إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر الاسباني خوسيه بيرو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر الاسباني خوسيه بيرو

    [ALIGN=CENTER]الشاعر الاسباني خوسيه بيرو


    ولد خوسيه بيرو سنة 1922, بمدينة صانطاندير بشمال اسبانيا, شاعر ينتمي للجيل الشعري لمرحلة ما بعد الحرب الأهلية أو ما يطلق عليه النقاد في أسبانيا بجيل 1936 الشعري, قضى أربع سنوات أسيرا بعد أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها, وهي تجربة وجودية حساسة ستطبع بعمق حياته وشعره, في كتابات خوسيه بيرو يتداخل الوعي الاجتماعي برؤية ذاتية حميمة ومتفردة وهو ما يجعل قصائده شبيهة بعوالم تمارس فيها الذات وعيها وتؤسس مزادتها لتمنح للحياة معنى ووجودا منفلتا يشبه وميض الضوء, وهو حين يحكي تجاربه يكون أقرب الى استعادة نهر لمجراه, لسيرته التي عمقتها الجراح والرؤى في شفافية مهووسة بالتماعات الحروف والكلمات السائلة بقوة بين أحجار الزمن, قال فرانسيسكو أومبرال عن قصائد بيرو: <<هي قصائد منشغلة بالايحاءات قصائد لا تحجب بنيتها المعقدة ضوء الصباح.وتجد اطروحتها دائما خاتمة غنائية لعقدتها>>.

    ودون أن يلغي بيرو الجذور الغنائية والحميمية لتجربته الشعرية, وإيغاله العميق في تفاصيل الذات الانسانية, عرف بيرو كيف يطور قصائده باتجاه الملحمية والسردية الشعرية خصوصا في عمله الأخير <<دفتر نيويورك>> حصل خوسيه بيرو على العديد من الجوائز الشعرية, وهو يتصدر منذ أكثر من سنة قائمة الكتب الشعرية الأكثر مبيعا في اسبانيا, من أهم الجوائز التي حصدتها أعماله:

    1 - جائزة أدونيس .1947 Adonais

    2 - الجائزة الوطنية للشعر 1953 و1999.

    3 - جائزة النقد سنتي 1958 و1965.

    4 - جائزة مارش 1959.

    5 - جائزة أمير استورياس للآداب 1981.

    6 - الجائزة الوطنية للآداب 1990.

    7 - جائزة سيرفانتس للآداب 1998.

    من أهم أعماله الشعرية:

    - أرض بدوننا 1947.

    - مع الأحجار, مع الريح 1950.

    - تماثيل مسجاة.

    - ما الذي أعرفه عن نفسي.

    - يومية.

    - دفتر نيويورك.. وغيرها.

    وفيما يلي نقدم لكم واحدا من أهم شعراء أسبانيا, والذي ظل الى الآن محتجبا عن النقل إلى اللغة العربية.


    (1)
    (اللامبالي)


    الآن سنصير سعداء

    بعدما لم يعد هنالك ما يؤتمل.

    أن تتساقط الأوراق اليابسة

    أو أن تولد الأزهار البيضاء

    سيّان

    أن تلتمع الشمس

    أو أن يعزف المطر على الزجاج

    أن يكون كل شيء كذبة

    أو أن يكون حقيقة

    أن يهيمن الربيع الأبدي على الأرض

    أو أن تغرب شمس الحياة

    سيّان

    أن توجد ألحان شاردة

    سيّان

    لماذا نرغب في الإصغاء إلى الموسيقى

    إن لم يكن هنالك ما يستحق الغناء.


    (2)
    (سيد الخريف)


    يأتي ويجلس بيننا

    لا أحد يعرف من يكون

    ولا لماذا حين يهمس <<غيوم>>

    نمتلئ بالخلود.

    بكلمات رصينة يتحدث إلينا

    وأثناء الحديث تتهاوى

    من رأسه أوراق يابسة

    تمضي مع الريح وتجيء

    نعبث بلحيته الباردة

    فيمنحنا ثمارا ويعاود المشي

    بخطى متأنية ثابتة

    كما لو لم يكن له عمر

    ينصرف ملقيا لحيته: وداعا

    فنحس الرغبة في البكاء.

    (3)
    (نوفمبر)


    أمام الشاطئ المقفر

    أصغي لتساقط المطر

    كما لو كنت عائدا

    للبكاء على قبري

    تخفق الأجنحة (الأمواج)

    يشتعل لهيب زبدها

    تأسر بين أصابعها

    فضة تضيئها.

    كل شيء يقع خارج الزمن.

    تمضي السحب القاتمة

    تبكي الرمال عارية

    مثل جسد يقع خارج الزمن

    الأعين الآن لا تنظر: هي تحلم

    لا تقع عما تبحث عنه

    الأشياء توجد في الأمام

    لكن روحها خرساء.

    انسكب النبيذ من الجرة السماوية

    للمغامرة

    أواه أيتها الروح

    لماذا حلقت بأجنحة ليست لك?


    (4)
    (وداع البحر)


    وإن حاولت لحظة الوداع

    أن أحفظك كاملا في فناء عزلتي

    وإن رغبت في شرب عينيك اللامتناهيتين

    مساءاتك الطويلة والفضية

    حركتك الواسعة الرمادية والباردة

    أعرف أنني حينما سأعود إلى شطآنك

    سنحس أننا مختلفان.

    أبدا لن أراك ثانية

    بهذي العيون التي تنظر إليك اليوم

    رائحة التفاح هاته! من أين تأتي?

    أواه يا حلمي! يا بحري!

    إصهرني, جردني من جلدي,

    من لباسي الفاني!

    إنسني على رمالك

    ولأكن أنا ابنا زائدا لك

    تيار ماء صاف يعود إليك,

    إلى ميلاده المالح, إلى أن تحيا حياتك

    مثل أشد الأنهار حزنا !

    أغصان زبد يانعة

    قوارب ناعسة وتائهة...

    أطفال يلملمون فضالة عسل الغروب.

    العالم, كم هو جديد, طلق وصاف !

    يولد كل يوم من أحشاء البحر

    يعبر الطرقات التي تطوق روحي

    ويركض للتخفي في العتمة

    زيت حداد الليل يعود إلى أصله وبدايته.

    والآن يجب علي أن أتركك

    لأبدأ طريقا آخر!

    وإن حاولت لحظة الوداع

    أن أحمل معي صورتك أيها البحر;

    وإن رغبت أن أنفذ إليك,

    أن أثبتك بدقة في أحاسيسي;

    وإن بحثت عن سلاسلك

    لكي أنكر على نفسي مصيرها

    أعرف أن شبكتك الرمادية

    ذات الخيوط الدقيقة

    ستغدو عاجلا ممزقة

    أبدا لن أراك ثانية

    بهذي العيون التي تنظر إليك اليوم.


    (5)
    (ذكرى البحر)


    كيف تضطرب تحت الغيوم الرمادية

    يا صفيحة دقيقة من معدن الطفولة

    كيف يحطم غضبك الشكيمة

    يا قلب الغيمة

    كيف أراك بعيوني الواهنة

    أية صورة لك تلك التي تبدع الحلم

    في مهل فليحطمك الهواء المنكسر إلى أجزاء

    أنت الذي تحفظ في المرمر المالح

    صورا حية تموجها الريح

    أنت الذي تحرك في الفجر الناعم

    أصوات الروح

    أنت الذي تغذي بحليبك المر

    ظلال الشطآن, الخطوات المنسية

    قلق من أن يكون فوق بطنك الأخضر

    قراصنة مجانين.

    مضيت تجتاح في ارتعاش

    ظلالا أغرقت عيونها في هدوئك

    اليوم تبلل ذكراك جبهتي مثل مطر بارد

    لو أعود الآن للتجوال عبر شطآنك

    لو يصيبني كل شيء بالدوار عبر جسدك

    لو يعير جسدك الآن لجسدي أسمالا باردة

    لو عاريا , متعبا أكون الآن

    فأنا أكثر بنوة لك

    لو أن الخريف العائد إلى حضني

    يحمل إلي الخبز البارد في منقاره

    يا صفيحة دقيقة من معدن الطفولة

    كل منسي سيبقى كاملا :

    سياط, حبال بها كنت تجلدني

    رياح تجأر

    كل شيء سيغدو من جديد جميلا

    رغم أن مخالبك ستخدش جسدي

    رغم أن صباحاتك ستكون شموسها

    أشد سوادا أثناء رجوعك.


    (6)
    (الوصول إلى البحر)


    حينما غادرتك,

    قطعت على نفسي وعدا بأن أعود

    وعدت, تشق قدماي بلورك الصافي

    كأنما ذلك تعميق للبدايات

    كأنما هو انتشاء بالحياة

    الإحساس بالنمو الأكثر عمقا

    لشجرة ذات أوراق صفراء

    والجنون بطعم فاكهتها الزاهية

    كأنه الإحساس بالأيدي مزهرة

    وهي تلامس الفرح.

    كأنه الإصغاء للنغمة الحادة

    للرواه والنسيم.

    حينما غادرتك,

    قطعت على نفسي وعدا بأن أعود

    كان الفصل خريفا , وفي الخريف

    وصلت مرة أخرى إلى شطآنك

    (من تموجاتك يولد الخريف

    كل يوم أكثر جمالا )

    والآن إذ أفكر فيك

    بشكل مستديم, إذ أومن...

    (الجبال التي تحتضنك

    بها نيران مشتعلة)

    والآن إذ أشتهي التحدث إليك

    إشباع ذاتي من فرحك

    (إنما أنت عصفور من ضباب

    ينقر خدي).

    والآن إذ أشتهي أن أمنحك

    كل دمي, إذ أشتهي...

    (ما أجمل أن أموت في حضنك أيها البحر

    حينما تغدو حياتي لا تحتمل).


    (7)
    (أرض بدوننا)


    فليخفق العالم حول ذاته

    في ألم!

    يبدو العالم كما لو أنه يصحو

    من الحلم, أكثر جمالا من ذي قبل.

    الحجر اليوم أشد تحجرا

    معدني أصم.

    الغيمة اليوم ليست تلك التي

    كنا نرى,

    هي أكثر غرابة وغموضا

    أشد تكونا من أدخنة نائية

    وضئيلة لنار مشتعلة

    تعدو الريح, ريح الجنوب المبحوحة

    المتوحشة والعارية

    يعدو المهر المجنون,

    فتحركك حوافرهما العطرة

    كل الخليقة المشرعة أمام عيني.

    يمضي الضوء مع الضوء

    وشجر الحور الأسود

    مع شجر الحور الأسود

    والطائر مع الطائر

    وحدي أنا أوجد وحيدا .

    الماء هنا راكد

    وأنا أطل على الماء.

    أرى نفسي منعكسا في العمق

    كما هو الحال دائما .

    يسألني الماء عنهم

    وأنا لا أجيب

    (لا أريد أن يعرف

    كيف انتهى كل شيء)

    فيخفق العالم حول ذاته

    في ألم!

    في كل جدار, في كل انعكاس للضوء

    في كل قلب صيف أحمر,

    يسأل الواحد,

    عتاب أصم.

    ليس زمني هو الذي يأتي إلي .

    العودة أنا من يبادر بها

    واليأس يغمر أعيني المتعبة

    التي تحاول أن تغدو جارحة

    لعمق الأشياء,

    أن ترى ذاتها في الجذع

    الصافي للنهر ذاته مرتين.

    الأرض بدوننا!

    كم تبدو قدمي متعبة!

    ما أشد إيلام سيولة الزمن النابض

    النازف دفقات !

    تبدو الأشياء اليوم أشد وهمية

    مثل أشكال مخلوقات من كوكب

    آخر يحيا بدوننا:

    ماء ينعكس ساكنا في عمقه

    وعاء يحتويني,

    مرآة لا ألامسها,

    ألم يكن يجب علي أن أرى ذاتي

    أنا الآخر محطما

    وحينها, أجل يا إلهي

    سأحس إنني وحيد !





    للموضوع بقية

    [/ALIGN]

  • #2
    [ALIGN=CENTER]

    (8)
    (روبورتاج)


    من هذا السجن, أستطيع أن أرى البحر,

    أن أتابع جولة النوارس

    أن أجس نبض الزمن المعيش.

    هذا السجن أشبه بشاطئ,

    الكل ينام فيه

    الأمواج تكاد تتحطم عند أقدامه

    الصيف, والربيع, والشتاء, والخريف,

    هي طرق خارجية يمشي فيها الآخرون:

    أشياء غير صالحة

    رموز الزمن المتقلبة

    (والزمن هنا ليس له معنى)

    هذا السجن في البدء كان مقبرة .

    كنت ما أزال طفلا , وعبرت

    مرات من هذا المكان,

    سروات كئيبة , رخام محطم .

    لكن الزمن الفاسد كان يلوث

    الأرض. فالعشب لم يعد صرخة الحياة.

    في أحد الصباحات

    رفعوا بالمعاول والمجارف طراوة الأرض,

    وفقد كل شيء خفقانه القديم (المحارب,

    الورود, السروات, السياجات)

    بنوا مقبرة جديدة للأحياء.

    أستطيع من هذا السجن

    أن ألامس البحر,

    الجبال الحديثة الولادة,

    الأشجار المنطفئة بين أنغام صفراء

    أن ألامس الشطآن التي تفتح

    للفجر مروحات كبيرة.

    هي أشياء خارجية , أشياء

    غير صالحة, أساطير قديمة ,

    طرق يعبرها الآخرون

    هي الزمن,

    والزمن ليس له هنا معنى.

    أما ما تبقى, فكل شيء

    بسيط حتى الفظاعة

    ماء الصبح له صورة نبع...

    (حنفيات خلال الفجر,

    ظهور عارية , عيون

    جرحها الفجر القارس).

    كل شيء هنا بسيط

    بسيط حتى الفظاعة.

    هكذا هي الساعات , وهكذا

    هي السنون. وصدفة أحسسنا

    خلال مساء خريفي, بارد

    أن الزمن قد توقف (يتحدثون عن المسيح)

    (المسيح كلم الناس وقال:

    <<سعداء هم فقراء النفس>> )

    لكن المسيح ليس هنا

    (خرج من النافذة الزجاجية الكبيرة,

    راكضا خلف صخرة ,

    ومضى صحبة بطرس في مركب

    عبر البحر الهادئ)

    المسيح ليس هنا,

    يغدو السرمدي باهتا , ويتحول إلى فان

    - امرأة شقراء, يوم غائم ,

    طفل ممدد على العشب,

    قبو تشق أرجاء السماء-

    ما هو فان هو ذاك الذي يعبر ويرحل,

    هو ذاك الذي يعتقلنا.

    عطش الزمن, والزمن هنا

    ليس له معنى.

    رجل يعبر (عيناه مليئتان بالزمن)

    كائن حي يقول: <<أربع سنوات , خمس ...>>

    كما لو كان يلقي السنين للنسيان.

    فتى من وديان لييبانا. مزارع

    (يبدو أنه يسمع صوت الأم:

    <<بني لا تتأخر>> يسمع نباح الكلاب

    عبر أشجار الصنوبر الخضراء,

    يسمع تفتح أزهار أبريل الزرقاء...)

    وهادئا يقول: <<أربع سنوات , خمس , ست ...>>

    كما لو كان يلقيها للنسيان.

    السماء أحيانا زرقاء , أو رمادية ,

    بنفسجية أو مشتعلة بالالتماعات,

    مذهبة أحيانا .

    ذهب إلاهي منكسب .

    نعرف بشكل مستفيض من يسكب

    الذهب, ومن يمنح الزنبق أثوابه,

    من يعير النبيذ لون حمرته,

    من يحلق بين السحب,

    ومن ينظم الفصول...)

    (طرق خارجية يمشي فيها الآخرون)

    هنا يوجد الزمن بلا رمز

    مثل ماء شارد

    لا يحاكي النهر,

    وأنا ما بين أشياء الزمن

    أسير أمضي وأعود تائها

    لكني هنا, وهنا ليس للزمن معنى,

    لا سرمدي أنا, ملاك بحنين

    لذرة من الزمن.

    عند رؤيتهم لي يفكرون:

    <<لو كان نائما ...>>

    إذ بدون اتضاح الزمن

    أنا لست حيا .

    أستطيع من هذا السجن

    أن أرى البحر, أنا الآن

    لم أعد أفكر بالبحر,

    أسمع حنفيات الفجر,

    لا أفكر بأن التدفق يغني لي

    أغنية ينبوع باردة.

    أشق لنفسي طرقاتي الجديدة

    كي لا أحس بأنني وحيد

    عبر قرون من القرون.



    (9)
    (حطام ظل غريق)


    يتحدثون بأفواه ظل

    يتهامسون بأحداث ساحرة

    حكايات من صدأ ومن طحلب

    (ما كانوا يعلمون بأنهم صاروا موتى

    وما كنت راغبا في أن أحزنهم)

    مضيت أعيد تشكيل أصوات

    كان لها في الحلم معنى

    لكي أؤولها صاحيا

    وأنسبها لشفاه محددة

    (كنت أود معرفة أسماء

    أولئك الذين حدثوني في الحلم:

    فالوردة لن تفوح بالرائحة ذاتها

    لو لم يكن إسمها وردة)

    متبصرا ومتروبصا أنقذت

    البقايا التي حملها المد

    نحو شاطئ يقظتي

    سأبني بها جسرا بين الحلم والسهر:

    هكذا سيصير للكلمات اللامنطوقة

    الهيولى الطيفية للحلم

    التي سمعتها حين كنت نائما

    شكل متماسك .

    اليد هي التي تتذكر

    تسافر عبر السنين,

    تنسكب في الحاضر

    أبدا تتذكر

    تسجل المنسي الذي عاشته

    بعصبية .

    يد الذاكرة أبدا تستعيده

    أطياف الصور

    تسير باتجاه الرسوخ

    تمضي نحو تحديد ما كانته

    وأسباب عودتها.

    لأنها كانت جسد الحلم

    مادة حنينية خالصة.

    تمضي اليد نحو إنقاذها

    من طرفها السحري.



    (10)
    (مادة من ظلال فقط)


    مخلوقات الليل

    غيوم طيفية

    مخلوقات عديمة الشكل

    حتى الفجيعة

    رؤى أو كوابيس

    لست أدري من أين تأتي.

    ومضات منبعثة

    كانت نساء ورجالا

    كانت تتشكل من أجساد وأحلام

    تعشش فيها الشموس

    وصارت الآن فقط أشباه ظلال,

    أنهارا من أنغام سوداء,

    أحزانا منبوشة ,

    كوابيس أو رؤى,

    تطرق أبدا باب

    أولئك الذين لم يعرفوها.


    (11)
    (الملك لير في الأديرة)


    قولي بأنك تحبينني

    قولي: <<أحبك>>.

    قولي ذلك للمرة الأولى والأخيرة.

    فقط <<أحبك>>.

    لا تقولي لي إلى أي مدى.

    هما كلمتان كافيتان.

    <<أكثر من خلاصي>> قالت ريغانيا.

    <<أكثر من الربيع>> قالت غونيريلا.

    (لم أكن أشك في أنهما تكذبان).

    قولي بأنك تحبينني ياكورديليا

    قولي لي أحبك, حتى وإن كنت تكذبين علي

    حتى وإن لم تكوني تعرفين أنك تكذبين على نفسك.

    كل شيء تحلل الآن في الحلم.

    المركب الذي عبرت فيه البحر,

    تجلده البروق

    كان حلما لم أصح منه بعد.

    في هدهدة حلم

    في نسيج عنكبوته اللزج,

    أعيش الأبدية مثل دودة ,

    إن لم تكن الأبدية هي الأخرى حلما .

    العاصفة اختطفت مني المهرج

    الشطار, المجلود, النمام, السليط اللسان

    ذاك الذي كان رفيقي, كان أناي نفسها

    كان انعكاس ذاتي في المرايا المقعرة والمحدبة

    التي أبدعها فال انكلان).

    أذرع الأمواج جعلتني أرتطم

    بالجرف, وفي يوم صحو

    لا أذكر الآن متى, أفقت

    ووجدتني على الرمال

    أحجار محفورة بمهارة

    كتل منخورة , ملساء, مخدوشة

    بأسنان وأظافر الطحالب

    حينئذ , انفصلت عن الحلم

    بدأت أعيد تشكيل عالمي

    الذي يتمطى تحت شمس مغايرة

    وها هو ذا في النهاية أمام عيني.

    أسمع كيف يلهث في اختناق المحتضر,

    العائد من الموت

    ينتظر أن تأتي

    وأن تقولي لي <<أحبك>>

    هنا أحفظ السماوات التي سافرت معي

    أحفظ حمامات رمادية مطوقة من بريطانيا

    أحفظ كوبالت بروفنسا, ونيلج قشتالة.

    وحدك القادرة على أن تعيدي لها

    الشفافية, أن تعيدي لها الإلتماع والخفقان

    الذي يجعلها متفردة.

    هي ذي هنا في انتظارك

    أريد أن أسمعك ياكورديليا تقولين <<أحبك>>

    هي نفس الكلمات التي تلفظت بها

    شفاه ريغانيا وغونيريلا لا قلبهما,

    فيما بعد تخلصتا من فرساني

    أبناء الإعصار, متصلفون, سكيرون

    فاسقون, عربيدون...

    عادوا إلى الصمت والعدم.

    أذاب الضباب دروعهم

    خوذاتهم وتروسهم المنقوشة,

    تلك الحمية, وخرافة النسور خيامر,

    أحصنة مقرنة , بجعا , دلافين,

    عنقاءات مغرب...

    لأجل أي مملكة هم يمتطون الآن ظلالهم?

    مملكتي مقابل <<أحبك>> التي تدمي فمك

    خلودي مقابل كلمتين فقط

    إهمسيها أو أنشديها فوق عمق حقيقي:

    - ماء ينبوع فوق الحصى

    رماح يشق أزيزها الهواء-

    هكذا سيحول الواقع الكلمات

    التي أبدا لم تنطقيها إلى حقيقة

    - لأنك أبدا لم تنطقيها!-

    تلك التي ترن بقوة في نقطة ما

    من الزمان ومن الفضاء

    حيث يجب علي أن انتشلها

    قبل أن أرحل

    تعالي وقولي لي <<أحبك>>

    ليس يهمني أن تدوم كلماتك

    أكثر من ديمومة بلل دمعة

    فوق ثوب حرير خلق .

    خلال هذا الصلح الذي أعيد تشكيله

    - أعرف أنه ليس إلا واجهة مزينة -

    أعرض دوري المسرحي, أعني أن أتظاهر,

    ولأنني أفقت من سباتي

    لم أعد أخلط بين غناء القبرة

    وغناء العصفور, وأنا هنا أحيا بانتظارك

    أعد الأيام والساعات والفصول,

    وحين ستأتين معلنا عنك

    بصوت أبواق قناصتي الطيفيين

    أعرف أنك ستتعرفين علي

    من خلال تاجي الذهبي (الذي انتزعت طيور العقعق السارقة جواهره)

    من خلال القصعة الخشبية التي أورثني إياها

    المهرج, والتي تضع فيها السنديانات

    وشجرات القيقاب صدقاتها الزاهية

    عشر غليها الطارئة:

    هي رفيف الخريف .

    تعالي في عجل , فالأجل قد أوشك

    على الإنقضاء,

    ولا تحملي لي زهورا

    كما لو أني صرت ميتا

    تعالي قبل أن أغرق في إعصار الحلم

    تعالي لتقولي لي <<أحبك>>

    وتلاشي مباشرة.

    إختف قبل ان اراك

    مغمورة في شراب مرتج عكر

    كما لو كنت أراك من خلال زجاج مسفن

    قبل أن أقول لك

    <<أعرف أني أحببتك كثيرا

    لكني لا أذكر من تكونين>>.



    المصادر:



    1 - .)1998 -1936( poehca Antologiajose( Hierro
    8991 Madrid -Calpe Espasa -Austral Coleccion

    2 - .1998 Madris -Hiperion Ediciones -York -Nueva de Cudderno jose( Hierro -

    3- .1987 dirdaM -augreB socisalC -analletsac augnel al ed saiseop
    serojem lim sa



    تقبلو تحياتي
    اخوكم ومحبكم
    ابن هندي




    [/ALIGN]

    تعليق


    • #3
      ابراهيم بن هندي


      مجهود كبير ورائع نقدم لك الشكر عليه

      وحياك الله معنا بمثل هذه المواضيع التي تثري العقول


      تحياتي
      [poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
      روحي مراح مقيط ورشاه يانوف = يوم أنخرط من خشم قمة مواجه
      راح تعبه يانوف ماهوب مخلوف =ضيع حياته لجل بيضة دجاجه[/poem]

      matar333@hotmail.com

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم

        الاخ ابن هندي


        مجهود ابصم لك عليه وتالق لاهنت على ماقمت به


        دمت بكل الود

        اخوك
        ابوطارق


        [poet font="Arabic Transparent,4,sienna,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
        جــار الزمــان ودار والتــف حــولي= ودارت سنينــي في زمــاني وجــارت
        [/poet]


        [align=center]أبـــــــــو طـــــــــارق[/align]

        تعليق


        • #5
          الاخ ابن هندي


          لاهنت لاهنت


          دمت بكل الود

          [/B][/QUOTE]

          تعليق

          يعمل...
          X