إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ابن عون ،،وبكائية الأطلال .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابن عون ،،وبكائية الأطلال .

    لمشرفي ومتابعي منتديات النداوي

    كل عام وأنتم بخير ،،،

    الشاعرعبدالله بن عون غني عن أي تقديم،شاعر كتب في كل الأغراض،لكن شعره ارتبط كثيرا بالوصف وخاصة وصف الطير ورحلات القنص –بصفته أحد أشهر صقاري الخليج-وكان أغلب وصفه للطير وصفا حسيا يتعلق بأوصاف الطير الخارجية مما تقتضيه ضروريات وصف الرحلة وفعل الطير في المقناص والشواهد على ذلك كثيرة ليس المجال هنا لذكرها . ا.
    ولقد لفت نظري في النص المنشور في جريدة الجزيرة العدد12476في صفحة مدارات شعبيةتحت عنوان(قدام يطلع للصقاره زباين)تحول الشاعر من الوصف الخارجي للطير إلى الوصف الداخلي ومن المحسوس إلى المعنوي،فما دلالات هذا الخطاب؟وهل يخاطب الشاعر الطير فعلا؟أم إنه يخاطب نفسه؟أو يخاطب كل من ضاق بالحاضر عندما يسترجع الماضي. .
    ينقسم النص إلى أربعة أجزاء تمثل أزمنة تتمحور حولها مثلها من المعاني : .
    أ-(1 ـــــ11 )خطاب الطير واسترجاع الماضي ومؤثثاته . .
    ب-(12ـــــ13 )التعريض بصقاري الزمن الحاضر وذم بعض أخلاقياتهم في الصيد .
    ج-(14ــــــ18)الشكوى المشتركة بين الشاعر وطيره من الزمن الحاضر وانقراض الصيد وفساد البيئة . .
    د-(19ــــــ22 )السماح للطير بالرحيل وصعوبة ذلك عليهما معاوالانفتاح على المستقبل المجهول . .
    يتجه النص من السمو إلى الانحدارفي الأمكنة والأزمنة(قدام –تاليه-مهوب زاين)كما يتجه من قوة العلاقة إلى فتورهاعلى الرغم من وجود المحبة ولكن تغير الأحوال انعكس على العلاقة بين الصقر والصقارولعل خطاب الشاعر للصقر يمثل تقريعا لعالم الناس ولفئة منهم(الصقاقير الجدد)وأن اتجاه الشاعر لخطاب الطير احتجاج على عالم الانسان وكأنه لم يجد من يقدر شعوره ويفهمه سوى صديقه الطير. .
    ركز الشاعر في القسم الأول على الاسترجاع وعرض الذكريات الجميلة الماضية وتوجه فيه بالخطاب للطير وجعله إنسانا عاقلا يعي ويسمع ويحس ويشارك ( خاطرك ــــ عقبي )فقد تجاوز الشاعر الاحساس بالناس إلى الاحساس بكل ما حوله ويتمثل في الطير والأطلال وملاحظة تغيرهما للأسوا تبعا لتغير الزمان والإنسان ،إذ لاحظ الشاعر التغير في الطير من ناحيتين ،تغير خارجي ( في لمعة الريشة) وتغير داخلي (ناظر العين )وهذا يدل على قوة العلاقة التي تربط بينهما فالطير تغيرت نفسيته الداخلية وتأثر منظره الخارجي لفراقه الشاعر يومين والشاعر أحس بهذا التغير في لون الطير وناظره ،وقد أكد قوة تلك العلاقة وإن كانت على وشك الانفصال الغير إرادي (كنا خداين )اشارة الى العلاقة الماضيةالجميلة وهذه العلاقة لم تكن من طرف واحد بل هي علاقة تبادلية بين الصقر والصقار وحب من طرفين قائم على الاحترام والتقدير ،وقد ركز الشاعر على الذكريات مع الطير واسترجاع مؤثثات الماضي (الأماكن ـــــ الأطلال )حين كان ذاك مسرحا للنبلاء من الصقارين الذين يحترمون الصيد والصقر والطبيعة في وجود ثالوث المتعة (الصقر ـــــ الصقار ــــ الحبارى ) على أرض أنف ( عذى )لم تطأها قدم إنسان لا يعرف أخلاقيات هذه الهواية,ولم تصل إليها المدنية التي شوهتها وفضت بكارتها . .
    فهل يصح لنا أن نقول أن الشاعر في هذا المقطع إنما يخاطب نفسه ويستعيد الذكريات الجميلة مع ذاته وإنما اتخذ الطير قناعا أو ذاتا مشتقة من ذاته يعبر به عما يدور في خلده مع أن ما يقوله حق ،حين يبين الشاعر تحسره على الماضي وتأثيره النفسي وما كان يبعثه فيه من أسباب الصحة والنشاط وإن هذا الاسترجاع هو بكاء على ماض تولى كان كل مافيه جميل من بدايته إلى نهايته (ننكف نشاطـ ـــ سالمين الصخاين).
    أما في المقطع الثاني والذي يتقابل معنويا وزمنيا مع المقطع الأول يعرض الشاعر با لصقارين الجدد وينتقد بعض سلوكياتهم المرفوضة عند الصقار الحقيقي الذي يرتبط مباشرة بالطير ولا يستخدم الأسلحة عند وجود ما يستحق أن يصاد بالطير ويترفع عن صيد مالا يقع في حكم المصاد (القوبعة ) فالشاعر وطيره يترفعان عن صيد مثل هذا النوع لأنهم يتخذون الصيد متعة وليس لغايات أخرى (أم روحين -مافي نحاهم )فهؤلاء صنف مضاد من الصيادين لا يحبذه الشاعر ويرى أنهم سبب انقراض الصيد وخراب البر . .
    ونلاحظ أن الشاعر لم يسترسل كثيرا في هذا المقطع مما يدل على ما ذهبنا إليه وهو أن الشاعر يريد الحديث مع نفسه عن نفسه . .
    مغير أدوج تقول مضيع حاجه واخذوسند على روحي وهرجها .
    أما في المقطع الثالث فيعود الشاعر مرة أخرى إلى القضية المحورية (الطير- النفس )محددا هويته وهوية طيره (سعودي –الصين )وبذا نقف على السمة اللولبية للنص في مستوييه الزمني والمعنوي ويهيئ الطير للوداع لاختلاف الموطن وانقراض وتغير كل جميل كان يجمعهما وليس تنكرا من الشاعر أو الطير لعلاقة كل منهما بالآخر وإنما هو تقدير متبادل وتفضيل كل منهما صديقه على نفسه لدرجة السماح له بالرحيل حفاظا على كرامته ونفسيته من الغبن والمهونة وهذا أبرز ما يميز النبلاء من الناس ،فالوداع لم يكن في إرادة الشاعر أو الصقر ولكن الزمن وتغير الأحوال هما السبب الحقيقي (البر في حادور ---- الوقت ماتاليه معنا بزاين )وهذا الواقع هو السبب الحقيقي لضيقة أهل الولع وطيورهم.
    في المقطع الأخير وبعد محاولة التبرير لهذا الوداع الاضطراري يعطي الشاعر طيره الضوء الأخضر للرحيل عن هذه البيئة التي لم تعد تصلح لهما ولم تعد تملك من الخصوصية ما يجعلها تميز من يحبها ويحس بها عن غيره ويطلب من طيره الهجرة إلى مكان آخر أفضل على الرغم من صعوبة الفراق لكن العزيز لا يهين العزيز فالشاعر يرى أن الطير غريب (الصين )وقدم له لهذه الأرض حين كانت (الماضي )وحبا في علاقته مع الصقار الحقيقي الذي يقدره في كل الأحوال ويعرف ما في نفسه ,,,ولهذا سمح الشاعر للطير بالرحيل عندما تغير الوضع وازداد سوءا فالهجرة هي الحل ابتعادا عن الغبن والحسرة ,وكأن الشاعر يريد لو كان طيرا ويترك هذه البيئة ويحل في بيئة أخرى بعيدة بعد الصين ومرتفعة ارتفاع قزوين. .
    ينغلق النص بلفظة المساجين فالشاعر يرى الأرض المحيطة به وبطيره سجن كبير يرغبان في الخروج منه إلى أرض يشعران فيها بالحرية . . .
    يدور النص كله حول الصقار والصقر والصقارة لكن الشاعر تكلم بلسان الجميع وهذا ما يجعلني أرجح أن الشاعر يتحدث في هذا النص عن نفسه وعلاقته مع تلك الأشياء مجتمعة . . .
    هذه إضاءة على نص عميق قابل للقراءة على أكثر من مستوى وهذه هي سمة النصوص الأبداعية الغنية التي كلما تعمقت فيها لا حظت أنها تتحداك بتعدد قراءاتها .
    .
    سالم الرويس ـــــ مملكة البحرين Rouis22@hotmail.com

  • #2
    الأخ سالم الرويس

    جهد ضخم لشاعر فارع ويعتبر قامة شعرية سامقة جداً

    بارك الله في جهدك

    تقديري ...

    تغرك ازوال الرجال المطافيق
    ..............لو انها ما تختلف..عن نساها
    (هزايلٍ) تلهث ورى الهرج وتضيق
    .............من قبل تخلق..والزمان يهجاها
    (بعض اللحى)عز بوجه المطاليق
    ........(وبعض الوجيه) اكبر خزاها..لحاها

    " خالد العتيبي "


    ][/color]
    [/align]
    لمراسلتي إضغط هنا
    [/align]

    تعليق


    • #3
      ونلاحظ أن الشاعر لم يسترسل كثيرا في هذا المقطع مما يدل على ما ذهبنا إليه وهو أن الشاعر يريد الحديث مع نفسه عن نفسه

      مغير أدوج تقول مضيع حاجه
      واخذ وسند على روحي وهرجها


      عبدالله بن عون ... وما ادراك ما إبن عون !
      الف شكر .. سالم .. مقال مختلف جميل مفيد


      داهم
      [align=right]يالله اني طالبك حسن الصنيع
      والقدا بالدين والدنيا جميع

      والخوي الالمعي ابن الرجال
      نبذل المعروف فيه ولايضيع

      dahemutaibi@hotmail.com[/align]

      تعليق

      يعمل...
      X