[ALIGN=CENTER]
من ما لايخفى ان كثير من المجلات المهتمة بالشعر الشعبي ان جاز ان نطلق تعبير المهتمة على هذه المجلات وان أديرت وطبعت في أماكن في عرض الخليج وطوله ينصب تركيزها على الاستحواذ على إهتمام القارئ الخليجي والسعودي بالدرجة الاولى. اتباع سياسات تسويقة تعطي الأولوية لجذب إهتمام هذا القارئ امر لايختلف عليه إثنان.
جذب القارئ للشعر الشعبي مر بمراحل متعددة اتخذت أشكالا مرحلية بمعنى ان كل مرحلة يكون لها طبيعة معينة عندما يخفو بريق الاستقطاب فيها تستبدل بمرحلة أخرى تعطي زخما أكبر لنسب التوزيع. في مرحلة أولى كان هناك تركيز على شعراء معينين من كل تجمع عرقي أو حضري عبر الخليج للإستحواذ على القراء المنتمين لذلك العرق او المنطقة التي ينتمي لها الشاعر المختار. مثلا .. يتم اختيارشاعر واحد من كل قبيلة كبيرة لاستهدف القراء من تلك القبيلة. الأمر وان كان فيه لعب على بساط العنصرية بغض النظر عن الشاعرية الا إنه مبرر في عالم التسويق. مما كان مصاحبا لهذه المرحلة الأعتماد على الوهج البصري المصاحب لوهج الانتاج الشعري فزخر أرشيف المطبوعات الشعرية بأطنان من الصور للشعراء في ما لايحصى من الاوضاع.
مرحلة اخرى وهي انه لم يعد كافيا الإعتماد على وهج الشعراء الرجال في الإرتقاء بنسب التوزيع فكان لابد من الإمتداد نسائيا أيضا بغض النظر عن جودة الطرح لكسب المزيد من القراء وقد حدث هذا بالفعل. فتم النشر لكثير من الشاعرات عبر الخليج فحدث طفرة في هذا الجانب مما قاد لمرحلة اخرى متقدمة حيث إن مشاركة الشاعرات لابد ان تشفع بمعاضد بصري لم يكن يتوفر للكثيرات من شاعرات المرحلة المتواريات خلف الحجاب السائد في المنطقة مما جعلهن خارج المنافسة ليفتح المجال رحبا لكل من لاتمانع في الظهور علنا. تم تقديم بعض الشاعرات الجديدات اللاتي لمع نجمهن سريعا رغم عدم انتمائهن لفصيلة عرب الجزيرة الأقحاح اللاتي لاتزال الممانعة متحصنة عندهن. شاعرات هذه المرحلة أخذ بريقهن يخبو قليلا بعد فترة زاهرة من نسب التوزيع العالية مما حتم ان يكون هناك حاجة لعملية إنعاش سريعة وهي دعم تنظيم الأمسيات المختلطة حيث التواصل السمعي والبصري في اتجاهين مما يكون له إنعكاس مدروس على نسب التويع المتصاعدة.
الفتور اللاحق مهد لمرحلة أكثر نضجا وهي مرحلة الانتقائية في تقديم الشاعرات العلنيات الاكثر امتزاجا بتراب هذه المنطقة ان لم يكن جذورا فإنتماءا. لمبرر تسويقي فان الشاعرة السعودية بالذات التي لاتمانع من الظهور العلني مطلوبة على نطاق واسع في المرحلة الحالية. الناشرون يراهنون ويعلقون آمالا عريضة بانها ستكون حصان طروادة آخر يتم الدخول من خلاله آخر حصون العصي من اهتمامات القراء الذين لايزالون ضاربين الصفح عن مطبوعات الشعر الشعبي المهيمنة فربما حركت فيهم جنسية الشاعرة الشارقة على شاعرات المرحلة السابقة كوامن الحمية الوطنية ليكون هؤلاء القراء ارقاما صالحة من ضمن ارقام التوزيع المستهدفة.
لن أتباكى على أطلال رائع الشعر الذي تعلمناه صغارا ورددناه لفطاحلة الشعراء والشاعرات الذين لم يعرفوا صخب ماكينات التسويق المقيتة. كنا صغارا وكان يصل الينا الشعر الرصين فقط ويموت الشعر الغث موتا طبيعيا ويجهض في حينه. كنا بعد لم نعر التهافت على صوت وصور بنات جلدتنا الشاعرات اي اهتمام. ما يحز في النفس هو ان المسؤول الاول عن تسلسل المراحل الآنفة هو القارئ نفسه حيث كان سهل الإنقياد خروجا ودخولا خلال هذه المراحل. كما كان أداة طيعة من حيث لايعلم في الايدي الموجهة.
هذه كانت مراحل غير تقليدية في عمر مطبوعات الشعر الشعبي في الساحة وقد صاحبها كثير من التكتيكات التقليدية مثل التصريحات المفتعلة للشعراء والشاعرات .. رسائل القراء والقارئات المفبركة.. تعضيد الشعر باخبار اهل الفن الاكثر شهرة الذين ربما لايعلم اي منهم ماهيه الشعر الشعبي. كل ذلك يصب في مصب بيع أكبر عدد من النسخ وهو حق مكتسب للناشرين بغض النظر عن رأي النخبة من أهل الشعر الشعبي.
رغم ما حدث من تنوع وثراء وتذبذب واضح للجودة الا اننا لانعلم إن كان هذا هو الطريق الأمثل لصيانة الشعر الشعبي؟ كما لانعلم اي نوع من البصمات سوف يتركه مثل هذا الا سلوب ليتعرف الجيل الجديد على جمالها ان كان لها جمال.
داهم العصيمي
[/ALIGN]
من ما لايخفى ان كثير من المجلات المهتمة بالشعر الشعبي ان جاز ان نطلق تعبير المهتمة على هذه المجلات وان أديرت وطبعت في أماكن في عرض الخليج وطوله ينصب تركيزها على الاستحواذ على إهتمام القارئ الخليجي والسعودي بالدرجة الاولى. اتباع سياسات تسويقة تعطي الأولوية لجذب إهتمام هذا القارئ امر لايختلف عليه إثنان.
جذب القارئ للشعر الشعبي مر بمراحل متعددة اتخذت أشكالا مرحلية بمعنى ان كل مرحلة يكون لها طبيعة معينة عندما يخفو بريق الاستقطاب فيها تستبدل بمرحلة أخرى تعطي زخما أكبر لنسب التوزيع. في مرحلة أولى كان هناك تركيز على شعراء معينين من كل تجمع عرقي أو حضري عبر الخليج للإستحواذ على القراء المنتمين لذلك العرق او المنطقة التي ينتمي لها الشاعر المختار. مثلا .. يتم اختيارشاعر واحد من كل قبيلة كبيرة لاستهدف القراء من تلك القبيلة. الأمر وان كان فيه لعب على بساط العنصرية بغض النظر عن الشاعرية الا إنه مبرر في عالم التسويق. مما كان مصاحبا لهذه المرحلة الأعتماد على الوهج البصري المصاحب لوهج الانتاج الشعري فزخر أرشيف المطبوعات الشعرية بأطنان من الصور للشعراء في ما لايحصى من الاوضاع.
مرحلة اخرى وهي انه لم يعد كافيا الإعتماد على وهج الشعراء الرجال في الإرتقاء بنسب التوزيع فكان لابد من الإمتداد نسائيا أيضا بغض النظر عن جودة الطرح لكسب المزيد من القراء وقد حدث هذا بالفعل. فتم النشر لكثير من الشاعرات عبر الخليج فحدث طفرة في هذا الجانب مما قاد لمرحلة اخرى متقدمة حيث إن مشاركة الشاعرات لابد ان تشفع بمعاضد بصري لم يكن يتوفر للكثيرات من شاعرات المرحلة المتواريات خلف الحجاب السائد في المنطقة مما جعلهن خارج المنافسة ليفتح المجال رحبا لكل من لاتمانع في الظهور علنا. تم تقديم بعض الشاعرات الجديدات اللاتي لمع نجمهن سريعا رغم عدم انتمائهن لفصيلة عرب الجزيرة الأقحاح اللاتي لاتزال الممانعة متحصنة عندهن. شاعرات هذه المرحلة أخذ بريقهن يخبو قليلا بعد فترة زاهرة من نسب التوزيع العالية مما حتم ان يكون هناك حاجة لعملية إنعاش سريعة وهي دعم تنظيم الأمسيات المختلطة حيث التواصل السمعي والبصري في اتجاهين مما يكون له إنعكاس مدروس على نسب التويع المتصاعدة.
الفتور اللاحق مهد لمرحلة أكثر نضجا وهي مرحلة الانتقائية في تقديم الشاعرات العلنيات الاكثر امتزاجا بتراب هذه المنطقة ان لم يكن جذورا فإنتماءا. لمبرر تسويقي فان الشاعرة السعودية بالذات التي لاتمانع من الظهور العلني مطلوبة على نطاق واسع في المرحلة الحالية. الناشرون يراهنون ويعلقون آمالا عريضة بانها ستكون حصان طروادة آخر يتم الدخول من خلاله آخر حصون العصي من اهتمامات القراء الذين لايزالون ضاربين الصفح عن مطبوعات الشعر الشعبي المهيمنة فربما حركت فيهم جنسية الشاعرة الشارقة على شاعرات المرحلة السابقة كوامن الحمية الوطنية ليكون هؤلاء القراء ارقاما صالحة من ضمن ارقام التوزيع المستهدفة.
لن أتباكى على أطلال رائع الشعر الذي تعلمناه صغارا ورددناه لفطاحلة الشعراء والشاعرات الذين لم يعرفوا صخب ماكينات التسويق المقيتة. كنا صغارا وكان يصل الينا الشعر الرصين فقط ويموت الشعر الغث موتا طبيعيا ويجهض في حينه. كنا بعد لم نعر التهافت على صوت وصور بنات جلدتنا الشاعرات اي اهتمام. ما يحز في النفس هو ان المسؤول الاول عن تسلسل المراحل الآنفة هو القارئ نفسه حيث كان سهل الإنقياد خروجا ودخولا خلال هذه المراحل. كما كان أداة طيعة من حيث لايعلم في الايدي الموجهة.
هذه كانت مراحل غير تقليدية في عمر مطبوعات الشعر الشعبي في الساحة وقد صاحبها كثير من التكتيكات التقليدية مثل التصريحات المفتعلة للشعراء والشاعرات .. رسائل القراء والقارئات المفبركة.. تعضيد الشعر باخبار اهل الفن الاكثر شهرة الذين ربما لايعلم اي منهم ماهيه الشعر الشعبي. كل ذلك يصب في مصب بيع أكبر عدد من النسخ وهو حق مكتسب للناشرين بغض النظر عن رأي النخبة من أهل الشعر الشعبي.
رغم ما حدث من تنوع وثراء وتذبذب واضح للجودة الا اننا لانعلم إن كان هذا هو الطريق الأمثل لصيانة الشعر الشعبي؟ كما لانعلم اي نوع من البصمات سوف يتركه مثل هذا الا سلوب ليتعرف الجيل الجديد على جمالها ان كان لها جمال.
داهم العصيمي
[/ALIGN]
تعليق