[align=center]خيبة الأمل عند الشاعرات
عندما يصاب الإنسان بـ "خيبة الأمل" .. فإنه يضطر إلى تغيير حساباته التي كان قد أفترضها بغياب "الخيبة" ووجود "الأمل" .. وهذا التغيير يكون له أشكالا وصورا تختلف وتتفاوت من شخص إلى آخر ..
فنجد على سبيل المثال من يتعامل معها بـ "إظهار الانكسار" .. ونجد من يتعامل معها بـ "إحياء الكبرياء" .. ونجد من يتعامل معها بالأخذ من هذا وذاك .. وكلٌ بطريقته ..
والأشخاص يختلفون بذلك لاختلاف انطباعاتهم وتصوراتهم
وهذه الصور بمجملها تدعو للتأمل لشفافيتها وصدق مدلولها وانبعاثها من إحساس ثائر متأجج .. وتولدها من حالة متمردة لا تقبل التكلف ولا تعترف به ..
ومن هنا أردت أن أسلط الضوء على هذا الجانب من زاوية تظهر جماله وتجسد مواقفه .. فاخترت لإبانته .. الأداة الأكثر عمقا والأصدق تعبيرا من خصوصيتين بـ "الشعر" .. "النسائي" .. وذلك لحيوية مواقفه واقترابه إلى حدٍ كبير من الصدق الممزوج بعظم التأثر ..
فوجدت بعمق نصوص الشاعرات ما أجبرني على التفاعل معه والذوبان به .. فأبحرت بالبعض .. وحلقت بالبعض الآخر ..
وأحببت بعد كل هذا أن أصحبكم معي بهذه الرحلة .. لنلحظ سويا الجمال بشتى صوره .. ونتأمل الصور بتمايز جمالها ..
وسننطلق من شاطئ الشاعرة "عابرة سبيل" لنحلق في فضاء خيالها الرحب وتصويرها الرائع لـ "خيبتها" بمن ابتليت به .. والذي خالفها الإهتمام وشذ عنها بالتأثر .. فأشارت له بجرحها المعنوي المميت .. فقابلها بجرح حسي يظهر بُعد الإهتمام وقلة الإلتزام بنزعات الحب وتبعاته ..
ما أجبرها على أن تندفع ثائره متضجرة من هذه "الخيبة" حيث تقول .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لي صاحبٍ منـّه تبي تطلع الروح=خبلٍ ومنهي مولعه فيه خبله
عامين أبين له مع الجد ومزوح =وأقول ياعنتر تناديك عبله
طال المدى ثم قلت أنا اغليك يالوح=مجروحةٍ جرح مخاطره عجله
دنق وقال انا من العام مجروح=وأشر لجرحٍ مبطيٍ وسط رجله[/poem]
ومن جانب الأفق الآخر نجد الشاعره "حنين الشمال" تعبر عن مصابها الجلل .. وفقدناها للأمل .. ممن صنع لها "الخيبة" .. بإنحراف نظرته .. وإنكسار موافقته .. حيث سمت بحبها وأرتقت به إلى عوالم أخرى فوقيــّه لتصرح لمحبوبها عن شغفها وحبها .. والذي كان "مخيبا للأمل" بدوره عائدا إلى زخرف الدنيا وزينتها .. مفتونا بسلسالها .. مشغولا عن دلالها .. حيث تقول .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قلت "أحبك" قال يا زين "سلسالك" =قلت فدوى كان هو صار مطلوبك[/poem]
إلا أنها وبعد هذا الإنكسار تعود إليه بما ينمّ عن حبها الذي رضيته بشتى صورة لتخبره أنها رغم "خيبتها" .. ورغم "قلة رشده" ما زالت تستجديه (أن يغير من أسلوبه) وما زالت تسير إليه على جسور المحبه حيث تقول ..
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هاك عشقٍ ما خطر يوم في بالك=وآه ياليـــتك تغير من اسلوبك
والله إنك تقهر القلب بخبالك=ورغم هذا أزرع لك الورد بدروبك[/poem]
ومن الجانب الآخر نجد الشاعره "صدى الحرمان" .. منكسرة من سؤال "الغبي" .. والذي لم يتفطن إلى مقصودها .. ولم يسايرها بالولوج إلى أجواءها فخرج منكرا غايتها رغم توافق شروحاتها بإسهاب لرجل الإعجاب .. الذي سألها ..
"من تحب أكثر ومن في صوته تتأثر"
فشدته مع تلابيبه قائلة ..
اقول بكل صراحه وحب ..
اني فيه..(( مفتونه ))
و انه ساكن أهدابي
وأول وآخر أحبابي
فصرخ بها .. سائلا عن صاحب الوصف قائلا .. :
قولي لي ..
كفاية لعب بأعصابي
فعزمت على الشرح والزيادة بالطرح عله يهتدي ويبصر فقالت بإشارات واضحه وتلميحات بيــّنه .. :
اهو اسمه.. مثل اسمك
ورسمه .. يشبه لرسمك
وله نفس ابتساماتك ..
ونظرة عينه مثلاتك
لأني كلما طالعتك ..
أهيم ..بليل نظراتك!
وتقريبا مثل طولك!!
وصوته.. فيه من صوتك!
يداعب مسمعي..
وارحل ..
في دنيا مالها آخر
ويستعمل نفس عطرك !
والمسباح والساعة !
ثم سألته بعد كل هذا التوضيح عما إذا كان قد أهتدى للمقصود وفهم الإشارة .. ولكنه أجاب بما يبعث "الخيبة" ويقتل "الأمل" .. قائلا ..
للأسف لحظه ..
تخيلت اني المقصود
بس اليوم..
بالصدفه..
غيرت العطر..
وحطيت بداله اليوم..
دهن العود!!!!؟
ومن زاوية مماثله نجد ببوح الشاعره "أبعاد التركي" وصوف مأساويه تعبر عن معاناة قويه .. ممن أستلذ بطعنها .. وكسر حلمها .. فأنتهى بإضاعة نفسه بدروبه وإضاعتها بخيبتها .. حيث تقول .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لا تسل عن ضيقة ايامي وقلبي لا تمره=ضاعت دروبك على اخر ليل وجروحي عطايب[/poem]
فرغم قربه منها وقربها منه إلى أنه مُحدث علتها والمتسبب بثورتها فتقول
"وأنت علّة خافقي وأنت القريب من القرايب "
لأنه بإختصار .. لا يكل ولا يمل من ذبح الغلا وقتل الموده حتى
دفعها لإنكساراتها وإضطراب نظراتها .. فتقول
"انكسر حلم الليال وطاحت نجوم المجره"
وإنعكاسا لما ألمّ بها و لإنكسارها و"خيبتها" به .. فإنها تكشف بنهاية المطاف أوراق الحقيقة وتجازيه إزاء "خيبة الأمل" بالصراحة الغير قابلة للتدليس وتخبره عن حقيقة إحساسة الآيل للعدم قائلة .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
انت ماتدري ولاعندك من الاحساس ذرّه=أشهد ان مصيبتى بك من عظيمات المصايب[/poem]
ومن ألم آخر بصورة أخرى تصف لنا الشاعره "الغيداء" .. "خيبتها" بتجلي من محبوبها المتسم بـ "البرود" المقيت .. حيث قتلها بمخالفته لرغباتها .. وكسرها بعدم تجاوبه معها فتقول .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اغلب سواليفنا كلمات محسوبه=هو يعشق الصمت وانا الصمت مااحتاجه[/poem]
فهي تعشق "البوح" ولكنه "هو على العكس صار الصمت منهاجه"
ولكنها بنهاية المطاف تبرر لنفسها السر من وراء هذا الأمر .. فتقنع نفسها وتقنعنا معها بجميل حجتها حيث تذكر لنا وجوب هذا الأزدواج وواقعيته حيث أنه ما من بيت إلا ويوجد به جوار "الفرن" .. "ثلاجه" فتقول بصورتها الرائعه وتبريرها الجميل .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سبحان رب جمع رجل ورعبوبه=في داخل البيت جنب الفرن ثلاااااجه !![/poem]
والأدهى من هذا والأمر هو ما وصفته لنا الشاعره "بنت أبوها" مع ذلك المحبوب الذي لا يفتأ عن مخالفة دروبها وكأنها "مالها بالغلا رب" .. بل ويزيد على ذلك أن يأخذ حديثها الوجداني الصادر من قلبها على مأخذ آخر وكأنه "سب" .. و .. "شتم" فتقول .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
غيري ليا منه عرض له يرحب=ودربٍ أنا فيه أنوجد ما يطبه
وشلون يعني "مالنا بالغلا رب"=لا أبوه طيب ولعنبوها مدبه
إن جيت ألمح له ومنه أتقرب=ما كني إلا في كلامي "أسبه"[/poem]
ولكنها ورغم هذه "الخيبة" بتجاوبه معها لا تزال تجد له بدواخلها ما يطلبه ويقبله .. وينادي بقربه حيث تختم راضية مرضية قائلة .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وإن جيت عنه أصد وأقول أبضرب=يثوع ريحٍ فالحنيا يجبه[/poem]
أما الشاعره "تذكار الخثلان" فقد كانت مختلفه تماما مع من خيـّب آمالها .. حيث جفته ونفته .. وأرسلت له إنعكاسا عاصفا قاصفا .. أستهلته بقولها .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إن قاله الله جيت والذل كاسيك=ثوبٍ من الحقران عرضه وطوله[/poem]
ثم بينت له أن ليس من اليسر التجاوز عن قتل الآمال وسوء الأفعال .. فتقول ..
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لا تحسب إني يا (خبل) بعترف فيك=وألا أني أنسى ما فعلت بسهوله
برميك من قلبي ومن عيني أرميك=ما عاد يشفع لك كلامٍ تقوله[/poem]
فأغلقت عليه بذلك جميع المخارج وبينت أن خيبتها به أكبر من أن يـُـلتمس لها العذر .. فكسر الذات لا يــُجبر بالكلمات .. ولذلك أبلغته بنهاية حكمها أن قرارها نهائي لا يقبل المفاوضه .. ولا يلزم بذلك رضاه .. فتقول .. "رضيت وألا خل الأيام ترضيك"
ثم تعلنها مدوّيه حيث تصل إلى الختام الأشد وطأه والأكثر عمقا بمقابلة السوء بالسوء .. فكسره لآمالها وتخييبه لها لا بد أن يكون له إنعكاس .. فتقول بذلك .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يوم أنها بالخبث بانت مواريك=لا ما تشرف فيك بنت الحموله
اليوم جيت أمسح نهايات ماضيك=واليوم بآخذ منك دور البطوله[/poem]
وعند هذه البطولة نصل إلى نهاية مساحتنا .. والإكتفاء بهذه النماذج .. وما خفي من تعبيرات "خيبة الأمل" وصورها كان أعظم .. وحسبنا ههنا أن أشرنا إلى هذا الجانب .. بإشارات بسيطة تدعو للتأمل بجمال التعبير من قالب إلى آخر بإنعكاس صدق وتلقائية جلية وواضحه تصوّر مدى التأثر وعظم الخطب ببساطة لا تقبل التكلف ولا تقر به
ودمتم سالمين[/align]
عندما يصاب الإنسان بـ "خيبة الأمل" .. فإنه يضطر إلى تغيير حساباته التي كان قد أفترضها بغياب "الخيبة" ووجود "الأمل" .. وهذا التغيير يكون له أشكالا وصورا تختلف وتتفاوت من شخص إلى آخر ..
فنجد على سبيل المثال من يتعامل معها بـ "إظهار الانكسار" .. ونجد من يتعامل معها بـ "إحياء الكبرياء" .. ونجد من يتعامل معها بالأخذ من هذا وذاك .. وكلٌ بطريقته ..
والأشخاص يختلفون بذلك لاختلاف انطباعاتهم وتصوراتهم
وهذه الصور بمجملها تدعو للتأمل لشفافيتها وصدق مدلولها وانبعاثها من إحساس ثائر متأجج .. وتولدها من حالة متمردة لا تقبل التكلف ولا تعترف به ..
ومن هنا أردت أن أسلط الضوء على هذا الجانب من زاوية تظهر جماله وتجسد مواقفه .. فاخترت لإبانته .. الأداة الأكثر عمقا والأصدق تعبيرا من خصوصيتين بـ "الشعر" .. "النسائي" .. وذلك لحيوية مواقفه واقترابه إلى حدٍ كبير من الصدق الممزوج بعظم التأثر ..
فوجدت بعمق نصوص الشاعرات ما أجبرني على التفاعل معه والذوبان به .. فأبحرت بالبعض .. وحلقت بالبعض الآخر ..
وأحببت بعد كل هذا أن أصحبكم معي بهذه الرحلة .. لنلحظ سويا الجمال بشتى صوره .. ونتأمل الصور بتمايز جمالها ..
وسننطلق من شاطئ الشاعرة "عابرة سبيل" لنحلق في فضاء خيالها الرحب وتصويرها الرائع لـ "خيبتها" بمن ابتليت به .. والذي خالفها الإهتمام وشذ عنها بالتأثر .. فأشارت له بجرحها المعنوي المميت .. فقابلها بجرح حسي يظهر بُعد الإهتمام وقلة الإلتزام بنزعات الحب وتبعاته ..
ما أجبرها على أن تندفع ثائره متضجرة من هذه "الخيبة" حيث تقول .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لي صاحبٍ منـّه تبي تطلع الروح=خبلٍ ومنهي مولعه فيه خبله
عامين أبين له مع الجد ومزوح =وأقول ياعنتر تناديك عبله
طال المدى ثم قلت أنا اغليك يالوح=مجروحةٍ جرح مخاطره عجله
دنق وقال انا من العام مجروح=وأشر لجرحٍ مبطيٍ وسط رجله[/poem]
ومن جانب الأفق الآخر نجد الشاعره "حنين الشمال" تعبر عن مصابها الجلل .. وفقدناها للأمل .. ممن صنع لها "الخيبة" .. بإنحراف نظرته .. وإنكسار موافقته .. حيث سمت بحبها وأرتقت به إلى عوالم أخرى فوقيــّه لتصرح لمحبوبها عن شغفها وحبها .. والذي كان "مخيبا للأمل" بدوره عائدا إلى زخرف الدنيا وزينتها .. مفتونا بسلسالها .. مشغولا عن دلالها .. حيث تقول .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قلت "أحبك" قال يا زين "سلسالك" =قلت فدوى كان هو صار مطلوبك[/poem]
إلا أنها وبعد هذا الإنكسار تعود إليه بما ينمّ عن حبها الذي رضيته بشتى صورة لتخبره أنها رغم "خيبتها" .. ورغم "قلة رشده" ما زالت تستجديه (أن يغير من أسلوبه) وما زالت تسير إليه على جسور المحبه حيث تقول ..
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هاك عشقٍ ما خطر يوم في بالك=وآه ياليـــتك تغير من اسلوبك
والله إنك تقهر القلب بخبالك=ورغم هذا أزرع لك الورد بدروبك[/poem]
ومن الجانب الآخر نجد الشاعره "صدى الحرمان" .. منكسرة من سؤال "الغبي" .. والذي لم يتفطن إلى مقصودها .. ولم يسايرها بالولوج إلى أجواءها فخرج منكرا غايتها رغم توافق شروحاتها بإسهاب لرجل الإعجاب .. الذي سألها ..
"من تحب أكثر ومن في صوته تتأثر"
فشدته مع تلابيبه قائلة ..
اقول بكل صراحه وحب ..
اني فيه..(( مفتونه ))
و انه ساكن أهدابي
وأول وآخر أحبابي
فصرخ بها .. سائلا عن صاحب الوصف قائلا .. :
قولي لي ..
كفاية لعب بأعصابي
فعزمت على الشرح والزيادة بالطرح عله يهتدي ويبصر فقالت بإشارات واضحه وتلميحات بيــّنه .. :
اهو اسمه.. مثل اسمك
ورسمه .. يشبه لرسمك
وله نفس ابتساماتك ..
ونظرة عينه مثلاتك
لأني كلما طالعتك ..
أهيم ..بليل نظراتك!
وتقريبا مثل طولك!!
وصوته.. فيه من صوتك!
يداعب مسمعي..
وارحل ..
في دنيا مالها آخر
ويستعمل نفس عطرك !
والمسباح والساعة !
ثم سألته بعد كل هذا التوضيح عما إذا كان قد أهتدى للمقصود وفهم الإشارة .. ولكنه أجاب بما يبعث "الخيبة" ويقتل "الأمل" .. قائلا ..
للأسف لحظه ..
تخيلت اني المقصود
بس اليوم..
بالصدفه..
غيرت العطر..
وحطيت بداله اليوم..
دهن العود!!!!؟
ومن زاوية مماثله نجد ببوح الشاعره "أبعاد التركي" وصوف مأساويه تعبر عن معاناة قويه .. ممن أستلذ بطعنها .. وكسر حلمها .. فأنتهى بإضاعة نفسه بدروبه وإضاعتها بخيبتها .. حيث تقول .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لا تسل عن ضيقة ايامي وقلبي لا تمره=ضاعت دروبك على اخر ليل وجروحي عطايب[/poem]
فرغم قربه منها وقربها منه إلى أنه مُحدث علتها والمتسبب بثورتها فتقول
"وأنت علّة خافقي وأنت القريب من القرايب "
لأنه بإختصار .. لا يكل ولا يمل من ذبح الغلا وقتل الموده حتى
دفعها لإنكساراتها وإضطراب نظراتها .. فتقول
"انكسر حلم الليال وطاحت نجوم المجره"
وإنعكاسا لما ألمّ بها و لإنكسارها و"خيبتها" به .. فإنها تكشف بنهاية المطاف أوراق الحقيقة وتجازيه إزاء "خيبة الأمل" بالصراحة الغير قابلة للتدليس وتخبره عن حقيقة إحساسة الآيل للعدم قائلة .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
انت ماتدري ولاعندك من الاحساس ذرّه=أشهد ان مصيبتى بك من عظيمات المصايب[/poem]
ومن ألم آخر بصورة أخرى تصف لنا الشاعره "الغيداء" .. "خيبتها" بتجلي من محبوبها المتسم بـ "البرود" المقيت .. حيث قتلها بمخالفته لرغباتها .. وكسرها بعدم تجاوبه معها فتقول .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اغلب سواليفنا كلمات محسوبه=هو يعشق الصمت وانا الصمت مااحتاجه[/poem]
فهي تعشق "البوح" ولكنه "هو على العكس صار الصمت منهاجه"
ولكنها بنهاية المطاف تبرر لنفسها السر من وراء هذا الأمر .. فتقنع نفسها وتقنعنا معها بجميل حجتها حيث تذكر لنا وجوب هذا الأزدواج وواقعيته حيث أنه ما من بيت إلا ويوجد به جوار "الفرن" .. "ثلاجه" فتقول بصورتها الرائعه وتبريرها الجميل .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سبحان رب جمع رجل ورعبوبه=في داخل البيت جنب الفرن ثلاااااجه !![/poem]
والأدهى من هذا والأمر هو ما وصفته لنا الشاعره "بنت أبوها" مع ذلك المحبوب الذي لا يفتأ عن مخالفة دروبها وكأنها "مالها بالغلا رب" .. بل ويزيد على ذلك أن يأخذ حديثها الوجداني الصادر من قلبها على مأخذ آخر وكأنه "سب" .. و .. "شتم" فتقول .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
غيري ليا منه عرض له يرحب=ودربٍ أنا فيه أنوجد ما يطبه
وشلون يعني "مالنا بالغلا رب"=لا أبوه طيب ولعنبوها مدبه
إن جيت ألمح له ومنه أتقرب=ما كني إلا في كلامي "أسبه"[/poem]
ولكنها ورغم هذه "الخيبة" بتجاوبه معها لا تزال تجد له بدواخلها ما يطلبه ويقبله .. وينادي بقربه حيث تختم راضية مرضية قائلة .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وإن جيت عنه أصد وأقول أبضرب=يثوع ريحٍ فالحنيا يجبه[/poem]
أما الشاعره "تذكار الخثلان" فقد كانت مختلفه تماما مع من خيـّب آمالها .. حيث جفته ونفته .. وأرسلت له إنعكاسا عاصفا قاصفا .. أستهلته بقولها .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إن قاله الله جيت والذل كاسيك=ثوبٍ من الحقران عرضه وطوله[/poem]
ثم بينت له أن ليس من اليسر التجاوز عن قتل الآمال وسوء الأفعال .. فتقول ..
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لا تحسب إني يا (خبل) بعترف فيك=وألا أني أنسى ما فعلت بسهوله
برميك من قلبي ومن عيني أرميك=ما عاد يشفع لك كلامٍ تقوله[/poem]
فأغلقت عليه بذلك جميع المخارج وبينت أن خيبتها به أكبر من أن يـُـلتمس لها العذر .. فكسر الذات لا يــُجبر بالكلمات .. ولذلك أبلغته بنهاية حكمها أن قرارها نهائي لا يقبل المفاوضه .. ولا يلزم بذلك رضاه .. فتقول .. "رضيت وألا خل الأيام ترضيك"
ثم تعلنها مدوّيه حيث تصل إلى الختام الأشد وطأه والأكثر عمقا بمقابلة السوء بالسوء .. فكسره لآمالها وتخييبه لها لا بد أن يكون له إنعكاس .. فتقول بذلك .. :
[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يوم أنها بالخبث بانت مواريك=لا ما تشرف فيك بنت الحموله
اليوم جيت أمسح نهايات ماضيك=واليوم بآخذ منك دور البطوله[/poem]
وعند هذه البطولة نصل إلى نهاية مساحتنا .. والإكتفاء بهذه النماذج .. وما خفي من تعبيرات "خيبة الأمل" وصورها كان أعظم .. وحسبنا ههنا أن أشرنا إلى هذا الجانب .. بإشارات بسيطة تدعو للتأمل بجمال التعبير من قالب إلى آخر بإنعكاس صدق وتلقائية جلية وواضحه تصوّر مدى التأثر وعظم الخطب ببساطة لا تقبل التكلف ولا تقر به
ودمتم سالمين[/align]
تعليق