يعتقد النقاد أن المعاني قد استنفدها القدماء حتى لم يكادوا يدعون للمتأخر شيئاً ، ويعتقدون أن القيمة تكمن في الصياغة واللفظ ، حتى أن من شجعوا اللفظ في أحد العصور فضلوه على المعنى
قال أحد علمائهم <اللفظ أغلى من المعنى ثمنا ً ، وأعظم قيمة ، وأعز مطلبا ً ، فالمعاني موجودة في طباع الناس ، ويستوي الجاهل والحاذق فيها ، ولكن العمل على جودة الألفاظ وحسن السبك ، وصحة التأليف>
حتى أن عبدالقاهر الجرجاني ضرب بذلك مثلا ً جميلا ً ، فقد شبه المعاني جميعها بالذهب الخام –مادة أوليّة-وأنت حينما ترى الخاتم أو السوار في صورته المكتملة فأنت لاتحكم عليه من خلال الذهب ، وإنما تحكم عليه من خلال اكتمال صنعته وجمالها0
ولأن المعاني قد استنفدها القدماء ، فإن النقاد وقفوا أمام السرقات الأدبية موقف يتناسب مع قضية استنفاد المعاني ، وقضية اللفظ والصياغة
فقد وقفوا أمام السرقة مواقف ثلاث وهي:
1/
أنهم يرون أن السرقة لامفر منها ، ولايكاد أحد من الشعراء تعرى منها0
2/
يرون أن السرقة ليست عيبا ً كبيرا ً
(وهم بهذين الموقفين يؤيدون استنفاد المعاني)
3/ويرون كذلك أن السرقة مشروعة ومستحسنة حين يأخذ السارق المعنى القديم فيكسوه صياغة أجمل من صياغته القديمة أو غير الغرض في المعنى فحوّله من المديح على الغزل أو العكس أو حول المعنى من غرض ٍ لآخر ليكتسب جمالا ً أفضل0
(وفي الثالث يؤيدون اللفظ والصياغة)
يقول الجرجاني
<والسرق-أيدك الله-داء قديم ، وعيب عتيق ، ومازال الشاعر يستعين بخاطر الآخر ، ويستمد من قريحته ، ويعتمد على معناه ولفظه>
حتى أن النقاد اعتبروا السرقة مزية ً وفضلا ً إن أقدم السارق على أخذ المعنى وألبسه صياغة أحلى من صياغته التي كان عليها ، ويكسوه حلة أجمل من الحلة التي كان يكتسيها0
سيقول قائل : إذا سلّمنا بأن المعاني جميعها استُنفدت ، فلماذا نكتب ، فنحن سارقين ، وقد لانتميز عن من سبقونا0
ولكنّي لاأقصد المعاني العامة ، فالمعاني العامة لايوجد فيها سرقة ، فجميع الناس يتطرق لها ، فالمعاني العامة هي تلك المعاني التي الفطرية التي لايصح نسبتها إلى فرد دون فرد آخر لأنها من البديهيات (مثل حسن الشمس والقمر والسيف وبلادة الحمار وجودة الغيث وحيرة المخبول وفي المديح التشبيه بعطاء البحر والشجاع بالأسد )فهذه معاني تتبادر إلى ذهن أي انسان
ولكننا نقصد بسرقة المعاني الخاصة، والتي ترتبط بمقام ٍ معين أو تجربة ذاتية أو صورة يبتدعها شاعر يسبق السارق ، كتشبية الدمع عندما يبتدع شاعر في وصفه ويأتي آخر ويأخذ المعنى في التشبيه ويضيف إليه صياغة غير صياغته السابقه ، فهو إن أتى بصياغة ٍ أجمل فقد تميز ، وإن لم يأتي أصبحت سرقته مذمومة00
والأمثلة كثيرة على هذا
1/
قال ابو نواس
قل لمن يدعي سليمى سفاها **لست منها ولاقلامة َ ظـُفر ِ
إنما أنت تـُـلصًـق مثل واو ٍ**إُلْـحِـقت في الهجاء ظلما ً بعمر ِو
فقد أخذه البحتري (خلِّ عنّا فإنما أنت فينا * * * واو عمر ٍو أو كالحديث المعاد)
فزاد البحتري على أبي نواس في قوله : أو كالحديث المعاد
2/
وقول أبو نواس
وان جرت الألفاظ ُ يوما ُ بمذمة ٍ &&&& لغيرك انسانا ً فأنت الذي نعني
فقد أخذه من الأحوص حيث قال
متى ماأقل في الدهر مذمة ً & & & فماهي إلاّ لابن ليلى المكرم ِ
ونقول يتميز السارق عندما يجيد اللفظ والصياغة أكثر من قول المسروق
ولو تساءلنا : كم سارقا ً لدينا في النبطي؟وكم منهم متميز؟وكم منهم سقط سقوطا ً ذريعا ً عندما سقط ضعفه في الصايغة أمام أبيات من سرقهم؟!
وفي عجالة ٍ نستعرض بعض الأبيات في الشعر النبطي
1/
يقول خالد المريخي
0000000000000000000
شعرة ٍ دشّت بعيني وطلعت
هنا خالد المريخي أخذ المعنى والصورة بشكل كبير من المطابقة مع قول بشار (وهو أول من ابتدع هذه الصورة في الدمع)
يقلن : لقد بكيت فقلت : كلاّ / / / / / / وهل يبكي من الطرب الجليد؟
ولكنّي أصاب سواد عيني / / / / / / عويد قذى له طرف حديد
فهل تميّز خالد المريخي هنا أم0000؟؟؟
2/
يقول مساعد الرشيدي
حلفت لا مااقولها لك وانا حي
إلاّ إذا قلت انسني قلت لك لا
وهنا فيه نوع من المقاربة الكبيره مع قول ( )حينما مدح أحد الخلفاء
ماقال لاقط إلاّ في تشهده / / / لولا تشهده كان لاءه نعم
مع تميز مساعد بتغيير الغرض هنا
فهل تميز مساعد الرشيدي أم000000؟
3/
عبدالله العويمر
ترمي حجر وسط النهر ، وانت تدري=إن الحجر ماطال كميّة الما
غير الدواير ماحصل شي يطري=ياللي رميت اليوم00ضيّعت مرمى
فقد أخذه من الشاعر ألامير/بدر بن عبدالمحسن حينما قال
يارامي الما بالحجر
لاجل الدواير تكبر اكثر
فهل تميّز العويمر أم00000؟
4/
جُننا بليلى وهي جُـنت بغيرنا=واخرى بنا مجنونة لانريدها
(00)
أخذته نورة الحوشان ، وقالت
اللي يبينا عيّت النفس تبغيه = واللي نبي عيّى البخت لايجيبه
5/
مكر مفر مقبل مدبر معا ً =كجلمود صخر ٍ حطه السيل من عل
لامرؤ القيس
أخذه طلال حمزه فقال
مقبل مدبر ٍ هيّن ٍ مايهون= متعب ٍ مستريح ٍ يقرع اجراسها
6/
تراجف اعضاي صوت الريح يوجعني=واحس شيء ٍ تغلغل في شراييني
لفهد عافت
وقال فهد السطامي
ياشين هالليل وكنه طايل ٍ عمره= أحس وجهه تعلق في شراييني
هل تميّز من اخذوا المعنى واضافوا له صياغة كما رأيتم؟ أم 00000؟
بانتظار مداخلتكم وصراحتكم حول نصوصكم
قال أحد علمائهم <اللفظ أغلى من المعنى ثمنا ً ، وأعظم قيمة ، وأعز مطلبا ً ، فالمعاني موجودة في طباع الناس ، ويستوي الجاهل والحاذق فيها ، ولكن العمل على جودة الألفاظ وحسن السبك ، وصحة التأليف>
حتى أن عبدالقاهر الجرجاني ضرب بذلك مثلا ً جميلا ً ، فقد شبه المعاني جميعها بالذهب الخام –مادة أوليّة-وأنت حينما ترى الخاتم أو السوار في صورته المكتملة فأنت لاتحكم عليه من خلال الذهب ، وإنما تحكم عليه من خلال اكتمال صنعته وجمالها0
ولأن المعاني قد استنفدها القدماء ، فإن النقاد وقفوا أمام السرقات الأدبية موقف يتناسب مع قضية استنفاد المعاني ، وقضية اللفظ والصياغة
فقد وقفوا أمام السرقة مواقف ثلاث وهي:
1/
أنهم يرون أن السرقة لامفر منها ، ولايكاد أحد من الشعراء تعرى منها0
2/
يرون أن السرقة ليست عيبا ً كبيرا ً
(وهم بهذين الموقفين يؤيدون استنفاد المعاني)
3/ويرون كذلك أن السرقة مشروعة ومستحسنة حين يأخذ السارق المعنى القديم فيكسوه صياغة أجمل من صياغته القديمة أو غير الغرض في المعنى فحوّله من المديح على الغزل أو العكس أو حول المعنى من غرض ٍ لآخر ليكتسب جمالا ً أفضل0
(وفي الثالث يؤيدون اللفظ والصياغة)
يقول الجرجاني
<والسرق-أيدك الله-داء قديم ، وعيب عتيق ، ومازال الشاعر يستعين بخاطر الآخر ، ويستمد من قريحته ، ويعتمد على معناه ولفظه>
حتى أن النقاد اعتبروا السرقة مزية ً وفضلا ً إن أقدم السارق على أخذ المعنى وألبسه صياغة أحلى من صياغته التي كان عليها ، ويكسوه حلة أجمل من الحلة التي كان يكتسيها0
سيقول قائل : إذا سلّمنا بأن المعاني جميعها استُنفدت ، فلماذا نكتب ، فنحن سارقين ، وقد لانتميز عن من سبقونا0
ولكنّي لاأقصد المعاني العامة ، فالمعاني العامة لايوجد فيها سرقة ، فجميع الناس يتطرق لها ، فالمعاني العامة هي تلك المعاني التي الفطرية التي لايصح نسبتها إلى فرد دون فرد آخر لأنها من البديهيات (مثل حسن الشمس والقمر والسيف وبلادة الحمار وجودة الغيث وحيرة المخبول وفي المديح التشبيه بعطاء البحر والشجاع بالأسد )فهذه معاني تتبادر إلى ذهن أي انسان
ولكننا نقصد بسرقة المعاني الخاصة، والتي ترتبط بمقام ٍ معين أو تجربة ذاتية أو صورة يبتدعها شاعر يسبق السارق ، كتشبية الدمع عندما يبتدع شاعر في وصفه ويأتي آخر ويأخذ المعنى في التشبيه ويضيف إليه صياغة غير صياغته السابقه ، فهو إن أتى بصياغة ٍ أجمل فقد تميز ، وإن لم يأتي أصبحت سرقته مذمومة00
والأمثلة كثيرة على هذا
1/
قال ابو نواس
قل لمن يدعي سليمى سفاها **لست منها ولاقلامة َ ظـُفر ِ
إنما أنت تـُـلصًـق مثل واو ٍ**إُلْـحِـقت في الهجاء ظلما ً بعمر ِو
فقد أخذه البحتري (خلِّ عنّا فإنما أنت فينا * * * واو عمر ٍو أو كالحديث المعاد)
فزاد البحتري على أبي نواس في قوله : أو كالحديث المعاد
2/
وقول أبو نواس
وان جرت الألفاظ ُ يوما ُ بمذمة ٍ &&&& لغيرك انسانا ً فأنت الذي نعني
فقد أخذه من الأحوص حيث قال
متى ماأقل في الدهر مذمة ً & & & فماهي إلاّ لابن ليلى المكرم ِ
ونقول يتميز السارق عندما يجيد اللفظ والصياغة أكثر من قول المسروق
ولو تساءلنا : كم سارقا ً لدينا في النبطي؟وكم منهم متميز؟وكم منهم سقط سقوطا ً ذريعا ً عندما سقط ضعفه في الصايغة أمام أبيات من سرقهم؟!
وفي عجالة ٍ نستعرض بعض الأبيات في الشعر النبطي
1/
يقول خالد المريخي
0000000000000000000
شعرة ٍ دشّت بعيني وطلعت
هنا خالد المريخي أخذ المعنى والصورة بشكل كبير من المطابقة مع قول بشار (وهو أول من ابتدع هذه الصورة في الدمع)
يقلن : لقد بكيت فقلت : كلاّ / / / / / / وهل يبكي من الطرب الجليد؟
ولكنّي أصاب سواد عيني / / / / / / عويد قذى له طرف حديد
فهل تميّز خالد المريخي هنا أم0000؟؟؟
2/
يقول مساعد الرشيدي
حلفت لا مااقولها لك وانا حي
إلاّ إذا قلت انسني قلت لك لا
وهنا فيه نوع من المقاربة الكبيره مع قول ( )حينما مدح أحد الخلفاء
ماقال لاقط إلاّ في تشهده / / / لولا تشهده كان لاءه نعم
مع تميز مساعد بتغيير الغرض هنا
فهل تميز مساعد الرشيدي أم000000؟
3/
عبدالله العويمر
ترمي حجر وسط النهر ، وانت تدري=إن الحجر ماطال كميّة الما
غير الدواير ماحصل شي يطري=ياللي رميت اليوم00ضيّعت مرمى
فقد أخذه من الشاعر ألامير/بدر بن عبدالمحسن حينما قال
يارامي الما بالحجر
لاجل الدواير تكبر اكثر
فهل تميّز العويمر أم00000؟
4/
جُننا بليلى وهي جُـنت بغيرنا=واخرى بنا مجنونة لانريدها
(00)
أخذته نورة الحوشان ، وقالت
اللي يبينا عيّت النفس تبغيه = واللي نبي عيّى البخت لايجيبه
5/
مكر مفر مقبل مدبر معا ً =كجلمود صخر ٍ حطه السيل من عل
لامرؤ القيس
أخذه طلال حمزه فقال
مقبل مدبر ٍ هيّن ٍ مايهون= متعب ٍ مستريح ٍ يقرع اجراسها
6/
تراجف اعضاي صوت الريح يوجعني=واحس شيء ٍ تغلغل في شراييني
لفهد عافت
وقال فهد السطامي
ياشين هالليل وكنه طايل ٍ عمره= أحس وجهه تعلق في شراييني
هل تميّز من اخذوا المعنى واضافوا له صياغة كما رأيتم؟ أم 00000؟
بانتظار مداخلتكم وصراحتكم حول نصوصكم
تعليق