منقار من ذهب داخل بيضة هشة (سعدية مفرح والساحة الشعبية ) !!!
سعدية مفرح شاعرة وكاتبة معروفة لها دواوين شعرية مطبوعة قضت 15 عاما من عمرها في مجال الصحافة والشعر والنشر المنتظم ولها سمعة رائعة عبر الوطن العربي تحفل بها الدوريات ويتلقف إناراتها المثقفين هنا وهناك .. ترجمت بعض أعمالها للانجليزية والألمانية, وقد استرعاني حوار شيق معها أجراه الشاعر والناشر فيحان الصواغ عرّاب موقع انهار الأدبي على الشبكة وهو كاتب طموح جدا ومجتهد .. وقد كان لفيحان اسئلة ساحاول اقتطاف ما لامس مكنونات ساحة الأدب الشعبي وخاصة الشعر بتصرف فلنمعن القراءة للإجابات أولا لنعود بإجابة مقنعة لهذه الأسئلة:
1 كيف ترى أوضاع العمل الصحفي في الساحة الشعبية؟
2 ما رأيك بمعدي صفحات الشعر الشعبي؟
3 لماذا يتوارى الشعراء الفصحويين عن التصريح بانتمائهم للساحة الشعبية؟
4 ما أسباب حساسية الوسط الشعبي للتماس مع النقد؟
5 هل هناك ظاهرة اسمها: المعصومون عن النقد في الوسط الشعبي؟
6 هل أقطاب الكتابة والنقد الشعبيين متلونين يضمرون في الخفاء ما لا يعلنون؟
7 هل الكثير من رؤساء تحرير المجلات المتخصصة بالأدب والشعر الشعبي لا يفهمونه؟
8 إلى أي مدى التجارة مستشرية في أوساط المهتمين بالشعر الشعبي ؟
9 هل ظاهرة انتشار مجلات وملاحق الصحف التي تعنى بالشعر الشعبي صحية؟
10 الشاعرات وأغلفة مجلات الشعر, ما هي الأسباب , الدوافع: العلاج ؟
11 هل عرى التعاضد بين مناهج الشعر الشعبي عبر الوطن العربي منفصمة؟
12 إذا كان الشعر الشعبي يعج بالمساوئ فكيف اكتسحت شعبيته الفصيح؟
ولنقرأ اللقاء .. لتحريض الإجابة عن ما سبق من تساؤلات ...
سعدية مفرح .. أنت من المعارضين والمنتقدين لأوضاع العمل الصحفي في الساحة الشعبية الخليجية….لماذا ؟
ـ نعم أنا من المعارضين لكل الظواهر السلبالحقيقية.ل الصحفي. انتقادي للوضع في صفحات الشعر الشعبي لأنها تعاني من الكثير من الظواهر السلبية منها تحولها إلى منابر للمديح الفج وخصوصا لأصحاب النفوذ والمال والسلطة وذلك على حساب قيم النقد والشعر الحقيقية .كما إنني انتقد فيها عدم حرفيتها الصحفية، واعتمادها للإثارة الاستهلاكية، وعدم تبنيها لأي خطاب فكري معين يمكن أن يجعل منها إضافة لثقافة الأمة بشكل إيجابي.
ما رأيك بمعدي صفحات الشعر الشعبي في الصحافة الخليجية ؟
ـ الكثير منهم يفتقر لأبجديات المهنة الصحفية أصلا ..وهناك من يمتهن الصحافة وقيم الشعر من خلال تكريسه لظواهر سلبية تحدثنا عنها في الإجابة السابقة
ما هو دور رابطة الأدباء في مسيرتك مقارنة بدور الساحة الشعبية سيما وأنك متواجدة في المجالين؟
ـ بالنسبة لساحة الشعر الشعبي أنا لا أعتبر نفسي من روادها، وكل ما كتبته من مقالات في مجلات أو صفحات متخصصة بالشعر الشعبي قليل جدا
عندما تكتب سعدية مفرح حرفا كنقد للساحة الشعرية الشعبية تثور العاصفة …ما هي الأسباب ؟
ـ رغم أني لا اكتب إلا نادرأيضا،حافة الشعر الشعبي بالذات إلا أنني أفاجأ دائما بردود الفعل هذه تجاه ما أكتب …، أكتبت نقدا موضوعيا وصريحا ينظر إليه البعض على أنه قاسي بل إن هناك من اتهمني بأنني حاقدة على الشعر الشعبي ومن يحقد على الشعر!! ، أنا أكتب قناعاتي الشخصية بعيدا عن اشتراطات ساحة الشعر الشعبي المكشوفة ، أو أي اشتراطات أخرى.
هل تتقبلين النقد من الجمهور؟ أم أنك تحترمين الرأي ولكن تطلبينه من المتخصصين فقط ؟
ـ طبعا أتقبل الرأي والنقد والصحفيين، اشتغالي في الصحافة وممارستي للكتابة النقدية عودني على تقبل آراء الآخرين في ما أكتب من شعر أو مقالات صحفية. وأنا أحب معرفة آراء الجميع السلبية والإيجابية سواء أكانت هذه الآراء صادرة من متخصصين أم من متلقين عاديين.
كتبت مقالا نقديا ساخنا عن الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن.. فحوربت من قبل المطبوعات والصحفيين ، فما هو رأيك ؟ وهل تغيرت قناعاتك؟
ــ المقال كان مجرد قراءة نقدية أبين فيه وجهة نظري السلبية لديوانه الأول نشرتها ، أقامت قيامة كثير من الشعراء والقراء والصفحات الشعبية بالرفض العلني المنشور ، وبالتأييد السري الهاتفي ،ولم يجاهر برأيه المؤيد إلا قلة ، احترمت وجهات نظر الجميع لكنني لم أحترم أبدا أولئك الذين اتصلوا هاتفيا مؤيدين ثم كتبوا ونشروا مخالفين ثم اعتذروا عن تناقضهم متحججين بظروفهم الخاصة. بـل إن شاعرا كبيرا كان أول من شجعني على كتابة المقال ، بل الأكثر أنه قال لي عن الشاعر : " لا تحاسبيه علـى قلة ثقافته ..لأنه مجرد شاعر شعبي"
قناعاتي لم تتغير ، لأن القناعات لا تتغير حتى لو تغيرت الآراء .. كل ما هنالك أنني كنت أمارس عملي وأكتب بكل صدقة وأمانة واجتهاد كما أفعل دوالأدب،ا سأظل أفعل أبدأ بغض النظر عن غضب الآخرين أو رضاهم.
كثير من رؤساء تحرير المجلات المتخصصة بالشعر والأدب لا يفهمون معنى الشعر والأدب ، فهل هذا إنصاف للشعر أم ابتلاء ؟ ثم التجارة بالشعر …ما رأيك بها؟
ـ ابتلاء أكيد .. هذا أولا أما ثانيا : فبئس التجارة ، ولكنها موجودة وبتجليات مختلفة مع الأسف !!.
ما رأيك بظاهرة انتشار المجلات وملاحقة الكلمة التي تعنى بالشعر الشعبي بهذا الشكل المبالغ به؟
ـ أنا دائما وأبدا مع كل مساحة جديدة للكلمة ، ومع كل فرصة إضافية للنشر ، بالتأكيد فإن انتشار الصحف والمجلات والمطبوعات أينا ما كان نوعها ظاهرة صحية ، ولكن ينبغي أن تكون أي مطبوعة جديدة إضافة لما قبلها وأن تأتي بجديد .
أنت من أنصار المرأة في كل شيء ..ولكن الشاعرات بدأن يحولن مجلات الشعر الشعبي إلى ما يشبه مجلات الأزياء … مـاذا تقولـين ؟
ـ أنا من أنصار الإنسان … ولكن كيف تكون الشاعرات هن الواستغلالها.جلات الشعر الشعبي رغم أن كل رؤساء تحرير هذه المجلات والعاملين فيها رجال؟ الرجل في هذه المجلات هو الذي يحاول تشويه صورة المرأة واستغلالها..
أن من تنشر صورها من الشاعرات تعتبر شاعرة كبيرة جدا ، اما التي تمتنع فهي شويعرة… ما رأيك ؟
ـ هذه صورة استغلالية أخرى للمرأة من قبل من يروج لهذا الرأي .
ما رأيك بهذه الأسماء ؟
ـ ناصر السبيعي : تعجبني شاعريته و قدرته على المثابرة ومساهمته في تكريس كثير من الأسماء الشعرية المهمة ، ولكن أرى أنه ساهم في انزلاق مستوى النقد للشعر الشعبي إلى هذا المستوى وكرس بعض الظواهر السلبية في الصحافة الشعرية الشعبية
ـ فهد عافت : هذا الظالم المظلوم في الشعر وفي الصحافة.
ـ هتان: لسبب ما أحس أن كتاباتها العفوية البسيطة قريبة من روحي .
ـ بشاير الشيباني: لم أقرأ لها شيئا حتى الآن ولكنني قرأت اسمها ورأيت صورتها كثيرا !!
ما هي توقعاتك بالنسبة لمستقبل الشعر النسائي بعد زوبعة الشاعرات الجميلات على الأغلفة ؟
ـ لا تهمني الأغلفة ولكنني أتفاءل بالشعر الجميل
نلاحظ بساحة الشعر الشعبي الخليجية عدم التطرق للأشعار الشعبية العربية مثل الشعر الشعبي المصري والعماني والسوداني …أليس هذا شعرا ؟ أين التقصير إن وجد ؟
ـ تقصير من قبل صحافة الشعر الشعبي بالتأكيد، بالمقابل نلاحظ هذا التقصير تجاه الشعر الشعبي للخليج والجزيرة العربية في بقية الأقطار العربية.. فهو تقصير متبادل
الأمسيات الشعرية الشعبية تزدحم بالحضور.. والكثير من الأمسيات الشعرية الفصيحة لا يتعدى جمهورها الثلاثين ما السبب ؟
ـ الشعر الشعبي دائما كان أكثر انتشارا وجماهيرية من الشعر الفصيح في مختلف الأزمان والجغرافيات، ولكنه انتشار أفقي وليس عموديا، أي أن الانتشار والخلود على المدى البعيد للفصيح أكثر. علاوة على ذلك نجد أن أغلب شعراء الفصحى هذه الأيام يكتبون القصيدة الحديثة التي قد لا يتقبلها المتلقي بشكل سماعي وقد تكون قراءتها هي الشكل الأنسب لتلقيها، مما يجعل الجمهور ينفر من حضور أمسيات هذا النوع من الشعر.
تعليق