[align=center]
بعد نشر المقال في العدد الثالث لجريدة زوايا الشعبية...يسعدني أن اطرح المقال بين أيديكم..
لقراءة تعقيبكم ...ونقدكم على الموضوع المطروح...
لايطلع أبد...!!
مدخل ..لشاعرة وراء الكواليس:
إني أكتب "ممنوعاً"..
إني أكتب سر ..مااحد يعرفه..
حتى أمي..
إلا صديقتي هي اللي تعرف
قصة شعري.. وهمي!!
قلت لها " ممنوع" يعرف أحد ..لايطلع ابد..
قالت (وعـــــــــد)!!
دون أن ينتبه احد:
أقلب الطرف في أطراف السديم ..أبحر في ظلمته ثم يرتد إليّ البصر وهو حسير!!
فهناك تساؤلات تقلق في داخلي الهدوء وتحرك في أعماقي السكون؟؟
فنقطة ارتكاز جميع تلك الأسئلة هو عالم "الشاعرة الشعبية"..أهو جمع من التناقضات والمفارقات التي لاتختلط؟؟ أم هو نتاج عواطف وأحاسيس بين الرغبة والرهبة ..الاندفاع والإحجام..لاأعرف أين تسير بها القلوع المرسلة للريح والمفاجآت..فكثير من الشاعرات الشعبيات لايعرف أهلهن بأمر شاعريتهن وكأنه بات أمر ممنوع أو محرم ، ولا ألقي اللوم عليهن لأني أعزي ذلك الخوف إلى تلك النظرة الملازمة لكل شاعرة تكتب قصيد تبث فيه أصدق مشاعرها فقد نجد أن الشعر بالنسبة للشاعر الشعبي "وجاهه" حتى أن هناك نماذج سيئة تعيش على أوكسجين الساحة الشعبية همها الوحيد الاقتران بالشعر حتى أنها تتخذ طرق ملتوية للحصول على قصائد تذيل بأسمائهم اعتقاداً بأن الشعر وجاهه واحد أبواب الشهرة ، لكن نجد حال الشاعرة الشعبية نقيض حال الشاعر الشعبي ..فلانجد شاعرة تصرح باسمها الحقيقي إلا ماندر وأيضاً لانجد لهن أمسيات شعرية وتكاد تنحصر الأمسيات على أسماء كبيرة ساعدها المجتمع من حولها الظهور فلانجد أسماء شابة تشارك في الأمسيات ، إضافة إلى أن دورها مهمش جداً في الساحة وفي الشعر ،و كلي إيمان أن نتاجها الشعري ليس من أسباب تخفيها وراء الكواليس والدليل أن الشاعرة "عابرة سبيل" –رحمها الله- التي حتى الأشخاص الذين لايؤمنون بالشعر النسائي لديهم إيمان بموهبتها وهي نفسها كتبت :
أهلي يدرون أني شاعره ... بس مايدرون بهم الليال
يمنعوني من كتابه خاطره ... مادرو اني من زمان بهالمجال
آآه لو يدرون أني عابره ... عندهم بتصير موتتنا حلال
هذا فضلاً عن نظرة البعض للشعر الشعبي نظرة دونية وخاصة ممن هم من الطبقة المثقفة على أنه أقل ثقافة ورقي وعلى أنه محاربة للغة الأم رغم أن الشعر الشعبي مرآه صافية لحياة أبناء الجزيرة العربية وهو قريب الشبه بالشعر الجاهلي والإسلامي في موضوعاته وأساليبه ومعانيه ، والأندية الأدبية تتبنى العديد من الدراسات الاجتماعية والتاريخية التي تستفيد من الأدب العامي ..وهنا يتضح دور الشعر الشعبي وتأكيد على أن دوره ضروري ولازم في نواح عدة من القضايا المعرفية، ونجد أن الشعر الشعبي تأثر بأوضاع المجتمع الحالي فنحن نلمس أثر الحياة والتطور الذي يشهده عصرنا فيما ينظمه الشعراء والشاعرات من القصائد، وإن غلبة الإقليمية على الشعر الشعبي إلى أن بعض هذا الشعر ليس إقليمياً في أهدافه ومراميه وإن كانت لهجته محليه فهو يعالج المشكلات العامة ويطرق أغراض يطرقها الشعر الفصيح ، لذلك يؤسفني كثيراً عندما تبعث لي إحداهن معلقة" اتركي الشعر الشعبي غير نادمة..فهو أقل من مستوى فكركِ و كتاباتكِ بأسلوبكِ به ، بإقتناءكِ للمعاني وللمفردات " لذلك أجد عزوف كثير من الشاعرات الشعبيات الكاتبات إلى الاقتصار على الكتابة الأدبية لأنها أرفع شأناً ولأنها قد تسمح لهن برفع الحواجز والظهور بأسمائهن الصريحة دون خوف ..رغم أنني اعتنق فكرة "كل قصيدة مسئولة من الشعر فإذا سمت يسمو الشعر..وإن هوت تهاوى الشعر"ولكن مسألة رفع الحواجز والكتابة بالاسم الصريح في الشعر الشعبي أمر شائك وخاصة أن هناك "صعاليك الحديث" وهم كالجراد الذي يهاجم دون تمييز وينتقلون من حقل لآخر كأنهم غزاة تنعشهم رائحة الموت والهلاك ، فمن سرورهم تصيد كل عثرة وفضح كل زرية علا شأنها أو انخفض ، فلا أعلم لما تشن الحروب على الشاعرة الشعبية وحدها ولا تشن على غيرها من الكاتبات والأدبيات وشاعرات الفصحى ..هل لأن الساحة الشعبية تعج بمن يغرقون في وحل الأمية والجهل والتخلف؟؟ أم هي محاولة لإقصاء الشاعرات وتفرد القلم الذكوري بالشعر الشعبي؟؟ لاأعلم حقيقة السر في الخلطة الكنتاكية ؟؟ولكن ماتوصلت إليه هو أن الشاعرة الشعبية ضحية في الشعر..ضحية للمجتمع.. ضحية لمشاعرها..ضحية للأنانية والغيرة..ضحية للنظرة القاصرة "الدونية"، فهي تروح خماصاً وللأسف تغدو خماصاً أيضا..وكأنها تكتب على صفحة من الماء .
على العموم نحن بحاجة ماسة إلى تفعيل وتقنين دور الشاعرة الشعبية ولا نريد سوى الكف عن الخوض في مسائلها الشخصية والاعتراف بإبداعها حتى لاتخبت جذوة الإبداع بها ..فقمة الرقي أن ننظر للمادة الأدبية لذاتها دون النظر إلى صاحب أو صاحبة القلم ..
مخرج...للمتنبي:
يهون علينا أن تصاب جسومنا وتسلم أعراض لنا وعقول.
بقلم : نوض سدير[/align]
بعد نشر المقال في العدد الثالث لجريدة زوايا الشعبية...يسعدني أن اطرح المقال بين أيديكم..
لقراءة تعقيبكم ...ونقدكم على الموضوع المطروح...
لايطلع أبد...!!
مدخل ..لشاعرة وراء الكواليس:
إني أكتب "ممنوعاً"..
إني أكتب سر ..مااحد يعرفه..
حتى أمي..
إلا صديقتي هي اللي تعرف
قصة شعري.. وهمي!!
قلت لها " ممنوع" يعرف أحد ..لايطلع ابد..
قالت (وعـــــــــد)!!
دون أن ينتبه احد:
أقلب الطرف في أطراف السديم ..أبحر في ظلمته ثم يرتد إليّ البصر وهو حسير!!
فهناك تساؤلات تقلق في داخلي الهدوء وتحرك في أعماقي السكون؟؟
فنقطة ارتكاز جميع تلك الأسئلة هو عالم "الشاعرة الشعبية"..أهو جمع من التناقضات والمفارقات التي لاتختلط؟؟ أم هو نتاج عواطف وأحاسيس بين الرغبة والرهبة ..الاندفاع والإحجام..لاأعرف أين تسير بها القلوع المرسلة للريح والمفاجآت..فكثير من الشاعرات الشعبيات لايعرف أهلهن بأمر شاعريتهن وكأنه بات أمر ممنوع أو محرم ، ولا ألقي اللوم عليهن لأني أعزي ذلك الخوف إلى تلك النظرة الملازمة لكل شاعرة تكتب قصيد تبث فيه أصدق مشاعرها فقد نجد أن الشعر بالنسبة للشاعر الشعبي "وجاهه" حتى أن هناك نماذج سيئة تعيش على أوكسجين الساحة الشعبية همها الوحيد الاقتران بالشعر حتى أنها تتخذ طرق ملتوية للحصول على قصائد تذيل بأسمائهم اعتقاداً بأن الشعر وجاهه واحد أبواب الشهرة ، لكن نجد حال الشاعرة الشعبية نقيض حال الشاعر الشعبي ..فلانجد شاعرة تصرح باسمها الحقيقي إلا ماندر وأيضاً لانجد لهن أمسيات شعرية وتكاد تنحصر الأمسيات على أسماء كبيرة ساعدها المجتمع من حولها الظهور فلانجد أسماء شابة تشارك في الأمسيات ، إضافة إلى أن دورها مهمش جداً في الساحة وفي الشعر ،و كلي إيمان أن نتاجها الشعري ليس من أسباب تخفيها وراء الكواليس والدليل أن الشاعرة "عابرة سبيل" –رحمها الله- التي حتى الأشخاص الذين لايؤمنون بالشعر النسائي لديهم إيمان بموهبتها وهي نفسها كتبت :
أهلي يدرون أني شاعره ... بس مايدرون بهم الليال
يمنعوني من كتابه خاطره ... مادرو اني من زمان بهالمجال
آآه لو يدرون أني عابره ... عندهم بتصير موتتنا حلال
هذا فضلاً عن نظرة البعض للشعر الشعبي نظرة دونية وخاصة ممن هم من الطبقة المثقفة على أنه أقل ثقافة ورقي وعلى أنه محاربة للغة الأم رغم أن الشعر الشعبي مرآه صافية لحياة أبناء الجزيرة العربية وهو قريب الشبه بالشعر الجاهلي والإسلامي في موضوعاته وأساليبه ومعانيه ، والأندية الأدبية تتبنى العديد من الدراسات الاجتماعية والتاريخية التي تستفيد من الأدب العامي ..وهنا يتضح دور الشعر الشعبي وتأكيد على أن دوره ضروري ولازم في نواح عدة من القضايا المعرفية، ونجد أن الشعر الشعبي تأثر بأوضاع المجتمع الحالي فنحن نلمس أثر الحياة والتطور الذي يشهده عصرنا فيما ينظمه الشعراء والشاعرات من القصائد، وإن غلبة الإقليمية على الشعر الشعبي إلى أن بعض هذا الشعر ليس إقليمياً في أهدافه ومراميه وإن كانت لهجته محليه فهو يعالج المشكلات العامة ويطرق أغراض يطرقها الشعر الفصيح ، لذلك يؤسفني كثيراً عندما تبعث لي إحداهن معلقة" اتركي الشعر الشعبي غير نادمة..فهو أقل من مستوى فكركِ و كتاباتكِ بأسلوبكِ به ، بإقتناءكِ للمعاني وللمفردات " لذلك أجد عزوف كثير من الشاعرات الشعبيات الكاتبات إلى الاقتصار على الكتابة الأدبية لأنها أرفع شأناً ولأنها قد تسمح لهن برفع الحواجز والظهور بأسمائهن الصريحة دون خوف ..رغم أنني اعتنق فكرة "كل قصيدة مسئولة من الشعر فإذا سمت يسمو الشعر..وإن هوت تهاوى الشعر"ولكن مسألة رفع الحواجز والكتابة بالاسم الصريح في الشعر الشعبي أمر شائك وخاصة أن هناك "صعاليك الحديث" وهم كالجراد الذي يهاجم دون تمييز وينتقلون من حقل لآخر كأنهم غزاة تنعشهم رائحة الموت والهلاك ، فمن سرورهم تصيد كل عثرة وفضح كل زرية علا شأنها أو انخفض ، فلا أعلم لما تشن الحروب على الشاعرة الشعبية وحدها ولا تشن على غيرها من الكاتبات والأدبيات وشاعرات الفصحى ..هل لأن الساحة الشعبية تعج بمن يغرقون في وحل الأمية والجهل والتخلف؟؟ أم هي محاولة لإقصاء الشاعرات وتفرد القلم الذكوري بالشعر الشعبي؟؟ لاأعلم حقيقة السر في الخلطة الكنتاكية ؟؟ولكن ماتوصلت إليه هو أن الشاعرة الشعبية ضحية في الشعر..ضحية للمجتمع.. ضحية لمشاعرها..ضحية للأنانية والغيرة..ضحية للنظرة القاصرة "الدونية"، فهي تروح خماصاً وللأسف تغدو خماصاً أيضا..وكأنها تكتب على صفحة من الماء .
على العموم نحن بحاجة ماسة إلى تفعيل وتقنين دور الشاعرة الشعبية ولا نريد سوى الكف عن الخوض في مسائلها الشخصية والاعتراف بإبداعها حتى لاتخبت جذوة الإبداع بها ..فقمة الرقي أن ننظر للمادة الأدبية لذاتها دون النظر إلى صاحب أو صاحبة القلم ..
مخرج...للمتنبي:
يهون علينا أن تصاب جسومنا وتسلم أعراض لنا وعقول.
بقلم : نوض سدير[/align]
تعليق