جنوح المستثقفين !

نجد من يدبغ قبل اسمه بحرف (أ) او (د) وكم جنت هذه الاحرف الابجدية على قلة من الناس خصوصا إذا اتخذوا الادب مطية لكل جهة من جهات الارض خصوصيتها اللتي لا يُنازعها عليها أحد ومن هذه الخصوصيات / خصوصيات الادب للتوضيح ( كلمة أدب ) أكبر وأشمل ممها يتصور البعض ثم يقوم بحصارها في شيء مُحدد ولكننا هُنا سوف نتطرق لنوعين من الأدب فقط لأنه من اقوى الأدب تاثيرا في الشعوب الأول منها هو أدب الشِعر سوأ مُغنا أو مُسطر الثاني هو أدب يُسطر ولكنه يعتمد على مايعرف في اللغة بالتشخيص وهي الدراما شاملة من مسرح إلى مُنلوج إلى أية وسيلة من وسائل الدراما الحديث منها والقديم من اتخذوا الادب مطية هلوا هذه الخصوصيات وحاولوا نقل خصوصيات جهات أخرى إلى مُحيطهم مع مسح خصوصيات جهتهم
البعض من العامة والدهماء انبهروا بهم لأنهم مثل ماذكرت تدبغ أسمائهم بتلك الاحرف الابجدية
ولكن وجدوا انفسهم في مفترق طرق لا يعرفون عنها فكاك ودارت بهم الهواجس والظنون والخوف من التراجع إلى ما مسحوه اصحاب الاحرف الابجدية .. هذا المشهد في شبه الجزيرة العربية اللتي أسأل الله أن يقر عيني بتوحدها قبل الرحيل في اليوم الموعود قدموا اصحاب الاحرف الابجدية لنا ما قالوا انه فتح مُبين وهو تحويل ذايقتنا من اشعارنا وأغانينا وحدانا وهزجنا إلى أشعار وأغاني اخوتنا في الشام وفي العراق وفي أرض الكنانة وفي بلاد المغرب العربي ومسحوا موروثنا هكذا بجرة قلم ومن لم يوافق هذا الفتح فهو مُتخلف رجعي عديم الأحساس والذايقة ولمّ يزل إعرابي لا يفهم الا ناقته وشاته وعنزته مشى البعض مننا في الركب الغير ميمون ولكن تحطم على صخرة الغُراب اللذي حاول تقليد الحمامة في الخطوات وافشل فحاول إعادة أدراجه لما كان عليه فلم يُفلح في محاولته فاتخذ القفز وهاهو المسكين لا يعرف إن يمشي الهوينا مثل البعض تماما حين تُقابله الأن تجد شكل أنسان يُحاول إن يبدي لك بإنه ليس من طينتك ولا من اقليمك بل هو شيء أخر لمّ تُكلف نفسك بإن تفهمه وإلا سوف تجد شيء يفتخر به كل متفتح في نظره طبعا حتى في أبسط الأمور تجده يحاول الانسلاخ مثل الافعى في دائر الحول ولكن هيهات إنَّ له ذلك يُطل الغراب راسه مرة أخرى يصدف إن تتقابل معه في أحد البيوتات العربية الخليجية اللتي يقدم صاحب البيت للزواره البن العربي يرفض صاحبك المتُنور تناول هذه القهوة لأنها ترمز إلى عدم الوعي في نظره طبعا يتحجج بإنه لا يتناول إلا قهوة إلاسبريو الايطالية الله أكبر ما كنا دافنيه سوأ

على حكاية ما كنا دافنينه سوأ


يقال إن لهذا المثل حكاية في الريف المصري وهو إن هنالك رجل غني جشع وهُنالك صعلوك تقابلا ومن عادة الصعاليك انهم يشدون من يقابلون بإفكارهم سأله الغني كيف ينمي تجارته في هذه القرية أجاب الصعلوك عندي لك فكرة رائعة ولكن بشرط إن يكون لي نصيب منها قال الغني أوافقك إن كانت مربحة أتفق الاثنان قال الصعلوك أهل هذه القرية يغلب عليهم الجهل وتعبّد الاضرحة وكان لهم ضريح يزورونه ويتبركون به ويدفعون له النذور كل شهر ولكن من عشر سنوات جادت السماء بمامًنهمروادك الماء ذلك الضريح ولمّ يتبقى منهُ شيء ومازالت تلك الحادثة تحز في نفوسهم وهم يذهبون الأن إلى القرى المجاورة الأخرى ويتعبدون عند اضرحتها ويدفعون لها النذور فلوّ أعدت بناء الضريح وجعلت عنده من رجالاتك من يجمع النذور من أهل القرية فسوف تجد عائد مادي مجدي .
قال التاجر كيف تنطلي عليهم الفكرة ثم يدفعوا النذور ؟
قال الامر بسيط اجمع القوم وقل لهم إن جنازة الرجل الطيب صاحب الضريح خرجت في بيتك منتصف الليل وأمرتك الجنازة بإن تعيد بناء ضريحها وتدفنها فيه حتى يستانس بزواره من أهل قريته ويستجيب لحاجاتهم .
قال الغني من أين ليّ بجنازة ؟
قال لا عليك سوف أتي لك بحماري ثم نذبح الحمار ونقطع أوصاله حتى لا يتبقى إلا وسطه ثم نلفه بالاكفان ونخرج لهم الجنازة ثم نصلي على الجنازة ثم ندفنها.
قال ولكن الحمار هيئته اكبر من هيئة رجل!
قال الصعلوك هذا بيت القصيد لأن ذلك الرجل صاحب الضريح كان رجل ضخم الجثة ربما كانت جثته أكبر من جثة حمار .
اتفق الرجلان وفعلوا فعلتهم وصدقهم البُلهاء من أهل القرية وصارت تدفع النذور عند ذلك الضريح وبعد فترة اتى الصعلوك إلى الغني وقال اعطني حقي قال الغني أي حق تتحدث عنه؟ قال الصعلوك حقي من عائد الضريح ؟ / قال الغني تلك نذور الرجل الطيب ولن اتصرف بها / قال الصعلوك ياعمي ماكًنادافنينه سوأ؟!
بمعنى تدفع وإلا سوف افضحك , ومن هُنا اتت كلمة ماكنا دافنينه سوى طبعا هذا المثل معروف في مصر ثم أنتشر في بقية العالم العربي والعهدة على الراوي...

لقد شطح بي هذا الصعلوك إلى بعيد جدأ من الحديث كلمة ما كنا دافنينه سوأ لصاحبنا اللذي لا يحتسي إلا قهوة الاسبرسو الايطالية كان في يوم من الايام يلفلف على موائد الافراح لعله يظفر بعشاء دسم والأن لا يحتسي إلا الاسبرسو !!
على ذكر الاسبرسو يُقال إن هذه القهوة كانت مشروب بهذا الاسم من النبيذ ولم تكن قهوة قبل إن تطولها عاصفة التغيير يقال انها كانت مشروب نيرون ذلك الاحمق السفاح اللذي تضايق من رؤية الفقراء في ضواحي روما فشيد قصره على الجبل ثم أحرق روما بمن فيها من الفقراء حتى يشيد روما من جديد بدون فقراء وكذلك يقال انه من بناء مدينة البندقية المائية بصراحة من زار يطاليا ولم يزر البندقية فكانه لم يزور يطاليا اصلا

نرجع لصاحبنا الغراب اسف قصدي المتنور صاحبنا هذا اللذي مدبوغ اسمه بأحد الحرفين اما ألف او دال كأنه يعيش في كوكب أخر فعلا كأنه يعيش في كوكب أخر ومن أراد مثال فل يزور جسد التفاهه قصدي الثقافة وسوف يحصل على فرجة مدفوعة التكاليف ولا ينسانا من النذور سوف يُقابل عدد من الحيايا اللتي تُحاول الانسلاخ من اجلادها ولكن لمّ تفلح إلا في مخيلاتها ليس إلا

نرجع لصاحبنا هذا لا يقراء إلا لأشعار أدونيس ؛ ونازك الملايكة ؛ وأمل دنقل ؛ وايلي ابو ماضي بالمناسبة لمّ يدر في خلدي من قبل ان ايلي اسم رجل وكذلك أمل كنت أتخيلهم شماحيط من طقة بنت مشعلاني .. بس في الاخير انصدمت .

بصراحة غرابنا اسف اقصد صاحبنا هذا يعيش صراع من صنع نفسه يتصنع انه مسلطن مع ما يقرأ ويسمع ولكن مشكلة ذايقته لا تتفاعل معه مع نه يتفعال بكل جسده يرفع يديه وهو يقرأ أحد مقطوعات نازك الملايكة في قصيدة الكوليرا ولكن الذايقة لا تسعفه يهز راسه وهو يستمع لذلك النوبي محمد منير ولكن نفس المشكلة الذايقة لا تتفاعل تجده لا يُتابع إلا تفاهات يوسف شاهين ذلك الهرم الضال اللذي يقول يجب إن يمنع إلاذان في المساجد حتى لا يشوش علينا أفكارنا ونحن نستلهم الابداع !!!!! .. صاحبنا ينظر على انه من ثقافة أخرى ويظُن انه يجامل ليس إلا مع انه يحاول الانسلاخ ولكن لم يحصل على محلول الانسلاخ امّا إن كان يرأس احد المطويات فلن تجد بها إلا منقولات من مطويات الشعوب الأخرى ولن تجد منه تفاعل مع محيطه أبدا لأنه يرى إن هؤلاء لمّ يصلوا إلى المسوى اللذي يرزح تحت وطئته .



اخي القارئ





هل سبق لك زيارة ارض الكنانة ؟؟
إذا كان جوابك بنعم هل صافح مسمعك في احد مركبات الأجرة او أحد حوانيت الحيّ او أحد الباعة المتجولين يصدح كاسيت ميحد حمد او مزعل فرحان ؟!! .. هل ابتعت أحد المجلات ووجدت بها سعد بن جدلان او غازي بن عون او سليمان المانع ؟ هل شاهدت على أحد قنواتهم الارضية مسلسل درب الزلق او طاش ما طاش او فايز التوش او شحفان القطو ؟ طيب هل سبق لك زيارة مدينة مراكش في المغرب وساحة جامع الفنا وسمعت شيء او قرئت شي من ما سبق ؟ ..اتوقع انك في مراكش لن تسمع إلا عبد الوهاب الدوكالي وهو يغني :


يابنت الناس أنا فقير ادراهم يومي معدوده = انماعندي قلب كبير بحر شطأنه ممدوده

وكذلك في دمشق وفي تونس وفي بيروت وفي عمّان .
أخي القارئ من حاول إن يغير ثقافة الناس فلن يفلح لأن كل قطّر له ثقافته اللتي لا تتحدث إلا بلسانه
وذايقته والنباهة لا يُحصل عليها بإعلى الشهدات بل هي هبة من الله ودائما النبية يقيس الأمور بمقياسها ولا تجرفه التيارات مهما كانت عاتية ..
أننا لا نعيب على أخوتنا في الاقطار الاخرى ولم ندعوا لعدم التفاعل معهم ولكن ليس الموضوع بإن ننسلخ من جلدنا وتعطيل ذايقتنا على مقاس الاخر

جميل هو الإطلاع والبحث عن ثقافات الأمم

كم هو رائع ذلك النهم في زيادة الإطلاع والتوسع بتلك الثقافات

ولكن !!

دون الخروج من دائرة الثقافة المحلية والتمرد على ذاتها

ودون المساس بأصولية الثقافة التي نعتنقها

فإن وصل الأمر ذلك فلن يعتد بهويته أحد ولن يكون سوى مجرد مسخ مشوه

تمقته الثقافات جميعها وليست ثقافة دون أخرى



أستاذي الفاضل : محمد السالم

أجدت في بيانك وتنزهت بنا في رحلة حرفك

بيد أن جنوح المستثقفين أمر غير مستغرب في هذا الزمن

خصوصاً من أولئك المهووسين باعتناق الثقافات الأخرى ومسخ الهوية


ألف شكر لهذا المتصفح

ولاهنت

المستثقفين و المستعلمين وأخوانهم من المدعـّـين كلهم متشابهين ... يأخذون من التيارات الفكرية صورها النمطية ليقلدوها ... يريدون بهذا وجه الناس لـ يقال عنهم مثقفين و علماء الى آخره ... وللأسف ليسوا حكرا في منتدى جسد الثقافة بل في أغلب المنتديات كما رأيت ... ولكن أوافقك بأنها في ذلك المنتدى تظهر بصورة دميمة وقبيحة ... شكرا محمد

انسان بدون فكر لايمكن ان يبدع 0
انسان بدون عقيده ومباديء لايمكن ان يكون مثقف0
الثقافه هي معرفة مايدور حولك والتي لايأ به بها الكثيرين 0
شكرا لك 0