إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاثر الفني بين الفنان والمتلقي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاثر الفني بين الفنان والمتلقي

    [ALIGN=CENTER]الأثر الفني بين الفنان والمتلقي




    كتب الفنان عبد المنعم الحسني مقال عن الأثر الفني بين الفنان والمتلقي حيث قال

    (كل صورة عظيمة ترينا شيئاً نبصره بالعين مع شيء ندركه بالبصيرة،فهي تجمع بين البصر والبصيرة )
    ((الكسندر اليوت))
    عندما نتحدث عن الفنون البصر يه لا نملك إلا أن نجدها وسطاً بين إبداع الفنان وتذوق المتلقي .
    ذلك انه إذا سلمنا أن وجود المبدع حتمية أساسية لوجود الفن ، فانه كذلك لا يمكن لأي عمل فنـي أن يترك اثر بدون وجود متلقين يحكمون على جوده هذا العمل الفني ، وإلا لما بقيت الأعمال الفنية الخالدة عبر الأجيال المتعاقبة .إلا أن الفنان رغم انه لسان عصرة ، فهو سابق عليــه في كثير من الحالات ، فهو دائماً من يصنع الجديد و المختلف . الكثير من المعروضات القديمة في بدايتها كانت مستهجنة من المتلقي ولم تلق استحساناً وإعجابا إلا في مرحله متقدمة من عمر هذه الأعمال الفنية .


    يحاول هذا المقال أن يسلط الضوء على الأثر الفني الذي يتركه العمل الفني .أو بمعنى آخر أين يقف العمل الفني بين إبداع الفنان وتذوق المتلقي ؟ ومن يحكم الآخر وعلى ماذا يحتكم الاثنان؟!




    مصطلح العمل الفني




    قبل أن نتطرق إلى الأثر الفني بين المبدع والمتلقي علينا بداية توضيح بعض المفاهيم المتعلقة بالفن والعمل الفني .
    فكثيرة هي التعاريف التي أطلقت على الفن ومعظمها مستمدة من القواميـس الإنجليزية والأمريكية (1). ويأتي هذا التنوع نظراً لموسوعية الكلمة وارتباطها بفروع علمية مختلفة كالفلسفة وعلم النفس والجماليات بل وحتى التاريخ . فالفن مرتبط بالأنشطة الإنسانية المختلفـة وقد قامت كل الحضارات البشرية بلا استثناء على اختلافها وتعددها وتنوع مراحلها بإنتاج أشياء لها وقع خاص على نفوس أصحابها . والسؤال الأبدي الذي يتكرر دائماً هو لماذا قامت كل هذه الحضارات بإنتاج هذه الأشياء التي أعدت أعمالا فنية راقية فيما بعد كعجائب الدنيا السبع؟ هل فقط لأغراض نفعيه بحتة وما يتضمنها من استعراض للقوة وفرض السيطرة ومحاولة البقاء وتحدي الموت بالخلود ، هذه الفكرة المجنونة التي سيطرت (ولا تزال) على كثير من الفنانين والمبدعين . أم أن هناك دافعاً نفسياً آخر لهذا الإبداع عبر مراحل التاريخ المختلفة في التعبير عما يعتمل في داخله من خلجات نفسية ومكنونات عميقة . تؤكد ا لدراسات النفسية الحديثة في أن كلا منا يحمل في طيّاته العميقة بذرة فنية . فالإنسان موهوب بالفطرة ، ولكل منا موهبته الخاصة ، في الشعر، في الرسم ، في الموسيقى ، في الطبخ ، في النجارة ، في الحدادة ، وفي كل أنشطتنا الإنسانية فالفن محبوس في أعماقنا . فإذا لقيت هذه البذرة التوجيه السليم نمت وترعرعت. فالفارق إذن بين الفنان وأي شخص آخر هو أن الأول يطور استعداداته الذهنية والعاطفية والمهارات اليدوية لإنتاج شيء كامن في ذواتنا(2) .



    (العمل الفني بين الشكل والمضمون )




    تتركز الاختلافات ـ حسب نوبلر (1987) ـ في تعريف الفن إلى محورين أساسيين .
    حيث يرى أصحاب المحورالأول أن العمل الفني هو (( وسيله للتعبير ومحاولة لايصال الافكار والخلجات النفسية ))(3).
    أكد على هذا الاتجاه الكاتب الروسي الشهير تولستوي في كتابه ما هو الفن (1896). ويشدد أنصار هذا الاتجاه على مطابقة الأنموذج للوحة المرسومة أو المصورة أو المنحوتة. فجودة اللوحة هنا تتحدد بمدى مطابقتها للواقع سواء في تصويرنا للأشخاص أو الطبيعة. يقول تولستوي في ذلك : الفن هو أن يثير المرء في نفسه شعوراً سبق أن جربه إذ يثيره في نفسه ، يعمد إلى نقل هذا الشعور بواسطة الحركات أو الخطوط أو الألوان أو الأصوات أو الأشكال المعبر عنها بالكلمات . بحيث يصبح جزاء من تجربة الآخرين ، وهذا هو فعل الفن (4) .
    بينما يركز المحور الثاني على أن الفن هو تصميم شكلا ني يسميه رائد هذا الاتجاه وهو الإنجليزي كلا يف بل
    (1913) الشكل الدال (significant form) لذا فقد جاء ثورة على الفن التقليدي التعليمي ، يقول كلا يف بل في ذلك : إن الأشكال إذ تنتظم وتجتمع وفقاً لقوانين معينة مجهولة وغامضة ، تحرك مشاعرنا فعلاً بطريقة معينة وان مهمة الفنان هي أن يجمعها وينظمها بحيث تحرك مشاعرنا . هذه التجمعات والتنظيمات هي ما أطلقت عليه على سبيل التيسير اسم ( الشكل الدال ) (significant form) (5) .
    إذن أنصار الاتجاه الأول تركزون على الجانب التعبيري التواصلي ؛ بينما يؤكد أنصار الجانب الثاني على الجانب التشكيلي للعمل الفني لكن هذا ليس معناه ـ كما يرى البعض ـ أن النظريتين متناقضتين بالضرورة.
    ذلك أن لكل هدفه. فالاثنان يتفقان على أن صورة (الجيوكندا) (ابتسامة المونوليزا) لدافـنـشي عمل فني عظيم
    لكن سر عظمته بالنسبة لأصحاب الاتجاه الأول تأتى من خلال قدرة الفنان على إيصال ونقل المشاعر إلى المشاهد كما جربها الفنان عبر إتقانه لدقة تفاصيل الأنموذج(وجه المرأة).بينما يرى أنصار الاتجاه الثاني أن سر عظمة اللوحة تكمن في قدرة الفنان على تجميع الشكل وتنظيمه وفقا لقوانين معينة بحيث تحرك مشاعرنا تجاهها(6) (انظر شكل :1) . يرى متذوق الفن انه من الضروري أن يشتمل العمل الفني العظيم على العناصر الشكلانية الدالة والتعبيرية التوصيلية في نفس الوقت . فالأشكال تنعش ذاكرتنا المليئة بالأشكال المشابهة كالدوائر والمثلثات والمربعات وغيرها ، هذه الأشكال لها رموز تعبيرية توصيلية أقوى من مجرد المحاكاة الشكلية التقليدية للعناصر والأشكال كما هي في الواقع وان تكن غير مباشرة في بعض الأحيان . (7) (انظرشكل:2)


    (الفنان بين القصدية والتقنية)




    إذا قد يكون العمل الفني وسيلة لإيصال الأفكار أو مجرد تنظيمات شكلا نية لكن الأهم أن يكون الاثنان معاً. ويقف المبدع هنا ليحدد ماذا يريد من عمله الفني ؛ و ما هو الأثر الذي يريد أن يتركه في المتلقي ؟ من هنا كان لابد أن يختار أدواته بناءً على هدفه أو مقصده الفني وليس العكس . معنى ذلك أن يحدد الفكرة أولا ومن ثم يفكر بالتقنية المناسبة لتنفيذ الفكرة . ابسط الأمثلة هنا يمكن أن نطلقها على لوحات ومنحوتات بيكاسو . حيث تعددت أساليب هذا الفنان من الواقعية الجديدة إلى المستقبلية والتكعيبية والتجريدية أو السريالية وغيرها . بل انه أحيانا يمزج بين مدارس فنية مختلفة في لوحة واحدة لإنتاج تجربة جديدة وخلق إيقاع مغاير . انظر إلى الوجوه في لوحة (الجورنيكا) الشهيرة وما تحمله من قساوة وألم وتعاسة بتكعيبات مختلفة لتبين فظاعة الحرب وقسوتها . ولاحظ دقة الخطوط وانسيابها في تصويره للفتاة ذات القلادة (انظر شكل :3). قس على ذلك عددا كبيراً من الفنانين مثل سلفادور دالي وتجاربه وماندريان وكاندنسكي ومان ري. إذن القصد سابق للتقنية وليس العكس . بنا على ما سبق يحاول ناثان نوبلر أن يقدم تعريفاً شاملاً للفن بأنه: (نتاج إنساني يملك شكلاً أو نظاماً معيناً، ويقوم بإيصال التجربة الإنسانية ... ويتأثر بالتحكم الحاذق في المواد المستخدمة في بنائه من اجل إبراز الأفكار الشكلية والمعبرة التي يود الفنان أن يوصلها إلى الآخرين (8).



    (أين الجمال في العمل الفني )




    نرى أن التعريف السابق لنوبلر يخلو من كلمة الجمال والتي دائماً ما تقرن بالعمل الفني لدى الكثيرين.
    ذلك أن العديد منا يرى أن العمل الفني لابد أن يكون جميلاً . لكن بعض الأعمال التي يشاهدونها والتي أقر متذوقو الفن والنقاد بعظمتها ليست جميلة بنظرهم ؛ فهي تبدو قبيحة أو تشعرهم بالخوف أو الانزعاج أو حتى الغثيان . فهل معنى ذلك أن هذه العمال لا تعد أعمالا فنية ؟ يرى نوبلر أن السؤال الذي يجب أن يطرح هو ما المقصود بكلمات مثل قبيح أو جميل؟ (انظر شكل :4) . لو جئنا لمعنى الجمال نجد أن هناك مفهومين أساسيين لهذه الكلمة .
    الأول يرى أن الجمال يكمن في استجابتنا الذاتية بفعل إثارة خارجي . بمعنى أن الإحساس بالجمال موجود في
    ذواتنا ، لكن تأثرنا بشيء ما جعلنا نشعر بالجمال . فهذا الجمال ليس موجوداً في الشيء وإنما يكمن فينا .
    أما المفهوم الآخر فيقول أن الجمال موجود في الشيء ( خارج ذواتنا ) أو كما يسميها نوبلر التجربة نفسها . وعندما تلتقي التجربة الذاتية بالشيء هي التي تثير فينا الحس بالجمال . يؤكد على هذا المفهوم الكسندر اليوت بقوله: فالرائعة ( العمل الفني ) يجب أن تؤخذ كاملة إلى أعماق الوعي ويعاد خلقها هناك من جديد. فهي تسطع في حجرات القلب المظلمة .
    إن المعرفة المجردة قد تلتقط من أي مكان ، أما الفهم فلا يأتي إلا بالتجربة ويفترض بالرائعة أن تكون تجربة . وما لم يجربها المرء فإنه لن يفهمها (9) .
    يؤكد الكثير من علماء النفس على المفهوم الثاني ألا شمل ؛ فالجمالية في العمل الفني لا تأتي من ذواتنا
    فقط لأن ذلك يلغي دور المبدع الذي صنع اللوحة بشكل معين وتكوين وتركيب وأدوات معينة ليستثير بها بصر
    المشاهد وبصيرته.
    لنرجع إلى معاني كلمات مثل جميل وقبيح وهل يمكن أن تطلق على العمل الفني ؟ نجد أن هذه الكلمات إنما تستقي مدلولاتها من الصور الراسخة في أذهاننا ونظم جمالية سابقة ارتبطت في شاشات عقولنا بمقاييس جمالية سابقة . هذه المقاييس الجمالية تختلف من شخص لآخر وتتشكل عبر تراكمات وخبرات وتجارب يمر بها الإنسان .
    أما ما هو جديد فانه يربك هذه النظم الجمالية ونادراً ما يضمها تحت المقاييس السابقة . لذا فان المتلقي حين يشاهد العمل الفني وفي ذهنه النظم الجمالية المتوارثة فانه يفرض على نفسه قيداً أو حاجزاً يسببه له رؤيته المتوارثة عن الجمال ، وبالتالي فان قراءته للعمل الفني تصبح ناقصة ، بدون وعي منه (10) .
    إذن لاحظنا هنا أن الجمال أو القبح كلمات ليست مرتبطة بالفن إلا بقدر ما وهو شخصي جداً، فما هو جميل بالنسبة لي قد لا يعد كذلك بالنسبة لشخص آخر . ومن هنا نرى أن من الضروري للفنان المبدع ألا يتأثر بما توارثه عن أفكار الجمال أو ما يعرفه جمهوره عن الجمال ، لأنه بذلك يفرض على نفسه قيداً يأسره عن الانطلاق في كل ما هو جديد ومذهل ومؤلم أو مزعج أحيانا (11) . يحاول الفنان المبدع أن يصنع تجربة عن طريق خبرته الذاتية وفهمه ووعيه لمعطيات المكان والزمان ومن ثم الاستخدام الواعي للأدوات الفنية لتتم في النهاية
    استثارة المشاهد بالعمل الفني . في ظل ذلك وكلما كان الفنان واعياً لقراراته واضحاً ومحدداً لأهدافه وأفكاره وبعيداً عن التأثر بمغريات الفن الأبدية والمتمثلة بالمال والسلطة والمجد والشهرة والتباهي (12) . انتج فأبدع . هذا الإبداع قد يوصله إلى مكانة راقية في التاريخ الإنساني وقد لا يصل أبدا ؛ لكنه في كل الأحوال يشعر مع نهاية كل لوحة بفرح طفولي يغمره . هذا الفرح هو الاستجابة الذاتية للعمل الفني . أما إذا كانت معروضاته إرضاء للآخرين أو استجابة لطلبات المتنفذين دون وعي أو إفراغ روحي من الفنان على العمل فإن النتائج عادة ما تكون وخيمة والعمل لا يعد كونه عرضاً هزيلاً مصطنعاً.
    لكن هل معنى ذلك ألا نعبأ بالمتلقي ونرمي كل ما يقوله دون التفاته؟ قلنا من البداية أن الفنان بدون متلقي يكون غير معترف به . والفنان كالأطفال يفرح بما أنجز ويحب أن يشاركه الآخرون . فالفطرة الإنسـانية(الطفولية ) تحتم عليه عرض أفكاره على الناس لسماع آرائهم سلباً كانت أم إيجاباً . ولكن السؤال هنا هو من المتلقي الذي نستمع إليه ونحتكم لرأيه؟


    للموضوع بقية

    [/ALIGN]

  • #2
    تابع بقية الموضوع

    [ALIGN=CENTER](العمل الفني بين المتذوق والمتفرج )




    الفرق بين التذوق الفني والفرجة العابرة كما يسميها مصري حنورة (2000) أن التذوق الفني هو ((عملية تقويم لمادة معروضة من طرف على طرف آخر ،أي انه استجابة تقويمية تحمل المتعة من قبل المتلقي لإحدى الأعمال الفنية )) (13) . أما الفرجة العابرة فهي التلقي الاستهلاكي للعمل الفني فتعرضه هنا إنما يكون عبارة عن انفعالات شخصية لحظية عابرة لا يعتمل فيها العقل ولا تختمر فيها العاطفة (14) . فما يهم الفنان هو رأي المتذوق الفني وليس المتفرج العابر . ذكرنا منذ البدء أن كلا منا يحمل في ذاته بذرة فنية ، ولكن نتفاوت في ري هذه البذرة بالماء لتنمو وتزهر. فمنا من يواصل ريها ويعنى بزرعها وصقلها وتقليمها والمحافظة عليها باستمرار ؛ وهذه مرتبة الفنانين. ومنا من يعنى بها في فترة وينساها في فترة أخرى . وهذا قد يكون متذوق للعمل الفني . ومنا من يتركها دون عناية فلا يتأثر بما يرى إلا بحدود سطحية جداً غالباً ما تكون متأثرة بانفعالات شخصية ويتلقى العمل الفني بالصدفة وليس قاصداً عامداً كما هو الحال بالنسبة للمتذوق الفني . إذن المتذوق الفني يأتي وهو يملك استعداداً نفسياً وذهنياً للتلقي . والمبدع هو أول متلقي لعمله وبالتالي أول متذوق له . فبعد اختمار التجربة وتنفيذها تبدأ عملية التذوق الفني للعمل . وهي واحدة من أهم المراحل التي يراعيها الفنان قبل أن يخرج العمل للناس . ذلك أن المبدع في هذه المرحلة يقوم بالمراجعة الشاملة للعمل الفني فيقوم بالتعديل والإضافة أو الحذف أحيانا.
    حدد علما النفس من هو المتلقي ( المتذوق )الذي يمكن الركون إلى آرائه لكن حتى هذا المتلقي يختلف في خصائصه . فهناك المتذوق المتخصص والمتذوق الذي تسوقه بذرته الفنية الطفولية ولكن خبرته الثقافية وتجربته الحياتية لا تزيد عن تحصيله الدراسي دون الاطلاع . برغم هذا التفاوت يرى علماء النفس أن مبادئ التذوق تظل واحدة في حالة انه جاء قاصدا وليس مجرد عابر . ويكمن الإفادة فيما يطرحه من أفكار أو آراء أثناء استمتاعه بالعمل الفني .
    فعملية التذوق الفني تتم بمحاولة الموائمة بين الميول العاطفية لدى المتذوق وإيقاع العمل الفني (1)(انظر شكل:5)
    هنا ينبغي الإشارة إلى انه بقدر تعدد الآراء في العمل الفني وتعبيراته الدلالية كلما كان اكثر خصوبة من العمل المباشر والبسيط حتى وان كان الثاني يحظى بعدد كبير من المعجبين (المتفرجين وليس المتذوقين للعمل الفني)





    تحدث هذا المقال عن الأثر الفني بين الفنان والمتلقي . وفي سياق الحديث عن الأثر الفني تم تحديد مفهوم العمل الفني كوسيلة للتعبير وإيصال الأفكار من جهة وتصميم شكلاني من جهة ثانية . يقوم بالعمل الفني مبدع له خصائص نفسية وذهنية وفكرية يحاول التعبير عنها وترجمتها عبر لوحات فنية بتقنيات مختلفة تعتمد على قصدية (أو الهدف )العمل الفني . والمبدع هو أول متلقي لعمله الفني وأول متذوق له ؛ بعد ذلك يتم عرض العمل على المتذوق الفني ، غير المتفرج الذي يمكن الركون إليه والإصغاء إلى أفكاره وتعليقاته . وهنا يختلف المتلقون باختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والفنية لكنهم يتفقون على محاولة فهم أسرار العمل الفني الذي كلما جاء جديد خصب المعني والأفكار زادت قيمته الفنية ولو بعد حين .







    الهوامش والمراجع
    1- نوبلر, ناثان (1987) حوار الرؤية: مدخل إلى تذوق الفن والتجربة الجمالية, ترجمة فخري خليل, بغداد: دار المأمون, ص: 33.
    2- المرجع السابق, ص: 34.
    3- المرجع السابق, ص: 33, انظر كذلك حسن محمد (بدون سنة), مذاهب الفن المعاصر, الشارقة: مركز الشارقة للإبداع الفكري.
    4- نوبلر, مرجع سابق, ص: 33-34.
    5- بل, كلايف (2001), الفن, ترجمة عادل مصطفى, بيروت: دار النهضة العربية, ص: 41.
    6- انظر عيدابي, يوسف (2001), مرايا الرؤى في شأن بلاغة التشكيل: وقائع ندوة دولية حول الشعرية البصرية, الشارقة, دائرة الثقافة والإعلام.
    7-: نوبلر, مرجع سابق, ص: 38.
    8- اليوت, الكسندر (1982), آفاق الفن, ترجمة جبرا إبراهيم جبرا, بيروت, المؤسسة العربية للدراسات والنشر, ص:32.
    9- نوبلر, مرجع سابق, ص:43.
    10- انظر عبدالحميد, شاكر (1997) العملية الإبداعية في فن التصوير, القاهرة: دار قباء.
    11- انظر اليوت, مرجع سابق, ص: 79.
    13- حنورة, مصرى (2000) علم نفس الفن وتربية الموهبة, القاهرة: دار غريب, ص: 108.
    13- نشير هنا الى أن المتذوق الفني يختلف عن الناقد الفني ذلك أن الناقد الفني يحاول قدر الامكان ألا يقحم الخصائص الذاتية في تقييمه للعمل الفني (انظر حنورة, المرجع السابق, ص: 109).
    14- انظر المرجع السابق: 117.





    كم اتمنى ان ينال الموضوع استحسانكم واعجابكم

    وفي الختام
    تقبلو تحياتي
    اخوكم
    ابن هندي[/ALIGN]

    تعليق


    • #3
      يا مرحبا والله ابراهيم بن هندي

      شكرآ لك على هذه الاضاءه الجميله التي القيت مساحه منها تمثل جانب معرفي وثقافي عميق من خلال مرجعيه كتب تعمقت في قضية الفن وبؤرة دائرة الابداع

      جميع ماسبق هي نظريات معرفيه المتلقي لا يخرج منها بفائده دون التطبيق نحن بصدد الفن التطبيقي ومباشره الاستشعار عن قرب لعملية الابداع وليس كما كان من قبل استشعار عن بعد وقضية مؤلف وكاتب يهرف بما لايعرف ومتلقي شارد ..ورده فعل الذائقه الفنيه قد يحصرها لغة التجسيم والتشخيص للماده المطروحه التي قد تفوق اساسيات المتلقي فينفر منها وقد تكون ابسط من تصورات المتلقي وايضآ ينفر منها التوازن مطلوب
      (الشكل الدال (significant form) لذا فقد جاء ثورة على الفن التقليدي التعليمي ، يقول كلا يف بل في ذلك : إن الأشكال إذ تنتظم وتجتمع وفقاً لقوانين معينة مجهولة وغامضة ، تحرك مشاعرنا فعلاً بطريقة معينة وان مهمة الفنان هي أن يجمعها وينظمها بحيث تحرك مشاعرنا )

      وهل يعقل ان لا تكون البعثرة لغة جمال !!

      لكن هل معنى ذلك ألا نعبأ بالمتلقي ونرمي كل ما يقوله دون التفاته؟ قلنا من البداية أن الفنان بدون متلقي يكون غير معترف به . والفنان كالأطفال يفرح بما أنجز ويحب أن يشاركه الآخرون . فالفطرة الإنسـانية(الطفولية ) تحتم عليه عرض أفكاره على الناس لسماع آرائهم سلباً كانت أم إيجاباً . ولكن السؤال هنا هو من المتلقي الذي نستمع إليه ونحتكم لرأيه؟

      المتلقي الموضوعي المتجرد وهذا بختياري انا وربما هذا يتناقض مع رؤيه كلايف بل حينما ارتكز على الفن التقليدي واتوقع يا اخ ابراهيم بحكم متابعتي لتصورات الاخرين في الحكم على الجماليات الفنيه أن المتلقي fairminded هو الاكثر تجرد وموضوعيه والاحتكام إليه هو عين الصواب


      تحياتي واحترامي لقلمك


      اخلاء مسؤليه ظهرت في بعض المنتديات انتحال لاسمي والمشاركه به
      قلم / سحايب فيصل النقدي والشعري على نطاق الانتر نت لا يكتب الا في منتدى النداوي فقط ومنذ سنوات ولا يتجول في أي منتدى اخر

      تعليق


      • #4
        [ALIGN=CENTER]بسم الله الحمن الرحيم

        مساء الخيرات للاخت ( سحايب فيصل )


        اولاً
        ًاشكرك على مروك الرائع
        كم اتمنى ان لك التوفق والسداد



        ثانيا ً

        لا يفوتني ان اشكر الاخوان المشرفين على هذا المنتدى على تثبيتهم للموضوع متمنياً لهم دوام الصحة والعافية والتوفيق والسداد


        ثالثاً

        قلتي فيما سبق
        (جميع ماسبق هي نظريات معرفيه المتلقي لا يخرج منها بفائده دون التطبيق نحن بصدد الفن التطبيقي ومباشره الاستشعار عن قرب لعملية الابداع وليس كما كان من قبل استشعار عن بعد وقضية مؤلف وكاتب يهرف بما لايعرف ومتلقي شارد ..)





        وانا على علم ان كل ما ذكرنا هي نظريات معرفية بحتة .

        ولكن من المعلون ايضاً ان التدرج في العملية التعليمية لا يأتي من الناحية التطبيقية اولاً بل يأتي من التمكن من الناحية العرفية والتعمق بها قبل العملية التطبيقية







        كما قلتي :
        (ورده فعل الذائقه الفنيه قد يحصرها لغة التجسيم والتشخيص للماده المطروحه التي قد تفوق اساسيات المتلقي فينفر منها وقد تكون ابسط من تصورات المتلقي وايضآ ينفر منها التوازن مطلوب)



        اولا احب ان اضح لك انه ليس من وقف اما العمل الفني يعد من المتذوقين للفن

        وعلى هذا فان الشخص الذي ينفر من العمل الفني لان محتواه يفوق اساسياته فان هذا الشخص لا يعد من المتذوقين للاعمال الفنية لانة لا يحكم على جمال العمل من الناحية العلمية بل يحكم على العمل من الناحية الشخصية والتي تاخذ حكمها من الموروث الجمالي لدي هذا المتلقي ونحن على علم بأن جمل العمل الفني يفوق الاساسيات ( الموروث الجمالي ) لدي المتلقي .


        اما عن الشخص الذي ينفر من العمل لانه ابسط من تصوراتة الجمالية
        فكما قلنا من قبل ان الاشخاص يتفاوتون من ناحية الموروث الجمالي وكذلك يتفاوتون من ناحية تعريفهم للجمال
        وعلى هذا يجب ان يطرح هذا المتلقي رئية في العمل الفني لكي نعرف اين يكمن القصير ................ وليس عليه النفور من العمل لان النفور من العمل من غير نقد ( اذا كان اقل من التصورالجمالي للمتلقي ) من قبل المتلقي يعد قصور في شخصية المتلقي النافر من العمل و لانه في النهاية يجب ان نرى الاثر الفني بين الفنان والمتلقي .



        كما قلتي
        وهل يعقل ان لا تكون البعثرة لغة جمال !!



        من قال هذا ؟


        البعثرةهي لغة من لغات الجمال ولكن الامر يتعلق بالمتلقي نفسة لانه يري ان البعثرة لا يمكن ان تكون جمالاً .

        وقول كلايف بل لا يعارض هذ القول لان كلايف بل يقول (إن الأشكال إذ تنتظم وتجتمع وفقاً لقوانين معينة مجهولة وغامضة ، تحرك مشاعرنا فعلاً بطريقة معينة وان مهمة الفنان هي أن يجمعها وينظمها بحيث تحرك مشاعرنا )

        وهذا صحيح لان التجميع والتنظيم في العمل الفني ليس له قوانين وانظمه محددة وقد يكون وفقاً لقوانين وانضمة مجهوله وغامضة ايضاً

        وعلى هذا تكون البعثر من لغات الجمال ولك بشرط انتكون لغة يحرك مشاعرنا .




        كما قلتي
        المتلقي الموضوعي المتجرد وهذا بختياري انا وربما هذا يتناقض مع رؤيه كلايف بل حينما ارتكز على الفن التقليدي واتوقع يا اخ ابراهيم بحكم متابعتي لتصورات الاخرين في الحكم على الجماليات الفنيه أن المتلقي fairminded هو الاكثر تجرد وموضوعيه والاحتكام إليه هو عين الصواب





        اشكرك على وجهه نظرك الجميلة

        وكل شخص له وجهه نظر في الجمال
        وقد قيل سابقاً ( اختلاف الرئي لا يفسد للود قضية )









        اشكرك على مرورك الرائع






        لك كل الاحترام والتقدير
        تقبلي تحياتي
        اخوكم
        ابن هندي
        [/ALIGN]

        تعليق

        يعمل...
        X