بسم الله الرحمن الرحيم
سيّدتي الفاضلة - الناقدة المتوهجة / سحايب فيصل
سادتي النداوية الأفاضل ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن تاذني لي فأهنئكِ والأخوة الأفاضل بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وأن يعيده الله علينا وعليكم اعواماً عديدة .
فبعد ...
وإن في نفسي قبل مداولة ما أتيتِ به من نقاطٍ أمرٌ أُحبُ ان أبديه ...
فإن لاقى لديك القبول والسعة كان في ذاك المنى .. وإن ضقتي به فلا تحمّلي القول مالا طاقة له به من فتنة التأويل والتحليل .
فإني قد وجدت في أطروحاتكِ قيمةً لا ينبغي لها ان تتوشّح هذا القدر من الطلسمة والتعتيم الاصطلاحي .. وإني لأعلم يا - سيدتي - أن ما نعته بالمطلسمِ كان بغالب الحال ممثلاً لبعض المصطلحات الادبية والمسميات ... بيد أن ذلك لا يعني بالضرورة أن تكون هذه المسميّاتِ والمصطلحاتِ على ماهي عليه من قيمةِ مفهومةً لدى الجميع إن أخذنا بعين الاعتبار خصوصية علم النقد عامةً وقلة المطلعين على تفاصيله ...
وعليه كنت أحدث نفسي بماهو احرى منكِ أن تشرعي في تحليل المبادئ والمصطلحات العامة وتبسيطها للمتلقي أو على أقل حال أن تأولي ما ترينه مبهماً لغير ذوي الاختصاص من مسميّاتٍ وما إلى ذلك فيسهل على المتلقي استيعابه بمختصر الشرح ومفيد المثال ..
إذ لا يكون توضيح الغامض بماهو اشد غموضاً ولا يكون تحليل المعقّدِ بما هو أكثر تعقيداً ..
فإن رأيتِ .. اختي الكريمة .. أن تنظري في ما أسلفت لما اجد فيه من خير فافعلي .. ولكِ خالص التقدير ...
واما مداخلتي حول طرحك الجمُ نفعهُ النجيبة مآثره لا أحسبها معصومةً وإن اجتهدت ولكن نخلص النية ونبتدر الأوثق ونستعين بخير ما اوتينا من بسيط المعرفة ومتواضع المعلومة . وسأعطف على ما جئتِ به من نقاطٍ للضعفِ في القصيدة بما يحسن مني من تعليقٍ قد لا يعلوا شأنه على أن يكون مجرّد انطباعاً خاصاً .. وقد يكون غير ذاك ..
1- – السردية في المعاني – وضدها الجهد المسرف في التجريد .
ما قرأته عن السردية لا يتفق على انها تعد عيباً ونقطة ضعفٍ في القصيدة - او لنقل العمل الادبي بشكلٍ عام - بل اختلفت الرؤى وتعددت الاقوال ، وكان احسن ما قرأت من الآراء قول من ينكر على النقاد غموض دراساتهم وتطبيقهم الحرفي للمقولات السردية دون الاخذ باعتبار السياقات المتفاوتة بين النصوص وتضاربهم في استخدام المفاهيم .
ولقد وجدتني ميّالاً لرأيٍ وجدت فيه من الإنصاف مالم اجده في ما دونه حيث يدعو لتحليل الأبنية السردية والأساليب والانظمة الدلالية ثم تركيب النتائج في ضوء تصنيفٍ دقيق ومعمّق لمكونات النصوص السردية .
ولا يجوز بكل حالٍ ان نأخذ بالاحكام المطلقة فرّب موضوعٍ كان في السردية له داعٍ وجماليةً ... وقريبٌ من ذاكَ المسرحيات الشعرية والملاحم .
6- الاستطراد في موضوع القصيدة
وهذا أيضاً أراه حكماً مطلقاً لا أحسبه منصفاً على كل الاحوال ، ولعل لي في قصائد المتنبي مثلاً وحجة .
8- الترميز وافتعال الصورة الشعرية
وجدت في هذه النقطة ما يشبهه قول معارضي الحداثة وما ظننت ان تورد هكذا الإبل بل حسب ان إعابة هذا الأسلوب من الإشادة به تنطلي عن ما يعكسه من انطباعات نقدية تحليلية تقوم بالدرجة الاولى على رؤيةٍ واقعيةٍ ومنصفةٍ للإسلوب المذكور من حيث مدلولاته وجمالياته وادواته لا على الرفض المطلق والحكم التعسفي في كل الاحوال من غير تخصيصٍ ولا تنظير .
10- الإسهاب التخيلي الانفعالي دون حكم وامثال تحرك النقلة والوثبة
واما هذه النقطة فرأيي - الذي لا يعبر بالضرورة عن الصواب - بدت على غير ما أريد لها لخللٍ احسبه كان في الصياغة ما اوصل المُراد على حقيقته أو لتصوّرِ ناقص .
بمعنى أننا نتفق على ضرورة تحريك النقلة وحصر الجانب التخيلي الانفعالي غير ان الخطأ في ان نعد ذلك التحريك حكراً بالحكم والامثال فحسب بل كل ما كان له قيمةٌ ومدلولٌ مادي وواقعي .
14- سوء انتقاء القاف للقصيدة واختلاف صوت الحرف عن مضمون الموضوع .كنت اتمنى أن يفرد الجانب الاخير من هذه النقطة المزدوجة فهو والله لجديرٌ وحقيقٌ بأن يُسهبُ الكاتب في شرحه - تحريضٌ لأديبتنا القديرة على تداول هذا الموضوع .
17- تحويل الكلام والسوالف إلى نظم شعري واستدعاء فلسفه رغميه .
تفتقر هذه النقطة للرحابة والأريحية إذ تنطلق من المفهوم العلمي البحت لأسلوب النقد بشكلٍ عام وتغفل جانبه الأدبي المعنوي بالتالي لا يمكن ان يكون هذا القول او سواه مما يقع فيه الخلاف قولاً له حصانةٌ مرجعيةٌ كافية بل يتسع الشعر لأكثر من رؤية واكثر رأي . وإن اتفق الفريقين على ان الإسراف في مثل هذه الانماط والاساليب الشعرية يورث الخلل في مكامن النص .
19- استنطاق الزخرفه والتدبيج ومكيجه القصيدة
وهذا أيضاً أقول عنه مثل ما قلت عن ما سبقه فهوفي أصله محل اختلافٍ بين فريقين والزيادة والإسهاب فيه امرٌ مُعابٌ على كل حال .
هذا ما قدرني الله عليه وهو رأيٌ يحتمل من الخطأ بمقدار ما يحتمل من الصحة ومالهدى إلا من عند الله .
وأخيراً لا يسعني قليل ما أعرفه من اللغة لشكر ناقدتنا الكبيرة إذ اتاحت لنا جميعاً الفرصة لتبادل الافكار والحوار فيما ينمي الفكرة والمعلومة .. كما اسألها المزيد المزيد من الإبحار والإفادة .
وكل عام وانتم بخير ...
خلف
سيّدتي الفاضلة - الناقدة المتوهجة / سحايب فيصل
سادتي النداوية الأفاضل ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن تاذني لي فأهنئكِ والأخوة الأفاضل بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وأن يعيده الله علينا وعليكم اعواماً عديدة .
فبعد ...
وإن في نفسي قبل مداولة ما أتيتِ به من نقاطٍ أمرٌ أُحبُ ان أبديه ...
فإن لاقى لديك القبول والسعة كان في ذاك المنى .. وإن ضقتي به فلا تحمّلي القول مالا طاقة له به من فتنة التأويل والتحليل .
فإني قد وجدت في أطروحاتكِ قيمةً لا ينبغي لها ان تتوشّح هذا القدر من الطلسمة والتعتيم الاصطلاحي .. وإني لأعلم يا - سيدتي - أن ما نعته بالمطلسمِ كان بغالب الحال ممثلاً لبعض المصطلحات الادبية والمسميات ... بيد أن ذلك لا يعني بالضرورة أن تكون هذه المسميّاتِ والمصطلحاتِ على ماهي عليه من قيمةِ مفهومةً لدى الجميع إن أخذنا بعين الاعتبار خصوصية علم النقد عامةً وقلة المطلعين على تفاصيله ...
وعليه كنت أحدث نفسي بماهو احرى منكِ أن تشرعي في تحليل المبادئ والمصطلحات العامة وتبسيطها للمتلقي أو على أقل حال أن تأولي ما ترينه مبهماً لغير ذوي الاختصاص من مسميّاتٍ وما إلى ذلك فيسهل على المتلقي استيعابه بمختصر الشرح ومفيد المثال ..
إذ لا يكون توضيح الغامض بماهو اشد غموضاً ولا يكون تحليل المعقّدِ بما هو أكثر تعقيداً ..
فإن رأيتِ .. اختي الكريمة .. أن تنظري في ما أسلفت لما اجد فيه من خير فافعلي .. ولكِ خالص التقدير ...
واما مداخلتي حول طرحك الجمُ نفعهُ النجيبة مآثره لا أحسبها معصومةً وإن اجتهدت ولكن نخلص النية ونبتدر الأوثق ونستعين بخير ما اوتينا من بسيط المعرفة ومتواضع المعلومة . وسأعطف على ما جئتِ به من نقاطٍ للضعفِ في القصيدة بما يحسن مني من تعليقٍ قد لا يعلوا شأنه على أن يكون مجرّد انطباعاً خاصاً .. وقد يكون غير ذاك ..
1- – السردية في المعاني – وضدها الجهد المسرف في التجريد .
ما قرأته عن السردية لا يتفق على انها تعد عيباً ونقطة ضعفٍ في القصيدة - او لنقل العمل الادبي بشكلٍ عام - بل اختلفت الرؤى وتعددت الاقوال ، وكان احسن ما قرأت من الآراء قول من ينكر على النقاد غموض دراساتهم وتطبيقهم الحرفي للمقولات السردية دون الاخذ باعتبار السياقات المتفاوتة بين النصوص وتضاربهم في استخدام المفاهيم .
ولقد وجدتني ميّالاً لرأيٍ وجدت فيه من الإنصاف مالم اجده في ما دونه حيث يدعو لتحليل الأبنية السردية والأساليب والانظمة الدلالية ثم تركيب النتائج في ضوء تصنيفٍ دقيق ومعمّق لمكونات النصوص السردية .
ولا يجوز بكل حالٍ ان نأخذ بالاحكام المطلقة فرّب موضوعٍ كان في السردية له داعٍ وجماليةً ... وقريبٌ من ذاكَ المسرحيات الشعرية والملاحم .
6- الاستطراد في موضوع القصيدة
وهذا أيضاً أراه حكماً مطلقاً لا أحسبه منصفاً على كل الاحوال ، ولعل لي في قصائد المتنبي مثلاً وحجة .
8- الترميز وافتعال الصورة الشعرية
وجدت في هذه النقطة ما يشبهه قول معارضي الحداثة وما ظننت ان تورد هكذا الإبل بل حسب ان إعابة هذا الأسلوب من الإشادة به تنطلي عن ما يعكسه من انطباعات نقدية تحليلية تقوم بالدرجة الاولى على رؤيةٍ واقعيةٍ ومنصفةٍ للإسلوب المذكور من حيث مدلولاته وجمالياته وادواته لا على الرفض المطلق والحكم التعسفي في كل الاحوال من غير تخصيصٍ ولا تنظير .
10- الإسهاب التخيلي الانفعالي دون حكم وامثال تحرك النقلة والوثبة
واما هذه النقطة فرأيي - الذي لا يعبر بالضرورة عن الصواب - بدت على غير ما أريد لها لخللٍ احسبه كان في الصياغة ما اوصل المُراد على حقيقته أو لتصوّرِ ناقص .
بمعنى أننا نتفق على ضرورة تحريك النقلة وحصر الجانب التخيلي الانفعالي غير ان الخطأ في ان نعد ذلك التحريك حكراً بالحكم والامثال فحسب بل كل ما كان له قيمةٌ ومدلولٌ مادي وواقعي .
14- سوء انتقاء القاف للقصيدة واختلاف صوت الحرف عن مضمون الموضوع .كنت اتمنى أن يفرد الجانب الاخير من هذه النقطة المزدوجة فهو والله لجديرٌ وحقيقٌ بأن يُسهبُ الكاتب في شرحه - تحريضٌ لأديبتنا القديرة على تداول هذا الموضوع .
17- تحويل الكلام والسوالف إلى نظم شعري واستدعاء فلسفه رغميه .
تفتقر هذه النقطة للرحابة والأريحية إذ تنطلق من المفهوم العلمي البحت لأسلوب النقد بشكلٍ عام وتغفل جانبه الأدبي المعنوي بالتالي لا يمكن ان يكون هذا القول او سواه مما يقع فيه الخلاف قولاً له حصانةٌ مرجعيةٌ كافية بل يتسع الشعر لأكثر من رؤية واكثر رأي . وإن اتفق الفريقين على ان الإسراف في مثل هذه الانماط والاساليب الشعرية يورث الخلل في مكامن النص .
19- استنطاق الزخرفه والتدبيج ومكيجه القصيدة
وهذا أيضاً أقول عنه مثل ما قلت عن ما سبقه فهوفي أصله محل اختلافٍ بين فريقين والزيادة والإسهاب فيه امرٌ مُعابٌ على كل حال .
هذا ما قدرني الله عليه وهو رأيٌ يحتمل من الخطأ بمقدار ما يحتمل من الصحة ومالهدى إلا من عند الله .
وأخيراً لا يسعني قليل ما أعرفه من اللغة لشكر ناقدتنا الكبيرة إذ اتاحت لنا جميعاً الفرصة لتبادل الافكار والحوار فيما ينمي الفكرة والمعلومة .. كما اسألها المزيد المزيد من الإبحار والإفادة .
وكل عام وانتم بخير ...
خلف
تعليق