لو فتشنا الان في ذاكرة الجيل الحالي وبحثنا عن الشعر .. فلن نجد سوى الشعر الشعبي . ذاكرتهم تحفظ قصائد وابيات لشعراء غالبيتهم من جيل الثمانينات وجيل التسعينات . تجد هذا اللون هو المحبب لهم والمعبر عن امانيتهم العاطفية .. والممثل الشرعي لذائقتهم . وهنا نطرح السؤال اين ذهب الشعر الفصيح .. واعني بالتحديد القصيدة الحداثية .. لماذا هي غائبة عن الذاكرة ولماذا تنأى عن ملامسة ذائقة هذا الجيل . اجزم ان القصيدة الحداثية سوف تتوغل الى اعماق الوجدان لو كانت هناك عقول تجيد تسويق القصيدة الحداثية وتعرف كيف تصل الى المتلقي . فقصيدة الصخيان اصعد ياحبة قلبي اصعد جديرة بأن تتوسدها الذاكرة . وكذلك قصائد علي الدميني .. وغنائية محمد الثيبتي الفاخرة في قصائده لها سطوة عند سماعها .. وغير هؤلاء هناك نماذج مضيئة لقصائد تهفو اليها الذات .. ولكنها مغيبة عن الحضور !!
الشاعر الشعبي استغل كل الوسائط الاعلامية فاصبح حاضرا في الذاكرة . الاغنية لعبت دورا كبيرا في المحبة والالفة بين القصيدة الشعبية وبين ذائقة المتلقي .. وشعراء الفصيح عجزوا ان يجدوا لهم صوت غنائي واعي يمرر قصائدهم الى المتلقي بحرفنة وبابداع تجعل من المتلقي يحرص على سماعها .. وليس كما فعل خالد الشيخ مع قصائد درويش وسميح القاسم اصبغ عليها نكهة النخبوية فلم تستطيبها ذائقة المتلقي البسيط . وفي الثمانينات نجح شاكر الشيخ في تجربة يتمية متميزة ان يضع في صوت مبتدئ حلم الاغنية ( عبدالله البريكان ) .. نجحت التجربة نجاح وقتي .. وخذلها عدم الاستمرارية وعدم تبني هذا المشروع الفني الحالم بتوصيل القصيدة الى الاخر عبر الوسيط ( الاغنية ) . صحيح ان تلك التجربة وجدت تفاعلاً وقتياً ولكنه تلاشى في ظل سطوة اليأس عند الشاعر الحداثي . وايضا كان لقلة وعي البريكان دور في توقف تلك التجربة .. والبريكان خانه ذكائه فلو استمر في هذااللون لتميز .. ولكنه طلب راحة البال فذهب ليغني ما يغنيه الاخرين .. وضاع تميزه وتشابه مع الاخرين فلم يقدم عملاً متميزا سوى ( احبك والقمر يشهد ) .
الاغنية ليست هي الحل الوحيد لايصال القصيدة هناك وسائط اخرى تزيح الجفوة بين القصيدة الحداثية والمتلقي .. ومن هذه الوسائط الديوان المسموع .. وليس بالضرورة ان ينتج كل شاعر ديواناً مسموع .. يكفي ان يتصدى البعض لجمع بعض القصائد المميزة لتقديمها في (البوم شعري ) قد يحقق شيء من النجاح وتصل القصيدة . هذه التجربة فعلها شعراء سابقا ولكنها ليسوا من المؤثرين في المشهد الشعري . لذا كانت التجربة باهتة ولم تحرض المتلقي على متابعتها . بل بعضهم ذهب الى مصر واستعان بالممثل المصري محمود ياسين لكي يجمل القصائد بصوته االعذب والقائه المتميز ولكن رداءة القصيدة فنيا اهدرت تميز محمود ياسين وفشلت التجربة .
وايضا نتسائل لماذا لا تقوم جمعيات الثقافة والفنون والاندية الادبية بتسويق الامسيات الشعرية التي تقام على منابرها . هل تكديس تلك الامسيات في ارشيف الجمعيات والاندية الادبية هو مجد تلك القصائد !! الشعراء الشعبيين يفعلون ذلك فنجد امسيات الجنادرية يتم تسويقها وكذلك امسيات هلا فبراير وغيرها من الامسيات .
ايضا هناك درب آخر للتوصيل القصيدة .. محطة الام بي سي f.m تقدم مقاطع شعرية لشعراء شعبيين .. ولا اعتقد ان المحطة تمانع لو وجدت قصائد مسجلة من الشعر الفصيح ليتم بثها مع اللون الاخر المتسيد والطاغي في مشهدنا الثقافي .
الاساليب كثيرة لنشر القصيدة الفصيحة .. والطرق متعددة لايصالها الى المتلقي .. ولكن كسل الشاعر الحداثي .. وعوائقه النفسية تمنعه من بذل الجهد من اجل قصيدته . ونحن نعتب عندما نجد الجمهور في حفل الجنادرية يحتفي بالشاعر الشعبي .. ويطلق صيحات الاستهجان عند القاء الشاعر لقصيدته الفصحية . الجمهور يريد ما يعرفه .. ما تشتهيه ذاكرته .. ولا يرغب في الشعر الذي ينكفئ على نفسه فيكون محصورا في الجدران الضيقة لجمعيات الثقافة والفنون والاندية الادبية .
القصيدة الحداثية لها خصوصيتها وطارئة على ذاكرة المتلقي البسيط .. ولكن عندما يتم تسويقها بشكل جيد .. حتماً سوف تقترب من ذائقته .. ربما قد لا يقبلها الكل .. ولكن ربما البعض الجاهل بها قد يأنس وتبتهج بها ذاكرته .. وقد يختزلها ليمررها في ( مسج ) عبر جواله لطيف يسكن اقاصي الذاكرة . الان لا تجد في الرسائل التي يتم تدوالها عبر الجوال سوى ابيات من قصيدة شعبية لشاعر استطاعت المجلات الشعبية ان تخلق منه رمزا فتهافت على قصائده القلوب الشبابية . انها رحلة التوغل الصعبة الى ذاكرة المتلقي فمن يبدأ من الشعراء وينهض بقصيدته لتمتزج بالناس والشوراع وبالصباحات التي تشتهي حضورها .
الشاعر الشعبي استغل كل الوسائط الاعلامية فاصبح حاضرا في الذاكرة . الاغنية لعبت دورا كبيرا في المحبة والالفة بين القصيدة الشعبية وبين ذائقة المتلقي .. وشعراء الفصيح عجزوا ان يجدوا لهم صوت غنائي واعي يمرر قصائدهم الى المتلقي بحرفنة وبابداع تجعل من المتلقي يحرص على سماعها .. وليس كما فعل خالد الشيخ مع قصائد درويش وسميح القاسم اصبغ عليها نكهة النخبوية فلم تستطيبها ذائقة المتلقي البسيط . وفي الثمانينات نجح شاكر الشيخ في تجربة يتمية متميزة ان يضع في صوت مبتدئ حلم الاغنية ( عبدالله البريكان ) .. نجحت التجربة نجاح وقتي .. وخذلها عدم الاستمرارية وعدم تبني هذا المشروع الفني الحالم بتوصيل القصيدة الى الاخر عبر الوسيط ( الاغنية ) . صحيح ان تلك التجربة وجدت تفاعلاً وقتياً ولكنه تلاشى في ظل سطوة اليأس عند الشاعر الحداثي . وايضا كان لقلة وعي البريكان دور في توقف تلك التجربة .. والبريكان خانه ذكائه فلو استمر في هذااللون لتميز .. ولكنه طلب راحة البال فذهب ليغني ما يغنيه الاخرين .. وضاع تميزه وتشابه مع الاخرين فلم يقدم عملاً متميزا سوى ( احبك والقمر يشهد ) .
الاغنية ليست هي الحل الوحيد لايصال القصيدة هناك وسائط اخرى تزيح الجفوة بين القصيدة الحداثية والمتلقي .. ومن هذه الوسائط الديوان المسموع .. وليس بالضرورة ان ينتج كل شاعر ديواناً مسموع .. يكفي ان يتصدى البعض لجمع بعض القصائد المميزة لتقديمها في (البوم شعري ) قد يحقق شيء من النجاح وتصل القصيدة . هذه التجربة فعلها شعراء سابقا ولكنها ليسوا من المؤثرين في المشهد الشعري . لذا كانت التجربة باهتة ولم تحرض المتلقي على متابعتها . بل بعضهم ذهب الى مصر واستعان بالممثل المصري محمود ياسين لكي يجمل القصائد بصوته االعذب والقائه المتميز ولكن رداءة القصيدة فنيا اهدرت تميز محمود ياسين وفشلت التجربة .
وايضا نتسائل لماذا لا تقوم جمعيات الثقافة والفنون والاندية الادبية بتسويق الامسيات الشعرية التي تقام على منابرها . هل تكديس تلك الامسيات في ارشيف الجمعيات والاندية الادبية هو مجد تلك القصائد !! الشعراء الشعبيين يفعلون ذلك فنجد امسيات الجنادرية يتم تسويقها وكذلك امسيات هلا فبراير وغيرها من الامسيات .
ايضا هناك درب آخر للتوصيل القصيدة .. محطة الام بي سي f.m تقدم مقاطع شعرية لشعراء شعبيين .. ولا اعتقد ان المحطة تمانع لو وجدت قصائد مسجلة من الشعر الفصيح ليتم بثها مع اللون الاخر المتسيد والطاغي في مشهدنا الثقافي .
الاساليب كثيرة لنشر القصيدة الفصيحة .. والطرق متعددة لايصالها الى المتلقي .. ولكن كسل الشاعر الحداثي .. وعوائقه النفسية تمنعه من بذل الجهد من اجل قصيدته . ونحن نعتب عندما نجد الجمهور في حفل الجنادرية يحتفي بالشاعر الشعبي .. ويطلق صيحات الاستهجان عند القاء الشاعر لقصيدته الفصحية . الجمهور يريد ما يعرفه .. ما تشتهيه ذاكرته .. ولا يرغب في الشعر الذي ينكفئ على نفسه فيكون محصورا في الجدران الضيقة لجمعيات الثقافة والفنون والاندية الادبية .
القصيدة الحداثية لها خصوصيتها وطارئة على ذاكرة المتلقي البسيط .. ولكن عندما يتم تسويقها بشكل جيد .. حتماً سوف تقترب من ذائقته .. ربما قد لا يقبلها الكل .. ولكن ربما البعض الجاهل بها قد يأنس وتبتهج بها ذاكرته .. وقد يختزلها ليمررها في ( مسج ) عبر جواله لطيف يسكن اقاصي الذاكرة . الان لا تجد في الرسائل التي يتم تدوالها عبر الجوال سوى ابيات من قصيدة شعبية لشاعر استطاعت المجلات الشعبية ان تخلق منه رمزا فتهافت على قصائده القلوب الشبابية . انها رحلة التوغل الصعبة الى ذاكرة المتلقي فمن يبدأ من الشعراء وينهض بقصيدته لتمتزج بالناس والشوراع وبالصباحات التي تشتهي حضورها .
تعليق