الاحتفاء بالشاعر : صالح الأزوري .. (مختارات من شعره)
كتب فرحان الفرحان مقالا يتحدث عن داهم العصيمي وقال كلاما افخر به ما عشت وإلتقيته لاحقا لأسأله بعد أن أصبحنا صديقين قلت له: ما الذي جعلك تكتب المقال بهذا الشكل فقال لي كلاما مختصرا أحسست به وأنا اقرأ النص الأخير للشاعر : صالح الأزوري .. وجدتني أعود لأتصفح أكثر لصالح وقد قال:
يون الأزوري من حر ما به
وبعض الناس سالي ما درابه
وأنا ماني بداري كيف صالح
ليا هالحين ما شقق ثيابه
أنا لا عرف صالح وحمدت الله على أني تقاطعت مع نصه الأخير وشكرته لأني عدت أتصفح نصوصه عبر محرك البحث في النداوي ولقد وجدت في صالح الأزوري عينة من الشعراء الذين يتمتعون بالثراء اللفظي والقريحة الشعرية الغزيرة .. و صالح أجدا انه شاعر عمودي بحت ولم أقرا له في فنون الشعر الأخرى.. وقد بدا لي أن الغزل هو المجال الأرحب لصالح الأزوري وقد أبدع فيه ..يقول:
يا راع الشوق لا تتعب يدينك
ترى ما كل دعوه مستجابه
فلا كنك تسير عند بيته
ولا كنك تنادي عند بابه
حتى يصل للصدع بالمناجاة في هذا البيت:
وألا يا أصحابنا لدو علينا
إذا فيكم نبي فينا صحابه
ثم يجد أن لامناص من قبول حقيقة ذلك المبعد الهاجر فلا ينسى أن يطالبه بطلب يائس وكأنه لا رجعة لتجديد الميثاق والعهد في بيتين:
أنا طالبك لا يدري عدوي
وأنا طالبك لا تدري القرابه
وانا طالبك لا يدرون قومي
وانا طالبك لا تدري عتابه
غلب على شعر الأزوري الغزلي التعريج على حالة أهل الهوى وأنهم يعانون كما غلب على محبوبة صالح أنها لا تعرف للحب معنى وهي دوما متنكرة .. غير حافظة للعهد . وان كان قد خالف ذلك غي نصوص قليلة:
ترى راع الهوى عزي لحاله
يون الليل من هم لجابه
يغني لا سمع حس الحمامه
ويقنب لا سمع حس الذيابه
وفي راع الهوى مرة أخرى يذكر بعض صفاته يقول:
راع الهوى دايم قليل احتمالي
ما يحتمل لو هي سواليف ومزوووح
وافكري اللي له نهارين محتاس
وليا نشدوني قلت واراس راسي
مدري جلست بدرب ما فيه مجلاس
ولا لبست الثوب ماهو مقاسي
ومزيد من معاناة أهل المحبة بل وحتى الثورة على تنكر المحبوب وحتى السخط على ذلك ..يقول:
يا نعنبو درب الهوى هم واجهاد
بالله من يقدر يقول الخوافي
كم غر قبلي من صناديد واشداد
محسن وعبدالله وصقر النصافي
يا لين جا دوري وحدرت لي واد
واد(ن) رمابي في فجوج الفيافي
لو يهمل الهمال مع كل رعاد
يمدي شجر بقعا صحيح إمتعافي
كل ما قلنا في منهج صالح الأزوري الشعري يتجلي في الأبيات الثلاثة من احد قصائده وفيها تتكرر الحيرة من حال المحبوب وتنكره الذي يلح عليه عبر نصوصه .. يقول أبيات ثلاثة :
ويش اسوي فيك يا قوت القلووب
وانت تدري بالقضيه كلها
والله إني ما حسبت انك لعوب
وش حصل روحي تزوّد غلها
كم رجيتك مع نسانيس الهبوب
يا خليله ما درت عن خلها
من خلال تتبع نصوص الأزوري والتي انصح بقراءتها يتضح انه أكثر حذقا في صنع القصيدة مهملة الصدر والتي تتبع نسج الشعر الفصيح .. وسارت عليها الهلاليات من بعد .. ومن ذلك قوله :
حبيبي ما يجي مثله ولا جا
يفوق البيض والنجل الحساني
أكف ّ العين لو تنظر لغيره
واقصه لو نطق غيره لساني
فلا حطيت غيره في مكانه
ولا هو حط غيري في مكاني
ولا في يوم في لحظه نسيته
ولا في يوم في لحظه نساني
سنينه شكل ثاني عن سواها
وتقفاها الشهور بلون ثاني
وساعات العمر عنده دقايق
وبعض احيان نحسبها ثواني
وهذه أخرى مهملة الصدر .. يتألق فيها صالح ولكنها غزلية كعادته في منهجه بشكل عام .. علما أن القافية تأتي بشكل عفوي في جميع قصائد الأزوري ولا تلحظ فيها أي تصنع إلا ما ندر .. يقول:
ليا قالو تحبه قلت احبه
أقول أهواه ورقبتي طويله
ألا يا من لها ف القلب عندي
مكانة شيخ ف اعيون القبيله
ولا يا من لها ف العين عندي
مكانة عود شاف ابنه حصيله
انا والله كتبتك في قصيده
جميله مثل ما كنتي جميله
ليا قلبي لقاك انتي مناته
ولن ما حصلك ربي وكيله
وقد يمزج قصائد البوح العاطفي بالحديث عن نفسه .. كما أن نبرة الحنين إلي نجد تكررت أكثر من مره ومن طرف خفي ومرة أخرى على النهج مهمل الصدر وأبيات فيها بوح وتوجد ووصف للحال:
ألا يا ناس خلوني بحالي
يا دوب الجسم تمشي به عظامه
فلا شال المهند في يمينه
ولا حط المسدس في حزامه
فتى يقضي نهاره في هجوسه
ولا جا الليل ليله ما ينامه
سَقَى أللّه الريآضَ وساكنيهِ
ويسقٌي من لهُا بالخدِ شِامه
وأيضا هنا:
كأني اللي ف الخلا راعي ذهيب
صار يرعى كل براق(ن) يلوح
روح لكن شوف بعدي وش تجيب
ما كسب ف المعركه ميت طموح
كل ذلك لا يمنع صالح الأزوري من الثورة على صدود المحبوب ومخاطبته بما هو اشد وطأة وهذا يحدث في اضيق مجال وعندما يصل الهجر منتهاه فهنا تكون ثورة صالح على من قدم له الحب وعاد بالهجران ..يقول من أبيات جميلة :
واللي جرالي منك يحسب بالأعداد
واللي حصل لي من سبايبك كافي
القلب لا طايع ولا هو بمنقاد
ما عاد يبغى كيل ماهو بوافي
اللي من أول حاسبك عيد الأعياد
واللي من أول يقطع البيد حافي
ماهو براجع لو رجع شيخ بغداد
أنا فراشي رابطه في لحافي
المتابع لصالح الأزوري والسابر لقصائده الغزلية يجد أن أهم ما يميزها أيضا هو انه يقف واضحا أمام من يحب ويحادثه بكل مباشرة .. من باب " أن هذا ما أقاسي والحل لديك".. فيقول " هالك كل شئ فقط انظر ما أنا فيه" .. يتكرر هذا السيناريو كثيرا كما في هذه الأبيات:
لو قست حالك يا حبيبي بحالي
يمديك شفت إجروح واجروح وجروح
هاك الشماغ وهاك معها العقالي
هاك الثياب وهاك جسم(ن) بلا روح
الله رماك بناس حطوك غالي
تخطي ومن تخطي يقولون مسموح
ويقول ايضا:
لي صاحب(ن) مثل العسل منطوقه
وأيضا سوات الشمس في مشرقها
حرّه ونظرة عينها سابوقه
مهره وأصيله ما انكسر بيرقها
نكمل مع باقي أغراض الشعر عند صالح الأزوري الذي لم يكن الغزل مجاله الوحيد .. (يتبع)
كتب فرحان الفرحان مقالا يتحدث عن داهم العصيمي وقال كلاما افخر به ما عشت وإلتقيته لاحقا لأسأله بعد أن أصبحنا صديقين قلت له: ما الذي جعلك تكتب المقال بهذا الشكل فقال لي كلاما مختصرا أحسست به وأنا اقرأ النص الأخير للشاعر : صالح الأزوري .. وجدتني أعود لأتصفح أكثر لصالح وقد قال:
يون الأزوري من حر ما به
وبعض الناس سالي ما درابه
وأنا ماني بداري كيف صالح
ليا هالحين ما شقق ثيابه
أنا لا عرف صالح وحمدت الله على أني تقاطعت مع نصه الأخير وشكرته لأني عدت أتصفح نصوصه عبر محرك البحث في النداوي ولقد وجدت في صالح الأزوري عينة من الشعراء الذين يتمتعون بالثراء اللفظي والقريحة الشعرية الغزيرة .. و صالح أجدا انه شاعر عمودي بحت ولم أقرا له في فنون الشعر الأخرى.. وقد بدا لي أن الغزل هو المجال الأرحب لصالح الأزوري وقد أبدع فيه ..يقول:
يا راع الشوق لا تتعب يدينك
ترى ما كل دعوه مستجابه
فلا كنك تسير عند بيته
ولا كنك تنادي عند بابه
حتى يصل للصدع بالمناجاة في هذا البيت:
وألا يا أصحابنا لدو علينا
إذا فيكم نبي فينا صحابه
ثم يجد أن لامناص من قبول حقيقة ذلك المبعد الهاجر فلا ينسى أن يطالبه بطلب يائس وكأنه لا رجعة لتجديد الميثاق والعهد في بيتين:
أنا طالبك لا يدري عدوي
وأنا طالبك لا تدري القرابه
وانا طالبك لا يدرون قومي
وانا طالبك لا تدري عتابه
غلب على شعر الأزوري الغزلي التعريج على حالة أهل الهوى وأنهم يعانون كما غلب على محبوبة صالح أنها لا تعرف للحب معنى وهي دوما متنكرة .. غير حافظة للعهد . وان كان قد خالف ذلك غي نصوص قليلة:
ترى راع الهوى عزي لحاله
يون الليل من هم لجابه
يغني لا سمع حس الحمامه
ويقنب لا سمع حس الذيابه
وفي راع الهوى مرة أخرى يذكر بعض صفاته يقول:
راع الهوى دايم قليل احتمالي
ما يحتمل لو هي سواليف ومزوووح
وافكري اللي له نهارين محتاس
وليا نشدوني قلت واراس راسي
مدري جلست بدرب ما فيه مجلاس
ولا لبست الثوب ماهو مقاسي
ومزيد من معاناة أهل المحبة بل وحتى الثورة على تنكر المحبوب وحتى السخط على ذلك ..يقول:
يا نعنبو درب الهوى هم واجهاد
بالله من يقدر يقول الخوافي
كم غر قبلي من صناديد واشداد
محسن وعبدالله وصقر النصافي
يا لين جا دوري وحدرت لي واد
واد(ن) رمابي في فجوج الفيافي
لو يهمل الهمال مع كل رعاد
يمدي شجر بقعا صحيح إمتعافي
كل ما قلنا في منهج صالح الأزوري الشعري يتجلي في الأبيات الثلاثة من احد قصائده وفيها تتكرر الحيرة من حال المحبوب وتنكره الذي يلح عليه عبر نصوصه .. يقول أبيات ثلاثة :
ويش اسوي فيك يا قوت القلووب
وانت تدري بالقضيه كلها
والله إني ما حسبت انك لعوب
وش حصل روحي تزوّد غلها
كم رجيتك مع نسانيس الهبوب
يا خليله ما درت عن خلها
من خلال تتبع نصوص الأزوري والتي انصح بقراءتها يتضح انه أكثر حذقا في صنع القصيدة مهملة الصدر والتي تتبع نسج الشعر الفصيح .. وسارت عليها الهلاليات من بعد .. ومن ذلك قوله :
حبيبي ما يجي مثله ولا جا
يفوق البيض والنجل الحساني
أكف ّ العين لو تنظر لغيره
واقصه لو نطق غيره لساني
فلا حطيت غيره في مكانه
ولا هو حط غيري في مكاني
ولا في يوم في لحظه نسيته
ولا في يوم في لحظه نساني
سنينه شكل ثاني عن سواها
وتقفاها الشهور بلون ثاني
وساعات العمر عنده دقايق
وبعض احيان نحسبها ثواني
وهذه أخرى مهملة الصدر .. يتألق فيها صالح ولكنها غزلية كعادته في منهجه بشكل عام .. علما أن القافية تأتي بشكل عفوي في جميع قصائد الأزوري ولا تلحظ فيها أي تصنع إلا ما ندر .. يقول:
ليا قالو تحبه قلت احبه
أقول أهواه ورقبتي طويله
ألا يا من لها ف القلب عندي
مكانة شيخ ف اعيون القبيله
ولا يا من لها ف العين عندي
مكانة عود شاف ابنه حصيله
انا والله كتبتك في قصيده
جميله مثل ما كنتي جميله
ليا قلبي لقاك انتي مناته
ولن ما حصلك ربي وكيله
وقد يمزج قصائد البوح العاطفي بالحديث عن نفسه .. كما أن نبرة الحنين إلي نجد تكررت أكثر من مره ومن طرف خفي ومرة أخرى على النهج مهمل الصدر وأبيات فيها بوح وتوجد ووصف للحال:
ألا يا ناس خلوني بحالي
يا دوب الجسم تمشي به عظامه
فلا شال المهند في يمينه
ولا حط المسدس في حزامه
فتى يقضي نهاره في هجوسه
ولا جا الليل ليله ما ينامه
سَقَى أللّه الريآضَ وساكنيهِ
ويسقٌي من لهُا بالخدِ شِامه
وأيضا هنا:
كأني اللي ف الخلا راعي ذهيب
صار يرعى كل براق(ن) يلوح
روح لكن شوف بعدي وش تجيب
ما كسب ف المعركه ميت طموح
كل ذلك لا يمنع صالح الأزوري من الثورة على صدود المحبوب ومخاطبته بما هو اشد وطأة وهذا يحدث في اضيق مجال وعندما يصل الهجر منتهاه فهنا تكون ثورة صالح على من قدم له الحب وعاد بالهجران ..يقول من أبيات جميلة :
واللي جرالي منك يحسب بالأعداد
واللي حصل لي من سبايبك كافي
القلب لا طايع ولا هو بمنقاد
ما عاد يبغى كيل ماهو بوافي
اللي من أول حاسبك عيد الأعياد
واللي من أول يقطع البيد حافي
ماهو براجع لو رجع شيخ بغداد
أنا فراشي رابطه في لحافي
المتابع لصالح الأزوري والسابر لقصائده الغزلية يجد أن أهم ما يميزها أيضا هو انه يقف واضحا أمام من يحب ويحادثه بكل مباشرة .. من باب " أن هذا ما أقاسي والحل لديك".. فيقول " هالك كل شئ فقط انظر ما أنا فيه" .. يتكرر هذا السيناريو كثيرا كما في هذه الأبيات:
لو قست حالك يا حبيبي بحالي
يمديك شفت إجروح واجروح وجروح
هاك الشماغ وهاك معها العقالي
هاك الثياب وهاك جسم(ن) بلا روح
الله رماك بناس حطوك غالي
تخطي ومن تخطي يقولون مسموح
ويقول ايضا:
لي صاحب(ن) مثل العسل منطوقه
وأيضا سوات الشمس في مشرقها
حرّه ونظرة عينها سابوقه
مهره وأصيله ما انكسر بيرقها
نكمل مع باقي أغراض الشعر عند صالح الأزوري الذي لم يكن الغزل مجاله الوحيد .. (يتبع)
تعليق