بسم الله الرحمن الرحيم
( الطبع والعاده )
الطبع سلوك ينشىء مع الإنسان منذ ولادته أي أنه الصفه الفطريه التي زُرعت به ونمت بداخله وترسخت .
و العاده هي سلوك يظهر على الإنسان منذ بدأية إدراكه أي انها الصفه المكتسبه من محيطه الذي يعيش به .
والطبع لايزول أبدا ولكنه يختفي ويخمد وينام لحين من الدهر تحدد فترته دنياه ومن فيها ومافيه .على العكس
من ذلك العاده فهي مستتره دوما إلا في تلك اللحظات التي يظهرها من يدعي حملها ومن يُرد الحياه بها .
السؤال المهم هنا :
كيف أعرف طبائعي من عاداتي ؟
والسؤال الأهم :
كيف إكتسبت طبائعي وكيف إكتسبت عاداتي ؟
سأجيب على الأهم أولا فهو الجدير بذلك :
طبائعي أو ( صفاتي الفطريه ) تخلق معي وتخلق لي فزوالها و إختفائها لايمكن أن يكون إلا بفعل فاعل
أو فاعلين وحينما تنسف هذه الصفه الفطريه فإما أن تحل مكانها صفه مكتسبه ( وهنا تظهر العاده )
أو يكون الإنسان في مرحله مابين الــ لا طبع و الــ لاعاده فيصبح لا يحمل توجه حيال مسألة ما ...
لزوال الطبع وعدم إكتساب العاده مثلا :
........ صفة الإنسان الفطريه التوحيد والمكتسبه الشرك والــ لاصفه لديه ( الإلحاد ) .
والطبائع هي دوما الصفات الجميله او الحميده التي غُرست في الإنسان والعادات هي الصفات السيئه
التي إكتسبهاالإنسان . إذاً إنطلاقا من مفهومي الخاص لا أستطيع إلا أن أقول طبع حسن وعاده قبيحه .
وها قد أجبنا على السؤال المهم !
لكن المشكله الحقيقه و التساؤل الذي أرّقني هو :
هل تظهر جميع طبائعي وسجاياي الحميده وكيف تظهر ومتى وهل تستمر معي طوال عمري ؟ وايضا
هل تختفي عاداتي المكتسبه ام انها تبقى معي وتلازمني طوال حياتي ولا استطيع التخلص منها ؟
بالنسبه للطبع فهو خامل حتى تشاهد مثيلا له وتعجب به وتدرك صوابه وحسن ختامه ونهايته أو يصيبك
بنفع يشعرك بالإمتنان لحامل هذا الطبع . أو أنك تشاهد نقيضه من العادات وتدرك سوء ختامه او يقع
عليك شر من هذه العاده أو تحول هذه العاده بينك وبين منفعه ما فتهرب عنها ومنها إلى فطرتك وطبعك
المنافي للعاده السيئه .
فمثلا : الكرم ونقيضه البخل
فكيف يظهر هذا الطبع في سجيتك وسلوكك ؟ أقول
إما ان تسمع بكريم كــ ( حاتم طي ) وما آل إليه حاله من خلوود أبدي لأسمه وتستشعر عظمة هذا الرجل
فيكون لك قدوه و يكون سبب في ثوران الطبع الخامل المستقر في نفسك .
أو تحصل على نفع او منفعه من كريم يعظم بها شأن هذا الكريم في نفسك وتدرك بها حسن صنيعه
فيترسخ حب هذا الشخص وحبطبعه وبذلك تكون للكرم محب وخلف ركبانه سائر .
واما البخل فلو تعرضت لشر هذه العاده السئيه ستكرهها وتهرب منها إلي مايتنافا معها ويحاربها .
فمثلا لو كان أبوك بخيل فستكره البخل ولن تجد إلا الكرم أمامك لتعامل به أبنائك ومن تحب .
إذاً فالكرم والوفاء والصدق والعطف والرحمه والشجاعه والإيثار ..... إلخ
طبائع لها بذور في جميع الناس بختلاف الوانهم وأعراقهم ولكن هذه البذور تحتاج إلى ماء عذب فقط ..
فالتربه الصالحه متوفره لدى الجميع من بني ادم والبذره وضعت بها فأسكبوا الماء إن كنتم لقولي تنكرون .
والبخل والجبن والحسد والحقد والخبث .....إلخ
ماهي إلا أشجار زقوم نمت في أرض طيبه مباركه فأقطعوا عنها الماء القذر الذي يغذيها وسترون مايسُر ( إن كنتم لقولي تنكرون ).
وهل يدوم الطبع ؟ اعتقد أنه يدوم ولكنه نائم ولايستيقظ إلا عندما ينادى .
والطبع لايسعى الإنسان للتخلص منه ولكنه يُقتل وهو في المهد ويافعاً وكهلا بفعل الغرباء .
والعاده تُكتسب من تأثير يقع عليك من خارج إطار الجسم فإن لم يستيقظ الطبع غلب التأثير وأدركتك العاده
وأنتصر الدخيل و الدخيل هو ( الهوى والنفس الأماره بالسوء والجهل وشيطان الإنس والشيطان ( وهو اعظمهم لعنة الله عليه ) ) .
وهل تدوم العاده ؟
يسعى الإنسان السليم تفكيره إلى قتل هذه العاده وإذا أصر على قتلها فإنها تنازع روحها وتموت
شيئا فشيئا بمده زمنيه لاتقل عن فترة حياتها به . أي أن العاده التي سكنتك يوما واحد تموت بيوم واحد
والعاده التي سكنتك 20 عام قد تحتاج إلى 20 عام كي تموت موت كلي . ( ولكل قاعده شواذ )
ولكن انا اقول ( لكل شاذ قاعدتي أو قواعدي )
ماقلت لكم للفاضين بس
هكذا تصوّري للأشياء التي تسكنني أو تعيش حولي
وشكرا على الربع ساعه التي كانت منكم هنا
اخوكم/ عذاب الغراميل
تعليق