إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ضياع القارئ حوار نقدي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ضياع القارئ حوار نقدي

    [align=center]كيف نقرأ التراث النقدي ؟
    ضياع القارئ بين شكلية الماضي وحداثية الآخر

    يقول
    أ . د . كريم الوائلي
    أستاذ النقد الأدبي

    تدل القراءة لغويا على الجمع ، والضم ، والتفقه ، والتلفظ والإبلاغ ، و يدل التلفظ على إخراج الوحدات الصوتية من الجهاز النطقي ، ويشتمل على الفهم الأولي البسيط الذي نهدف إلى تحديده ، غير أن القراءة تخرج إلى دلالة أخرى تعني الفهم « التفقه » والتوصيل « الإبلاغ » ، والأخيرة تتضمن الفهم أصلا ، إذ كيف يمكن التوصيل دون فهم ووعي لما في الخارج والذات سواء بسواء . ومن ثم فإن القراءة تعني تتبع الرموز اللغوية ، ووعي دلالاتها وإدراك معانيها ، بعد وعي طبيعة الأنظمة اللغوية ـ صوتية وصرفية ونحوية ودلالية ـ التي تتضمنها أي لغة ، وهذا يعني أيضا أن القارئ يقوم بتكييف هذه الرموز « على نحو نسقي ليدركها في قران دون غيره ، في الوقت الذي تقوم فيه الرموز بتوجيه حركة القارئ - خلال فعل الإدراك - إلى أحد القرانات المدركة » بمعنى أن الذات تتفاعل مع النص المقروء وتقدم ناتجا من تجادلهما .
    إن القراءة ليست فعلا فيزيولوجيا يتأتى بإحداث الوحدات الصوتية عبر النطق بحسب ما تقتضيه الأنظمة اللغوية لأي لغة ، وإنما القراءة ، سواء أكانت قراءة للعالم يوصفه وجودا يقع خارج الذات الإنسانية ، أو نصا بوصفه تشكيلا لغويا تعني الفهم ، ومن ثم فإنها تمثل نشاطا معرفيا ذهنيا يختلف ويتفاوت بحسب رؤية القارئ وبحسب طبيعة النظر إلى العالم والنص ، والزاوية التي يتم الصدور عنها.
    إن القراءة في ضوء هذا الفهم مولدة للمعاني وكاشفة للصور التي يتضمنها العالم والنص ، ومن ثم فإنها ـ بحسب علي حرب ـ « تعيد إنتاج المقروء » فكأن المقروء ـ عالما أو نصا ـ موجودا ، ويصبح بعد القراءة موجودا آخر، لأن القراءة ليست نقلا للمقروء ، أو إحضارا له ، إذ يضفي القارئ على المقروء رؤيته ، وذاته ، وخصوصيته ، ويتولد من العلاقة بينهما مركب جديد ، ليس هو المقروء تماما ، وليس هو القارئ بما هو عليه ، وإنما هو مركب منهما معا بكيفية خاصة ، ولذلك تتفاوت القراءات لاختلاف القراء ، وكأن المقروء ثابت قبل القراءة ، وتتغير صورته ومعانيه ودلالاته بفعل عملية القراءة التي ترتبط بخصوصية القارئ ورؤيته .
    ويمكن القول تجاوزا أن النص قبل القراءة يعرف استقرارا نسبيا في دلالته ومعانيه ، ولكنه ـ في الحقيقة ـ استقرار متوهم ، إذ لا وجود حقيقي للنص إلا في أثناء قراءته ، نعم هناك وجود موضوعي فيزيفي للنص خارج الذات الإنسانية ـ متمثلا في الكتب ـ التي أنتجته ، أو تقرأه ،ولكنه وجود هامد ، ولكن وجودها الفعلي يتحقق عبر قراءته .
    وليست هناك قراءة صحيحة وقراءة خاطئة وإنما هناك قراءة ممكنة يحتمل النص دلالاتها ويعكس القارئ رؤيته ومواقفه من خلالها ، وهناك قراءة غير ممكنة ، لعدم احتمال النص دلالتها ، وبخاصة القراءة الاسقاطية التي سيأتي الحديث عنها .
    إن قراءة النص بمعنى فهمه تتضمن الأبعاد التالية :
    1 ـ الفهم المباشر دون حاجة إلى تفسير أو تأويل .
    2 ـ التفسير ، إذ حين يستعصي الفهم المباشر نشأت الحاجة إلى الانتقال إلى فهم آخر يقتضيه السياق وقرائن اللغة ، فإن كلمة الوحي حين ترد دون سياق أو قرينة لغوية لها دلالة تختلف عن معناها في قوله تعالى : « وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ».
    3 ـ التأويل : وهو مرحلة متقدمة في فهم النص ، تعني إخراج اللفظ من معناه الحقيقي الذي يدل عليه الفهم المباشر ، او سياقاته ، إلى معناه المجازي . ولذلك فإن التفسير « بيان وضع اللفظ حقيقة كتفسير الصراط بالطريق والتأويل إظهار باطن اللفظ ... فالتأويل خاص والتفسير عام فكل تأويل تفسير وليس كل تفسير تأويلا » .
    وتتركب عملية القراءة من ثلاثة مكونات : القارئ ، والمقروء ، وناتج القراءة ، وقد يوحي ترتيب هذه الأبعاد أوالية القارئ ، بمعنى فاعليته ، وانفعالية النص ، ,بحيث تكون القراءة مجرد نتيجة لعملية ميكانيكية ـ تتماثل فيها النتائج والمقدمات ، وليس هذا صحيحا في الواقع ، لأن هناك جدلا بين القارئ والمقروء ، يتولد من تفاعلهما المحتدم وتصارعهما بفعل العلاقات المتشابكة والمعقدة والمتداخلة ، ناتج القراءة ، ويشتمل كل من عنصري عملية القراءة « القارئ / المقروء » على خصائص تميزه ، وإن إغفال هذه الخصوصية وأدراك أهميتها يقود بالضرورة الى فهم سلبي لعملية القراءة والنتائج المتولدة منها , بمعنى أن إغفال هذه الخصوصية أو التهوين من قيمتها وأهميتها ، يعني هيمنة أحد طرفي عملية القراءة ، فإما أن تكون الذات فاعلة إزاء موضوعها ، بحيث تلغي المقروء ، أو تقرأه خارج دلالاته وسياقاته ، أو أن يهيمن المقروء على القارئ ، فيتحول الى مجرد ناقل ، وكلا الأمرين يعني ناتجا سلبيا ، يلغي أحد طرفي المعادلة ، ويقدم قراءة أقل ما يقال عنها أنها قراءة سلبية .
    وقد تكون القراءة السلبية ذاتية تتخذ من التراث وسيلة دفاعية يؤكد فيها القارئ ذاته ، بحيث يستعيد المعايير النقدية التراثية ويضخم من جوانبها الإيجابية ، ويحاول إسقاطها على الحاضر والمستقبل ، والهدف من ذلك الاحتماء بالتراث في مواجهة تيارات معاصرة ، وعلى الرغم من سلبية هذه القراءة فإنها في الوقت نفسه يمكن أن تسهم في بداية لقراءة نقدية واعية ، لأنها تستبعد الجوانب السلبية في عصور الانحطاط ، والأهم من هذا أنها تحذر من الانسياق وراء القراءة الشكلية والسقوط في الإنجازات المستوردة ، غير أن التوقف عند هذه الغاية لن يحقق جديدا ، لأن التراث النقدي يمارس سلطته على الحاضر والمستقبل ،وهذا ما حصل فعلا في القراءة الإحيائية التي هيمنت فيها الأصول القديمة على النقد المعاصر ، وأصبحت غاية مقصودة لذاتها .
    ولا تختلف القراءة الرومانسية ـ وقراءات مماثلة ـ عن هذه القراءة في السلبية ، إذ تمثل هذه القراءة قطيعة معرفية مع التراث ، إذ يعتمد الناقد على أصول نقدية مستوردة ليست من صنع حاضره ، أو من تراثه ، وبذلك يستبدل حاضره وماضيه بحاضر نقدي للآخر .
    ويمكن تبني قراءة تتفاعل فيها الذات بموضوعها ، إذ يدرك الناقد ان لتراثه حضور قديم محدد بسياقاته التاريخية والاجتماعية والمعرفية ، وحضور معاصر خاص بزمن القراءة الحالية وملتحم برؤية القارئ المعاصر وثقافته ، ويتأسس على الوصل والفصل ، إذ يجعل « المقروء معاصراً لنفسه على صعيد الإشكالية والمحتوى المعرفي والمضمون الأيديولوجي ، ويجعل المقروء معاصراً لنا ، ولكن فقط على صعيد الفهم والمعقولية »











    [/align]

  • #2
    وكان الرد

    التراث مصطلح ثقافي معاصر، اتّخذ مجراه ودوره في الفكر والثقافة، وصار الموقف من التراث مجالاً للحوار والخلاف والنظر، وتعدّد الرأي، ويستعمله الكتّاب والمفكّرون، والمثقفون غير الاسلاميين، كما يستعمله الكتّاب والمثقّفون الاسلاميون.
    وكم شهد العقدان الآخيران من بحوث ودراسات نقدية وتحليلية للتراث الفكري والثقافي للمسلمين.
    ويقصدون بمصطلح التراث: (الموروث الفكري والثقافي، الذي ورثه الجيل المعاصر عن الأجيال الماضية) ويشمل منهج البحث والتأريخ والفقه وأُصوله، والفلسفة، وعلم الكلام، وعلم الأخلاق، والفن، والأدب، واللغة، والتفسير، ودراسات الحديث، والرواية، وعلم الرجال، بل وينظر البعض من الكتّاب غير الاسلاميين الى أنّ السيرة النبوية، والحديث النبوي، وما أُثر عن الأئمة، هو جزء من التراث.
    وفي اطار العمل النقدي الذي يشهده التراث، من قبل بعض الكتّاب العلمانيّين والكتّاب الاسلاميين، يبرز اتجاهان متطّرفإن:
    1 ـ اتجاه يقدّس كل ما هو موروث ، ويدافع عن كل ما يحوي التراث.
    2 ـ واتجاه يسعى للتقليل من أهمية التراث وقيمته، ويعمل على الغائه، أو التشكيك بقيمته، ويعمل على أن يكون التراث مجرّد افراز الماضي الذي لا ينبغي أن يكون له دور في بناء الحاضر، وبالتالي يسعى للفصل بين ماضي الاُمة وحاضرها، ويُخضع المقبول عنده من التراث لمقاييس يثبتها، ويقترحها هو، فهو يحدد منهج التعامل مع التراث، والموقف منه، أي يخضعه لعملية انتقاء وفق ما يقتنع به.
    وكلا الاتجاهين قد غالى وأخطأ؛ فهناك خلط بين ما هو تراث، يجب أن يخضع للغربلة والتنقيح، وبين ما هو شريعة وقيم الهية ليست تراثاً، ولا تخضع للانتقاء؛ وهي القرآن الكريم، وما ثبتت صحته من السنّة المطهّرة، وفق منهج الاثبات العلمي الأمين، اذ ليس كل ما حوت الكتب من رواية، وعمل منسوب الى الرسول (ص) أو الأئمة(عليهم السلام)هو صحيح، يجب التمسك به.
    أمّا ما تركه العلماء من فلاسفة ومتكلمين (40) ومفسرين ومؤرخين، وباحثين في شؤون الفقه، والسياسة، وعلم الرجال، وما حوت كتب الحديث والرواية، فكلها تخضع للنقد والتمحيص، ولا يحكم على شيء من هذه الآراء والأفكار، ووجهات النظر بالصحة أو الخطأ الاّ بعد التمحيص والنقد. والصحيح ما يثبته البحث العلمي، ويسنده الدليل.
    فليس كل ما وصلنا من الصحابة، والتابعين، والعلماء، من كتب، وآثار علمية، وما رووا من أحداث السيرة، وأحاديث الرسول(ص) والأئمة، هو مطلق الصحة، بل فيه الخطأ والصواب، وفيه الصحيح والمدسوس.
    وليس كل ما ورثناه من آراء وأفكار، ونظريات العلماء، في مجال الفكر السياسي، والعقيدي، والتأريخي، والثقافي، وتفسير القرآن، هو مقّدس لا يجوز المساس به، بل المنهج العلمي الذي يثبته القرآن، هو منهج الدليل والبرهان، والنقد العلمي الرصين.
    وهكذا يجب أن نتعامل مع التراث، كما هو المنهج مع أفكار ونظريات المعاصرين، من اسلاميين، وغير اسلاميين.
    والشباب يواجه المعركة بين تيارين متعصّبين: تيار يريد أن يفصل بين الجيل المعاصر وبين التراث، ويعزل الاُمة عن ماضيها، وبالتالي عن عقيدتها، وقيمها الاسلامية، بحجة التشكيك بالتراث، وأنّ التراث لا يصلح الاّ للماضي.
    وتيار آخر يريد أن يفرض على العقل العلمي حالة التحجّر والتخّلف، بحجة المحافظة على التراث، بكل ما فيه من مخلّفات، حتى تلك التي تحتاج الى تصحيح، ولا يسندها الدليل العلمي، ولا المنطق العقلي السليم، بحجة أنّ التشكيك بتلك الموروثات، يقود الى التشكيك بالعقيدة، وقدسية ماضي الاُمة.
    وبين هذين التيارين يقف جيل الشباب تتجاذبه أطراف المعركة، ويستهوي مساحات واسعة من الشباب مصطلحات المعاصرة والتجديد والحداثة، والانتقال من الماضي الى الحاضر. ويستغل الكتاب العلمانيون، والمشككون بقيمة الفكر الاسلامي الموروث ثقافة الشباب الناشئة، وغير الواسعة، او المعدومة في بعض الأحيان للتشكيك بالتراث.
    إنّ جيل الشباب يجب أن يعرف عظمة أُمته، وماضيها الفكري المجيد، وما قدّمه المسلمون من مساهمة علمية وفنية وأدبية، ومنهج علمي للبحث والتفكير للبشرية بأكملها، ولنهضتها المعاصرة.
    فأُسس النهضة الحديثة تستند في حقيقتها الى ما قدّمه علماء الاسلام من أُسس فكرية، وعلمية، ومنهج بحث علمي انتقلت الى اوربا عبر الاندلس بواسطة ترجمة كتب علماء المسلمين بعد فترة القرون الوسطى المظلمة التي عاشها الغرب، ولم يكن الاسلام الاّ رائد النهضة العلمية، ونصير العقل، ومؤسس حضارة الانسان.
    إنّ ما ينبغي أن يؤمن به جيل الشباب، هو منهج التعامل السليم مع التراث، وعظمة تراث الاُمة من بحوث ودراسات علمية، وذلك من خلال نشر الآثار العلمية والتراثية في مجال الفكر والثقافة والفن والأدب، وبلغة عصرية حديثة، وتنشيط حركة النقد، وغربلة التراث مما حمله من مدسوسات، وآراء شخصية، ووجهات نظر لا تمثل الحقيقة العلمية، والفصل بين الاسلام كعقيدة وشريعة وقيم، وبين ما أنتجه العلماء والباحثون وأصحاب الآراء والنظريات من القدماء، كما هو الحال والموقف من المحدثين والمعاصرين، فلا ينسب الى الاسلام الاّ ما أسنده الدليل، وأثبته البرهان وفق منهج استدلالي سليم.
    يجب أن يعي جيل الشباب المؤامرة الكبرى على الاسلام، بل وعلى الانسانية من خلال اطروحات فكرية تحمل اصطلاحات المعاصرة والتجديد والحرية الفكرية، وهي في حقيقتها محاولات لهدم كيان الاُمة الفكري، وتذويب هويتها الحضارية التي هي سر قوة شخصيتها وتقدمها وكرامتها في الحياة.
    فالاُمة الاسلامية عاشت فترة من الضياع الفكري، حينما عاش جيل الشباب والمثقفين في هذا الضياع، متأثرين بالحضارة المادية الحديثة التي جنت على الانسانية بالحروب والاستعمار، واستغلال ثرواتها واضطهادها وتجويعها واستعبادها.
    ولايعني ذلك بأي حال عدم الاستفادة من منجزات النهضة العلمية الحديثة التي شهدتها اوربا، بل المطلوب انتقاء الفكر السليم والثقافة العلمية التي تتكامل مع حضارتنا وثقافتنا الاسلامية.
    إن القوى الاستكبارية تخشى عظمة الاسلام، وقدرة الفكر الاسلامي على بناء أُمة قوية، وحضارة رائدة، تتسلح بالعلم والايمان والأخلاق، لذا تسخِّر شبكات اعلامية وثقافية وكتاّباً، للنيل من الفكر الاسلامي بخلط القضايا والمفاهيم، واستغلال روح الاندفاع الفكري، والبحث عن التجديد، والمستقبل الأفضل لدى جيل الشباب.
    إنّ الدراسة النقدية للفكر الآخر المواجه للاسلام، تكشف للشباب زيف ادّعاء هذه الاطروحات التي جرَّت على الاُمة الاسلامية الويلات، وإن دراسة الفكر الاسلامي من منابعه الأصيلة، وبروح علمية، ومنهج عقلي نزيه، تكشف عظمة الاسلام، وقدرته على قيادة البشرية، واصلاح شؤونها.
    وهناك مسألة أساسية في دراسة الاسلام؛ وهي التمييز بين الاسلام وواقع المسلمين المتخّلف. إنّ المطلوب هو الارتفاع بالمسلمين الى مستوى الاسلام العقيدي والتشريعي والأخلاقي، وليس قياس الاسلام على ما يتحرك به المسلمون من فهمهم وممارستهم المتخّلفة عن الاسلام.
    تحياتي لك دكتورنا الغالي

    تعليق


    • #3
      قال ..........

      أخي العزيز الأستاذ ضيف الله العتيبي
      قرأت مداخلتك العلمية المتينة ، واعجبتني كثير من أفكارك النقدية ، واتفق معك في كثير من الأفكار، وأود التأكيد على مجموعة من الأمور:
      أولا : ينبغي التمييز بين الدين والفكر الديني ، فالدين هو القرآن الكريم وما صح من السنة النبوية ، اما الفكر الديني فهو : هو كل نتاج فكري معرفي أنتجه المسلمون في مختلف العصور، وهو لا يشتمل على القدسية المطلقة للثابت من الدين ـ القرآن وما صح من السنة ـ ، غير ان هناك خللا كبيرا لدى عدد كبير من الدارسين يخلط حقيقة بين الدين والفكر الديني ، لدرجة يعدون الفكر الديني دينا ، ومن ثم تقود هذه القاعدة الى نتائج بالغة الخطورة . وهذا الموضوع بحد ذاته يقتضي وقفة خاصة ، اترك للمتابعين من المثقفين في المجالس تجلية جوانبها المتشابكة المعقدة ، واتمنى ان تثير حوارا ونقاشا جادين .

      ثانيا :يلتقي دارس التراث بأنماط منهجية تقرأ التراث :
      المنهج الماضوي
      المنهج الحداثي
      المنهج التلفيقي
      ويقرأ المنهج الماضوي ( النقلي ) التراث على وفق رؤية تنـزلق على سطح النصوص ، وتسعى الى صياغة الحاضر في ضوء منجزات الماضي ، بمعنى انها ـ على أحسن الأحوال ـ تفهم الماضي ، وتعيد انتاج ما تم انتاجه ، ولذا فهي لا تقدم جديدا .
      ولعل اخطر مزالق هذه القراءة انها قراءة انتقائية تتكيء علىثوابت من الفكر الديني السلفي تسقطها على التراث ، وتتحكم فيه ، وليس العكس ، ولذلك فإنها تجد المعرفة والحقيقة كائنة في تيار تراثي واحد ، وفي شريحة محددة منه ، الامر الذي يلغي تماما كل التيارات الاخرى ، وينفيها عن الوجود والحياة ، ويخلع عليها صفات الكفر والمروق ، ولذلك فإن احسن وسيلة لدحض الخصوم هي الحكم بتكفيرهم ونفيهم خارج دائرة الشرع !!! وتتميز هذه القراءة بأنها لا تقبل الحوار والنقاش مع أي تصور مخالف ، او تفكير معارض .
      اما المنهج الحداثوي فهو الذي يلغي التراث تماما ، وينطلق من الحاضر لصياغة التراث ، بمعنى انه مزود بتقنيات الآخر الغربي ، وكيفية تحليله للتراث وموقفه منه ، وهذه قراءة اقل ما يقال عنها انها تلغي التراث وتلغي روافده وتياراته ، وتلغي سياقاته التاريخية والاجتماعية .
      اما المنهج التلفيقي فإنه يحاول الجمع بين التصورين السابقين ـ الماضوي والحداثي ـ ومسك العصا من الوسط ، وهو منهج يؤجل حل المشكلة الى زمن آخر ، ولكنه لا يحل معضلاتها.
      اشكر لك اخي العزيز انك اترت في مداخلتك العلمية المتينة كثيرا من الأفكار تدفع الى البحث والدرس ... لنتعاون في التفكير ، والحوار ,والاختلاف ....فأنا انتظر افكارك المخالفة بشوق اكبر من انتظاري لأفكارك الموافقة .. وكذا الامر لبقية المتابعين من الاحبة الشباب والشابات
      كريم الوائلي

      تعليق


      • #4
        يرى المتتبعون لمسيرة الادب منذ بضع عقود خلت وبوضوح مجموعة من المشكلات التي تنبثق عن تردي الواقع الادبي وتفاقم إشكالياته المتمثلة في تعقيداته التنظيرية والمنهجية التي استجلبت من خارج أطره المحلية حيث ألبسه \\\"المستعربون\\\" ثيابا غير ثيابه وبمقاسات مختلفة عن مقاساته فتغيرت بعض ملامحه وأصبح كالرجل المتنكر في هيئة غير هيئته.
        ويرى بعض النقاد ان انبهار بعض الادباء بإنجازات الغرب في مجال النقد الادبي فيه \\\"إعفاء للعقل العربي من وضع النظريات والمناهج الخاصة به وما ينتج عن ذلك الانبهار من الاتهام لاسلافهم بالتقصير\\\".
        ومن الامثلة البارزة على ذلك ما يشعه بعض الدارسين المحدثين من وهم مفاده \\\"أن البحث في الشعرية والتنظير لها والخوض فيها من نتائج الفكر الجديد أو المعاصر متأثرين في ذلك بما ترجم عن شعرية دوستوفيسكي وتودوروف.
        في حين أنهم لو رغبوا في البحث عن جذور الشعرية في تراثنا النقدي العربي لاغنتهم وجهة نظر ناقد متمرس وأديب واسع التجربة جمع بين الابداع الشعري والتنظير النقدي وقدم نظرية متكاملة في الشعرية لاتخلوا من ملامح الحداثة عن البحث فيما قدمه الغرب من منجزات في هذا المجال ذلكم و حازم القرطاجني صاحب كتاب \\\"مناهج البلغاء وسراج الادباء\\\".
        يقول الناقد عبد المنعم عبد العظيم \\\"لا نستطيع أن ندعي أن هناك غيابا للحركة النقدية في الساحة الادبية ولكن الحركة النقدية عموما ترتبط بالثقافة الابداعه هبوطا وصعودا والحقيقة فإننا نعاني بالفعل من أزمة إبداع فنحن نعيش حالة من الاحباط السياسي والاقتصادي تجعل من الابداع نوعا من الترف.\\\"
        ويضيف انه \\\"لان المبدع إنسان شديد الحساسية ومرهف أكثر من غيره فإنه يدور في دوامة الحياة مهموم بكل ما حوله فكيف يطلق لخياله في هذا الجو الملبد بغيوم القهر وكيف يفتش عن الجمال وسط كل ما هو قبيح ومترف في السياسة والاخلاق وكيف يكون رومانسيا وهو يشهد اغتيال البراءة والانسانية في فلسطين والعراق وغيرهما\\\".
        وتابع قوله \\\"لقد اختلطت الصور في ذهن المبدع وأصبح رافضا لهذا الواقع ورافضا أيضا للخيال لان الواقع يشده ويهزه بعنف ويكاد يهزم كل مثله ومثالياته ومنطلقات ابداعه. وبالطبع فإن انعكاس هذا سيكون سلبيا على الحركة الادبية وبالتالي على الحركة النقدية لتدني منظومة القيم\\\".
        ويؤكد القاص بكري عبد الحميد أن الحركة النقدية تعاني أزمة كبيرة فقد كانت سابقا تواكب حركة الابداع خطوة بخطوة استلهاما وتنقيحا وتوضيحا وكاد يصبح النقد هو الذي يسير حركة الابداع بما يراه ضروريا وحتميا فيفرضه على الساحة الادبية ويلغي ما سواه.
        وقال \\\"أرى أن السبب الرئيسي للازمة الحالية هو ترفع النقاد وجلوسهم في أبراج عاجية فمنهم من يكتب وكأنه يخاطب عالما أخر غير الذي يعيشه المبدع ومنهم من اختار لنفسه مجموعة معينة من الكتاب لا يرى فيما سواهم إبداعا أو استحقاقا للكتابة عنهم حيث تصبح الكتابة هنا مضيعة للوقت في رأيهم ومنهم من ينتظر الاديب يرسل له كتابا محملا على صفحته الاولى بآيات الثناء والمديح للناقد الكبير ورجاء خالصا أن يجد لديه متسعا من الوقت ليتناول الكتاب بشيء من النقد بينما يعده الناقد الفذ بالمحاولة\\\".
        ويرى الشاعر مأمون الحجاجي أن \\\"جناحي طائر الابداع هما النص ونقده ولذا حينما يعطب أحدهما لا يطير الطائر. ولان النص قبل النقد وممارسة الكتابة ارتبطت تاريخيا بوجود النقد والنقاد من سوق عكاظ وأزمة النقد مرجعها غياب تعدد مارس الحركة النقدية فمنذ رحيل دكتور محمد مندور والنقد في مصر بل وفي الوطن العربي لم يجد داعيا للمبدعين فكان رحمه الله يكتب نقده وبداخله إحساس الرسالة لا يعرف صاحب القصة أو القصيدة حينما ينقده ويلقي الضوء عليه بعكس الوضع الان فالمناخ ملبد بالغيوم - أساتذة الجامعات ممن تخصصوا في النقد طبقوا نظريات الغرب على نصوص الشرق دون وعي بخصوصية الكتابة فكان الضجيج حول الحداثة وما بعد الحداثة والنقد حسب الاهواء إذا كان فلان وثيق الصلة بالناقد فكتابك القادم جديد وقصيدتك الجديدة أفضل\\\".
        ومضى يقول ان النقد يحتاج للعدل فالناقد يقض بالحق لان خراب التذوق الجمالي وانتشار السيء نتيجة غياب النقد الحقيقي وازدهار النصوص الهابطة يجب تطبيق قوانين حماية البيئة بشأنها لانهاء إفساد للذوق العام.
        ويضيف عوض الله الصعيدي - مسرحي وروائي - إن \\\"الوقت الان هو وقت حط فيه المغول الجدد بدباباتهم فوق منابع الثقافة العربية والاسلامية لتجفيفها وكانوا قد قصفوا روافدها بعناقيد الكراهية وحاصروها بكوادر التبعية الدولية - واستماتتهم في جعل الثقافة كلها على هامش الحياة\\\".


        سؤال سيدي
        كيف ترا مستقبل النقد الادبي في هذا الوقت بالذات ؟
        والضروف الراهنه هل ترا لها تاثير ؟
        التعديل الأخير تم بواسطة ضيف الله العتيبي; الساعة 21-11-2004, 11:01 AM.

        تعليق


        • #5
          عزيزي ضيف الله العتيبي
          سامحني الله !!
          سامحك الله !!
          لقد غرست أصابعك بعنف في جرح ينـزف منذ زمن ليس بالقصير ، وأثرت شجون أحاديث كثيرة ، سيأتيك ملخص أتمنى أن لا يكون مخلا ، انتظرني عند ضفتك .
          تحياتي لك
          كريم الوائلي



          ثم قال

          طريق التجاوز
          أ. د . كريم الوائلي

          من الخطأ بمكان قطع التواصل مع التراث والآخر ، لأن هذا يعن ي انكفاء على الذات واكتفاء بمعرفة محددة جاهزة ، ولو أردنا الإفادة من تراثنا لوعي ما نحن فيه ، للاحظنا ان التقدم المعرفي الهائل الذي تم في القرنين الثالث والرابع الهجريين ، يرجع في ابرز جوانبه للموازنة الدقيقة في المحافظة على الثوابت المعرفية للدين والفكر الديني ، من ناحية والانفتاح على الآخر الهندي والفارسي والإغريقي من ناحية ثانية ،الأمر الذي جعل الثقافة العربية تتجاوز النقل الى الابداع ، والثبات الى التحول والتغير ، بحسب تعبير ادونيس .
          ولا بد من التنبيه هنا الى ان الانفتاح الذي اشرت اليه له محاسنه الايجابية ومزالقه الخطيرة ، فكلمة الانفتاح كلمة مطاطة مرنة يمكن ان يدخل تحتها كل شيء !!! ، ولو توقفنا مليا امام المنجز المعرفي العربي القديم للاحظنا ان الانفتاح المعرفي نحو الآخر كانت تحكمه مقومات منهجية محددة تتركز في الآتي :
          1 ـ ان هناك رؤية منهجية منضبطة تتحرك في ضوء منظومة معرفية إسلامية ، من ناحية ، وواقع عربي يشتمل على حراك حقيقي من ناحية أخرى .
          2 ـ ان الانفتاح على الآخر لا يعني النسخ الحرفي والنقل بحيث تتماثل النصوص وتتشابه بطريقة تناصية ساذجة ، وإنما تعني هضم الآخر وإعادة خلقه من جديد ، بحسب الضوابط المنهجية التي يصدر عنها المفكرون والأدباء ، وبحسب المتغيرات الكائنة في الواقع العربي .
          وفي ضوء هذين المنحيين أسهم المثقف العربي في القرون ( الثالث والرابع والخامس ) الهجرية في تقديم منجز إبداعي متميز ، الفكر الاعتزالي ومن يماثلهم من العدلية ، ومنجزات الفلاسفة ، وابداعات الحداثيين من الادباء والنقاد ، الأمر الذي قدم من ثم : النقلة النوعية في التفكير النقدي لدى : عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز ،وحازم القرطاجني في منهاج البلغاء.
          ولا ريب ان الناقد العربي قد عانى من أزمة فكرية ومنهجية ، قسم منها يتصل بطبيعة الثوابت العربية الفكرية التي تتأسس على ثنائيات : الروح / الجسد ، اللفظ /المعنى ، الأصل / الفرع ، وهكذا ...وقسم يتصل بوعي أزمة الشاعر الحداثي ، او بتعبير الناقد القديم الشاعر المحدث ، فلقد ادرك ابن طباطبا العلوي في كتابه (( عيار الشعر )) ان الشاعر المحدث يعاني من محنة ولا بد من حل لهذه المحنة ، ويطرح ابن طباطبا مشروعا ، على طريقته الخاصة ، وتتوافق مع طبيعة عصره ، وعلى وفق المرجعيات المعرفية السائدة .
          {يمكن مراجعةكتابنا (( الخطاب النقدي عند المعتزلة )) ففيه عرض مفصل لكثير من هذه المعضلات لأن موقع المجالس لا يتسع لعرضها .وهو على النت:
          http://www.minshawi.com/other/waili03.HTM }

          2

          ولو انتقلنا الى حاضرنا العربي المعاصر لألفينا أنفسنا نمر بمراحل معرفية وأدبية ونقدية متلاحقة :
          1 ـ مرحلة احيائية يمثلها شعراء ابتداء من البارودي وانتهاء بالجواهري ، ونقاد مثل : حسين المرصفي وقسطاكي الحمصي واضرابهما .
          واقل ما يمكن اي يقال عن هذه المرحلة انها حاولت العودة الى التراث ، وحاولت اعادة صياغة الحاضر المعاصر في ضوء الماضي ، وكانت تتجه الى محاكاة النصوص القديمة ، وشرح التصورات النقدية التراثية ، او التعليق عليها . فهي واقعة تحت تأثير نسخ التراث والنقل منه ، ولم تكن متأثرة على نحو العموم بالآخر الغربي .
          {ينظر :بحثنا (( أنماط ومرايا قراءة في النقد العربي الأحيائي )) وهو على النت :
          في شبكة الذاكرة الثقافية : ثم تبحث عنه هناك
          http://www.althakerah.net }
          2 ـ مرحلة ذاتية ( رومانسية ) تمثلت شعريا بمدرسة المهجر وجماعة ابولو ، ومدرسة الديوان ،وتعد هذه المرحلة اول محاولات التاثر بالمنجز الغربي ، ومن هنا بدأت متابعة الآخر {.ينظر تحثنا (( تدفق الينبوع قراءة نقدية في مدرسة الديوان )) وهو على النت :
          http://www.arabiancreativity.com/waili7.htm}
          3 ـ ما بعد الرومانسية ، وهي مجموعة من المدارس كالواقعية والوجودية والواقعية الاشتراكية ، وتكمن المعضلة فيها في متابعة تكاد تكون كلية .
          {ينظر كتابنا (( المواقف النقدية ،قراءة في نقد القصة القصيرة في العراق )) وهو على النت : http://www.minshawi.com/other/waili04.HTM }
          ومن الجلي ان قسما كبيرا من ذلك كان نسخا لا ابداعا، ومتابعة لا خلقا .
          وقد استغرقت هذه التصورات النصف الاول من القرن العشرين !!! وفي هذا الفترة كان الاوربيون ينفضون عنهم غبار النظريات السياقية ويغرقون في بحار الالسنية والبنيوية وما بعدها والتفكيكية ومابعدها ، ابتداء من دي سوسير ومرورا بكلود ليفي شترواس ، ورولان بارت ...وكان على الضفة الشرقية في روسيا باختين ورومان ياكبسون وبروب وغيرهم .
          وبمجرد ان انتتهت البنيوية في اواخر الستينات من القرن العشرين في فرنسا بدأ العرب يلتفتون الى ان هناك فكرا معرفيا جديدا لا بد من ملاحقته ، فبدأ زكريا ابراهيم في مشكلة البنية ، وصلاح فضل في البنائية في النقد الادبي ، يلفتان الانظار الى هذه التصورات الجديدة والدعوة الى حداثة اوحداثوية جديدة .
          { ينظر : بحثنا : تناقضات الحداثة العربية ، وهو على النت :
          http://www.arabiancreativity.com/waili4.htm }
          ثم تدفقت علينا المناهج الغربية بنيوية وما بعد البنيوية وتفكيكية وما بعد التفكيكية ، ومن الغريب اننا نتلقف هذه المناهج بعد ان يهجرها منتجوها في الغرب ، ووفدت الينا مصطلحات : النسق ، الثنائيات الضدية ، وغيرها ، لدرجة وصف احد انصار هذه الاتجاهات بأنه رطان غريب في اطار حداثة عربية معاصرة .
          ولست معترضا على ان نقرأ شعرية ديسويفسكي لباختين ، بل اني اعد ذلك واجبا مهما ، وليس عيبا ان نفهم ونستفيد من انجاز دي سوسير وكلود ليفي شتراوس ورومان ياكبسون ورولان بارت وغيرهم ، ولكني اتساءل :
          اولا : هل اسهم العرب في انتاج هذه المعرفة الجديدة ، ام اننا كنا ولا نزال نستهلك هذه المعرفة ونردد مفاهيمها ومصطلحاتها ، بمعنى نفهمها على احسن الأحوال ،ونسيء فهمها في اغلب الاحوال .
          ثانيا : هل المنهج الوافد يستقل عن طبيعة الواقع الذي نشأ فيه ، فلماذا نطبقه في احايين كثيرة بحرفية على مواقع مختلف .
          ثالثا : هل المنهج الوافد يخلو من مكونات ذات طبيعة ايديولوجية .
          رابعا : الى أي حد تسهم هذه المناهج في حل معضلاتنا المعاصرة .
          خامسا : لماذا تنمو هذه المناهج ولا يعترض عليها في أكثر البلدان العربية سلفية ، في حين يمنع نشر كتاب يشم منه رفضا للفكر السلفي ، اواشارة ما الى النظام السياسي لهذه الدولة السلفية .
          إن اكبر مأزق تعاني منه هذه المناهج الحديثة انها تغفل السياقات التاريخية والاجتماعية للنصوص ، ومن ثم فإنها تعنى بموت المؤلف وموت السياق ،اليس هذا ما تطلبه الانظمة القمعية ، في عالمنا العربي ، ولسان حال هذه الانظمة :
          اكتبوا ما يحلوا لكم من رطان عن نصوص ادبية او نقدية ، وهو رطان لا يقرأه الى قلة قليلة معدودة على الاصابع ، المهم عدم الاشارة الى السياسة والواقع !!!
          هل قام البنيويون العرب بتفكيك الواقع العربي واسهموا خلال ثلاثين عاما في إحداث تغيير حقيقي في واقعنا في أي قطر عربي ، ان التغيير بحسب الواقع الحالي لا يتم من خلال حراك اجتماعي داخلي ، على الرغم من اعتقادي الجازم ان التغير الحقيقي يتم من الداخل ، ولكن الذي حصل ان التغير قد تم من الخارج .
          إن الخطأ يكمن في المنهج وآليات التحليل .وإذا لم تسهم المناهج الحديثة في تحقيق ذلك ،فلا ريب انها قد فشلت في واقعنا ، ونحن بحاجة الى مناهج بديلة ، تنبع من واقعنا ،لا تنفر من التراث ، كل التراث ، ولا تتعالى على الواقع، وإنما تقوم بقراءة نقدية للتراث والواقع معا .

          حقائق :
          1 ـ لا ريب اننا لان نسهم في انتاج هذه المعرفة ، فهي وافدة الينا ، حتى لو ادرجنا ادوارد سعيد وايهاب حسن ، فهما وإن كانا ينحدران من اصول عربية فإنهما يعبران عن الواقع الآخر الغربي ، وهو واقع يعيشان فيه ، ويعبران عن المنجز الفكري الغربي ومناهجه ، فهما يعيشان هناك ، وينتجان ابداعهما هناك .
          2ـ إن التراث العربي قد توقف عن الابداع منذ حازم القرطاجني ، فهل نرجع لنبدأ من حيث نوقف حازم ، وإذا قبلنا ذلك فإن الفجوة الحضارية واسعة ، ونكون قد اغفلنا قرونا من الزمن والتطور ، ولكننا على كل حال لا نعيش على منجزه وحده ،و لا نبد أ من حيث انتهى الآخرون .
          3 ـ إني ادعو ان نقرأ الاخر ، ونستفيد من كل منجزاته ، ونحاول ردم الفجوة الكبيرة ، وبخاصة بعد توقف الحضارة العربية منذ عدة قرون ، وينبغي ان نتجاوز النسخ والنقل والتبعية المطلقة التي تضرب بأطنابها في كل شيء ، في السياسة والاقتصاد والفكر والادب والنقد ، حتى الهواء الذي نستشقه اصبح يأتينا من هناك !!
          ادعو ان ننقد انفسنا ، ننقد تراثنا ، وواقعنا ، بمناهج علمية نكتشفها نحن ، نابعة من واقعنا ، ومعبرة عن خصوصيتنا ، وان نترك خرافة ان المنهج عام لا يحمل ايدولوجية الواقع الذي نبت فيه ،
          وهنا تبد أ المعضلة الكبرى
          كيف !!؟؟؟
          ملاحظة : الرجاء العودة الى البحوث التي تم الاشارة اليها ففيها تفصيل واجابات عن كثير من الاسئلة ، ولأن هذا الرد قد كتب على عجالة .

          تعليق


          • #6
            قلت ....
            قرأت ماكتبتهُ سيّدي

            وقد عني المعتزلة بحرية الإنسان لكونها تؤكد أهمية العقل ودوره في اختيار الإنسان لأفعاله من ناحية، ولكونها تؤكد العدل الإلهي أحد أبرز أركان الأيديولوجية الاعتزالية من ناحية ثانية، وترتبط المسئولية بالحرية ارتباط المعلول بعلته، فإنْ انتفت الحرية انتفت المسئولية، إذ كيف يكلف الله سبحانه الإنسان وهو مجبر على أفعاله، وكيف يثيبه أو يعاقبه على فعل لم يرتكبه ؟ .


            عرفت عن المعتزله سيدي انهم فرقة إسلامية نشأت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي ، وقد اعتمدت على العقل المجرد في فهم العقيدة الإسلامية لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة مما أدى إلى انحرافها عن عقيدة أهل السنة والجماعة . وقد أطلق عليها أسماء مختلفة منها : المعتزلة والقدرية والعدلية وأهل العدل والتوحيد والمقصد والوعيدية .

            مجرد معلومه للاستدلال على مشاركه اخرى حتّى لاتتوه الفكره


            د. محمد العناني لـ(الزمان): النقد الأدبي متخلف والسبب غياب المنهج العلمي
            هذا ماقراءته للاستاذ الكريم برائك سيدي
            هل غياب المنهج العلمي اسهم في تخلف النقد الادبي ؟؟
            يبقى سؤالي حول الموضوع


            يهمني رائك في هذا الامر

            قال ..........

            الدكتور الفاضل كريم الوائلي

            أدهشني إصدار أحكامك على المعتزلة ، حين قررت حقيقتين خطيرتين : الأولى أن المعتزلة تأثرت ببعض الأفكار المستوردة الثانية : إن المعتزلة منحرفة عن عقيدة أهل السنة والجماعة ...
            وسر دهشتي انك أصدرت حكما مطلقا يقتضي تثبتا ، على وفق منهج علمي دقيق ، إذ يشم من قولك ان المعتزلة تأثرت بالفلسفات المستوردة انك تتهمها بالزيغ ، فهل قرأت حضرتك كتب المعتزلة وبينت مدى هذا التأثر ، أليس من حق القاريء على الباحث ان يقدم له الدليل من كتب أصحاب هذه الفرقة ، وليس من كتب خصومها .
            وأدهشني انك تصدر وفق مسلمة مطلقة ان الحقيقة تحتكرها فرقة واحدة هي : عقيدة أهل السنة والجماعة ، وهذا موقف مسبق يعني تكفير كل من يختلف مع هذه الفرقة ، الأمر الذي سيقودنا الى تصنيف الأمة الى فرق وطوائف كلها في النار وواحدة فقط في الجنة انك تقع في الخطأ نفسه الذي وقع فيه باحثون حين لم يميزوا بين الدين والفكر الديني ، فالمعتزلة فكر ديني ، وأهل السنة والجماعة فكر ديني ، وغيرهم كذلك ، وهذه تصورات قابلة للخطأ والصواب ، تماما كما قال الإمام الشافعي : رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب . ان الصحيح والثابت هو الدين ، أي القرآن الكريم وما صح من السنة النبوية الشريفة كما قررت أنت ، الاترى انك هنا تناقض نفسك في اعتبار راي اهل السنة والجماعة ، هو الحق وتغربل الآراء الأخرى بحسب منظوره !!!
            اليس تساؤلي مشروعا !!! ام انا الآخر لا يحق لي النقاش والحوار لأنني قد اختلف مع رأيك ، او لأنني اتبنى افكارا معارضة كليا او جزئيا للعقيدة التي لا يجوز ان يناقشها احد ، وان ناقشها او تساءل عنها فإنه يكون خارجا على الدين ومارقا عن الإيمان !!
            على الرغم من انها فكر ديني وليست دينا !!!
            التعديل الأخير تم بواسطة ضيف الله العتيبي; الساعة 20-11-2004, 07:29 AM.

            تعليق


            • #7
              ثم قاااااال
              الله يسترنا !!!



              إن غياب المنهج العلمي لا يسهم في تخلف النقد الادبي فحسب ، وإنما يسهم في تخلف التفكير وآليات التحليل في الفكر الديني والمعارف والعلوم والآداب ، ولعل ابرز مظاهر هذا التخلف :
              1 ـ امتلاك الحقيقة واحتكارها ، فتصبح الحقيقة موجودة في التراث ، او عند الآخر ، ومن ثم لا يفسح المجال للخلاف والنقاش ، الا في ادنى درجاته .
              2 ـ نفي المخالف ذهنيا وجسديا ، والامثلة على ذلك كثيرة ، في ماضينا وحاضرنا ، فلقد تم احتكار الحقيقة ومحاولة تطبيقها بالقوة عند المعتزلة وخصومهم على السواء .ولا تزال الصورة قائمة الى اليوم ، ليس لدى الانظمة القمعية ، فهذا اقل الشرور ، وإنما لدى مفكرين وكتاب وادباء ونقاد !!

              والله يسترنا !!!

              فكان ردّي

              سيدي الفاضل فيما يبدو لي انّك قد غضبت منّي اكرراسفي سيدي وانا اظل فقط
              انسان باحث عن الحقيقه
              استاذي الفاضل



              عرفت عن المعتزله سيدي انهم فرقة إسلامية نشأت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي ، وقد اعتمدت على العقل المجرد في فهم العقيدة الإسلامية لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة مما أدى إلى انحرافها عن عقيدة أهل السنة والجماعة . وقد أطلق عليها أسماء مختلفة منها : المعتزلة والقدرية والعدلية وأهل العدل والتوحيد والمقصد والوعيدية .

              سيدي والشهاده لله انا لم ابحث في كتب المعتزله ولكن انا فقط قلت مااعرفه او تعلمته
              لانّي وبناء على مااعرفه كنت سأسألك عن رائك فيما تعلمته او عرفته
              وانت سيدي سبقت الحدث وقمت بأرباك جميع افكاري
              اذ انّي قلت
              بالحرف
              مجرد معلومه للإستدلال على مشاركه اخرى حتّى لاتتوه الفكره
              كانت فكره سيدي وحتّى لا تتوه فقد قمت بتدوينها هنا في هذا الموضوع
              الفاضل استاذي القدير انا لم اكفّر احد او اصدر احكاما على احد اتمنّى ان
              اسمع رائك فيما دونّته ادناه

              وتقبل تحياتي

              ثم قال الدكتور كريم


              لست غاضبا منك ، ولكني كنت متألما من اجل الوصول الى قدر أكبر من الحوار والنقاش ، وكأني وجدت ضالتي في بعض تصوراتك ، كان لا بد ان اقول رايي هنا بصراحة وبقوة ، لأنك لست الوحيد الذي يقرأ هذا الكلام ، وانتظر منك ومن بقية المتابعين نقاشا ساخنا وحوارا قويا ، صدقني اني سعيد بك سعادة غامرة ، ولتكن اصواتنا عالية ما دمنا ننشد الحق والحقيقة ، ونسعى من اجل تطوير هذه الامة والنهوض بها ... قل فأنا لا اغضب ، ولا تغضب انت مني ، لنتجاوز المجاملات الى البحث الجاد ، انتظر منك الكثير ودمت لي ايها العزيز ، عزيزا حقا
              تحياتي لكم جميعا


              وقال

              كانت فكرتك بديعة لأنها فجرت موضوعا مهما ، انتظر منك افكارا مماثلة ، كي تفتح الباب على مصراعية لحوار متجدد ... لا تعتذر عن الذي فعلته فأنت لست مخطئا ، هناك وجهة نظر قابلة للنقاش وأنا مستعد ان اسمع اي شيء ولكن من حقي ان أقول رأيي بصراحة وبصوت عال ، كما انه من حقك انت ايضا
              محبتي لك ايها الغالي

              يُستكمل الحوار لاحقاً
              التعديل الأخير تم بواسطة ضيف الله العتيبي; الساعة 20-11-2004, 07:28 AM.

              تعليق


              • #8
                يعطيك لف عافيه يا ضيف الله

                ولي عوده ايها الكريم

                اخوك طراد

                تعليق

                يعمل...
                X