الأصمعي وقيادة المرأة
كنت واقفا مع صديقنا حسن جارالله على شاطئ البحر نتجاذب اطراف الحديث وعندما طال وقوفنا قال حسن: لم لا نستأجر قاربا ونتشمى في البحر قلت لا بأس
أخذنا القارب ودخلنا البحر وأخذ حسن يروي لي قصة حياته التي سمعتها خمسين مرة ولكن الغريب أنه في كل مرة يرويها تتغير الأحداث!
مرت عشر ساعات قبل أن تنتهي قصة حياة حسن ولم نشعر إلا ونحن على أطراف جزيرة مهجورة
تركنا القارب واخذنا نتجول في هذه الجزيرة الصغيرة فوجدنا شيخا كبيرا وقد أشعل نارا وجلس بجانبها فرحب بنا ودعانا للجلوس وسألنا من نحن فأخبرناه فقال أما أنت_وأشار إلي_فلم أسمع بك من قبل وأما هذا_ وأشار إلى حسن جارالله فمعروف لدينا
قلت: فمن أنت يارعاك الله؟
قال: أنا الأصمعي قلت: حياك الله
وفجأة قفز حسن وقال: سآتي بالقهوة من القارب!
فنظر إليه الأصمعي شزرا وعرفت الغضب في وجهه
فقلت: على رسلك يا أصمعي هذه ليست قهوة أبي نواس إنما هي قهوة مصنوعة من البن وهدأت من روعة
ثم قال لي الأصمعي:
أنتما من السعودية أليس كذلك؟
قلت: نعم يارعاك الله
قال: فما هذا الذي أسمعه فيكم؟
قلت: وماذا سمعت؟
قال: سمعت أن فيكم من يدعو إلى قيادة المرأة
قلت: هو ماسمعت
قال: أوما تعلم أنه خاب قوم قادتهم امرأة!
قلت: لا يا أبا قريب! إنما المقصود بقيادة المرأة أن تقود السيارة
قال: وما تعدون السيارة عندكم؟
قلت: السيارة مركب يقودها الإنسان لتجيزه المسافات مثل مركبك هذا_وأشرت إلى حماره المربوط جانبا_
فقال: أوه!! أوتجعلون الحرائر يقدن دوابكم؟
قلت: هن يقدن السيارات في الغرب والشرق وحتى في الدول المجاورة لنا ولم يبق سوى دولتنا
قال: وهل أنتم تبع لغيركم؟
قلت: لا ولكن هناك من يرى أن قيادة المرأة نوع من التطور
قال: فمن أين أتتكم هذه الدعوى
قلت: من دول الغرب
قال: أتقصد من بلاد الروم؟
قلت: تقريبا فهم أحفادهم
قال: سبحان الله لم يكن يأتينا من بلاد الروم سوى الجواري والآن هاهم يأتونا بدعاوي كهذه! فمن تولى هذه الدعاوي عندكم؟
قلت: ثلة من أبنائنا المثقفين وقليل من أبناء العامة
قال: ومن تدعون المثقف فيكم؟
قلت: من درس في الغرب ثم عاد أو تبنى أفكار الغرب نعده مثقفا
قال: فأين علماء الدين؟
قلت: موجودون ويقفون لمثل هذه الدعاوي ولكن العامة لا يبالون بكلامهم كثيرا
قال: ولم؟
قلت: ظهر عندنا قوم يدعون إلى الفصل بين الدين وعلمائه وبين شئون الحياة
قال: وماذا يقال لهم؟
قلت: ندعوهم بالعلمانيين ولكنهم ينفون هذا الإسم عنهم مع أنهم يطبقون معناه
فقال: هلكتم والله!!
قلت: لا تخف يا أباقريب ففينا ولاة الأمر يعملون بشرع الله فينا متخذين من الكتاب دستورا ولهم فينا سيرة حسنة فلن نهلك بإذن الله
فقال: إذن يابني كونوا مع ولاة أمركم وعلمائكم يدا واحده وليحفظكم الله
وهنا أقبل حسن جارالله بالقهوة وصب فنجانا ومده للأصمعي قائلا: "شهلا" فاعتذر الأصمعي بأن لديه"حموضه" فتقهويت أنا وحسن ثم ودعنا الأصمعي ومضينا
كنت واقفا مع صديقنا حسن جارالله على شاطئ البحر نتجاذب اطراف الحديث وعندما طال وقوفنا قال حسن: لم لا نستأجر قاربا ونتشمى في البحر قلت لا بأس
أخذنا القارب ودخلنا البحر وأخذ حسن يروي لي قصة حياته التي سمعتها خمسين مرة ولكن الغريب أنه في كل مرة يرويها تتغير الأحداث!
مرت عشر ساعات قبل أن تنتهي قصة حياة حسن ولم نشعر إلا ونحن على أطراف جزيرة مهجورة
تركنا القارب واخذنا نتجول في هذه الجزيرة الصغيرة فوجدنا شيخا كبيرا وقد أشعل نارا وجلس بجانبها فرحب بنا ودعانا للجلوس وسألنا من نحن فأخبرناه فقال أما أنت_وأشار إلي_فلم أسمع بك من قبل وأما هذا_ وأشار إلى حسن جارالله فمعروف لدينا
قلت: فمن أنت يارعاك الله؟
قال: أنا الأصمعي قلت: حياك الله
وفجأة قفز حسن وقال: سآتي بالقهوة من القارب!
فنظر إليه الأصمعي شزرا وعرفت الغضب في وجهه
فقلت: على رسلك يا أصمعي هذه ليست قهوة أبي نواس إنما هي قهوة مصنوعة من البن وهدأت من روعة
ثم قال لي الأصمعي:
أنتما من السعودية أليس كذلك؟
قلت: نعم يارعاك الله
قال: فما هذا الذي أسمعه فيكم؟
قلت: وماذا سمعت؟
قال: سمعت أن فيكم من يدعو إلى قيادة المرأة
قلت: هو ماسمعت
قال: أوما تعلم أنه خاب قوم قادتهم امرأة!
قلت: لا يا أبا قريب! إنما المقصود بقيادة المرأة أن تقود السيارة
قال: وما تعدون السيارة عندكم؟
قلت: السيارة مركب يقودها الإنسان لتجيزه المسافات مثل مركبك هذا_وأشرت إلى حماره المربوط جانبا_
فقال: أوه!! أوتجعلون الحرائر يقدن دوابكم؟
قلت: هن يقدن السيارات في الغرب والشرق وحتى في الدول المجاورة لنا ولم يبق سوى دولتنا
قال: وهل أنتم تبع لغيركم؟
قلت: لا ولكن هناك من يرى أن قيادة المرأة نوع من التطور
قال: فمن أين أتتكم هذه الدعوى
قلت: من دول الغرب
قال: أتقصد من بلاد الروم؟
قلت: تقريبا فهم أحفادهم
قال: سبحان الله لم يكن يأتينا من بلاد الروم سوى الجواري والآن هاهم يأتونا بدعاوي كهذه! فمن تولى هذه الدعاوي عندكم؟
قلت: ثلة من أبنائنا المثقفين وقليل من أبناء العامة
قال: ومن تدعون المثقف فيكم؟
قلت: من درس في الغرب ثم عاد أو تبنى أفكار الغرب نعده مثقفا
قال: فأين علماء الدين؟
قلت: موجودون ويقفون لمثل هذه الدعاوي ولكن العامة لا يبالون بكلامهم كثيرا
قال: ولم؟
قلت: ظهر عندنا قوم يدعون إلى الفصل بين الدين وعلمائه وبين شئون الحياة
قال: وماذا يقال لهم؟
قلت: ندعوهم بالعلمانيين ولكنهم ينفون هذا الإسم عنهم مع أنهم يطبقون معناه
فقال: هلكتم والله!!
قلت: لا تخف يا أباقريب ففينا ولاة الأمر يعملون بشرع الله فينا متخذين من الكتاب دستورا ولهم فينا سيرة حسنة فلن نهلك بإذن الله
فقال: إذن يابني كونوا مع ولاة أمركم وعلمائكم يدا واحده وليحفظكم الله
وهنا أقبل حسن جارالله بالقهوة وصب فنجانا ومده للأصمعي قائلا: "شهلا" فاعتذر الأصمعي بأن لديه"حموضه" فتقهويت أنا وحسن ثم ودعنا الأصمعي ومضينا
تعليق