[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الأنسان ككائن حيّ اجتماعي بطبعه ..لابل إن الإنسان الطبيعي هو الذي يؤثر ويتأثر في بيئته سواء أكانت البيئة العامة او البيئة المصغرة واقصد بالبيئة المصغرة تلك التي يمارس فيها نشاطاته وهواياته وبكونه-أي الإنسان- إجتماعي فهو معرض للتعامل مع من يعيش في كنف بيئته المصغرة بحكم العلاقة التي اوجدها النشاط او تلك الهواية ...فمثلاً لايمكن لرجل زراعي ان يتعامل في بيئه صناعية او حتى مع الرجل الصناعي الا بصعوبة والسبب في ذلك يعود الى اختلاف المدارك والمشارب والرؤى والتطلعات فهي على النقيض حتماً.
إلاّ أن ذلك لايمنع من إختلاف العقليات والفروق الشخصية والتي اوجدها الله- سبحانه وتعالى- في بني البشر حتى ولو توحدت هواياتهم وأنشطتهم الفردية والاجتماعية إلا أن الأختلاف امر طبيعي وموجود ولا اقصد بذلك الإختلاف في االآراء طبعاً فالاختلاف في الرأي نعمة..اما االإختلاف في العقليات وطرق التعامل نقمة تحتاج الى توعية ومكافحة.
فالشعر كمثال حيّ للبيئات المصغرة تعج به أطياف متنوعة ومتعددة فهم على هذا التعدد فريقان ..اما الأول فهو الفريق المدرك لرسالة الشعر وأهميته وتأثيره في المجتمع فهو لازال يتمسك بدوره بقدر استطاعته فتجده احياناً يقف موقف المنصح المشفق عليه والمدافع عنه في ذات الوقت وأبعد من ذلك تجده يتمنى لو أن كل شعراء الدنيا يسيرون على ماسار عليه....أما الفريق الآخر فهو الفريق الذي لايعيّ لذات الشعر دور وإنما يحاول أن يجعل من الشعر مطيّة عبور أو حلقة وصل لمقاصد شخصية او أطماع مادية....ففي كلا الفريقين هناك من يبرز كشاعر يشار إليه بالبنان ويحفظ الدهر شعره إلاّ أنه مع ذلك معرض للأنتقاد لسبب او لأخر ويبرز منتقده بحسب مايميل الناقد الى أي الفريقين.
وللعقلية الشعرية في بيئة الشعر اهمية كبرى لايمكن لنا إغفالُها فدوام إستمرارية الشعر كمادة صحية تقوم بأدوارها في المجتمع تخضع للعقلية ذاتها فعقلية الشاعر أو الناقد عندما يعتريها (لوث أو قصور) تؤثر بشكل سلبي على الشعر نفسه وبالتالي تجد أن المُتلقي (الواعي) قد عزف عن تعاطي الشعر أو حتى الإنسجام معه في أدنى درجاته وعليه تكون المحصلة النهائية تكدس أطنان شعرية في أحواش الشعراء والنقاد -لاتتعدى حناجرهم- وعلى العكس من ذلك تماماً فالنضوج العقلي لدى الشاعر والناقد من شأنه ان يغرس بذره في تربة صالحة تكبر حتى (تصبح اشجاراً اشجارا) تؤتي أُكلها بعد حين من ماينتج عنه محاصيل شعرية جيدة لاتغيب عنّ أعُين المتلقي قبل أن يتفكه بها.
ولعل الأزدياد المطرد في ولادة الشعراء والنقاد كماً لا كيفاً (حتى يُخال لنا كأنهم اعداد قوم يأجوج ومأجوج) يزيدُ في الأمر صعوبة فهولاء بتلك الأعداد الهائلة من الصعب جداً ان يمتلكوا الثقافة نفسها ولا ذلك النضوج نفسه ..وبالتالي حريُ بالمتلقي أن يكن حذراً -في حالة عدم عزوفه- في التعامل مع الشعر عندما يقدم على أطباق اؤلئك الشعراء او النقاد ...فقديماً قيل ليس كل مايلمع ذهباً .
على الحب والخير نلتقيّ
بقلم : فالح بن راشد آل حثلان
حقوق الطبع محفوظه للنداوي [/align]
الأنسان ككائن حيّ اجتماعي بطبعه ..لابل إن الإنسان الطبيعي هو الذي يؤثر ويتأثر في بيئته سواء أكانت البيئة العامة او البيئة المصغرة واقصد بالبيئة المصغرة تلك التي يمارس فيها نشاطاته وهواياته وبكونه-أي الإنسان- إجتماعي فهو معرض للتعامل مع من يعيش في كنف بيئته المصغرة بحكم العلاقة التي اوجدها النشاط او تلك الهواية ...فمثلاً لايمكن لرجل زراعي ان يتعامل في بيئه صناعية او حتى مع الرجل الصناعي الا بصعوبة والسبب في ذلك يعود الى اختلاف المدارك والمشارب والرؤى والتطلعات فهي على النقيض حتماً.
إلاّ أن ذلك لايمنع من إختلاف العقليات والفروق الشخصية والتي اوجدها الله- سبحانه وتعالى- في بني البشر حتى ولو توحدت هواياتهم وأنشطتهم الفردية والاجتماعية إلا أن الأختلاف امر طبيعي وموجود ولا اقصد بذلك الإختلاف في االآراء طبعاً فالاختلاف في الرأي نعمة..اما االإختلاف في العقليات وطرق التعامل نقمة تحتاج الى توعية ومكافحة.
فالشعر كمثال حيّ للبيئات المصغرة تعج به أطياف متنوعة ومتعددة فهم على هذا التعدد فريقان ..اما الأول فهو الفريق المدرك لرسالة الشعر وأهميته وتأثيره في المجتمع فهو لازال يتمسك بدوره بقدر استطاعته فتجده احياناً يقف موقف المنصح المشفق عليه والمدافع عنه في ذات الوقت وأبعد من ذلك تجده يتمنى لو أن كل شعراء الدنيا يسيرون على ماسار عليه....أما الفريق الآخر فهو الفريق الذي لايعيّ لذات الشعر دور وإنما يحاول أن يجعل من الشعر مطيّة عبور أو حلقة وصل لمقاصد شخصية او أطماع مادية....ففي كلا الفريقين هناك من يبرز كشاعر يشار إليه بالبنان ويحفظ الدهر شعره إلاّ أنه مع ذلك معرض للأنتقاد لسبب او لأخر ويبرز منتقده بحسب مايميل الناقد الى أي الفريقين.
وللعقلية الشعرية في بيئة الشعر اهمية كبرى لايمكن لنا إغفالُها فدوام إستمرارية الشعر كمادة صحية تقوم بأدوارها في المجتمع تخضع للعقلية ذاتها فعقلية الشاعر أو الناقد عندما يعتريها (لوث أو قصور) تؤثر بشكل سلبي على الشعر نفسه وبالتالي تجد أن المُتلقي (الواعي) قد عزف عن تعاطي الشعر أو حتى الإنسجام معه في أدنى درجاته وعليه تكون المحصلة النهائية تكدس أطنان شعرية في أحواش الشعراء والنقاد -لاتتعدى حناجرهم- وعلى العكس من ذلك تماماً فالنضوج العقلي لدى الشاعر والناقد من شأنه ان يغرس بذره في تربة صالحة تكبر حتى (تصبح اشجاراً اشجارا) تؤتي أُكلها بعد حين من ماينتج عنه محاصيل شعرية جيدة لاتغيب عنّ أعُين المتلقي قبل أن يتفكه بها.
ولعل الأزدياد المطرد في ولادة الشعراء والنقاد كماً لا كيفاً (حتى يُخال لنا كأنهم اعداد قوم يأجوج ومأجوج) يزيدُ في الأمر صعوبة فهولاء بتلك الأعداد الهائلة من الصعب جداً ان يمتلكوا الثقافة نفسها ولا ذلك النضوج نفسه ..وبالتالي حريُ بالمتلقي أن يكن حذراً -في حالة عدم عزوفه- في التعامل مع الشعر عندما يقدم على أطباق اؤلئك الشعراء او النقاد ...فقديماً قيل ليس كل مايلمع ذهباً .
على الحب والخير نلتقيّ
بقلم : فالح بن راشد آل حثلان
حقوق الطبع محفوظه للنداوي [/align]
تعليق