الأخوة الأفاضل
سلام الله عليكم جميعا
إنه لمن نافلة القول أن أشير إلى أن للشعر عند العرب مكانته التي لم ولن يدانيه فيها فن آخر من الفنون الأدبية
والتاريخ الطويل للشعر منذ عهد امرئ القيس بل وقبله وحتى عصرنا هذا كل ذلك يؤكد سمو المكانة التي حظي بها
الشعر والشاعر وحفظ العرب لكثير من شعر شعراءهم من أمثال شعراء المعلقات وغيرهم دليل على ذلك الاهتمام
وتلك الحظوة ، إما في عصرنا هذا فليس أدل على ذلك من هذا الزخم الذي نعيشه الآن وهو افتتان الناس بقول الشعر
وسماعه والانتساب إليه الأمر الذي جعل كثير منهم يحرص أشد الحرص على أن ينسب إلى الشعر أو أن ينسب إليه
الشعر بل ويستميت في هذا الشأن أشد الاستماتة ولكن وللأسف الشديد كان لهذا الأمر أثاره العكسية على الشعر
وأهل الشعر فقد تسببت الوجاهة التي حظي بها الشاعر في هذا العصر بأن ولج باب الشعر أقوام ليس لهم في الشعر
ناقة ولا جمل فأجرموا في حق الشعر طلبا في هذه الوجاهة فصبوا قصائدهم حينا وقصائد غيرهم أحيانا أخرى
صبوا هذه القصائد في آذان الناس وفي أعينهم صبا حتى طغت وأصبحت هي الأصل والقاعدة وما سواها هو
الخارج عن الأصل والشاذ عن القاعدة ومع مرور الأيام وكثرة المعروض من هذا الغثاء استمرأ عامة الناس
والشباب منهم خاصة هذا المسخ فظنوه شعرا راقيا عصريا وأدبا رفيعا عليّا فكانت النتيجة المريرة أن فسدت
الأذواق وعشيت الأبصار وماتت الحاسة الفنية عند كثير من الناس أو كادت والذي يعايش هذه الأمور عن قرب لن
يجد كثير عناء في إدراك ذلك .
إن كثيرا من الناس لم يعد لديه القدرة على التمييز بين القبيح والحسن بل لقد طغى الأمر فأصبح الكثير الكثير يستقبح
الحسن ويستحسن القبيح والمشتكى إلى الله ورغم ما أسلفناه فأن ذلك لا ينفي وجود الجيد سواء من الشعر أو من قائليه
ومتذوقيه ولكن ما ذكرناه هو الغالب الأعم ولا سيما من فئة الشباب حديثي الأسنان ، وإذا كان هذا هو الواقع فأن
هناك سؤال يجب أن نشارك جميعا في الإجابة عليه ، ما هو مستقبل الشعر في ضوء واقعه اليوم ؟ قضية نطرحها
للنقاش والنقاش الجاد .
وللجميع مني خاص التحية
أخوكم
صايد الفوايد
سلام الله عليكم جميعا
إنه لمن نافلة القول أن أشير إلى أن للشعر عند العرب مكانته التي لم ولن يدانيه فيها فن آخر من الفنون الأدبية
والتاريخ الطويل للشعر منذ عهد امرئ القيس بل وقبله وحتى عصرنا هذا كل ذلك يؤكد سمو المكانة التي حظي بها
الشعر والشاعر وحفظ العرب لكثير من شعر شعراءهم من أمثال شعراء المعلقات وغيرهم دليل على ذلك الاهتمام
وتلك الحظوة ، إما في عصرنا هذا فليس أدل على ذلك من هذا الزخم الذي نعيشه الآن وهو افتتان الناس بقول الشعر
وسماعه والانتساب إليه الأمر الذي جعل كثير منهم يحرص أشد الحرص على أن ينسب إلى الشعر أو أن ينسب إليه
الشعر بل ويستميت في هذا الشأن أشد الاستماتة ولكن وللأسف الشديد كان لهذا الأمر أثاره العكسية على الشعر
وأهل الشعر فقد تسببت الوجاهة التي حظي بها الشاعر في هذا العصر بأن ولج باب الشعر أقوام ليس لهم في الشعر
ناقة ولا جمل فأجرموا في حق الشعر طلبا في هذه الوجاهة فصبوا قصائدهم حينا وقصائد غيرهم أحيانا أخرى
صبوا هذه القصائد في آذان الناس وفي أعينهم صبا حتى طغت وأصبحت هي الأصل والقاعدة وما سواها هو
الخارج عن الأصل والشاذ عن القاعدة ومع مرور الأيام وكثرة المعروض من هذا الغثاء استمرأ عامة الناس
والشباب منهم خاصة هذا المسخ فظنوه شعرا راقيا عصريا وأدبا رفيعا عليّا فكانت النتيجة المريرة أن فسدت
الأذواق وعشيت الأبصار وماتت الحاسة الفنية عند كثير من الناس أو كادت والذي يعايش هذه الأمور عن قرب لن
يجد كثير عناء في إدراك ذلك .
إن كثيرا من الناس لم يعد لديه القدرة على التمييز بين القبيح والحسن بل لقد طغى الأمر فأصبح الكثير الكثير يستقبح
الحسن ويستحسن القبيح والمشتكى إلى الله ورغم ما أسلفناه فأن ذلك لا ينفي وجود الجيد سواء من الشعر أو من قائليه
ومتذوقيه ولكن ما ذكرناه هو الغالب الأعم ولا سيما من فئة الشباب حديثي الأسنان ، وإذا كان هذا هو الواقع فأن
هناك سؤال يجب أن نشارك جميعا في الإجابة عليه ، ما هو مستقبل الشعر في ضوء واقعه اليوم ؟ قضية نطرحها
للنقاش والنقاش الجاد .
وللجميع مني خاص التحية
أخوكم
صايد الفوايد
تعليق