال ضبابيا ،من حيث حدوده التي يقع فيها ،وكثرة تعريفاته التي قد توسع من دائرة التناص .
    ولعل أبسط أنواع التناص هو التناص الإيقاعي خاصة في الشعر العمودي الفصيح ،أو الشعر النبطي ،وهو مايقع فيه التوافق في الوزن والقافية ،ومن هنا جاء الخلط في نسبة النصوص ،عند الكثير من رواة الشعر ومتذوقيه ،نظرا لغياب النقد الذي يهتم بظروف إنتاج النص ،ومعرفة الحقول الدلالية التي يمكن أن تشكل جسد النص ،وتصبغه بلون مغاير ،يعطيه هوية مستقلة عن غيره من النصوص التي توافقه في المستوى الإيقاعي،وذلك من خلال اكتشاف الجو النفسي المسيطر على الشاعر من خلال الألفاظ المستخدمة للتعبير عن واقعه ،أو من خلال معرفة المستوى الإيقاعي الذي يختاره الشاعر دون وعي أحيانا ،ولكن حالته الشعورية تهديه لاختيار الإيقاع (البحر الشعري )الذي يتناسب مع حالته النفسية لحظة كتابة النص .
    من هنا جعلت بعض النصوص المتوافقة في الوزن والقافية نصا واحدا عند بعض متذوقي الشعر ،لأنهم ببساطة لم يتعايشوا مع أجواء تلك النصوص ،والتي تنبض بها الألفاظ الموحية،والتي تحدد هوية ذلك النص،وتعيده لبيئته الشرعية .
    وقد وجدت في الشعر النبطي الكثير من ذلك ،وسأعرض ثلاثة نصوص متوافقة وزنا وقافية ،لكنها مختلفة في بيئة إنتاجها وحالة شعرائها .
    النصوص الثلاثة معروفة النسبة ،ولهذا لن أتطرق لذكر أسماء منتجيها ،ولكن سأعرض هذه النصوص ،وسأبين مواطن الإختلاف بينها من خلال الحقول الدلالية والألفاظ الموحية التي تبين هوية كل نص على حده .
    يقول أحد الشعراء في نص قديم :
    واهني بريه شاف اللي كواني شاف ما شافت عيوني واهنيه
    صاحبي في روشن دونه مباني دونه البيبان والواح قويه

    نلاحظ من خلال الألفاظ الدلالية الموحية أن العاطفة الشعرية المسيطرة على الشاعر هي عاطفة الشوق لرؤية محبوبته والتي تسكن في بيئة حضرية من خلال لفظتي (روشن _ البيبان )وهذا يعطي للنص هوية الاستقلال عن أي نص يختلف معه في الغرض الشعري والبيئة المنتجة ،والظروف النفسية المؤثرة،حتى لو وافقه وزنا وقافية .
    أما النص الثاني فيقول الشاعر :
    فاطري هجي هجيج بروجاني واعذابك وإن طرى خلي عليه
    في الربيع وكل حي في مكاني واتحرى الصيف يجمعهم عليه


    فهذا النص يقع في نفس سياق النص السابق من خلال المستوى الإيقاعي و الغرض الشعري والعاطفة المسيطرة على كلا الشاعرين ،إلا أن البيئة التي ولد فيها النصان مختلفة ،وذلك راجع للمعجم الدلالي الذي استخدمه كل شاعر بناء على بيئته التي يعيش فيها ويتأثر بها ،ويوظفها في نتاجه اللغوي
    فالشاعر في النص الثاني يعيش في بيئة بدوية تعاني من الترحال الذي يفرق الناس تبعا لمواطن المطر ،ومواطن السكنى القبلية ،ولهذا استخدم الألفاظ التي ترسم لنا هذا المشهد من خلال (فاطري – الربيع – اتحرى الصيف )فكل هذه الألفاظ وظفت دلاليا للتعبير عن حالة الشاعر عندما يسقط المطر في أكثر من مكان ويرحل الناس له ،وقد يتفرق من جمعتهم الظروف بفعل الظروف ،لكن الصيف يعيد الناس الذين فرقهم المطر للأماكن التي يتجمع فيها الماء ،وبالتالي يتجمع المتفرقون بفعل الظروف المناخية .
    أما النص الثالث وهو أكثر النصوص اختلافا ،نظرا للحالة النفسية لمنتج ذلك النص ،ولأنه لا ينتمي للنصوص السابقة ،ولا يوافقها إلا في المستوى الإيقاعي فقط ،لكن الغرض الشعري مختلف تماما .
    حيث يقول الشاعر :
    يازبون الحرد ياهيف السماني = من زبنكم عدة الله في عليه
    مزبن اللي قطعت عنه العواني = دام راسك حي فعظامي قويه
    والصديق من العدو اليوم باني مثل .....ومعروفه عليه

    فهذا النص- كما سبق وذكرنا- مختلف تماما ،إذ ليس نصا غزليا كسابقيه ،لكنه نصا انفعاليا نتيجة لموقف حياتي تعرف الشاعر من خلاله على نوعية أصحابه ،وأعاد فيه الفضل لأهله بتمجيدهم ،ولعل الألفاظ تدل على ذلك من مثل (قطعت العواني –زبنكم ) فكلها تدل على أن الشاعر في حالة قلق ،واكتشاف سلبي للبيئة المحيطة ،حيث تخلى عنه أقرب أقربائه .
    من هنا نستطيع أن نقول أن هذه النصوص تحمل كل منها هوية مستقلة لا يمكن أن تتداخل مع غيرها من النصوص التي تتقاطع معها في بعض من السمات،والفيصل قي ذلك يعود للمعاجم الدلالية المستخدمة من قبل منتجي النصوص .

  • #2
    سالم


    صباح الورد

    الموضوع تخصصي بالدرجه الأولي وربما ياتي من لديه القدره على مناقشة الجزئيات الصغيره بتخصص افضل مني..

    ولكن انا اقول انك استهليت الموضوع بذكر ان المتقدمين كانوا لا ينضمون الشعر الا بعد ان قوم الشخص بحفظ الكثير من قصائد سابقيه او المتمكنين من معاصريه ....

    نعم ان اوصي من سالني من حديثي العهد بالشعر ان يقوموا بحفط الجزيل والجميل والمستضرف من الشعر .. ومن ثم خلط هذا المخزون اللغوي وتكوين تركيبه جديده تعطي شخصيه مستقله لهذا الشاعر ومن ثم يستمر في مسيرته الشعريه


    سالم

    رويا علميه ان اقتنع وآمن بها ... وقمت بمناقشتها بناء على قناعه باقس حيثياات الموضوع ... ستجد من يتعمق فيها ويثريها بنقاش علمي جميل



    تحيتي





    مشهوووور...

    تعليق


    • #3
      سالم الرويس

      مقاال راائع

      اوافقك الرأأي جملة وتفصيلا ,,

      اخوووك

      تعليق

      يعمل...
      X