قراءة لتفاصيل "الجحيم" لبنت أبوها... نظرية عيدان الوادي
مقدمة
نص من النصوص الرائقة نشرته الشاعرة بنت أبوها خلال الأسابيع الأخيرة وكان له صدى على أكثر من متصفح على الشبكة .. كنت من ضمن من أشاد به وان كان لي ملاحظات على بعض الألفاظ المستخدمة بعض الشئ .. وهي مثبته أرى بان فردها في موضوع نقدي انطباعي مستقل ربما أضاف إضافة بسيطة مفيدة للإخوة الشعراء والشاعرات الذي يزخر بهم المنتدى وإضافة للساحة الشعبية وأدبها من ناحية إيصال بعض الرسائل النقدية والتي تضيف الثراء المعرفي والوعي التدقيقي للنصوص.. الشاعرة بنت أبوها ليست خافية على الجميع ولها اسم رنان أوجدته قوة نصوصها السابقة الجميلة والكثيرة ..
تمهيد
النص الذين نحن بصدده هو نص يحمل كل العذوبة وكل الإحساس .. المحاسن فيه كثيرة بالرغم من وجود ملاحظات بسيطة تتعلق بالتفاصيل .. العنوان أعلاه مركب على معنى هو أن مبنى القصيدة ولو زخر بالوهج وبعض الكلمات الرنانة فان قليل من رتوش التفاصيل ربما أضرت بجودته مجتمعة .. وللتمثيل : في الحديث أن قوما نزلوا واديا فانتشروا فيه واتي كل منهم بعود اجتمعت فأضرموا نارأ مستعرة ... وقد مثل الرسول صلي الله عليه وسلم بذلك المعاصي تجتمع فتورد الجحيم... وقيل : الجبل من صغير الحصى .. وهذا ينسحب على وجود رتوش في التفاصيل تودي بالقصيدة إن اجتمعت ...
دعوة للقراء للتمعن في تفاصيل القصائد والتساؤل:
لماذا نقف على بعض الأبيات رويدا عندما تمر من خلال أسماعنا .. ثم نعمل الفكر في معناها حتى نستبين متعني ؟..
لماذا يكون لبعض المفردات صدى معين ووقع مختلف ربما عزز النشوة بالقصيدة أو قطع حبل التوارد الشعري في أذهاننا..؟
لماذا هذا يكون هناك كثير من الأغراء الداخلي لكثير من الشعراء بنشر إنتاجهم قبل وعدم الاستثمار في شدة التدقيق لتفاصيل الأبيات؟ ..
كان هناك نقاش حول بيت لمدغم ابوشيبة أثاره الأخ عبدا لناصر الفهاد وكان مثالا للوقوف على التفاصيل الصغيرة في آبيات الشاعر وتمحيصها ..
النص
لنعد لأبيات الشاعرة بنت أبوها الموسومة بـ "الجحيم" .. ولنعمل حاسة التدقيق في التفاصيل:
العنوان
العنوان الجحيم .. واعتقد انه كان هناك بدائل أفضل تعبر عن النص بشكل مجمل.. مثل : وجه الكريم ... أولا للتفاؤل بعدين لان اغلب الأبيات تتحدث عن شخصية هذا الكريم ... ولو أن العنوان اختياري لكن جودة الاختيار مطلوبة..
ما هـمـنـي كـثــر الـجــروح .. ولا الـعـتـيـم
.. .. .. .. .. .. .. ليلٍ ملاه الهـم.. والحسرة ظـلام
بداية رائعة والبداية مهمة لقصيدة فاخرة 10/10 لاتهم كثرة الجروح في ليل حالك امتلأ بالهم والحسرة .. تكرار العتيم والظلام .. ربما عزز المعنى وربما لم يأتي بجديد ..!!
ماهـمـنـي إلا أنت .. يــا وجــه الـكـريــم
.. .. .. .. .. .. .. ياصبح ٍ يبلل عروقـي .. بالسـلاااام
هنا أجمل . بيت اتضحت فيه الدقة.. والصبح ربما بلل العروق بالسلام بعد ليل مرهق ولو أن الصبح يبلل العروق بالنور أو مايوازيه ..
لا قـلــت (أحبـك) أشـعـرك..وسـط الـصـمـيـم
.. .. .. .. .. .. .. تملا جميع أعضاء جسمي.. بالغرام
روعة ولو استبدلت الشاعرة تملا ... بـ تنعش لكان أفضل.. ولكم الحكم!
اشتاق لك شـــوق ٍ يـــودي.. للجـحـيـم
.. .. .. .. .. .. .. وأحن لك لأبعـدت واجفا هالمنـام
جميل .. ولو استبدلت وأجفا هالمنام .. بـ أعاف المنام .... كلمة أجفا غريبة والهاء فيها تأشير غير مستحب .. لتكون وأحن لك لأبعـدت وأعاف المنـام.. أسلس ..
وأحشـمـك عــن..نــوحٍ.. مـمـراتـه هـشـيـم
.. .. .. .. .. .. .. وأكماك عن ..بوحٍ.. يوصل للمـلام
أحشمت جيدة لكن أكماك .... موغلة في الإقليمية... المعنى فيه تأرجح بين الشطرين .. إعادة الصياغة ممكن تكون بهذا الشكل:
سبايبك ..نــوحي.. مـمـراتـه هـشـيـم
.. .. .. .. .. .. .. وبوح ٍ كتمته لا يوصل للمـلام
وهناك سيناريوهات أخرى
حـتـى شـعـورك يا بـعـد روحـــي .. وسـيــم
.. .. .. .. .. .. .. ما هوي بـس أنتـه تمـلاك الوسـام
شعورك وسيم ... ربما .. لكن غريب ..أن تكون الوسامة من صفات الشعور... الوسامة في الشكل وهي حسية أكثر من إنها تكون معنوية لوصف الشعور...
ثم تملاك الوسام !! ... ربما قصدتي الوسامة .. هنا عسف ... ربما يراه البعض محببا لكن .. يظل عسفا للمعنى
خـطـوات رجلـيـنـك عـلــى قـلـبـي نـعـيـم
.. .. .. .. .. .. .. ما كنك إلا من علـى ريـش النعـام
هنا اقترح تعديل بسيط ..... القلب والرجلين مجتمعة ؟ أمر جافي... ريش النعام هنا تعود على القلب ..فالشاعرة هنا تمدح قلبها لا خطواته والمفروض العكس.. لذلك المعنى متأرجح أيضا.. اقترح:
خـطـوك عـلــى قـلـبـي مسرات ونـعـيـم
.. .. .. .. .. .. .. يا عمري اللي خطوته ريـش النعـام
أو ربما ما يشابه ذلك ..
وإلا حكـيـت تجـيـب مـــن عـــذب النـظـيـم
.. .. .. .. .. .. .. وإلا سكت أحـس خلـق الله صيـام
هنا روعة.. وأجمل بيت على الإطلاق .. والمثير للإعجاب استخدام لفظة الصيام... الصيام في اللغة عدم الكلام في الأصل وكان بنو إسرائيل يصومون بعدم الكلام .. فالشاعرة جابتها في الصميم لمن يعلم .... البيت روعة . ليس للنقد عليه سبيل ..
وإلا إلـتـفـت .. أحـسـهــا لـفـتــة فـهـيــم
.. .. .. .. .. .. .. وإن برّقت عيناك .. حـرٍ لا يظـام
أروع .. وعينيك أفضل ... واليا أفضل من الا في أول البيت .. ويضام تكتب بالضاد من الضيم ..
وإن مــر ذكــرك .. قـالـت الـدنـيـا حـشـيـم
.. .. .. .. .. .. .. وإن مر فكرك..طارت أسراب الحمام
الشطر الأول روعة واستخدام لفظة الدنيا في محلها الصحيح معبرة عن الكثرة والتأكيد.. لكن فكرك ليس محلها هنا.. والأولي " طيفك" لأنك تقصدين إن مر طيفه ببالك طارت أسراب الحمام كناية عن الأفكار من الشوق له ... إن مر فكرك ما تؤدي المعنى لذلك .. "إن مر طيفك..طارت أسراب الحمام .." ادق
أصـــلا ... ً نـفـسـك... إلا تنـعـنـع فالنـسـيـم
.. .. .. .. .. .. .. كنه يساومني .. علـى درب الهيـام
روعه … هنا فيه شعور بقوة الهيام وفيه ملحة شعر الأنثى وفائض العاطفة التي ربما عجز عنا الرجل بحكم طبيعته ...
يا أغـلا مــن أغــلا شــي.. بالقلب الرحـيـم
.. .. .. .. .. .. .. يا أوفى من أوفى شي .. ياعال المقام
جميل .. ترادف محبوك
أقـبـل عـلّـيـه .. مـاأنـتـه بـحـالـي غـشـيـم
.. .. .. .. .. .. .. معاد ينفـع فالوجـع.. كثـر الكـلام
"مـاأنـتـه بـحـالـي" لو تغير إلى "مـا أنـت في حـالـي" أخف وأعم .. والشطر الثاني رهيب .. وحقيقة ثابتة
تـعـال .. وأحماني مـــن الـلـيـل البـهـيـم
.. .. .. .. .. .. .. ليـلٍ يشتتنـي.. وخلـق الله نـيـام
إحماني ... الاشتقاق إقليمي جدا .. والشاعرة تكتب للجميع والأفضل كسر حاجز الإقليمية في الشعر .. فلو ابدلت "وأحماني من" لـ "سامرني مع" . لتكون "تـعـال .. سامرني مع الـلـيـل البـهـيـم"
يمـرنـي بـالـجـرح .. جـــرحٍ لـــي قـديــم
.. .. .. .. .. .. .. بعده تصير صروح أحاسيسي هـدام
الشاعرة مررت الجرح على الجرح .. الباء زائدة .. معنى الشطر الأول ؟ جرح يمرني ؟ لو قالت:
جـرح جـــديد يــمر .. جـــرحٍ لـــي قـديــم
.. .. .. .. .. .. .. بعده تصير صروح أحاسيسي هـدام
آخر بيت ..
تـعــال وإحـمـانـي مـــن الـلـيـل الـعـتـيـم
.. .. .. .. .. .. .. خلك بجنبـي كلمـا أشتد الظـلام
احماني مرة أخرى .. والشطر مكرر ولو أني لا اعلم إن التكرار ممنوع لكن غير محبذ... لو تجاوزنا نبقى من مفردة احماني لو قلت:
يا روحي احميني مـــن الـلـيـل الـعـتـيـم
.. .. .. .. .. .. .. خلك بجنبـي كلمـا أشتد الظـلام
ربما أفضل ..
خاتمة
بعد كل هذا ... ليعلم الجميع بان بنت أبوها من شاعرات الوسط المتألقات جدا وهذه الملاحظات البسيطة لا تقلل أبدا من روعة الأبيات ولكنه سعي إلى الكمال لا يمل... وضرب للمثل لتفاصيل هي عند غيرها من الشعراء مستأصلة.. وأكيد لن يصل الإنسان للكمال رغم انه يسعى إليه وذلك حكمة الخالق ...
اعلم بالطبع من ثقة الشاعرة بنفسها وتقبلها للنقد الانطباعي وهو أمر كلنا نحبه ونسعى له... أقول بكل فخر بنت أبوها سنبقى لك قراءا ومعجبين متواصلين مع أبياتك .. المطلوب من الجميع الحضور الايجابي دائما ...على ضفاف النصوص وهذا ماتم ..
الرسالة:
يجب على كل شاعر وشاعرة قبل الإقدام على النشر التدقيق الكامل في تفاصيل ما يكتب والتأكد من دلالات التفاصيل المجهرية في قصيدته .. فالقصيدة هي اسمه .. وهي زاد قراء الشعر الذي يجب أن يكون ذا مقادير موزونة بعناية جد فائقة.. أخي الشاعر واختى الشاعرة : لن تكون معصوما من النقد والتدقيق في تفاصيل أبياتك أبدا حتى وان لم تفكك أبياتك على المتصفحات فإنها سوف تفكك في أذهان القراء الذي يكون من بينهم من ينقد الشعر نقد الذهب . فعلينا جميعا الاحتراس !! إن سهولة النشر على المتصفحات ليست مبرر أن نقوم (والكلام للجميع) بنشر كل ما رف به اللسان وطار به الجنان وتهزعت به الشفتان.. لكن لا تجعلوا ذلك حاجزا أمامكم من طرق الشعر فوجوده مهم في حياتنا...
للجميع كل كل التقدير والاحترام
أخوكم
داهم العصيمي
مقدمة
نص من النصوص الرائقة نشرته الشاعرة بنت أبوها خلال الأسابيع الأخيرة وكان له صدى على أكثر من متصفح على الشبكة .. كنت من ضمن من أشاد به وان كان لي ملاحظات على بعض الألفاظ المستخدمة بعض الشئ .. وهي مثبته أرى بان فردها في موضوع نقدي انطباعي مستقل ربما أضاف إضافة بسيطة مفيدة للإخوة الشعراء والشاعرات الذي يزخر بهم المنتدى وإضافة للساحة الشعبية وأدبها من ناحية إيصال بعض الرسائل النقدية والتي تضيف الثراء المعرفي والوعي التدقيقي للنصوص.. الشاعرة بنت أبوها ليست خافية على الجميع ولها اسم رنان أوجدته قوة نصوصها السابقة الجميلة والكثيرة ..
تمهيد
النص الذين نحن بصدده هو نص يحمل كل العذوبة وكل الإحساس .. المحاسن فيه كثيرة بالرغم من وجود ملاحظات بسيطة تتعلق بالتفاصيل .. العنوان أعلاه مركب على معنى هو أن مبنى القصيدة ولو زخر بالوهج وبعض الكلمات الرنانة فان قليل من رتوش التفاصيل ربما أضرت بجودته مجتمعة .. وللتمثيل : في الحديث أن قوما نزلوا واديا فانتشروا فيه واتي كل منهم بعود اجتمعت فأضرموا نارأ مستعرة ... وقد مثل الرسول صلي الله عليه وسلم بذلك المعاصي تجتمع فتورد الجحيم... وقيل : الجبل من صغير الحصى .. وهذا ينسحب على وجود رتوش في التفاصيل تودي بالقصيدة إن اجتمعت ...
دعوة للقراء للتمعن في تفاصيل القصائد والتساؤل:
لماذا نقف على بعض الأبيات رويدا عندما تمر من خلال أسماعنا .. ثم نعمل الفكر في معناها حتى نستبين متعني ؟..
لماذا يكون لبعض المفردات صدى معين ووقع مختلف ربما عزز النشوة بالقصيدة أو قطع حبل التوارد الشعري في أذهاننا..؟
لماذا هذا يكون هناك كثير من الأغراء الداخلي لكثير من الشعراء بنشر إنتاجهم قبل وعدم الاستثمار في شدة التدقيق لتفاصيل الأبيات؟ ..
كان هناك نقاش حول بيت لمدغم ابوشيبة أثاره الأخ عبدا لناصر الفهاد وكان مثالا للوقوف على التفاصيل الصغيرة في آبيات الشاعر وتمحيصها ..
النص
لنعد لأبيات الشاعرة بنت أبوها الموسومة بـ "الجحيم" .. ولنعمل حاسة التدقيق في التفاصيل:
العنوان
العنوان الجحيم .. واعتقد انه كان هناك بدائل أفضل تعبر عن النص بشكل مجمل.. مثل : وجه الكريم ... أولا للتفاؤل بعدين لان اغلب الأبيات تتحدث عن شخصية هذا الكريم ... ولو أن العنوان اختياري لكن جودة الاختيار مطلوبة..
ما هـمـنـي كـثــر الـجــروح .. ولا الـعـتـيـم
.. .. .. .. .. .. .. ليلٍ ملاه الهـم.. والحسرة ظـلام
بداية رائعة والبداية مهمة لقصيدة فاخرة 10/10 لاتهم كثرة الجروح في ليل حالك امتلأ بالهم والحسرة .. تكرار العتيم والظلام .. ربما عزز المعنى وربما لم يأتي بجديد ..!!
ماهـمـنـي إلا أنت .. يــا وجــه الـكـريــم
.. .. .. .. .. .. .. ياصبح ٍ يبلل عروقـي .. بالسـلاااام
هنا أجمل . بيت اتضحت فيه الدقة.. والصبح ربما بلل العروق بالسلام بعد ليل مرهق ولو أن الصبح يبلل العروق بالنور أو مايوازيه ..
لا قـلــت (أحبـك) أشـعـرك..وسـط الـصـمـيـم
.. .. .. .. .. .. .. تملا جميع أعضاء جسمي.. بالغرام
روعة ولو استبدلت الشاعرة تملا ... بـ تنعش لكان أفضل.. ولكم الحكم!
اشتاق لك شـــوق ٍ يـــودي.. للجـحـيـم
.. .. .. .. .. .. .. وأحن لك لأبعـدت واجفا هالمنـام
جميل .. ولو استبدلت وأجفا هالمنام .. بـ أعاف المنام .... كلمة أجفا غريبة والهاء فيها تأشير غير مستحب .. لتكون وأحن لك لأبعـدت وأعاف المنـام.. أسلس ..
وأحشـمـك عــن..نــوحٍ.. مـمـراتـه هـشـيـم
.. .. .. .. .. .. .. وأكماك عن ..بوحٍ.. يوصل للمـلام
أحشمت جيدة لكن أكماك .... موغلة في الإقليمية... المعنى فيه تأرجح بين الشطرين .. إعادة الصياغة ممكن تكون بهذا الشكل:
سبايبك ..نــوحي.. مـمـراتـه هـشـيـم
.. .. .. .. .. .. .. وبوح ٍ كتمته لا يوصل للمـلام
وهناك سيناريوهات أخرى
حـتـى شـعـورك يا بـعـد روحـــي .. وسـيــم
.. .. .. .. .. .. .. ما هوي بـس أنتـه تمـلاك الوسـام
شعورك وسيم ... ربما .. لكن غريب ..أن تكون الوسامة من صفات الشعور... الوسامة في الشكل وهي حسية أكثر من إنها تكون معنوية لوصف الشعور...
ثم تملاك الوسام !! ... ربما قصدتي الوسامة .. هنا عسف ... ربما يراه البعض محببا لكن .. يظل عسفا للمعنى
خـطـوات رجلـيـنـك عـلــى قـلـبـي نـعـيـم
.. .. .. .. .. .. .. ما كنك إلا من علـى ريـش النعـام
هنا اقترح تعديل بسيط ..... القلب والرجلين مجتمعة ؟ أمر جافي... ريش النعام هنا تعود على القلب ..فالشاعرة هنا تمدح قلبها لا خطواته والمفروض العكس.. لذلك المعنى متأرجح أيضا.. اقترح:
خـطـوك عـلــى قـلـبـي مسرات ونـعـيـم
.. .. .. .. .. .. .. يا عمري اللي خطوته ريـش النعـام
أو ربما ما يشابه ذلك ..
وإلا حكـيـت تجـيـب مـــن عـــذب النـظـيـم
.. .. .. .. .. .. .. وإلا سكت أحـس خلـق الله صيـام
هنا روعة.. وأجمل بيت على الإطلاق .. والمثير للإعجاب استخدام لفظة الصيام... الصيام في اللغة عدم الكلام في الأصل وكان بنو إسرائيل يصومون بعدم الكلام .. فالشاعرة جابتها في الصميم لمن يعلم .... البيت روعة . ليس للنقد عليه سبيل ..
وإلا إلـتـفـت .. أحـسـهــا لـفـتــة فـهـيــم
.. .. .. .. .. .. .. وإن برّقت عيناك .. حـرٍ لا يظـام
أروع .. وعينيك أفضل ... واليا أفضل من الا في أول البيت .. ويضام تكتب بالضاد من الضيم ..
وإن مــر ذكــرك .. قـالـت الـدنـيـا حـشـيـم
.. .. .. .. .. .. .. وإن مر فكرك..طارت أسراب الحمام
الشطر الأول روعة واستخدام لفظة الدنيا في محلها الصحيح معبرة عن الكثرة والتأكيد.. لكن فكرك ليس محلها هنا.. والأولي " طيفك" لأنك تقصدين إن مر طيفه ببالك طارت أسراب الحمام كناية عن الأفكار من الشوق له ... إن مر فكرك ما تؤدي المعنى لذلك .. "إن مر طيفك..طارت أسراب الحمام .." ادق
أصـــلا ... ً نـفـسـك... إلا تنـعـنـع فالنـسـيـم
.. .. .. .. .. .. .. كنه يساومني .. علـى درب الهيـام
روعه … هنا فيه شعور بقوة الهيام وفيه ملحة شعر الأنثى وفائض العاطفة التي ربما عجز عنا الرجل بحكم طبيعته ...
يا أغـلا مــن أغــلا شــي.. بالقلب الرحـيـم
.. .. .. .. .. .. .. يا أوفى من أوفى شي .. ياعال المقام
جميل .. ترادف محبوك
أقـبـل عـلّـيـه .. مـاأنـتـه بـحـالـي غـشـيـم
.. .. .. .. .. .. .. معاد ينفـع فالوجـع.. كثـر الكـلام
"مـاأنـتـه بـحـالـي" لو تغير إلى "مـا أنـت في حـالـي" أخف وأعم .. والشطر الثاني رهيب .. وحقيقة ثابتة
تـعـال .. وأحماني مـــن الـلـيـل البـهـيـم
.. .. .. .. .. .. .. ليـلٍ يشتتنـي.. وخلـق الله نـيـام
إحماني ... الاشتقاق إقليمي جدا .. والشاعرة تكتب للجميع والأفضل كسر حاجز الإقليمية في الشعر .. فلو ابدلت "وأحماني من" لـ "سامرني مع" . لتكون "تـعـال .. سامرني مع الـلـيـل البـهـيـم"
يمـرنـي بـالـجـرح .. جـــرحٍ لـــي قـديــم
.. .. .. .. .. .. .. بعده تصير صروح أحاسيسي هـدام
الشاعرة مررت الجرح على الجرح .. الباء زائدة .. معنى الشطر الأول ؟ جرح يمرني ؟ لو قالت:
جـرح جـــديد يــمر .. جـــرحٍ لـــي قـديــم
.. .. .. .. .. .. .. بعده تصير صروح أحاسيسي هـدام
آخر بيت ..
تـعــال وإحـمـانـي مـــن الـلـيـل الـعـتـيـم
.. .. .. .. .. .. .. خلك بجنبـي كلمـا أشتد الظـلام
احماني مرة أخرى .. والشطر مكرر ولو أني لا اعلم إن التكرار ممنوع لكن غير محبذ... لو تجاوزنا نبقى من مفردة احماني لو قلت:
يا روحي احميني مـــن الـلـيـل الـعـتـيـم
.. .. .. .. .. .. .. خلك بجنبـي كلمـا أشتد الظـلام
ربما أفضل ..
خاتمة
بعد كل هذا ... ليعلم الجميع بان بنت أبوها من شاعرات الوسط المتألقات جدا وهذه الملاحظات البسيطة لا تقلل أبدا من روعة الأبيات ولكنه سعي إلى الكمال لا يمل... وضرب للمثل لتفاصيل هي عند غيرها من الشعراء مستأصلة.. وأكيد لن يصل الإنسان للكمال رغم انه يسعى إليه وذلك حكمة الخالق ...
اعلم بالطبع من ثقة الشاعرة بنفسها وتقبلها للنقد الانطباعي وهو أمر كلنا نحبه ونسعى له... أقول بكل فخر بنت أبوها سنبقى لك قراءا ومعجبين متواصلين مع أبياتك .. المطلوب من الجميع الحضور الايجابي دائما ...على ضفاف النصوص وهذا ماتم ..
الرسالة:
يجب على كل شاعر وشاعرة قبل الإقدام على النشر التدقيق الكامل في تفاصيل ما يكتب والتأكد من دلالات التفاصيل المجهرية في قصيدته .. فالقصيدة هي اسمه .. وهي زاد قراء الشعر الذي يجب أن يكون ذا مقادير موزونة بعناية جد فائقة.. أخي الشاعر واختى الشاعرة : لن تكون معصوما من النقد والتدقيق في تفاصيل أبياتك أبدا حتى وان لم تفكك أبياتك على المتصفحات فإنها سوف تفكك في أذهان القراء الذي يكون من بينهم من ينقد الشعر نقد الذهب . فعلينا جميعا الاحتراس !! إن سهولة النشر على المتصفحات ليست مبرر أن نقوم (والكلام للجميع) بنشر كل ما رف به اللسان وطار به الجنان وتهزعت به الشفتان.. لكن لا تجعلوا ذلك حاجزا أمامكم من طرق الشعر فوجوده مهم في حياتنا...
للجميع كل كل التقدير والاحترام
أخوكم
داهم العصيمي
تعليق