بسم الله الرحمن الرحيم
قد يعلم الكثير من المهتمين بالشعر والادب من شعراء ونقاد ومتذوقين, بأن الشعر أكبر وأشمل من مجرد : "لفظ ومعني" وأن الشعر يشمل أموراً أخري ومنها الشعور والملكة الشعرية وشخصية الشاعر وعقليته بجميع جوانبها.
فالشعر من ناحية فنية بحتة (وليس بالضروره أخلاقية) من المفترض أن يمثل صاحبه ويترجم قدراته وروحه ..
فاللفظ والمعني تمثل ظاهر الشعر وصورته أما روحه وحقيقته فقضية أخري تحتاج الى بحث أدق , وعندما نحاول فعلاً الغوص والتدقيق في ماهية الشعر وروحه يبرز لنا نوعان من الشعر وهما : الشعر المتكلف والشعر المطبوع.
ونقصد بالمطبوع ما نصفه في وقتنا الحاضر "بالشعر التلقائي"
والتلقائيه امر مهم جدا في الشعر عامة وهي أهم في الشعر النبطي خاصة , فالشعر النبطي يستمد جماله وقوة تأثيره من سهولته وبساطته وتلقائيته المحببة للنفس والتي يستمد منها صدق التعبير وشدة التأثير في مشاعر وأحاسيس المتلقي. وهو شعر يلقيه صاحبه بدون تكلف وبكل سلاسة وبدافع قوي مهيج للملكة الشعرية يثير الشاعر إثارة بفعل أحد المؤثرات الداخلية من صميم الذات او الخارجية مثل : الشوق والألم والطرب والغضب , بل ربما أيضاً الشراب أو غيره من المؤثرات المخلة بتوازن العقل وتفكيره وهذا شيء معروف وملاحظ علي مر العصور.
من ناحية أخري فالشعر المتكلف هو ذلك الشعر الذي : يهذبه صاحبه وينقحه بكل حرص وتؤدة ويعيد فيه النظر مرة تلو الأخري , وليس معنى هذا بأن الشاعر المطبوع أو المفطور الغير متكلف لا ينقح أو يراجع شعره بل المقصود هنا ان الشعر المتكلف هو شعر يبالغ صاحبه في تنقيحه ويتعمد كتابته ويباشر بناءه بعقلية قائمة علي مبادئ صناعة الشعر , فكما هو معلوم بأن الشعر له صنعة وأن كثيراً من الشعراء علي مر العصور إتخذوا الشعر كصنعة وتفننوا فيه لدرجة الحذق والإجادة وأخرجوا لنا الكثير من النصوص المبهره من هذه الناحية ولكن, لو عدنا لماهية الشعر الحقيقي ولهدفه الأسمى الذي يدعو الشاعر للجوء إليه كأداة تعبيرية وكمتنفس لما يعتلج في النفس البشرية من مشاعر وأحاسيس , لوجدنا بأن الشعر المطبوع أو التلقائي هو الأجدر بهذه المهمة والأقرب للنفس البشرية المتلقية له , فهناك جفوة كبيرة لا يمكن تجاهلها بين الشعر المتكلف مهما علت مرتبته الفنية وجودته وبين روح المتلقي الواعي.
فالشعراء إذن إثنان :
شاعر متكلف وشاعر مطبوع أو تلقائي
وهذا حسب تقسيم قديم لإين قتيبة العالم العربي المعروف
وهذا التقسيم قائم الى يومنا هذا واعتقد بأنه صحيح بنسبة كبيرة.
في رأيي أننا نستطيع التفريق بين الشعر المتكلف والمطبوع كل حسب قدراته وعمق فهمه للشعر وادواته, كما أن لتجردنا من الاهواء والتفضيلات الخاصة والشللية أيضاً في الحكم علي نصوص الشعراء , عوامل مساعدة علي إعطاء النص حقه من الإهتمام والتقدير له ولشاعرية صاحبه.
الكثير منا يقرأ النص واضعاً في الإعتبار إسم صاحبه الذي يكون ماثلاً أمام عينيه أثناء قراءة النص بل إنه يراه بين ثنايا الحروف ومع كل وقفة بين كل شطر والذي يليه !!
مشكلة أزلية نعاني منها في هذا الزمن ربما أكثر مما عانى منها من سبقنا من شعراء ونقاد ومتذوقين.
وإني لأجزم لو أن بعض نصوص مشاهير الشعراء تم عرضها علينا بدون أسماء أصحابها لما لفتت أنظارنا البته ولوجدنا الكثير منها عادية جداً بل ربما نفر البعض منا من الكثير من المفردات والصور التي نجدها فيها, والعكس صحيح فكثير من النصوص التي أبدعها شعراء مغمورون يجهلهم الكثير منا وربما مرت علينا نصوصهم مرور الكرام او لم تحض بما تستحقه من إهتمام وحفاوة.
هذا الواقع المر أحد أسباب نشأته وإستفحاله في رأيي قضيتنا التي عرضتها هنا وهي : الشعر المتكلف والمطبوع
من يستطيع أن يفرق بينهما ومن يستطيع التعرف علي الشاعر المتكلف والشاعر المطبوع أو المفطور ؟
سؤال أوجهه لكم جميعاً وليس في حاجة الى إجابة بقدر ماهو في حاجة الى مراجعة وإعادة لحساباتنا في النظر للشعر والشعراء ومحاولة ان ننصف الشعر وأهله بكل حيادية وصدق من الوضع الذي تردى فيه هذه الأيام فوالله أنه لمن المؤلم أن نقرأ نصوصاً لبعض الشعراء الذين لمعهم بعض أصحاب المطبوعات وبعض من في يده مقاليد الأمور في الإعلام وغيره , نصوص خاوية متكلفة لا تحرك فينا أي مشاعر ولا تحمل أي قضية أو فكر , وبكل جرأة وعن سابق تصميم وتخطيط يحور ويوجه الذوق العام للمتلقي المغلوب علي أمره في أحيان كثيرة لأن الغالبيه من الناس لا يملكون العلم ولا المعرفة ولا الوعي للتفريق بين الغث والسمين , أقول يوجه الذوق العام للمتلقي لتقبل نوع من النصوص وأسماء معينة من الشعراء على انها هي الشعر الذي يستحق الإحتفاء وعلي أن هؤلاء الشعراء هم النخبة وهو الأجدر بالمتابعة.
وبالطبع فهذا الكلام ينطبق على البعض , وإلا فكما نعرف هناك الكثير من الأسماء الجميلة والنصوص الرائعة المعبرة التي نقرأها ونسمعها هنا وهناك ..
قد يعلم الكثير من المهتمين بالشعر والادب من شعراء ونقاد ومتذوقين, بأن الشعر أكبر وأشمل من مجرد : "لفظ ومعني" وأن الشعر يشمل أموراً أخري ومنها الشعور والملكة الشعرية وشخصية الشاعر وعقليته بجميع جوانبها.
فالشعر من ناحية فنية بحتة (وليس بالضروره أخلاقية) من المفترض أن يمثل صاحبه ويترجم قدراته وروحه ..
فاللفظ والمعني تمثل ظاهر الشعر وصورته أما روحه وحقيقته فقضية أخري تحتاج الى بحث أدق , وعندما نحاول فعلاً الغوص والتدقيق في ماهية الشعر وروحه يبرز لنا نوعان من الشعر وهما : الشعر المتكلف والشعر المطبوع.
ونقصد بالمطبوع ما نصفه في وقتنا الحاضر "بالشعر التلقائي"
والتلقائيه امر مهم جدا في الشعر عامة وهي أهم في الشعر النبطي خاصة , فالشعر النبطي يستمد جماله وقوة تأثيره من سهولته وبساطته وتلقائيته المحببة للنفس والتي يستمد منها صدق التعبير وشدة التأثير في مشاعر وأحاسيس المتلقي. وهو شعر يلقيه صاحبه بدون تكلف وبكل سلاسة وبدافع قوي مهيج للملكة الشعرية يثير الشاعر إثارة بفعل أحد المؤثرات الداخلية من صميم الذات او الخارجية مثل : الشوق والألم والطرب والغضب , بل ربما أيضاً الشراب أو غيره من المؤثرات المخلة بتوازن العقل وتفكيره وهذا شيء معروف وملاحظ علي مر العصور.
من ناحية أخري فالشعر المتكلف هو ذلك الشعر الذي : يهذبه صاحبه وينقحه بكل حرص وتؤدة ويعيد فيه النظر مرة تلو الأخري , وليس معنى هذا بأن الشاعر المطبوع أو المفطور الغير متكلف لا ينقح أو يراجع شعره بل المقصود هنا ان الشعر المتكلف هو شعر يبالغ صاحبه في تنقيحه ويتعمد كتابته ويباشر بناءه بعقلية قائمة علي مبادئ صناعة الشعر , فكما هو معلوم بأن الشعر له صنعة وأن كثيراً من الشعراء علي مر العصور إتخذوا الشعر كصنعة وتفننوا فيه لدرجة الحذق والإجادة وأخرجوا لنا الكثير من النصوص المبهره من هذه الناحية ولكن, لو عدنا لماهية الشعر الحقيقي ولهدفه الأسمى الذي يدعو الشاعر للجوء إليه كأداة تعبيرية وكمتنفس لما يعتلج في النفس البشرية من مشاعر وأحاسيس , لوجدنا بأن الشعر المطبوع أو التلقائي هو الأجدر بهذه المهمة والأقرب للنفس البشرية المتلقية له , فهناك جفوة كبيرة لا يمكن تجاهلها بين الشعر المتكلف مهما علت مرتبته الفنية وجودته وبين روح المتلقي الواعي.
فالشعراء إذن إثنان :
شاعر متكلف وشاعر مطبوع أو تلقائي
وهذا حسب تقسيم قديم لإين قتيبة العالم العربي المعروف
وهذا التقسيم قائم الى يومنا هذا واعتقد بأنه صحيح بنسبة كبيرة.
في رأيي أننا نستطيع التفريق بين الشعر المتكلف والمطبوع كل حسب قدراته وعمق فهمه للشعر وادواته, كما أن لتجردنا من الاهواء والتفضيلات الخاصة والشللية أيضاً في الحكم علي نصوص الشعراء , عوامل مساعدة علي إعطاء النص حقه من الإهتمام والتقدير له ولشاعرية صاحبه.
الكثير منا يقرأ النص واضعاً في الإعتبار إسم صاحبه الذي يكون ماثلاً أمام عينيه أثناء قراءة النص بل إنه يراه بين ثنايا الحروف ومع كل وقفة بين كل شطر والذي يليه !!
مشكلة أزلية نعاني منها في هذا الزمن ربما أكثر مما عانى منها من سبقنا من شعراء ونقاد ومتذوقين.
وإني لأجزم لو أن بعض نصوص مشاهير الشعراء تم عرضها علينا بدون أسماء أصحابها لما لفتت أنظارنا البته ولوجدنا الكثير منها عادية جداً بل ربما نفر البعض منا من الكثير من المفردات والصور التي نجدها فيها, والعكس صحيح فكثير من النصوص التي أبدعها شعراء مغمورون يجهلهم الكثير منا وربما مرت علينا نصوصهم مرور الكرام او لم تحض بما تستحقه من إهتمام وحفاوة.
هذا الواقع المر أحد أسباب نشأته وإستفحاله في رأيي قضيتنا التي عرضتها هنا وهي : الشعر المتكلف والمطبوع
من يستطيع أن يفرق بينهما ومن يستطيع التعرف علي الشاعر المتكلف والشاعر المطبوع أو المفطور ؟
سؤال أوجهه لكم جميعاً وليس في حاجة الى إجابة بقدر ماهو في حاجة الى مراجعة وإعادة لحساباتنا في النظر للشعر والشعراء ومحاولة ان ننصف الشعر وأهله بكل حيادية وصدق من الوضع الذي تردى فيه هذه الأيام فوالله أنه لمن المؤلم أن نقرأ نصوصاً لبعض الشعراء الذين لمعهم بعض أصحاب المطبوعات وبعض من في يده مقاليد الأمور في الإعلام وغيره , نصوص خاوية متكلفة لا تحرك فينا أي مشاعر ولا تحمل أي قضية أو فكر , وبكل جرأة وعن سابق تصميم وتخطيط يحور ويوجه الذوق العام للمتلقي المغلوب علي أمره في أحيان كثيرة لأن الغالبيه من الناس لا يملكون العلم ولا المعرفة ولا الوعي للتفريق بين الغث والسمين , أقول يوجه الذوق العام للمتلقي لتقبل نوع من النصوص وأسماء معينة من الشعراء على انها هي الشعر الذي يستحق الإحتفاء وعلي أن هؤلاء الشعراء هم النخبة وهو الأجدر بالمتابعة.
وبالطبع فهذا الكلام ينطبق على البعض , وإلا فكما نعرف هناك الكثير من الأسماء الجميلة والنصوص الرائعة المعبرة التي نقرأها ونسمعها هنا وهناك ..
تعليق