إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ديوان الشجن .. تاج الإبداع الشعري والتشكيلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ديوان الشجن .. تاج الإبداع الشعري والتشكيلي

    ديوان " الشجن "
    تاج الإبداع الشعري والتشكيلي
    قراءة / محمد بن حمدان المالكي

    عندما اطلعت على ديوان " الشجن .. مجاريات أشعار خالد الفيصل " تبلور في فكري عدد من الأفكار الانطباعية التي استثارتها مواضيع متعددة نابضة بالحياة الإبداعية في الديوان ، لعل أولها اسم " خالد الفيصل " ، فيكفي أن تسمع هذا الاسم حتى تشرّع أمامك مساحات من الإبداع المتمثلة في شخص الأمير خالد سواء الإبداع الفني المتمثل في قيادة مسيرة عسير من منطقة نائية في أقصى الجنوب إلى قبلة سياحية عطفاً على ذلك الإبداع الشعري الذي صفق له المبدعون ..
    أو ذلك الإبداع التشكيلي الذي نقلنا معه إلى فضاءات الجمال الحقيقي .
    إلا أنني حاولت أن أسيطر على جماح الأفكار الانطباعية لكي تصب في هذه التحفة الشعرية الفنية التشكيلية حيث خرجت بعدة انطباعات سأتحدث عنها بشيء من الشفافية والإيجاز :

    العنوان :
    " الشجن " اسم شاعري لطالما تغنى به الشعراء في قصائدهم حتى تفتقت منه أسمى معاني الشعور الإنساني ؛ لذا فإن هذا الاسم مرتبط أشد الارتباط بالإنسان ومشاعره ، وهنا كان اختيار موفق وذكي من معد الديوان الشاعر والإعلامي والناقد الأستاذ راشد بن جعيثن ..
    فقد جمع في هذا الاسم :
    جرسه الموسيقي الرنان ..
    شاعريته المفرطة والجذابة ..
    إنسانيته المتجذرة في عمق الإحساس ..
    وبذلك يكون قد رسم مثلثاً أبجدياً لغوياً فكرياً موفقاً ..
    الغلاف :
    كانت فكرة رائعة عندما اختار المعد خلفية الغلاف لوحة تشكيلية من لوحات خالد الفيصل ، ولم يتوقف عند ذلك فقد اختار لوحة ذات دلالة عميقة عمق مشاعر خالد الفيصل ..
    ففي اللوحة عدد من الدلالات الفنية والشعرية ..
    فهناك ذلك الرجل الذي لم تمهله شعوره الجياشة حتى يصل إلى مكانه الذي متجه إليه ، فارتجل عن فرسه وألقى رمحه على الأرض ، وأخذ يتأمل فيما هو حوله آكام وتلال وقد داعبها ضوء القمر بشعاعه الناعس ، وأخذت تسطع كأنها في ناظره كموجٍ داعبته نسائم الليل ، ولم يبق إلا خط رفيع من الشفق فصل بينه وبين السماء ذلك البهو الفسيح ، ثم أخذ قلمه بعد أن اتخذ جلسة مريحة وضع فيها يده اليسرى كعادته على المتكأة وأخذ يتأمل ويسترجع ويحلل ويغوص في تفاصيل الماضي وإشراقات المستقبل بعينين قد أضناهما العشق ، وتفاصيل وجه تسري فيها عروق الرفاهية ، وقد التفت إليه فرسه وكأنه يشاركه تأملاته وشجونه ، فهو ما بين شموخ الفكرة وفكرة الشموخ يسبح في فضاء الوجدان ..
    بكل اختصار لوحة أعطت الصورة الشاعرية التي أضفت على العنوان بعداً جميلاً ، وأغنت عن عشرات الصفحات من الشروحات فيما لو أراد أحد قراءة العنوان بشاعرية متجردة .

    المقدمة :
    وظف الشاعر راشد بن جعيثن في مقدمته للديوان حسه الشعري المرهف ، وأدواته النقدية الباصرة ، وثقافته لكتابة مدخلاً رائعاً لقارئ الديوان .

    المواجهة :
    " المواجهة " كانت بمثابة النقوش النقدية والتحليلية حول إبداع خالد الفيصل ، وهنا يتبين فيما لا يدعو للشك أن ابن جعيثن من النقاد المتميزين المثقفين الرائعين رغم قلة وندرة كتاباته التي على هذه الشاكلة ..

    قصائد الديوان :
    بدأ الديوان بقصيدة " البراقع " ، ولعلها مدخل رائع للديوان فهذه القصيدة من أجمل القصائد التي قالها الأمير خالد الفيصل ، والتي أخذت صدا واسعا ، فلا تكاد تجد شاعر إلا وهو حافظاً لها بل تعدت إلى العامة من الناس الذين لا يعرفون من الشعر إلى شكله ، ومع ذلك يحفظون هذه القصيدة عن ظهر قلب ، فكانت مدخلا رائعاً للديوان محبباً للجميع .

    شعراء المجاريات :
    شارك في هذا الديوان نخبة من الشعراء المتميزين في داخل الجزيرة العربية وخارجها مما أضفى على الديوان تنوع فكري جميل مثل الأمير سعود بن محمد ، والأمير بدر بن عبد المحسن ، والأمير بندر بن فهد ، والأمير خالد بن يزيد ، والأمير سعد بن سعود ( منادي ) ، والأمير سعود بن عبد الله ، و د . غازي القصيبي ، و د . عبد الله الفيصل ، والأستاذ أبو حيمد ، والشعراء البارزون مثل أحمد الناصر ، وفهد المحيشير ، وابن عويس ، وابن كليب ، والسياري ، بالإضافة إلى الشعراء الشباب على مختلف توجهاتهم ، والذين يمثلون كوكبة من الشعراء والشاعرات في كوكب فريد .

    قصائد لفتت انتباهي :

    - " حومة فكر " :

    من القصائد التي لفتت انتباهي قصيدة " حومة فكر " ، وفيها اختلط الوصف مع المعاناة مع دقة التصوير حتى رسم لنا شاعرنا خالد الفيصل لوحة ثلاثية الأبعاد تستطيع قراءتها من جميع الزوايا ، وهذا لا يعني أن القصائد الأخرى لم تلفت انتباهي بل أسرتني في جمالها وروعتها ، ولعل قصيدة " غلا الناس " والتي قيلت بسلامة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز من القصائد المؤثرة والتي دعتني لمجاراتها في فكرة جديدة ، بحيث كانت المجارة على طريقة شعر العرضة الجنوبية وعلى شكل الشعر الشعبي .

    - " أمير الرياض ونجد " :
    نجد الإمارة ونجد الحكم ، القلب النابض للمملكة العربية السعودية ، له رمز خاص يحتل المرتبة الثانية بعد المؤسس ، إنه الأمير سلمان بن عبد العزيز وقصيدة نجد ، وأمهر ثلاثة في الشعر وفن الإدارة ، سلمان وخالد وبدر بن عبد المحسن ، أم العواصم .
    وفي الحقيقة أنه لدي علم مسبق أن بعد هذا الديوان الأستاذ راشد بن جعيثن يعمل على كتاب " حكّام الرياض ، والرياض ونجد " ، وإن شاء الله سيكون مثرياً لما يتمتع به ابن جعيثن من ثقافة أكاديمية وميدانية خاصة أنه أحد أطناب خيمة نجد الثقافية في الأدب الشعبي والتاريخ .

    - " المعاناة " :
    اعتقد أن اسم هذا الديوان مستنبط من هموم هذه القصيدة التي أصبحت لازمة ابداعية يحفظها عن ظهر قلب كل منتمي للأدب الشعبي مثلما حفظ " من بادي الوقت " و " يا زمان العجائب " .
    المهم أن للأمير الشاعر أحداث فنية وسياسية واجتماعية خلف النص .

    الجمال الحقيقي :
    رغم الجمال الشعري والفني الذي تضمنه الديوان إلا أن الجمال الحقيقي فيما وراء سطوره وما تذهب إليه معانيه ..
    فوراء هذه السطور يقف شاعر صفق له الإبداع ، وجمال هذه القصائد منبعثا من جمال وإبداع شاعرها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل .
    كما أن وراء هذه السطور إرث شعري وثقافي المتمثل في الحس المرهف لشاعرنا ، يجدر دراسته والتعمق في أعماقه .
    وراء هذه السطور مجد شامخ يندر وجوده .
    وراء تلك السطور أسطورة شعرية رائدة أشرق إبداعها في جميع الأنحاء ، إنه الأمير دايم السيف .

    خاتمة :
    رغم أن معد الديوان أروى بعض ظمأنا الشعري ، إلا أننا لا زلنا متعطشين إلى الجزء الثاني لهذا الديوان ، فأنا أعلم أن أبا محمد لديه الكثير من المفاجآت الخاصة بشاعرنا الرائع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ..
    وأرجو المعذرة فما كتبته ليس إلا قراءة انطباعية ليس إلا ، وشاعر كدايم السيف أرى أننا لو كتبنا عشرات الكتب النقدية لم تكفه ، ولكن عزاءنا في القادم .

  • #2
    ابن جعيثن وخالد الفيصل نماذج للنجاح
    اتمنى فعلا انا اتصفح هذا الكتاب
    شكرا اخ محمد

    تعليق

    يعمل...
    X